وردة ... مازلنا واقفين
جانب من التأبينية
عميمور يكشف تفاصيل عودتها للغناء زمن بومدين
بن تركي يؤكد أنها لم تأخذ فلسا واحدا مقابل أغانيهالم تكن فقط أيقونة أعيادنا الوطنية .. فحتى بعد وفاتها كانت أيقونة في نعشها لتلف من حولها في تأبينية الشروق مثقفين ومبدعين سياسيين وإعلاميين فنانين وموسيقيين قالوا أنها كانت ملكة في تواضعها وطنية في كبريائها، استمدت شموخها من طينة الشهداء رفضت أن تأخذ فلسا واحدا مقابل أغانيها .. وفضلت أن تموت في الأرض التي أعطتها كل أغاني الحب والغيرة فكم أنت رائعة يا وردة.
بعد سماع آيات بينات من القرآن الكريم افتتحت تأبينية الراحلة وردة التي نظمتها جريدة الشروق اليومي، بحضور كم هائل من الإعلاميين والمثقفين والمبدعين والفنانين يتقدمهم الوزير السابق محيي الدين عميور إلى جانب لخضر بن تركي مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام، والإعلامية السابقة وعضو مجلس الأمة زهية بن عروس، والقائم بأعمال السفارة المصرية بالجزائر السيد صلاح هاني.
استهل الكلمة رئيس تحرير جريدة الشروق اليومي محمد يعقوبي الذي قدم كلمة بالنيابة عن مدير مؤسسة الشروق المتواجد خارج الوطن. وقال محمد يعقوبي أن وردة كانت وستبقى مثالا للأغنية الأصيلة، عرض بعدها تقرير الشروق تي في الذي أعدته الإعلامية ليلى بوزيدي مسيرة الفنانة وردة الجزائرية التي وصفت بأنها كانت أيقونة الأعياد الوطنية، كما أنها غنت للحب وللسلام للغيرة وللوطن لتقدم بذلك صورة مشرفة عما تجود به أرض المليون ونصف المليون شهيد. وعرج التقرير عن موقف السيدة وردة إبان الأزمة الكروية بين مصر والجزائر، وكيف واجهتها سيدة الطرب العربي بطيبة الجزائريين.
وردة لم تأخذ يوما فلسا واحدا مقابل أغانيها بالجزائر
أعطت الكلمة بعدها لمدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام الذي أكد قائلا : " وردت غنت في زمن كان يدخل فيه الجزائريون إلى بيوتهم مساءا وتحملت في زمن التسعينيات مسيرة السفر من مصر إلى الجزائر لتغني في أرض كانت وقتها مجروحة وغنت من غير أن تأخذ فلسا واحدا "
عُرض بعدها تقرير ثاني تطرق لجنازة المرحومة وردة في أرض الكنانة مصر متبوعا بتعازي بعض المواطنين في وردتهم التي توفيت لكنها لن ترحل من قلوبهم. ليستهل بعدها الكلمة القائم بالأعمال بالسفارة المصرية صلاح هاني الذي أكد قائلا: "خانتني الكلمات بأي لغة أتكلم ففضلت أن أكلمكم بلغة القلب كما كانت تكلما وردة نعتبرها أيضا مصرية وجزائرية فنانة نريد بعد وفاتها أن نبني حجرا، أن نبني طوبة في مسار العلاقات الجزائرية المصرية، نريد أن يظل عبق هذه الوردة الفواحة قاسما مشتركا بين الشعبين المصري والجزائري.
وردة كانت ملكة في تواضعها وأميرة في فنها
تداول بعدها إعلاميون على الكلمة من أمثال الإعلامي سليمان بخليلي الذي أكد وصحح تاريخ ميلاد السيدة وردة مؤكدا بالقول بأنه أثناء تغطيته لتشريعيات 2002 بمصر وجد بطاقة انتخاب السيدة وردة في القنصلية الجزائرية وكان تاريخ ميلادها عام 1939 وليس 1932 .
