إلى " ابن زيدون الأندلسي "
( 1 )
يا نظرةَ الخجلِ فِي عينيْ غريبينِ ائتلفا
خَفضَا جَنَاح الودِّ مِنَ الهَوى
قَرِّي حَيَا
عشرُ الأصابعِ مَا تَصَافَحَتْ ؛
عُضّتْ نَدَم !
حينَ قالَ كلُّ الآخرين: لا
فِي وجهِ قلبين قالا : نعَم
‘‘ فلانَ القلبانِ مِنْ بَعدِ ذلك
فغدا
كالقَطْرِ لِينَا ‘‘
* * *
( 2 )
تلا _ على القلبِ _ آياتِ الراحلين
فشمَّعَ بَابَهُ وراءَهَم
تبَّ الحبُّ مِنْ بَعْدِهِم
كان مَنْ دَعَا عَليهما مِنَ العِدَا
استغفرَ ذَنْبَهُ
- ما كانا وربّ الهواء والهوى ضالِّينا ! -
إلا أنّ الدهرَ كانَ سبقَهُ
وَرَدَّ : آميـنا
* * *
( 3 )
قالَ موشَّحٌ لم يُغنَّى :
أحدِّثكم عَنْ عاشقةٍ
كانتْ حِينَ تَجْرَعُ الماءَ ..
تَسْكرُ - مِنْ رِيقِها -
الكَأسُ
قالَ صَبُّها :
مِنْ بطنِ العُودِ انبلجتْ عليَّ
أزاحتْ أوتاراً كلدنِ القضبان بيننا
صحتُ فيها :
يا أنتِ
ما عادَ في البَيْنِ بينٌ
غنِّي لي
غنِّيني .
كان الذهابُ اقتطفَها
وما عدتُ وقلبي
ما دُونها منَ الأوتارِ
تُلهِينا
* * *
( 3 )
قالتْ حكايةٌ لم تتمْ :
كنتَ هُنَا
أعدُّ لكَ - على أصابعيْ - عَابِري الهَوى
فتقطفهم
وتغرس مكانَهم في الكفَّين وَرْدَا
تفرك عن روحي مغباتِ غيبتهم
" ما كذبَ الفؤادُ ما رَأَى "
- أمرٌ قُضي ..
ما انقضى -
فَأَحَـبَّـك
يا ربُّ ما حدَّثتُ بهِ ليلَ سرِّي
فكيف لسان الصُّبحِ يُفشِينَا ؟
* * *
( 4 )
أمّا بعد العنا ..
لامَ شاهقُ صبرِكَ نَزْرَه فيَّ
قلتُ لك:
والذِي بَعَثَكَ بِالحُبِّ نَبِيْلا
لا أُحْسِنُ غَيرَ هَذَا فَعَلِّمْنِي !
أخذتَ تُقرؤنِي مِنَ التأسّي سُوَرَا
لاحَ بعدَكَ الأسى فيها
كنتَ تركتَ الصبرَ تَلْقِينَا
كنتَ تركتَ الصبرَ يُلْقِينَا
* * *
( 5 )
ختامُ النبا
عَفَا القلبُ عمّن مضَى
قُضي - هذه المرة - الأمرُ
فانقضى
" كنَّا نبيتُ والوصلُ ثالثُنا ..
صرنا فرادى
والوجدُ
ثانينا "
منال العويبيل