لخضر بن تركي في فوروم "الشروق": وردة لم تقبض فلسا واحدا مقابل حفلاتها في الجزائر

كشف مدير عام الديوان الوطني للثقافة والإعلام لخضر بن تركي، أن أميرة الطرب العربي الراحلة وردة الجزائرية لم تتقاض فلسا واحدا مقابل الحفلات التي أحيتها في بلدها الجزائر منذ السبعينيات، مفندا ما تردد حول اشتراطها لمبالغ ضخمة مقابل إحياء حفلات الأعياد الوطنية في بلدها.

وأوضح لخضر بن تركي في منتدى الشروق:"منذ عودة وردة إلى الجزائر في السبعينيات، لم تتلق سنتيما واحدا عن الحفلات التي أحيتها، باستثناء الحفلين الخاصين اللذين أحيتهما، ونظمهما لها أخوها مسعود -رحمه الله- وأضاف المتحدث:"أتعامل مع وردة الجزائرية منذ 1983، حيث قامت الجهات المعنية بتكريم كل الأصوات التي غنت لثورة التحرير في الذكرى العاشرة للاستقلال، ومنذ ذلك الوقت، وهي تشارك في احتفالات الأعياد الوطنية دون أن تقبض أية مستحقات."

وذكر لخضر بن تركي أن الميزة النبيلة التي تضاف إلى رصيد وردة، أنها لا تناقش الأمر، ولا تحاول حتى التفاوض عندما يتعلق الأمر بالوطن".

وتابع بن تركي "ولا مرة حاولت وردة المساومة، كان الأهم بالنسبة لها الحضور والغناء لبلدها وشعبها، وغير ذلك فإن شروط وردة كانت تقتصر على مرافقة بعض الأشخاص المقربين منها لها في سفرياتها، وهم الأشخاص الذين تعمل معهم، بالإضافة إلى حرسها على توفير طقوسها في الغناء".

وقال بن تركي في سياق متصل:"التقيت وردة قبل وفاتها بعشرين يوما من أجل الاتفاق معها حول مشاركتها في إحياء الذكرى الخمسين للاستقلال، وتناولنا وجبة العشاء معا، ولامتني على انقطاعي عن زيارتها في الأونة الأخيرة، وبررت غيابي بانشغالاتي الكثيرة بأمور الديوان"، يضيف بن تركي- وكانت الأميرة ستغني في ثلاث ولايات، حيث فرحت كثيرا ورحبت بالأمر، وكانت في قمة السعادة، واشترطت فقط زيارة مسقط رأس والدها سوق الأهراس للتعرف على أهلها".

وواصل بن تركي: "فوجئت بعدها بسماع خبر وفاتها، لأنها كانت بصحة جيدة عندما التقيتها أخر مرة، ولم تكن تشتكي من أي شيء".

ومن جهة أخرى، قال مدير عام الديوان الوطني للثقافة والاعلام متحدثا عن مآثر الفنانة الراحلة قائلا :"اتصلت بوردة سنة 1999 وكانت الجزائر تعاني ضائقة مالية بحكم الأوضاع التي كانت تعيشها، حتى أعرض عليها طلب الغناء في ذكرى الاستقلال، وأخبرتها أن إمكاناتنا المالية ناقصة، ولكنها لم تعارض، وقالت لي بالحرف اتفق مع الفرقة، وتوكل على الله"، وتابع بن تركي قائلا: "وبالفعل جاءت المرحومة، وأحيت حفلا كبيرا في قاعة حرشة في قلب العاصمة، وبحضور رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الذي لم نكن نتوّقع حضوره الحفل، ومنحها بعدها إقامة في نادي الصنوبر، حيث يقيم كبار رجالات الدولة من سياسيين ووزراء، ومنذ ذلك الوقت لم تغب وردة عن الجزائر وكانت تزور وطنها باستمرار".