كما تداولت على الكلمة كل من الإعلامية وعضو مجلس الأمة السيدة زهية بن عروس التي أشادت بتواضع أميرة الطرب العربي الراحلة وردة الجزائرية وكيف كان تواضعها من تواضع وشيم الكبار مؤكدة إن كل حديثها كان عن ابنها رياض.
وتداول البعض ممن حضروا التأبينية على الكلمة من فنانين وموسيقيين وخُتمت بكلمة المغنية وهيبة مهدي التي رثت الراحلة وردة الجزائرية. لتختم التأبينية التي أبى كل حضور الشروق أن يقولوا كلمة حب في معشوقتهم الراحلة وردة الجزائرية.
الشروق في بيت الراحلة وردة الجزائرية بعد الدفن
رياض "أشكر الجريدة على الالتفاتة الطيبة"
تنقلت الشروق إلى بيت الفنانة الراحلة وردة الجزائرية ساعات بعد الدفن. كان منزلها بغرب العاصمة يعج بالمعزين الذين لم يتوقفوا عن التوافد حتى وقت متأخر من الليل من العاصمة ومن مختلف ولايات الوطن - حسب ما كشف لنا بعض الأقارب -.
سألنا عن ابنتها وداد فقيل لنا أنها في إحدى الغرف في حالة نفسية سيئة جدا، بالكاد تغادر السرير منذ وفاة والدتها. التقينا نجلها رياض مع المعزين من الرجال بحديقة المنزل، وبعد أن عرفنا بأنفسنا ودعوناه إلى الحضور والمشاركة في تأبينية الشروق التي أبت إلا أن تجمع رفقائها ومحبيها وتسترجع أهم الذكريات والمواقف التي جمعتهم بأم الروائع الوطنية والطربية وبوردة الإنسانة والأم والصديقة.
قدم ابنها رياض شكره للجريدة واعتذر بلباقة عن الحضور "أشكركم فعلا على هذه الالتفاتة ولكني في وضع لا يسمح لي بمغادرة البيت وانتم متفهمون حتما للظروف .. شكرا جزيلا على التأبينية".
محمد يعقوبي رئيس تحرير الشروق
وردة قامة فنية أصيلة في زمن الرداءة والقبح الفني
قال محمد يعقوبي رئيس تحرير جريدة الشروق اليومي في كلمة ألقاها في تأبينية الراحلة أن وردة الجزائرية كانت وستبقى مثالا للأغنية الأصيلة، مؤكدا أنها حملت هم البلاد في زمن الرداءة لتقدم للعالم العربي أغاني ستظل وتبقى من جيل إلى جيل لأنها أغاني تنبع من أصالة هذا الشعب الجزائري، وكانت السيدة الراحلة وردة في مستوى المسؤولية، وشرفت هذا الوطن أحسن تشريف، لتكون قامة شامخة في زمن الرداءة والقبح الفني.
مؤكدا أيضا أن السيدة وردة قدمت طيلة مشوارها الفني أغاني لن تتكرر وعلى هذا الجيل أن يرث هذا النوع من الفن الأصيل.
وقدم محمد يعقوبي تعازيه وتعازي المدير العام علي فضيل بالنسبة عنه لكل أفراد أسرة الفقيدة، داعيا أن يرحمها المولى عز وجل برحمته الواسعة.
جوزف جد لوردة الجزائرية:
"مازلتي معانا"
أحتفظ عن وردة الجزائرية بذكرى امرأة عظيمة، جزائرية أصيلة تحمل وطنها في قلبها، وطن قاسمته الأحزان والأفراح واحتفلت بكل انتصاراته.
تشرفت نجمة بالتعامل مع وردة، رحمها الله، في مناسبتين، الأولى في إطار حملتنا
"المستحيل، ماشي حنا"، فكان اختيار وردة بديهيا، فهي مثال ورمز للنجاح الجزائري.
إلى آخر لحظة، لبّت وردة نداء الجزائر في هذه السنة المتزامنة مع ذكرى خمسينية الاستقلال وغنت "مازال واقفين"، رسالة أخرى للأمل والتفاؤل لبلدها ومواطنيها الذين أحبتهم كثيرا.
