مذبحة بور سعيد المصرية توقع جريمة في حق الإنسانية والمبرر "كرة جلدية"13 نقطة كانت تفصل الأهلي ثاني ترتيب البطولة المصرية عن المصري البورسعيدي، الذي استضافه لحساب الجولة 17، وُيعرف أن العلاقة بين جمهور الفريقين ليست على ما يرام...
بل كراهية شديدة هي المميز في علاقة مناصري الناديين، فالموسم الماضي يقول أنصار الأهلي إنهم رجموا في محطة القطارات وعادوا أدراجهم إلى القاهرة دون أن يدخلوا ستاد بورسعيد. المباراة كانت للأهلي الذي بقي فائزا إلى غاية (د72) بهدف لصفر قبل أن يتلقى 3 أهداف كاملة ويخسر النقاط الثلاث، وبعد صافرة الحكم كانت دقائق معدودات كافية لحدوث كارثة إنسانية بكل معنى الكلمة، أدت إلى وقوع أكثر من 71 قتيلا في حادثة لا يمكن إلا أن تسمى "جريمة في حق الإنسانية" لأنها كانت لأجل كرة هوائية جلدية، تصنع سعادة البعض مثل الأوربيين وترسم تعاستنا وتزيد من تمزقنا كعرب.
"لافتة" رفعها جمهور الأهلي كانت الشرارة التي أتت على كل شيء
قبل بداية المباراة أطلقت جماهير بور سعيد شماريخ نارية باتجاه جمهور الأهلي، وكانت الأجواء مشحونة كما نزلت جماهير بور سعيد ما بين شوطي المباراة إلى أرضية الميدان لتواصل استفزازاتها، قبل أن يختلط الحابل بالنابل في النهاية حيث نزل المئات إلى أرضية الميدان مباشرة بعد صافرة الحكم وإعلان فوز المصري (1-3)، حيث حاولوا الاعتداء على لاعبي الأهلي كما أصابوا مدير الكرة سيد عبد الحفيظ. وإذا كان الفريق المستضيف حقق أهدافه بالانتصار فما الخطب؟، سؤال رد عليه البورسعيديون بالقول إن لافتة رفعها جمهور الأهلي وكتب عليها: "بلد البالة مجبتش رجالة" (تشتهر مدينة بور سعيد بتجارة البالة (الشيفون)) هو ما كان بمثابة الشرارة التي أتت على كل شيء.
نهاية دامية ومناصرون يرمون من الأعلى إلى الهلاك وأمن "شاهد ما شافش حاجة"
وبعد أن نجا لاعبو الأهلي ومرافقوه بجلدهم، التف جمهور المصري إلى الأهلاوية الذين تنقلوا وركضوا وراءهم حسب شهود عيان بسكاكين وحتى سيوف، ما أوقع عدة قتلى وجرحى. كما أكد الأنصار الناجون من جمهور الأهلي، أن الكثير الذين توفوا تم رميهم من أعلى المدرجات إلى الأرض، وقد كانت رائحة الكراهية تعم الملعب ساعات قبل اللقاء، وكأن الأمر يتعلق بمعركة حربية (خاصة أن الكثير من الأنصار حسب شهادات أدخلوا معهم أدوات حديدية وحادة) انتهت بنتائج وخيمة، في وقت اكتفى الأمن بلعب دور المتفرج على طريقة المسرحية الشهيرة "شاهد ما شافش حاجة"، بل كان يسمح للجمهور بالدخول بصورة عادية إلى الميدان، حيث أظهر التلفزيون شرطيا يضحك قبالة مناصر يحمل كرسيا يبحث عن أهلاوي للاعتداء عليه، وهو ما جعل الكثيرين يروجون لفرضية "المؤامرة" والتخطيط المسبق لما وقع، حتى أن مناصرا للأهلي قال على شاشة التلفزيون إن مسؤولين أمن في الملعب كانوا يطلبون تسهيل مهمة أنصار المصري لاقتحام الملعب.
