لكل في الجزائر يعرف بلال اللاعب والآن هم يعرفون بلال المدرب، لكن الكل يرغب في معرفة بلال الشخص والمواطن الجزائري في رمضان؟
أنا جدّ عادي في رمضان، أصومه في
ظروف جيدة للغاية والحمد لله، أعترف أنّ الحرارة أثّرت فيّ بعض الشيء
مثلما أثّرت في كل الصائمين خلال هذا الشهر، لكنّ علينا ألا نشتكي لأنه ليس
شهر الصيام على الأكل وفقط، بل هو شهر التحمّل، شهر العبادة، التوبة
والغفران وعلينا أن نعطي الشهر حقه لأنه ليس ككل الأشهر.
“غالبك أم غالبو”؟
“والله والو”، أنا في حالة جيّدة للغاية ولا توجد أسباب تجعلني أفقد تركيزي أو صوابي في رمضان.
نعرف أنّ بلال يدخّن، فهل تتأثر من دون سيجارة طول اليوم؟
مقارنة بما كنت عليه في السابق أعترف أني صرت لا أدخّن كثيرا.
كم من علبة بعد الإفطار؟
(يضحك)
كم من علبة؟ يعني أني أدخن أكثر من “باكي”… لا، صراحة أحيانا علبة ولا
أكملها، وصدقني أنا أسعى للإبتعاد عن التدخين نهائيا، والله لا أدري كيف
تعلّمنا ذلك.
قلق أم هادئ؟
هادئ للغاية اليوم بعدما توقفت عن ممارسة كرة القدم.
يوم كنت لاعبا كنت سريع النرفزة؟
نعم
كنت سريع القلق عندما نلعب المباريات في رمضان، لو نسترجع توقيت اللقاءات
التي كنا نلعبها تجد أننا كنا نلعب على الساعة الواحدة زوالا ونحن صيام،
الأمر غير معقول ولحدّ الآن لم أفهم كيف كنا نلعب نهارا على الواحدة، وفي
ظل حرارة شديدة لا تطاق، وأريد أن أضيف شيئا…
ما هو؟
أتذكر أن
اللقاءات التي كانت تجمعنا بوداد تلمسان كانت تبرمج دوما في منتصف النهار
بسبب موعد رحلة العودة إلى العاصمة، وتصوّر كيف سيكون حال أي لاعب وهو صائم
عندما يلعب مباراة في منتصف النهار في ظل حرارة شديدة “تقتل”، أكيد تتقلق
لكن الحمد لله اليوم وبعدما تحوّلت إلى مجال التدريب أنا جدّ هادئ.
كسول أم نشيط؟
لست
كسولا، لكن بما أننا نتدرّب ليلا وننهي الحصة التدريبية في ساعة متأخرة،
فإنّ ذلك يجعلك لا تنام الليل، أنا شخصيا أسهر إلى الصباح، أصلي الفجر،
أقرأ القرآن وبعدها أنام نصف النهار وأنهض قبل الظهر بطبيعة الحالي كي أؤدي
صلاتي.
أنت من النوع الذي يتشابك في رمضان مع الآخرين؟
لا لست كذلك،
قلت لك أنا هادئ وأتحكم في أعصابي وعندما يمازحني أحد لا أقع في فخّه، لكن
عندما يتمادى في تصرفاته (يضحك) أتفاداه وأقول اللهم إني صائم… أنا أبعد
البلاء عنّي.
إلى من تفتقد في رمضان الحالي؟
ليس في رمضان فقط بل في
هذه الدنيا كلها، أفتقد إلى والدتي رحمها الله، صدّقني منذ وفاتها سنة 2002
لم تفارق ذاكرتي ولو لحظة، هي أعزّ شخص امتلكته وأحببته غادرتني، لذلك لم
يكن من الصعب عليّ نسيانها، وأتذكر أنها غادرت الحياة رحمها الله ثلاثة
أيام قبل شهر رمضان، وها أنا أصوم عاشر رمضان من دونها، وما عدا ذلك لا
أعتقد أني أفتقد لشيء آخر.
كم كان عمر بلال يوم صام لأوّل مرة؟
منذ
ولادتي وجدت الوالدين يصليان ويقومان بواجباتهما الدينية على أكمل وجه،
سواء الوالدة رحمها الله أو الوالد ربي يطوّل في عمرو، ومن الطبيعي أن يكبر
أبناؤهما على الدين والطاعة، ومن المنطقي أيضا أن يحثّا ويشجّعا أبنائهما
على الصيام مبكّرا، وأنا شخصيا صمت لأوّل مرة إن لم تخني الذاكرة بداية من
سن السادسة أو السابعة، فقد كنت أصوم يوما وأفطر يومين مثلا وهكذا، حتى
تعوّدت على صيامه كله.
تتذكر يوما أفطرت فيه؟
كيف أفطر وأنا كبير؟ أنت “مهبول” في حياتي لم أفطر وأنا راشد.