ما أحتفظ به من تعاوننا معها، هو تواضعها وإنسانيتها واحترافيتها، خاصة تواصلها مع جمهورها والجزائريين واستعدادها الدائم لخدمة الجزائر.
أظهرت وردة خلال عملية التصوير التي دامت عدة أيام، تفانيا وصبرا ودقة في العمل من أجل إنتاج ومضة بنوعية عالية. لم تتعثر رغم علامات التعب ولو لمرة واحدة. برهنت مرة أخرى على عظمتها وإنسانيتها وحبها لمواطنيها.
كانت، بسيدي غيلاس "شرشال"، مكان تصوير ومضة "مازال واقفين" تلبي وكلها ابتسامة، دعوات المواطنين الذين كانوا يريدون تحيّتها وتخليد هذه اللحظات معها، كان ذلك يوم الجمعة 30 مارس 2012 .
وفاة وردة، أميرة الطرب العربي، خسارة كبيرة لنا جميعا. قدّر الله ما شاء فعل.
طيّب الله ثراك. "مازلتي معانا"
"إنا لله وإنا إليه راجعون"
لخضر بن تركي يكشف حقائق لأول مرة في تأبينية "الشروق":فنانون خافوا من رصاص الإرهاب بينما وردة لبّت النداء
وردة لم تقبض فلسا من الجزائر منذ الثمانينياتكشف مدير عام الديوان الوطني للثقافة والإعلام لخضر بن تركي، عن حقائق جديدة ومثيرة عن أميرة الطرب العربي الفنانة الراحلة وردة الجزائرية، خلال مشاركته في التأبينية التي أقامتها جريدة "الشروق" أمس، بمقرها بحضور شخصيات عرفوها وتعاملوا معها بالإضافة إلى فنانين من الجيل الجديد الذي أبوا إلا أن يقدموا شهاداتهم عن فقيدة الجزائر والعرب.
وكان أهم ما أكده مدير عام الديوان الوطني للثقافة والإعلام، أن أميرة الطرب العربي وردة الجزائرية لم تتقاض فلسا واحدا مقابل الحفلات التي أحيتها في الجزائر منذ الثمانينيات، حيث كان الديوان الوطني للثقافة والإعلام يتولى تنظيم هذه التظاهرات، خلافا لما كنا نسمع من الشائعات التي روجت عن اشتراط الفنانة الراحلة للملايير من أجل الغناء في الجزائر.
وقال لخضر بن تركي في هذا السياق: "اتصلت بوردة سنة 1999 وكانت الجزائر تعاني ضائقة مالية بحكم الاوضاع التي كانت تعيشها حتى أعرض عليها طلب الغناء في ذكرى الاستقلال، وأخبرتها أن امكاناتنا المالية ناقصة، ولكنها لم تعارض وقالت لي بالحرف اتفق مع الفرقة وتوكل على الله، وتابع بن تركي قائلا: "وبالفعل جاءت المرحومة وأحيت حفلا كبيرا في قاعة حرشة في قلب العاصمة، وبحضور رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الذي لم نكن نتوقع حضوره الحفل، ومنحها بعدها إقامة في نادي الصنوبر حيث يقيم كبار رجالات الدولة من سياسيين ووزراء، ومنذ ذلك الوقت لم تغب وردة عن الجزائر وكانت تزور وطنها باستمرار".
وأضاف مدير عام الديوان الوطني للثقافة والإعلام، متحدثا عن علاقته الحميمة بالفنانة الراحلة وردة الجزائرية: "اعرفها منذ السبعينيات ولم تنقطع علاقتي بها منذ الثمانينيات، لأنني كنت أتواصل معها في كل مرة من أجل إحياء الأعياد الوطنية وهو الأمر الذي سمح لي بمعرفتها عن قرب". وتابع بن تركي متحدثا عن الوطنية العالية التي تتمتع بها أميرة الطرب العربي وعلاقتها الوطيدة ببلدها رغم اقامتها في مصر: "عندما كانت الجزائر تعيش أوضاعا صعبة طلبنا من فنانين غادروا الجزائر وأقاموا في الخارج هروبا من رصاص الإرهاب الحضور إلى بلادهم للغناء في أعيادنا الوطنية ولكن منهم من رفض خوفا من الإرهاب ومنهم من اشترط مبالغ خيالية، لكنها كانت الجزائرية الوحيدة التي قبلت أن تأتي إلى الجزائر في تلك الظروف وبدون مقابل".