شوبير: "طائرات حربية لإجلاء مصريين من أرض مصرية، مش مصدق"
وأصيب الحارس الدولي السابق والوجه التلفزيوني أحمد شوبير بحالة من الهستيريا، سهرة أول أمس على المباشر في قناة "موردن كرة"، وهو يتلقى أخبار ارتفاع عدد القتلى من مستشفيات بور سعيد وانهار بالدموع، كما قال إنه لا يصدّق كيف أن المجلس العسكري أرسل طائرات حربية لإجلاء مصريين – في إشارة إلى فريق الأهلي ومناصرين – من أرض مصرية، وهو أمر عجز عن استيعابه رغم الساعات الطويلة من البث. وقد اتضح أن معظم إن لم نقل كل القتلى من مناصري النادي الأهلي، الذي لعب له مطولا أحمد شوبير وهم المناصرون الذين توفي بعضهم في غرف الملابس قرب لاعبي الأهلي، بعد أن فشل طبيب النادي إيهاب علي في إنقاذهم، وأعلن طبيب النادي اعتزاله في تصريحات صحفية، رغم أنه قام بعملية جراحية ناجحة لأحد المناصرين وتمكن من إنقاذ حياته.
مشجع أهلاوي: "ذهبت برفقة 13 صديقا فعدت وحدي"
وصلت القطارات العائدة من بور سعيد إلى القاهرة في حدود الساعة الثالثة ونصف من صباح أمس، وهي تحمل عشرات المصابين والجرحى من الأنصار، واشتعل المنتظرون بالمحطة حماسا مرددين "يا نموت زيهم يا نجيب حقهم" و"كلنا فداك يا شهيد". عندها وضع الأهالي أيديهم على صدورهم، تحسبا لسماع الخبر اليقين بوفاة ذويهم أو إصابتهم، ولم ينتظروا دخول القطار إلى الرصيف، بل هرولوا إليه مسرعين للاطمئنان على ذويهم، عندها تناقضت المشاعر بين سعيد برجوع ابنه أو حزين بفقدان أعزّ ما له وبين حائر لا يملك خبرا. وقال محمد أحمد أحد المصابين لصحيفة "اليوم السابع"، إن أحد أفراد الأمن قال لمناصري الأهلي: "أنتم اللى بتحمو الثورة طيب احموا أنفسكم"، وأضاف والدموع تذرف من عينيه: "أنا كان معي 13 مشجعا مش لاقي واحد فيهم، لقد عثرت على صديقي بعد ساعات جثة هامدة في المشرحة". مضيفا: "خرجت من عملي واتجهت إلى ستاد المباراة بمحافظة بورسعيد، والتقيت بأصدقائي في الاستاد في المكان الذي اتفقنا عليه، ولكن بعد الأحداث لم أجد أحدا فيهم إلا صديقا بمقام أخي في المشرحة".
51 جثة حولت جوا إلى القاهرة، و19 في سيارات الإسعاف إلى محافظاتهم
وقال الدكتور حلمي العفني مدير مديرية الشؤون الصحية بمحافظة بورسعيد في تصريحات لـ "أنباء الشرق الأوسط"، إن العدد النهائي للقتلى هو 71 و256 مصابا، تم تحويلهم إلى خمس مستشفيات هى: بورسعيد العام، والمستشفى العسكرى ببورسعيد، والزهور المركزي، والمبرة للتأمين الصحي، وآل سليمان الخاص. وأضاف مدير مديرية الشؤون الصحية بمحافظة بورسعيد أن جميع المصابين خرجوا من مستشفيات بورسعيد عدا حالة واحدة، لنقيب شرطة استئصل طحاله وهو محجوز حاليا. وأضاف: "تم تحويل 15 حالة من بين المصابين بالطائرات إلى عدد من المستشفيات بالقاهرة لاستكمال علاجهم وحالتهم جميعا مستقرة"، موضحا أنه تم إرسال 51 من جثث القتلى بالطائرات إلى القاهرة بينما تم إرسال 19 جثة بسيارات الإسعاف إلى المحافظات التابعين لها، وهناك جثة مجند بالمستشفى العسكري ببورسعيد.
وزارة الصحة المصرية: "أسباب الوفيات ضربات بآلات حادة في الرأس ونزيف في المخ"
وكان مدير مديرية الشؤون الصحية قد ذكر أن محافظ بورسعيد وقيادات المحافظة ورجال النيابة، أشرفوا بأنفسهم على نقل جميع الجثث والمصابين حتى الساعة الخامسة من يوم أمس. وبمقابل هذا أعلنت وزارة الصحة أن الحصيلة هي 74 قتيلا و188 مصابا وقال الدكتور هشام شيحة مساعد وزير الصحة في بيان صحفي: "معظم حالات الوفاة كانت نتيجة إصابات في الرأس بآلات حادة ونزيف في المخ، وبسبب الاختناق، فيما جاءت الإصابات نتيجة الازدحام والتكدس بالملعب وهي عبارة عن كدمات وجروح".