أقصد وأنت شاب أو وأنت صغير؟
ككل
الصغار يوم بدأنا نصوم لأول مرة، كنا نفطر بطبيعة الحال خفية على
الوالدين، وخفية على من هم في سنّك، لكن وأنا “نعرف صلاحي” لم أفطر، أنا
أخاف خالقي.
لا تقل لي أنك لم تفطر وأنت لاعب في إحدى تنقلاتك خارج الوطن مع المنتخب الوطني أو إتحاد العاصمة؟
بلى،
هنا أعترف أننا أفطرنا، لكن بفتوى شيخ من الشيوخ وإلا ما كنت لأفطر، لا
يمكنني أن أفطر من دون فتوى “الواحد ما يلعبش برمضان”، كان ذلك سنة 1996
بجنوب إفريقيا حين أفتى لنا شيوخ وزارة الشؤون الدينية بالإفطار، فقمنا
بذلك لأننا كنا على سفر والطقس كان حارا هناك، لكن هناك حالة أخرى سافرنا
فيها ورفضت الإفطار.
متى كان ذلك؟
سنة 1997 يوم اعتدوا في مالي على
المدرب مهداوي، يومها لعبنا تحت حرارة لا تطاق نهارا، لكني أصريت على
الصيام، وأتذكر أننا ما إن أنهينا اللقاء قيل لنا أنّ وقت الإفطار قد حان،
تصوّر ما الذي فعلته؟ شربت أعتقد برميلين من الماء لأني عطشت ولم أكن أبحث
حينها لا على الأكل ولا شيء آخر سوى شرب الماء، فأرويت عطشي في الملعب قبل
العودة إلى الفندق.
تتسوق في رمضان؟
في الحقيقة لا، أنا أتكفل بشراء
الفاكهة و”السقايط” من قلب اللوز وغير ذلك، فيما تتكفل زوجتي بكل شيء،
صراحة سواء في رمضان أو في الإفطار زوجتي تساعدني كثيرا في كل شيء أيضا.
أنت الآن في السيارة أكيد أنك إكتفيت بشراء “السقايط” فقط؟
والله العظيم اشتريت علبة قلب اللوز رغم أني لا أحب السكريات والحلويات كثيرا.
ما هو الطبق المفضل لـ بلال؟
كل ما تعدّه لي الزوجة هو مفضل ولذيذ.
زمان كنت تفضل أطباق الوالدة رحمها الله واليوم صرت مدمنا على أطباق الزوجة؟
آه،
أطباق الوالدة رحمها الله لا مثيل لها، الأم “وحدها يا خو”، كنت أحب كل
أطباقها لاسيما الشربة والكسكس أيضا، واليوم صرت لا أصبر على أطباق زوجتي
حفظها الله.
شربة فريك أم فارميسال؟
فريك، ولو أني أحب كل أنواع Les soupes
حمود أم كوكا؟
صحيح
أني أشرب من حين لآخر المشروبات الغازية، إلاّ أنّي أحب عصير الليمون،
فأنا اقتني الليمون والزوجة تتكفّل بإعداد عصير الليمون، كما أني بعد
الإفطار لا أتوقف عن شرب المياه المعدنية.
زلابية أم قلب اللوز؟
قلب اللوز.
قهوة أم شاي؟
قهوة.
لبن أم رائب؟
لبن.
بڤري أم غنمي؟
غنمي.
بوراكـ أم بريك؟
بوراك.
عندما يؤذن أين يكون بلال؟
في المطبخ أساعد زوجتي على إعداد المائدة، هي تقوم بكل شيء، لكن على الأقل أنا مجبر على مساعدتها على تحضير المائدة.
تتجول في المطبخ قبل الإفطار؟
صراحة لا لأني أعرف البرنامج مسبقا (يضحك).
نسألك عن ما ستتناوله اليوم (الحوار أجري يوم الجمعة)؟
اليوم سأجد شربة فريك بالبوراك، الفلفل، الدجاج والكبدة المشرملة، هذا هو برنامج اليوم الذي أعطيت الموافقة على إعداده.
هل مازلت مدمنا على لعب “لاڤوانش”؟
لعلمك أن دزيري لا يُجيد “لاڤوانش” فقط، بل أنا أعرف كل الألعاب... “وين تحطني تلقاني”.
وهل ما زرت تزور “الروبير” في حسين داي؟
“حومتي
ما نخطيهاش” ولابدّ لي أن أزورها كل يوم، لابدّ لي أن أرى أصدقائي وألاقي
أحبابي، دزيري مولود في حسين داي ولابدّ أن يزور الحي الذي تربى فيه على
الدوام، ولو أني أعترف أني صرت لا ألعاب كثيرا “الكارطا” مثل زمان.
حقود أم مسامح؟
مسامح في حياتي كلها وليس فقط في رمضان.
بمعنى أنت مستعد للتسامح مع شخص لا تتفق معه لو تلاقيه؟
نعم، ودون أي مشكل أنا قلبي أبيض ولست حقودا.