الإعلامية والبرلمانية زهية بن عروس:كل الجزائريين وطنيون ولكن وردة كانت تتمتع بوطنية عاليةدعت البرلمانية والإعلامية السابقة زهية بن عروس، إلى التأريخ لمسيرة الفنانة الراحلة ورمز الفن والطرب في العالم العربي الفنانة وردة الجزائرية، حتى تتوارث الأجيال الفنية القادمة فنها الأصيل.
وأضافت زهية بن عروس في الكلمة التي ألقتها في التأبينية التي أقيمت صبيحة أمس، بمقر جريدة الشروق :"كنت كاتبة الدولة مكلفة بالثقافة سنة 1999 عندما برمجنا الفقيدة للغناء في عيد الاستقلال، وأذكر أنني استقبلتها في المطار ومكثت في أحد فنادق العاصمة"، وأضافت زهية بن عروس، متحدثة عن خصال الفنانة وردة الجزائرية ووطنيتها العالية قائلة "كل الجزائريين وطنيون عندما يتعلق الأمر بالجزائر ولكنها تظهر بشكل يدعو إلى التقدير والاحترام في المواقف، وهذا ما كان يحدث مع الراحلة وردة الجزائرية، التي لم تكن تفوت فرصة للغناء في الجزائر رغم ظروف المرض التي كانت تعاني منه، وهذا ما حدث معها عندما دعوناها سنة 1999، كانت مريضة جدا ولكنها لم تتأخر عن تلبية الدعوة". وذكرت زهية بن عروس أنها قامت بدعوتها في تلك الزيارة إلى بيت عائلتها رفقة ابنها رياض الذي كان يرافقها في كل سفرياتها لتناول العشاء، حيث التقت بعائلتها وتعرفت عليها عن قرب".
الممثل سعيد حلمي:"تعرفت عليها وعمري 17 سنة"كنت بعيدا عن العاصمة عندما أبلغوني بخبر وفاتها، الذي كان بمثابة الفاجعة، كيف لا، وأنا أعرفها وعمري لا يتجاوز الـ17 سنة، وأذكر أنها دعتني يوما إلى بيت أخيها مسعود، هي خسارة كبيرة ليس للجزائر فحسب بل للوطن العربي بأسره".
ا
لمطربة وهيبة مهدي:"أحببت الفن من صوت وردة"قالت مطربة الاغنية الملتزمة الفنانة وهيبة مهدي "أحببت الفن من صوت وردة الجزائرية، تربيت على أغانيها منذ نعومة أظافري، فأحببتها وأحببت الفن معها ومن هناك راودني حلم أن اصبح مطربة، وغير هذا وردة شرفتنا وشرفت الجزائر كاملة، بأخلاقها وترفعها، يكفي اننه لم يذكر يوما اسمها في قضايا الفساد وحتى الشائعات التي تلاحق الفنانين والمشاهير، - رحمها الله - لم تكن سفيرة للجزائر فحسب بل كانت كذلك سفيرة للأخلاق والآداب العالية".
