في اتصال هاتفي به أمس، أكد رابح سعدان لـ “الهدّاف” أنه يفضّل الرّاحة على أن يعمل في أي فريق في الوقت الحالي خاصة في الجزائر،
إذ اعترف أن الأمور ليست بخير على صعيد الكرة الجزائرية.. وقال: “ما نشاهده من أعمال عنف في الملاعب يجعلني أؤكد أن الوضع ليس على ما يرام، وهو الأمر الذي يدفعني لأرتاح في بيتي على أن أفكر في العودة إلى التدريب”. أما عما إذا كان يفكر في تجربة أخرى خارج الوطن، ردّ علينا “الشيخ” بالقول: “الآن لا أفكر... ربما في وقت لاحق سأدرس هذه الفكرة، أما الآن فأفضل الراحة”.
“اتصلنا بـ فغولي عدة مرات، لكن الظروف جعلته يرفض”
وقد سألنا سعدان في البداية عن فغولي وسبب عدم قبوله الاستدعاء لما اتصل به لأول مرة، فرد قائلا: “صحيح أننا تكلمنا معه عدة مرات واتصلنا به، لكن لم يتمكن من تلبية الاستدعاء، فقد كانت هناك ظروف وضغوطات بدرجة أولى جعلت التحاقه بالمنتخب يتأخر، أنا لا أقول أنه لم يكن مستعدا لتلبية الدعوة والمجيء، لكن كانت هناك ظروف خاصة أكبر منه”. ولما أردنا معرفة السبب أكثر، أكد لنا قائلا: “القرار ليس بيد لاعبين في وضعيته، فهناك عوامل أخرى محيطة مثل العائلة، المحيط والفرق التي يلعبون لها، فضلا عن الضغوط بشكل عام التي تجعل من اللاعب لا يكون حرا، لو كان حرا ربما لأعطى الموافقة وانضم من قبل”.
“كان من المفروض أن يشارك في المونديال ومجيئه الآن لم يفاجئني”
وأضاف سعدان يتكلم عن فغولي بتأكيده أنه أراد الحصول على خدماته وسعى إلى ذلك رفقة الاتحادية، لكن الظروف شاءت غير ذلك، وقد عادت به الذاكرة إلى الوراء عندما قال: “أتذكر أنه قبل كأس العالم تعرض إلى إصابة خطيرة واختفى ولم يلعب، وهو ما جعل موضوعه ينتهي إلى أن التحق من جديد بالمنتخب”، لكن قبل ذلك يقول: “تمنينا أن نمنح له الفرصة في المونديال، لكنها لم تكتب له وكانت من نصيب لاعب آخر”. وعما إذا كان قد تفاجأ لما قبل الانضمام إلى المنتخب مؤخرا، قال سعدان أنه لم يستغرب ذلك لأن اللاعب قام باختياره.
“براهيمي لم يلتحق بنا لأن الاتحادية الفرنسية ضغطت عليه”
أما بخصوص موضوع براهيمي ياسين لاعب “ران”، والذي تنقل إلى معاينته ودوّن اسمه في مفكرته شهر مارس 2010، فقد استغلينا الفرصة لنسأل سعدان عن السبب الذي جعل الأخير لا يلتحق وإن كان قد رفض الدعوة أم ما الذي حصل، فكانت الرواية الرسمية على لسانه: “هذا اللاعب لم يكن مترددا في قراره، لكنه تجنب مشكلة وقال “خلي نطيّش عليّ”، قصة المنتخب الجزائري أفضل من أن تحصل مشاكل كبيرة لأن الاتحادية الفرنسية ضغطت عليه وعلى فريقه، وهو الأمر الذي جعله لا يلعب معنا كأس العالم، وقد حصل هذا بعد أن تنقلت بنفسي لمشاهدته وأعجبني مستواه وصرحت بذلك في وقت ما، وهو ما جعلنا نتفهم موقف اللاعب لأن الظروف كما قلت لك كانت أكبر منه”.
“الفرنسيون أحدثوا ضجة وبراهيمي خاف وتنازل عن فكرة اللّعب معنا”
وواصل سعدان كلامه قائلا عن لاعب منتخب آمال فرنسا: “استدعاء براهيمي كان سيتم، لكن الضغوط التي قام بها الفرنسيون جعلت الأمور لا تكتمل كما أردنا، لاسيما أنه لما أبدينا اهتمامنا به ثارت فوضى بشأن اللّاعبين مزدوجي الجنسية، وقتها قام بها الفرنسيون الذين لم يتقبلوا كيف أنهم يكوّنون لاعبين في مراكزهم ونحن نأخذهم منهم بعد تغيير القوانين، وتتذكرون الحملات الإعلامية التي قاموا بها، وهنا وجد اللاعب نفسه وسط ضوضاء كبيرة خاصة أنه يمثل منتخب فرنسا، وهو ما جعله يتنازل عن الفكرة رغم أنه في الواقع لم يكن ضد المجيء وهو ما لمسته منه”، ولما سألنا سعدان إن كان قد أعطاه الموافقة لما زاره وهو يلعب لفريق “كليرمون”، نفى ذلك لكن من سياق الحديث فهم أنه لا يعارض الانضمام.
