"لا تؤاخذينا يا وردة بما فعل السفهاء منا"
جثمان الراحلة وردة في مطار القاهرة
لو علمنا بأنها ستشحن لاقتحمنا المطار لننقلها على أكتافنا""وردة في قلوبنا فاعذروا من جهلها.."عبّر عدد كبير من المصريين عن رفضهم لما وصفوه بـ"جهل رجال أمن المطار بجثمان السيدة وردة"، وقدّموا اعتذارا للسيدة وردة مضيفين أنهم لن يعتذروا للشعب الجزائري لأن وردة واحدة منهم ولا يعتبرونها غير ذلك، وأوضحوا أنهم لو علموا أن ذلك سيحصل لاقتحموا المطار لإيصالها لباب الطائرة.
نزلت الشروق للشارع المصري حاملة في جعبتها سؤالا واحدا، ماذا يعني لك فقد فنانة مثل السيدة وردة ومالذي تعرفه وتعلمته منها خلال مسيرتها الفنية، غير أنها فوجئت بتقديم اعتذارات منهم للسيدة وردة، واسترجعوا بذلك حادثة نقل الجثمان عبر ناقل شحن البضائع، ورغم تبريرات رجال المطار، إلا أن الشارع المصري ببساطته تفاعل مع الحدث، واستنكر هذا التصرف، وأوضح عدد منهم أنهم لم يكونوا ليعلموا أنه سيحصل هذا و"إلا كنا اقتحمنا المطار ولما وقفنا على الباب مثل ما أمرنا رجال أمن المطار"، ورفض البعض منهم أن يقال بأنها لو كانت مصرية لما فعل بها ذلك، مضيفين أن "التصرف الذي تعرضت له نابع من جهل فقط وليس مقصودا" وحتى وإن كان مقصودا فـ"هؤلاء لا يمثلون مصر الثورة"، مستدلين بقوله تعالى »ربنا لا تؤآخذنا بما فعل السفهاء منا«، كما قدم البعض منهم تعازيه للشعب الجزائري قائلين إن "التاريخ دائما يأبى إلا أن يتشارك الشعبان المصير سواء في المحن أو الأفراح".
الشباب الذين تحدثت إليهم الشروق وإن كانوا صغارا في السن فمعظمهم لم يفق سن الثلاثين سنة، إلا أنهم ركزوا في حديثهم لنا عن الهم العربي الكبير الذي كانت تحلم به الفنانة وردة، مضيفين أنها وإن رحلت على الدنيا غير أن رسالتها وهدفها النبيل في جمع ولم شمل الأمة العربية يبقى يسري في دماء المصريين، وأنها مدرسة في النضال تلهم به غيرها.. هؤلاء الشباب ذكروا للشروق أن السيدة وردة رفضت أيام الأزمة الكروية التصريح للصحافة التي طلبت منها إدانة جهة على حساب أخرى، وأكدوا لنا أنها اعتصمت بحبال الصمت ورفضت كل هذه المحاولات والإغراءات المدفوعة الأجر لأنها فعلا تحب الشعبين ولأنها فعلا أسمى من محاولات بعض المؤسسات الإعلامية ورفضت.
الشارع المصري يبكي وردة..
من حي الزمالك إلى ميدان التحرير إلى شارع التحرير، شوارع تنقلنا فيها، ورغم أن الحديث السياسي فيها عبر الحوارات والنقاشات بين مستقلي سيارات الأجرة وسائقها تعلو ولا يعلى عليها، إلا أن رحيل سيدة الطرب العربي أجّل هذه النقاشات قليلا، حيث كلما صعدنا سيارة إلا وسائقها يستمع لإحدى روائع الراحلة، وبمجرد أن تصعد معه يبدأ في سرد حكايات عن السيدة وردة، وعن نضالها وعن فنها الطربي الأصيل، وأن فقدها خسارة كبرى، وأنها فنانة تفقد لكنها لن تعوض، وأن فنها مدرسة.. الكثير من المحلات، السيارات، وحتى المنازل كلها تستمع لروائع وردة، تتقدمها "حلوة بلادى السمرا" و"مصر الحبيبة" و"عاشت بلادنا"..