حمراوي حبيب شوقي:"اخر ما أوصتني به وردة أن أحب الجزائر"
"كانت تربطني بها علاقة حميمية وكنت أدعوها "أمموشكا" على أساس انها كانت "أم الجميع" وكنت قد تشرفت بأن كنت من القلائل الذين كانوا قريبين منها في ظروفها الصعبة كما عايشت معها مختلف الاحداث التي عاشتها في حياتها، لا أظن انني أكثر حزنا منك على فراقها، الجميع كان يحس بوردة، هي تراثنا جميعا وفخر للسيدة الجزائرية الميثالية، كانت تغني بقلبها لا بصوتها، كانت تحب وطنها وآخر ما كانت توصيني به دائما هو أن نحب وطننا الجزائر أكثر من أي شيء آخر، عرفتها دائما بإيمانها القوي، توفي قبل بضع سنوات اخوها وزرتها في القاهرة فوجتها صابرة ومؤمنة بما كتبه القدر لها، كانت طيبة خلوقة وانسانية بروحها لدرجة تفوق كل التصورات ولا املك إلا أن أدعو لها - الله يرحمها -"
هاني صلاح القائم بأعمال السفارة المصرية بالجزائروردة قصة حب بين الشعبين المصري والجزائريعبر القائم بالأعمال في السفارة المصرية السيد صلاح هاني أسفه لفقدان العالي العربي بصفة عامة والشعبين الجزائري والمصري بصفة خاصة وردة جميلة غنت للحب والسلم وترعرعت أجيال بكاملها عن أغانيها، مؤكدا انه منذ كان طفلا كان يسمع أغاني السيدة وردة في منزله ولم يكن يدري أنها جزائرية إلا عندما كبر، لأن كل الشعب المصري يعتبر وردة الجزائر مصرية أيضا.
وقال ممثل السفارة المصرية، أن وردة كانت قصة حب بين الشعبين الجزائري والمصري، مشيرا أنه بعد وفاتها ستبقى وردة الحجر والطوبة التي تبنى بها العلاقات الجزائرية والمصرية قائلا: نريد أن نبني طوبة في مسار العلاقات الجزائرية المصرية، نريد أن يظل عبق هذه الوردة الفواحة قاسما مشتركا بين الشعبين المصري والجزائري.
وختم القائم بالأعمال بالسفارة المصرية بتعزية الشعبين الجزائري والمصري في وفاة محبوبة الجماهير العربية الراحلة وردة الجزائرية.
محيي الدين عميمور:زوج وردة لم يرفض غناءها سنة 1972 عكس ما يشاعفي سنة 1972 كنت من نظم الاحتفالات المخلدة للذكرى العاشرة لعيد الاستقلال رفقة آخرين، ويومها قرر مجموعة من محبي الفنانة وردة أن يهدوها باقة من الورد، فاتصلت بهم وأخبرتهم أن الرئيس هواري بومدين قرر إهداء باقة من الورد للفنانة وردة، ولا يليق بروتوكوليا أن يقدم الهدية نفسها التي يقدمها الرئيس، واستجاب محبوها وتنازلوا عن الموضوع. في سنة 1972 كانت الجزائر تمر بمرحلة هامة من تاريخها، وهي الانتقال من مشاركتها في حرب 1967 إلى جانب الإخوة المصريين، كما كانت تخوض معركة من أجل تأميم ثرواتها من بترول وغاز، وكذا بنوكها وشركات تأمينها وتكوين القاعدة الأساسية للديمقراطية المتمثلة في تكوين البلديات وغيرها، فكانت تصعد كقوة وهذه النقطة شعر بها الرئيس بومدين، ولذلك فكر في الفن باعتباره ناطقا بهذا الصعود، ومن ثم فكرنا في وردة واتصلنا بزوجها الذي لم يرفض على عكس ما يشاع، فقبل وتقرر أن تكون وردة هي صلب الاحتفال بالذكرى العاشرة للاستقلال، واتفقنا مع وردة على أن نقوم بدعوة كل الفنانين العرب الذين غنوا للجزائر مثل هدى سلطان، محمد فوزي وغيرهم، وأنا قررت ألا نوجه دعوة لأم كلثوم ليس لعدم التغطية على وردة ولكن لأنها لم تغن للجزائر. السؤال الآخر الذي كان مطروحا هو من يكتب لوردة، وأمرني بومدين باستدعاء الشاعر صالح خرفي لكتابة قصيدة "أدعوك يا أملي" المعروفة بـ "من بعيد" التي هي من أفكار الرئيس بومدين، وهي استكمال لقصيدة "نداء الضمير" التي لحنها السنباطي في بداية الستينات، حيث قام بليغ حمدي بتلحين القصيدة. بعدها ذهبت إلى مصر أين كانت لها الفرصة لتبرز من جديد. ما أود قوله أنه لا توجد دولة في العالم كرمت فنانيها مثلما كرمت الجزائر فنانيها، ويجب أن نشكر الفنانين المصريين الذين ودعوا وردة الجزائرية وداعا لفنانة مثلت العرب رغم بعض الأخطاء التي ارتكبها بعض الصغار. رحم الله وردة وألهم أهلها الصبر.