وأضاف مدير عام الديوان الوطني للثقافة والإعلام، متحدثا عن علاقته الحميمة بالفنانة الراحلة وردة الجزائرية، حيث كان الديوان يشرف على تنظيم كل حفلاتها في الجزائر: "أعرفها منذ السبعينيات، ولم تنقطع علاقتي بها منذ الثمانينيات، لأنني كنت أتواصل معها في كل مرة من أجل إحياء الأعياد الوطنية، وهو الأمر الذي سمح لي بمعرفتها عن قرب". وتابع بن تركي متحدثا عن الوطنية العالية التي تتمتع بها أميرة الطرب العربي وعلاقتها الوطيدة ببلدها رغم إقامتها في مصر: "عندما كانت الجزائر تعيش أوضاعا صعبة، طلبنا من فنانين غادروا الجزائر، وأقاموا في الخارج هروبا من رصاص الإرهاب الحضور إلى بلادهم للغناء في أعيادنا الوطنية، ولكن منهم من رفض خوفا من الإرهاب، ومنهم من اشترط مبالغ خيالية، لكنها كانت الجزائرية الوحيدة التي قبلت أن تأتي إلى الجزائر في تلك الظروف وبدون مقابل".

وردة تقدس الجزائر ولم تذكر المصريين يوما بسوء
تحدث ضيف "الشروق" عن علاقة الفنانة الراحلة وردة الجزائرية، بالمصريين على خلفية ما تردد حول قضية حرمانها من الغناء في الأعياد الوطنية المصرية وتسبب زوجة الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك في ذلك.

وقال بن تركي في هذا السياق: "وردة كانت تقدس بلدها الجزائر كما تحب مصر وشعبها، ولم يسبق وأن تحدثت عن مصري بسوء، وكل محيطها في مصر يبادلها الاحترام والدليل ما شاهدناه من خلال مجالس العزاء التي أقيمت عند وفاتها"، وتابع: "ربما من مميزات وردة أنها لا تثير الانتقادات ولا الأقاويل عن اي شخص، فما بالك عندما يتعلق الأمر بالبلد الذي احتضنها". وعرّج في سياق متصل على التعليقات التي وردت حول شحن جثمان وردة مع السلع والبضائع، الأمر الذي فتح الباب أمام الراغبين في الاصطياد في المياه العكرة، قائلا:"لا ينبغي أن نثير مشاكل دبلوماسية بين البلدين بسبب خطأ، لأن العلاقات بين مصر والجزائر أكثر من ذلك بكثير". وعن إمكانية إنجاز عمل فني يخلد مسيرتها، قال بن تركي أن باب الاجتهاد مفتوح أمام الفنانين والمبدعين لاقتراح أعمال عن وردة، وغيرها من العمالقة في الفن والثقافة الذين رحلوا عن الجزائر في العشرين سنة الأخيرة.

عندما يتعلق الأمر بشخصية شعبية تسقط البروتوكولات
وعلق مدير عام الديوان الوطني للثقافة والإعلام لخضر بن تركي، على الانتقادات التي اطلقتها بعض وسائل الإعلام حول جنازة الفنانة الراحلة وردة الجزائرية، قائلا: "عندما يتعلق الأمر بشخصية شعبية تسقط كل البروتوكولات". وقال بن تركي في سياق متصل متحدثا عن وفاة وردة الجزائرية: "عند وفاتها تلقينا أوامر من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، بالتكفل بكل ما يتعلق بالجنازة من إحضار وردة إلى الجزائر على متن طائرة خاصة إلى غاية دفنها، وكل مؤسسات الدولة عملت وفق تعليمات رئيس الجمهورية".
وأوضح المسؤول الأول على الديوان الوطني للثقافة والإعلام، في سياق متصل، أنه لم يكن بوسع الجهات المعنية التحكم في جيوش المواطنات والمواطنين الذين توافدوا إلى مقبرة العالية بكثرة من أجل حضور مراسيم الجنازة، لأنه عندما يتعلق بشخصية شعبية فإن البروتوكولات تسقط خاصة في ظل حرص الجزائريين على آداء واجب العزاء، قائلا: "لم يسبق في بلادنا وأن تجاوز عدد النساء عدد الرجال في المقبرة، رغم أنه ليس من عاداتنا حضور المرأة مراسيم جنازة، إلا أن ما شاهدناه كان رهيبا". وأشار المتحدث مخاطبا الصحفيين والإعلاميين قائلا: "يجب على صحفيي اليوم تجاوز هذا النمط من النقد السلبي لمختلف المؤسسات والتظاهرات، كانت مرحلة وينبغي تجاوزها لأن البلد اليوم بحاجة لمن يبني لا لمن يهدم". وأضاف بن تركي: "أنا ابن قطاع الثقافة وبدأت مسيرتي المهنية كعامل في الديوان الوطني للثقافة والإعلام، وأعتقد أن هذا القطاع حقق قفزة نوعية منذ سنة 99، كما نجح في تحقيق مكاسب كبيرة أهمها القوانين المؤطرة للمهرجانات والتراث وغيرها، ربما لم تظهر نتائجها في الفترة الراهنة ولكنها ستثمر مستقبلا".

