تعدّدت آراء الشارع الجزائري، عشية الجولة الأخيرة من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، فهناك من رأى في صعود ''هولاند'' إلى سُدّة الحكم؛ فرجًا للجزائريين من الممارسات الدنيئة التي تلعبها فرنسا ضد الجزائر، فيما أكد آخرون أنه سواء أكان هولاند أو ساركوزي، فالنتيجة واحدة، مفادها أنه مهما كان الشخص الذي يحكم فرنسا، فالجزائر لن تسلم من شرورها.ولمعرفة آراء الجزائريين عن قرب، حول الانتخابات الفرنسية، قامت ''النهار''، باستطلاع آرائهم، التي كانت تحمل العديد من التحاليل المعمّقة، ومرجعيات حول العلاقات الثنائية بين فرنسا-الجزائر، التي لن تعرف طريقا إلى الإنفراج، إلا بعد الإعتذار، تحدثت ''النهار'' إلى 30 شخصا، 92منهم، كانوا في كفة هولاند مقابل شخص واحد اختار ساركوزي.
''يربح ساركو.. يولّوا ولاد بلادي''
كان من بين الأشخاص الذين التقتهم ''النهار''، الشاب ''م. ك'' من حيدرة، أكد لنا أنه يفضل فوز نيكولا ساركوزي، بعهدة ثانية، كونه لم يأخذ الفرصة الكاملة، لممارسة السياسة، لتزامن عهدته مع الأزمة الكبيرة التي شهدتها فرنسا، مما ضاعف من حدة المشكلات المطروحة في فرنسا، التي لا يمكن معالجتها في ظرف وجيز، وقال: ''فوز ساركوزي بعهدة ثانية، يُعدّ فرصة مواتية لعودة المهاجرين الجزائريين إلى البلاد، لأن الجزائر في حاجة إلى كل أبنائها وطاقاتها، لأن سياسة ساركوزي ضد المهاجرين، على الرغم من أنه واحد منهم''.
''بيننا وبين فرنسا بحر دم''
إلا أن ''ن. م''، مهندس بناء، قال: '' بيننا وبين فرنسا بحر من الدماء، لقد قتلت أبرياء خلال الاستعمار، ولم تكلّف نفسها عناء الإعتذار عما فعلوه بنا''، وواصل، ''فرنسا مجرمة، وأيا كان الرئيس الذي سينتخبه الفرنسيون، فالنتيجة صفر، كون ساركوزي استغل في حملته السابقة ورقة الإعتذار من الجزائر عن جرائم فرنسا، إلا أنه بعد انقضاء عهدته، لاوجود لأي شيء ملموس''، تنهدّ وقال: ''عندو الحق سيدي بومدين كي قال بينّا وبينهم بحر من الدم ما يتنساش''.
وراء كل فوضى ساركوزي
أما، السيد محمد، 66 سنة، الذي يقطن بالأبيار، فأكد على فشل ساركوزي في قيادة فرنسا، كونه كان تقريبا المتسبّب في الفوضى التي حصلت في ليبيا، كما حاول نقلها إلى الجزائر عدّة مرات، لكن تفطّن الجزائريين أوقف امتدادها إلى الجزائر.
وتدخلت سيدة أخرى وقالت بنبرة غاضبة، ''أفضل فرانسوا هولاند، لأن سياسته تلائم الجزائريين كثيرا''، وأضافت، ''ساركوزي عنصري كثيرا وفوزه بعهدة رئاسية ثانية يشكّل خطرا على المهاجرين، خاصة وأنه كان يقف وراء المشكلات الكثيرة التي عانوا منها، فهو لا يتوانى في الهجوم باستمرار عليهم بكل الطرق، وأكبر دليل هي حادثة تولوز التي اتخذها ساركوزي لزيادة الضغط على الجزائريين خاصة، والمسلمين عامة، بعد أن حمّل محمد مراح مسؤولية المجزرة التي ذهب ضحيتها 4 أشخاص في مدرسة يهودية''
الطلبة الجزائريون يفضّلون اليسار الفرنسي
أما الزائر لجامعة دالي إبراهيم بالعاصمة، يقف على آراء الطلبة الجزائريين، التي مالت إلى اليساري هولاند، إذ قال طالب في السنة الرابعة بجامعة دالي إبراهيم، ''آن الأوان ليُمثّل اليسار في فرنسا، بعدما سيطر اليمين المتطرّف على الحكم 16 سنة، وما جنيناه إلا طلبات مرفوضة بالجملة لدخول فرنسا، وتضييقات رهيبة، فضلا عن تحوّل الجزائريين إلى وصمة، تُنسب إليها كل الجرائم في كل مرة تقع، ولكن الذنب يقع علينا، عوض أن نساند جزائرنا الغالية، تحوّلنا إلى خادمين تحت أقدام مجرمين، قمعوا شعبا كاملا، وأسالوا دماء أكثر من مليون شهيد''.
''هولاند يحب المهاجرين ''
كما أكد طالب آخر من معهد علوم الإعلام والاتصال، ''يجب أن لا ننسى أن ديانة ساركوزي اليهودية هي التي تحرّضه على التهجّم على كل ما هو مسلم، ولهذا تواجده في السلطة لا يساعد المغتربين الجزائريين، ونحن كطلبة نفضل تواجد فرانسوا هولاند في الحكم، خاصة من أجل المهاجرين هناك، حفاظا على مصلحتهم''.