“المنتخب الآن أفضل من الفترة التي كنت فيها”
وأضاف سعدان في هذه النقطة يقول: “كل واحد حر في قراراته، فلا يمكن أن ترغم لاعبا على المجيء، فغولي مثلا في وقت ما منعته الظروف والآن جاء ومرحبا به، صحيح أننا حاولنا معه ومع براهيمي، لكننا جلبنا لاعبا آخرا مكانه لما رفض”، قبل أن يضيف بالقول: “الشيء الذي أؤكد عليه أننا وقتها جلبنا لاعبين ممتازين من الناحية الفنية وقمنا بتشبيب المنتخب من خلال لاعبين مستواهم ممتاز، لكن أؤكد أن الوضعية الحالية للمنتخب من الناحية الفردية أفضل بكثير من الفترة التي كنت متواجدا فيها”.
“لا أريد أن أكون في وضع حليلوزيتش حتى لا أتكلم
عن زياني”
وفي موضوع التشبيب، سألنا سعدان عن موقفه من إبعاد زياني خاصة أن الناخب الوطني حليلوزيتش فضّل فغولي عليه بحكم السن، فكان موقفه كالتالي: “لا أريد أن أكون مكان حليلوزيتش لأنه المدرب وله سياسة تقنية يسير عليها، فلكل واحد منا سياسته وشخصيته، وكل واحد بيني وبينه له نظرة للأمور بخصوص هذا الموضوع، وفي رأيي حليلوزيتش هو المسؤول الوحيد عن قرار كهذا، فلو كنت في مكانه كان يمكن أن أجيبكم عن هذا السؤال، أما وأنا بعيد فلا يمكنني أن أضع نفسه مكانه”، مضيفا: “المسؤول الوحيد هو حليلوزيتش، فله الحرية في اتخاذ القرارات التي يريد، أما أنا فلدي رأيي في الموضوع لكن احتفظ به لنفسي”.
“لا وجود لتقارير سوداء ضد عبدون
وعودته بيد حليلوزيتش”
وبخصوص قضية لاعب أولمبياكوس اليونلني عبدون، قال سعدان أنه لا يملك موقفا سلبيا منه، بل أشاد بتصرفاته (طالع أيضا الحوار) وقال أنه لم يسبق وأن حصلت معه مشكلة حتى وإن كان لم يمنحه فرصة اللّعب كثيرا، معتبرا أنه مختلف تماما من حيث شخصيته عن جبور. ولم يتردد محدثنا في أن يصفه بـ “الملتزم دينيا”، مشيرا إلى أن ذلك ساعده أن يعطي عن نفسه صورة طيبة. أما عن سبب عدم استدعائه إلى المنتخب منذ مدة وإن كان ذلك بسبب تقارير سوداء كتبت عن سوء انضباطه، قال أنه لا يملك فكرة عن الموضوع قبل أن يردف قائلا: “موضوع استدعائه من صلاحيات حليلوزيتش وفق نظرة فنية لا أكثر ولا أقل”.
“شاوشي كانت له مشاكل وكل مدرب ومرحلته”
كما تحدث سعدان عن موضوع الحارس شاوشي الذي أبعد في وقته، إذ قال لنا: “كل وقت ووقتو كما يقال، لكن هذا الحارس الشاب كان من اللاعبين الذين لهم مشاكل بسبب بعض التصرفات، لكنه في المقابل يملك إمكانيات كبيرة، فقد حاولنا أن نوظفها لمصلحة المنتخب، بالنسبة لي المنتخب انتهى في سبتمبر 2010 وبعد تلك الفترة هذا الحارس لعب في سطيف والآن هو في المولودية، وله مدرب أعاده إلى المنتخب (يقصد حليلوزيتش)، وكما يقال كل مدرب ومرحلته ولا يمكنني أن أتحدث عن مرحلة غير مرحلتي”.
“الحكم على حليلوزيتش سيكون بعد أشهر
وليس الآن”
أما بخصوص رؤيته للمنتخب الوطني في عهدة حليلوزيتش، خاصة بعد البداية القوية للفرانكو بوسني الذي حقق 3 انتصارات وتعادلا في 4 لقاءات، قال “الشيخ”: “هو الآن في مرحلة جديدة وتحديدا في بدايتها، فتصفيات كأس إفريقيا 2013 انطلقت لتوها من خلال مباراة غامبيا في انتظار لقاء العودة، كما أن هناك مباريات في الانتظار في تصفيات كأس العالم 2014 وهي أصعب بكثير، ما هذه إلا بداية”، قبل أن يضيف: “أي حكم الآن فهو متسرع، علينا أن ننتظر عدة أشهر أو سنة حتى نتمكن من تقييم ما قام به المنتخب مع المدرب الجديد”.
“الفيفا استمعت إليّ بشأن إلغاء المباريات شهر أوت وهذا انتصار للكفاءة الجزائرية”
أما بخصوص قرار “الفيفا” بعدم برمجة مباريات دولية خلال شهر أوت، وهو ما كان قد طالب به من قبل، فرد سعدان على ذلك قائلا: “هذا أمر مفرح لأن “الفيفا” استمعت إلى نداءاتنا المتكررة لما أكدت في أكثر من ملتقى- لاسيما في القاهرة- أن لعب لقاءات شهر أوت منهك للاعبين فمتى يرتاحون؟... كما قلت ذلك في اجتماع أمام المدراء الفنيين لمنتخبات أوربية شاطروني الرؤية نفسها، و باعتراف خبراء “الفيفا” أن الأمر مضر، فإن نداءاتنا وصلت وأكد الإتحاد الدولي أن نظرتنا كانت صحيحة، وهو انتصار في رأيي للكفاءة الجزائرية”.