توفيق ومان:وردة ستشاركنا احتفالات الخمسينية بروحهاما أثر في عندما سمعت وقرأت أن الفنانة وردة ستشاركنا الاحتفال بالخمسينية، وما أثر في أكثر وآلمني بعمق لما سمعت بخبر وفاتها، ورغم رحيلها إلا أنها ستشاركنا الاحتفالات بروحها ولن ننسى وردة لا نحن ولا الأجيال اللاحقة لأنها عاشت رمزا للنضال الحقيقي.
محمد الصالح حرزاللهلن ننسى كلمات مثل "ما زال واقفين"مفارقة جميلة أن تكون آخر أغنية لوردة التي نسمعها اليوم على جوالاتنا وهي "مازال واقفين". لا زلت أذكر في التسعينيات لما كانت الحرب في الشوارع الجزائرية، كنا نحن في اتحاد الكتاب الجزائريين نريد أن نوصل صورة الجزائر للعالم العربي، وبالفعل ففي سنة 2001 نظمت رفقة بعض الإخوة من الاتحاد جولة إلى القاهرة لنقول للإخوة المصريين ما زال واقفين، وكرمنا خلال هذه الخرجة العديد من الأسماء منها نجيب محفوظ، عادل إمام، عمرو موسى وكرمنا وردة الجزائرية بميداليات ذهبية ويومها كانت يدها مكسورة.. رحلت وردة لكننا سنظل نردد كلمات أغنيتها "مازال واقفين"
أصداء من التأبينيةزهية بن عروس تجهش بالبكاءأجهشت عضو مجلس الأمة والإعلامية سابقا السيدة زهية بن عروس بالبكاء أثناء تقدير وعرض تقرير عن السيدة الراحلة وردة الجزائرية، حيث لم تتمالك إمساك دموعها وأجهشت باكية.
وسعيد حلمي يبكي أيضابالرغم من أنه حاول أن يخفي دموعه وحاول عدة مرات أن يقدم مشهدا تمثيليا في عزائه لوردة الجزائرية لم يتمالك الممثل القدير سعيد حلمي في إيقاف دموعه وهو يجهش بالبكاء مرددا عبارة "الرجال ميبكوش بصح نبكي عليك يا وردة.
وردة كانت تريد زيارة قبر أبيهاكشف لخضر بن تركي أن وردة الجزائرية وافقت على الغناء في عيد الاستقلال القادم في الخامس جويلة بشرط واحد وهو أخذها لزيارة قبر أبيها في سوق أهراس وهي الكلمة التي أبكت مدير ديوان الثقافة والحضور.
والشاب توفيق يريد الكلمةحاول الشاب توفيق أن يُلقي كلمة في رثاء السيدة والراحلة وردة الجزائرية غير أنه لضيق الوقت لم يتمكن من ذلك كما لم يتمكن آخرون ممن كانوا يرغبون في إلقاء الكلمة من رثاء السيدة وردة الجزائرية.
آسيا شلابي تبدع في التنشيطنشطت صحفية الشروق آسيا شلابي تأبينية السيدة وردة الجزائرية على قناة "الشروق تي" في أول تجربة لها وأثبتت عن جدارة واستحقاق قدرتها على التنشيط بالرغم من وقوفها لأول مرة أمام الكاميرا، حيث لم تكن تستعمل ورقة تستند إليها في التنشيط ومع ذلك لم يسجل عليها أية زلة لسان.