احتجز حرس الحدود المغربي، أول أمس، بالنقطة الحدودية المسماة وادي كيس 19 كشافا جزائريا كانوا بصدد أخذ صور تذكارية، قبل أن يتم اعتقالهم على الشريط الحدودي الفاصل بين الجزائر والمغرب، وتحديدا داخل وادي كيس الذي يقع ما بين شاطئ مرسى بن مهيدي وشاطئ السعيدية في المملكة المغربية، وحسب مصادرنا فقد تم اقتياد 19 كشافا من فوج براقي بالجزائر العاصمة إلى مركز الشرطة للتحقيق معهم ما أثار حالة استنفار قصوى داخل القيادة العامة للكشافة الإسلامية، حيث تم تشكيل خلية أزمة لاتخاذ الإجراءات المناسبة، كما ساهمت الإشاعة التي تم الترويج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي في كون الجيش المغربي قام باختطاف 20 كشافا جزائريا حالة من القلق والهلع في أوساط عائلات صغار الكشافة الإسلامية المتواجدين بمرسى بن مهيدي في إطار المخيمات الصيفية.
وأثارت الحادثة موجة من الإستياء بعد التأكد أن الأمر يتعلق باحتجاز وليس اختطاف مثلما روجت له الإشاعة، التي من شأنها أن تزيد من توتر العلاقات المغربية الجزائرية، في الظروف التي تمر بها المنطقة، وقد تم الإفراج لاحقا عن الكشافة المحتجزين، وعن الحادثة أكد مصدر مطلع أن الفوج الكشفي المشكل من الـ19 كشافا جزائريا أرادوا أخذ صور تذكارية من وسط الوادي على امتداد بضعة أمتار من التراب المغربي، بدون علم منهم أنهم قد تجاوزوا الشريط الحدودي الذي يقع بالقرب من محاذاة ودي كيس، ليتم اعتقالهم وإحالتهم إلى مركز الشرطة ومن المرجح أن يتم اتهامهم بالهجرة غير شرعية، إذ تبقى هذه الفرضية جد قائمة حيث سبق للسلطات الأمنية المغربية، أن وجهت تهمة الهجرة غير شرعية للعديد من الحالات كان أخرها ثلاثة شبان ينحدرون من مدينة سبدو بتلمسان، تم إلقاء القبض عليهم أثناء أخذهم لصور تذكارية بالقرب من وادي كيس، وتم الاستماع لأقوالهم في محاضر قبل أن يتم إخلاء سبيلهم بعد ذلك، وغيرها من الحالات الأخرى التي يقع فيها المصطافون الجزائريون.
ويعد وادي كيس فضاء يلتقي فيه المغاربة بالجزائريين، حيث يتم تبادل أطراف الحديث فيما بينهم وكلمات الترحيب، خاصة وأن الحد الفاصل ما بين المغرب والجزائر في هذه النقطة الحدودية لا يتجاوز بضعة أمتار، كما أن تواجده في مدخل شاطئ مرسى بن مهيدي ومن الجهة الأخرى بمدخل شاطئ السعيدية، ساهم بشكل ملحوظ في توافد المئات من المصطافين، حيث يتم أخذ صور تذكارية بالقرب من الأعلام الجزائرية والمغربية، كما يعتبر لدى العديد من العائلات الجزائرية والمغربية مكانا مفضلا لتبادل التحيات، وأيضا اللقاءات فيما بينهم بعد تحديد مواعيد مسبقة.