إقالات وتحقيقات بعد مجزرة بور سعيد
وكان الاتحاد المصري لكرة القدم قد أعلن بعد المباراة توقيف الدوري إلى أجل مسمى، في حين أعلن رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور كمال الجنزوري أمام مجلس الشعب المصري مساء أمس، أنه قبِل استقالة محافظ بورسعيد على خلفية أحداث مباراة أول أمس، كما قرر إيقاف مدير أمن بورسعيد ومدير المباحث وإقالة رئيس وأعضاء اتحاد كرة القدم وتحويلهم للتحقيق. منوها أنه يتحمل المسؤولية السياسية عما حدث ومستعد للتحقيق أمام أي جهة كما تم إعلان الحداد 3 أيام ترحما على أرواح القتلى.
وطالب أعضاء مجلس الشعب المصري خلال الجلسة ذاتها، بإقالة قيادات الأمن بوزارة الداخلية وإقالة الحكومة المصرية على خلفية الأحداث الأخيرة، إضافة إلى ضرورة تحديد المسؤولين عن هذه الكارثة وتحويلهم للقضاء للعقاب.
الأهلي يعلن 1 فيفري يوما لـ "الشهيد" ويقاطع بور سعيد 5 سنوات
واستمرارا لتداعيات الأحداث، قرر مجلس إدارة الأهلي في اجتماعه الطارئ صباح اليوم برئاسة حسن حمدى ما يلي:
1- الاستمرار في تعليق جميع الأنشطة الرياضية للنادي الأهلي .
2- مقاطعة النادي الأهلي بكل فرقه لأي أنشطة رياضية تقام بمدينة بورسعيد لمدة خمس سنوات.
3- عدم الاكتفاء بإقالة محافظ بورسعيد ومدير أمنها والمطالبة بضرورة التحقيق معهما فى مسؤوليتهما السياسية والجنائية عما حدث لجماهير الأهلي، وأسفر عن موت الشهداء وزيادة أعداد الجرحى والمصابين .
4- تكليف اللجنة القانونية للنادي الأهلي برئاسة المستشار محمود فهمي وعضوية المستشار رجائى عطية والمستشار أسامة قنديل والمستشار أكثم بغدادي، بمتابعة بلاغ النادي الأهلي للنائب العام والتحقيقات التي تقوم بها النيابة العامة .
5- يطالب النادي الأهلي المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بمعاملة شهداء ومصابي النادي والرياضة المصرية في الأحداث المؤسفة الأخيرة نفس معاملة شهداء ومصابي الثورة .
6- إقامة نصب تذكاري بمقر النادي في الجزيرة لشهداء الأهلي.
7- اعتبار اليوم الأول من فبراير كل عام يوما لشهداء الأهلي.
8- فتح حساب بنكي لتلقى التبرعات لمصلحة أسر شهداء الأهلي، على أن يودع النادي الأهلي مبلغ مليون جنيه كنواة لهذا الحساب مع فتح باب التبرعات لأعضاء النادي والجهات والهيئات الراغبة والأفراد المتضامنين مع الشهداء وأسرهم، وذلك تقديرا من النادي الأهلي لأبنائه وشهدائه رغم يقين كل مسؤولي الأهلي وأبنائه بأنه لا يمكن لمال الدنيا تعويض أي شهيد.
9- إعلان الحداد أربعين يوما على أرواح شهداء الأهلي.
10- استقبال وفود الجهات الرسمية والأهلية الراغبة في تقديم واجب العزاء في شهداء النادي الأهلي والرياضة المصرية، في مقر النادي بالجزيرة لمدة ثلاثة أيام بداية من الجمعة الثالث من فيفري الحالي وحتى الأحد الخامس من فبراير، من الساعة الرابعة عصراً حتى التاسعة مساء .
11- يعلن مجلس إدارة النادي الأهلي أنه في حال انعقاد دائم لمتابعة تنفيذ قراراته للحفاظ على حقوق النادي وجماهيره وشهدائه ومصابيه، ولرد الاعتبار لكل أسرة الأهلي في كل مكان.