لديك أعداء في هذه الحياة؟
(يضحك) حسب علمي لا أعداء لي، أنا أحب كل الناس وحتى الأشخاص الذين لا يحبون بلال إن وجدوا، أنا أقول لهم أحبكم.
فكّرت في عمرة في رمضان؟
ليس
خصيصا في رمضان، صحيح أن العمرة في العشرة الأواخر أمر رائع، لكني من قبل
أديت مناسك العمرة في ثلاث مناسبات، وأتمنى أن أضيف الرابعة وبعدها حجّة.
لكي تصبح الحاج “بلال”…
إن شاء الله أصبح حاجا، وهدفي أن أتنقل أنا والزوجة إلى البقاع المقدسة كي نؤدي مناسك الحجّ سويّا.
ما نوع الأعمال الخيرية التي يقوم بها بلال؟
في
هذه الدنيا أنت مجبر وملزم أن تقوم بالأعمال الخيرية، لكن صدّقني هذا
الأمر لا يستحق أن أفشي به عبر صفحات الجرائد، فكما يقال “دير الخير
وأنساه”، لذلك أكتفي أن أوجه نصيحة للآخرين بأن يتذكرون الفقراء، المرضى
بأي شيء، أن يتذكروا الفقير ولو بـ”بليغة”.
ومن يتذكّر بلال في دعائه؟
منذ
10 سنوات لم أنس الوالدة في دعائي، أتذكرها دوما في سجودي وأدعي لها، لا
أنسى المرضى وبالمناسبة أتمنى الشفاء لوالدة زميلنا سمير بن طيب “ربي
يشفيها”، كما أستغل الفرصة كي أعزي محمود ڤندوز الذي فقد والده رحمه الله
ولو أني هاتفته منذ قليل وقدمت له التعازي.
ما الذي يقلقك في الجزائريين في هذا الشهر؟
“الدبزة”
وكثرة الإشتباكات فيما بينهم، خاصة خلال الفترة الممتدة ما بين العصر
والمغرب، عليهم أن يتفادوا مثل هذه الأمور لكي لا يحدث ما لا يحمد عقباه
ولا يفسد صيامهم.
في رأيك لماذا الإشتباكـ من العصر إلى المغرب؟
التعب والإرهاق يخرج في تلك الفترة (يضحك).
برنامجك وممثلك المفضلين؟
زمان
عندما كنا بالأرضية كان لنا برامج مفضلة، الآن بـ 8 قنوات “تحير واش تشوف”
وأفضل برامج الفكاهة، وممثلي المفضل غائب عن الساحة وهو عثمان عريوات.
عيبك في رمضان؟
لا
أدري، رغم أني أصلي الصلوات في أوقاتها وأقرأ القرآن يوميا سواء في رمضان
أو الفطار، إلاّ أنّ حياتي الرياضي سواء لما يكون لاعب كرة القدم أو مدرب
تجعله أحيانا لا يصلي في الوقت، فاليوم أنا سعيد لأننا في راحة الوم وغدا
(الجمعة والسبت) وهو ما يتيح لي فرصة صلاة التراويح.
ما رأيك في ظاهرتي رمي القمامة من النوافذ والإفراط في السرعة عند اقتراب موعد الإفطار؟
عيب
كبير، أنا أقول شيء أننا نحن “الزبالين” وليس من نسميه بالزبال الذي هو في
الحقيقة المنظّف ونحن “الزّبالين”، على هؤلاء الأشخاص أن يعطوا صورة جميلة
عن حيهم ويتفادوا تصرف كهذا، وبخصوص من يفرطون في استعمال السرعة أقول لهم
نحن الأوائل في حواث المرور في العالم بأسره، لذلك عليهم أن يحافظوا على
سلامة أرواحهم وسلامة أرواح الآخرين.
هل إشتقت إلى الميادين؟
لا، لعبت 21 سنة في صنف الأكابر وحان الوقت كي أتفرغ لمهنتي الجديدة.
متى نراكـ وحدكـ على العارضة الفنية؟
لست قلقا، عليّ أن أحصل على الشهادات اللازمة وأكتسب الخبرة المطلوبة كي أكون مدربا رئيسيا.
من سيتوّج بالبطولة بلال؟
(يضحك
مطولا) في إسبانيا تسألهم في فالانسيا أو بيلباو يقولون لك سنلعب البقاء
لأن اللقب محسوم، في فرنسا تسألهم في سوشو أو تولوز يقولون لك البقاء، في
تونس، في إيطاليا وفي إنجلترا هكذا هو الحال، لكن في الجزائر 12 فريق أو 13
كلهم يعدون بلعب الأدوار الأولى، لذلك أقول 12 فريق سيتنافسون على اللقب،
إلا أن الذي سيتوج به عليه الظفر بأكبر عدد من النقاط.
صح فطوركـ “خو”...
صح
رمضان وفطور كل الشعب الجزائري، وبالمناسبة من أخطأنا في حقه يسامحنا، ومن
أخطأ في حقنا فهو مسامح، وصح رمضان كل المسلمين والعرب وصح عيدكم.