كركلا أنقذ حفل الخمسينية بعد أن رفض "نجوم" الجزائر المشاركة

استعراض الافتتاح سيلخص الإنجازات التي حققتها الجزائر طيلة 50 سنة

جولات فنية في الجزائر وأوروبا بمناسبة الذكرى الخمسين

أكثر من 700 فنان وتقني جزائري و60 أجنبيا يشتغلون على استعراض الحفل

رد لخضر بن تركي، في إجابة عن سؤالنا حول إن أصبح حضور الفنان ومصمم الاستعراضات اللبناني عبد الحليم كركلا، حضور لا بديل عنه أكد أنه اقترح مجموعة من الأسماء لفنانين جزائريين من أجل المشاركة في فعاليات الاحتفال بالذكرى الخمسين خلال الاجتماع الذي جمعه باللجنة المشرفة على التحضير لفعاليات الاحتفال برئاسة الوزير الأول أحمد أويحيى، غير أنهم رفضوا الحضور.

وأضاف المتحدث موضحا: "وبالفعل وجهنا الدعوة لخمسة فنانين جزائريين في الخارج لكنهم رفضوا دعوتنا للمشاركة في ملحمة افتتاح حفل الخمسينية، وبعد منحي الضوء الأخضر لتوجيه دعوة للفنان العالمي عبد الحليم كركلا، لم أتردد في ذلك خاصة أن فرقته ذات شهرة عالمية. وتابع بن تركي: "لقد لبى هذا الرجل الدعوة رغم أنه اضطر لتأجيل العديد من مواعيده الفنية، كما أن أعضاء فرقته من دول متعددة ولهم ارتباطاتهم الخاصة لكنه لم يتردد في تلبية دعوة الجزائر".

وقال بن تركي في سياق متصل، أن كل المهرجانات والفعاليات ستكيف في إطار الاحتفال بالخمسينية بما فيها المهرجانات والملتقيات، مؤكدا أنه سيتم الكشف عن تفاصيل هذه الاحتفالات في الأيام القليلة القادمة. وحول ملحمة الافتتاح التي سيحتضنها المركب السياحي "الكازيف" بسيدي فرج، قال بن تركي: "نريد أن يكون الحفل بمستوى مكانة الجزائر رغم الميزانية الضعيفة التي استفادت منها وزارة الثقافة في هذا الإطار، وسنحاول من خلاله تجسيد كل الإنجازات المعتبرة التي حققتها الجزائر طيلة خمسين سنة من الاستقلال"، قبل أن يضيف بالقول: "العمل ليس سهلا ولكننا نبذل قصار جهدنا ليكون العمل بحجم مكانة الجزائر، رغم تأخر أشغال بداية التحضير للاستعراض" مشيرا إلى أنه تم نقل ما يزيد عن 30 فنانا إلى المستشفى بسبب الإرهاق، نتيجة التدريبات المكثفة التي يقومون بها من أجل استكمال العرض. وذكر بن تركي، أن 12 شركة جزائرية تقوم بأشغال ترميم مسرح الهواء الطلق "الكازيف" بسيدي فرج الذي سيحتضن حفل الافتتاح، تحت إشراف مكتب دراسات جزائري، بالإضافة إلى 700 فنان وتقني جزائري، و60 أجنبيا بالإضافة إلى 2000 عنصر مختص في الإضاءة.