ستجرى مباراة الجزائر - كوت ديفوار الثالثة في
دور مجوعات كأس إفريقيا التي يوم 30 جانفي 2013، وهي ليست مجرد مباراة
للنّاخب الوطني وحيد حليلوزيتش بل هي مباراة ثأرية بكل ما تحمله الكلمة من
معنى،
حليلوزيتش
إذ يريد المدرب الفرانكو - بوسني أخذ
ثأره من الإيفواريين الذين أقالوه بطريقة مهينة في اعتقاده جعلته يكره كرة
القدم، بل فكر في اعتزال التدريب نهائياً، صحيح أن علاقته رائعة
باللّاعبين، إلا أنه يريد أن ينتقم من مسؤولي الكرة وحتى رجال السياسة في
البلاد الذين أقالوه بقرار منهم، ما جعله يبلّغ بطريقة غريبة، بعدما أُعلم
بانتهاء مهامه بالفاكس دون أن يكون لأحد الجرأة أن يخبره بإقالته.
"أقالوني بالفاكس وبطريقة فيها قلّة احترام ودون أيّ مكالمة هاتفيّة"
"إقالتي
غير مفهومة، تلقيت السبت بعد الظهر فاكسا يعلمني بالقرار… إنها قلة شجاعة
وكذلك عدم احترام لي، لكنني لم أستوضح الأمور بعد من مسؤولي الإتحاد"… هذا
الكلام لـ حليلوزيتش يوم 5 مارس 2010 الذي أضاف: "بالنسبة لي إنها 22 شهرا
من العمل والتضحيات، وقد ذهبت هباء بعد أن اندمجت بطريقة إنسانية في مشروع
كوت ديفوار ورفضت عدة عروض، فنحن لا نذهب إلى إفريقيا للحصول على المال،
قطعت في فترة تقارب عامين 160 ألف كلم لأُطرد دون تلقي مكالمة هاتفية"،
تصريحات تنم من دون شك عن حجم الأذى الذي تعرض له حليلوزيتش نفسيا بقرار
إبعاده غير المنتظر بعد الإقصاء أمام الجزائر، خاصة لما نقرأ في تصريحات
أخرى قوله أنه حضّر خطة مواجهة البرازيل والبرتغال في كأس العالم، ليبعد
دون أن يشرح له أحد الأسباب مع نتائجه الباهرة في 23 مباراة متتالية لم
ينهزم خلالها.
كان سيعتزل التّدريب ورفض العروض التي وصلته بعد الإقالة مباشرة
وقد
وصل الأمر بالنّاخب الوطني وحيد حليلوزيتش- متأذيا من طريقة إقالته- أن
صرّح قائلا أنه حزين جدا ويفكر في اعتزال التدريب، وكان ذلك في تصريحات
لموقع "نيوز أبيدجان" يوم 10 مارس 2010، كما قال أنه تلقى 5 عروض، لكن
خدماته ليست متوفّرة في سوق العمل حالياً لأنه حزين ومتأثر، ويبرر أكثر
بقوله أنه لم يتوقّع أن تذهب كل الفترة التي علمها مع رفقاء دروغبا هباءً
أمام عينيه، وهو الذي تبنى المشروع وكان يريد الذّهاب بعيدا مع "الفيلة" في
تجربته هذه، خاصة بعد أن بقي يجمع الانتصارات المتتالية قبل أن يطيح به
"الخضر" في مباراة قال عنها: "حدثت أمور غريبة لم أجد لها تفسيراً في لقاء
الجزائر"، في إشارة إلى طريقة عودة رفقاء زيّاني في المباراة في الثواني
الأخيرة.
الرّئاسة الإيفواريّة أقالته ويؤكّد أنّ قرار رحيله كان "سياسيا"
من
يعرف حليلوزيتش عن قرب يدرك أنه يعتبر إقالته "ليست رياضية" وأن أطرافا
عليا ضغطت لإقالته يوم 27 فيفري 2010 وبالطريقة التي تكلّم عنها، أي من
خلال فاكس أرسل إلى مقر إقامته، ولم يتوان في التصريح عدة مرات أن قرار
إبعاده الذي يبدو أنه لم ولن يهضمه حتى الآن قرار غير رياضي وأن رئيس
الإتحاد الإيفواري وقتها "جاك أنوما" دُفع إلى التضحية به، وفي هذا السيّاق
قال التقني البوسني بعد إقالته: "عندما تتدخّل السياسة فلن يبقى مجال لكرة
القدم"، وتحدث حليلوزيتش لمقرّبيه عن قرار اتخذته الرئاسة الإيفوارية
لتهدئة الجمهور الغاضب على الإقصاء في ربع النّهائي، وهو ما اضطر أنوما إلى
إعلامه بتلك الطريقة التي وصفها بـ "غير الشجاعة" من خلال فاكس أرسل إليه،
رغم أن عقده كان مازال سارياً ويمتد إلى غاية شهر جويلية (5 أشهر أخرى).
يريد الانتقام من كلّ من أساء إليه حتّى يشرب الإيفواريّون من الكأس التي شرب منها
وكما
يقال، فإن "الثأر طبق يقدم باردا" وربما هي فرصة حليلوزيتش ليأخذ بثأره من
منتخب كوت ديفوار في المباراة الثالثة بين المنتخبين، إذ سيحضّر كل أسلحته
للإطاحة بالإيفواريين الذين جعلوه يكره كرة القدم، وسيسخر في ذلك معرفته
الجيدة بالمنتخب الإيفواري ولاعبيه الذين يدرك نقاط قوتهم وضعهم، وسيحاول
حليلوزيتش الانتصار حتى ولو كانت مباراة شكلية (في حال فوز "الخضر" بلقاءي
تونس والطوغو) حتى يذيق الإيفواريين من الكأس التي شرب منها، في مباراة بكل
تأكيد لن تكون عادية لـ حليلوزيتش الذي لا ينسى ويقول دائما أنه في أول
تربص له مع "الفيلة" في 2008 بدأ العمل مع 6 لاعبين فقط بسبب التسيّب
الكبير، كما يعتبر نفسه أحد أسباب ما وصله المنتخب الإيفواري من مستوى، فهل
سيتحقق له الانتقام الذي يريده و يأخذ بثأره؟… سؤال يبقى جوابه مؤجلا.