إجماع في مصر على أن المجزرة كانت "مدبرة" وأن هناك مؤامرة
وأجمعت القوى السياسية في مصر على أن الحادث مدبر، رغم اختلاف الآراء حول الجهات التي قد تكون تورطت في "تدبير المجزرة". فالبعض يتهم بقايا النظام السابق، وآخرون يشيرون إلى تورّط المجلس العسكري والأجهزة الأمنية للانتقام من رابطة مشجعي الأهلي "الألتراس" المعروفين بعدائهم للنظام، فيما تعتبر فئة أخرى أن الأمر متصل بأطراف أجنبية فشلت في السيطرة على الثورة المصرية، وتريد إشاعة الفوضى المنظمة، وهو أمر لمح له رئيس الوزراء المصري كمال الجنزوري، عندما تحدّث أمام البرلمان المصري عن وجود مؤامرة.
رياضيون مصريون يقودون مسيرة وفوضى عارمة عرفتها القاهرة مساء أمس
وشارك لاعبون سابقون وحاليون في مسيرة أمس بوسط ميدان "سفنكس"، على غرار أحمد شوبير وكذا محمد شادي، بالإضافة إلى عمرو زكري وأحمد حسن وسيدي عبد الشافي، وأيمن عبد العزيز وأحمد شكري وقد استقرت المسيرة عند مقر النادي الأهلي لتتوافد عليها مسيرات أخرى قادمة من ميدان التحرير وشارع البرج والجيزة، وجلس الشباب على الأرض على بداية جسر قصر النيل من ناحية التحرير لمنع سير السيارات في هذا الاتجاه وإخلائه للمسيرات القادمة من التحرير. كما أغلقت أمس جميع مداخل الميدان وطريق كورنيش النيل، في الوقت الذي نظم المئات من المتظاهرين مسيرات إلى وزارة الدفاع للمطالبة برحيل المجلس العسكري فورا، وعاشت مصرا يوما في فوضى كان من مخلفات جريمة ارتكبت في حق الإنسانية.
-----------------------------
عمرو خالد: "هذا مخطط يستهدف مصر ككل والأمر أعمق من كونها مباراة كرة وخناقة"
في فيديو بث على شبكة الأنترنت، علق الداعية المصري الشهير عمرو خالد على ما وقع قائلا: "بعد مباراة أمس والعدد الكبير من شبابنا الذي سقط، أعزي أهاليهم وأمهاتهم وأدعو لهم بالمغفرة والرحمة، النقطة الثانية التي أريد الكلام عنها هي أنني لا أرى أن هذه الأحداث نتيجة مباراة في كرة القدم، لأنه لا يمكن تفسيرها على أساس أنها خناقة ودوري فيه فريق فاز بالنقاط وآخر خسرها، فأصلا النتيجة كانت 3- 1 وليس هناك ما يستدعي أن يصل الأمر إلى حمام دماء، هذا ليس مشهد كرة أو رياضة، هو مخطط يستهدف مصر كلها، ومحاولة لإيقاعها في استنزاف مستمر لاقتصادها ودماء شعبها، والقضاء على أملها في التقدم والنهضة كما هو استهداف لثورتها. كل ما يحدث هو محاولة إحباط المصريين وإفقادهم الأمل في المستقبل وحلم النهضة الذي بدأ يكبر، وجعل الاقتصاد المصري مستهدفا، الموضوع ليس كرة وإنما نزيف متواصل من الأمل والاقتصاد والأرواح".
محمد عبد الحكيم (لاعب المصري): "أين دور رجال الأمن وهذا كابوس حقيقي؟"
في تصريحات له أمس على قناة "نيل سبور"، قال لاعب المصري البورسعيدي محمد عبد الحكيم عن الكارثة: "بعد ما شاهدناه أمس من الأفضل أن يتوقف الدوري، نحن لم نتوقع أن يحصل ما حصل، صحيح أن الجمهور نزل وحاولنا منعه ثم دخلنا غرف الملابس لكن لم نتوقع تماما أن تحصل تلك الكارثة ويسقط كل ذلك العدد من القتلى، لعبنا أمام الأهلي في ظروف أصعب وتعادلنا ومر كل شيء على خير، وأخطر ما رأيناه وقتها ضرب بالحجارة بين المناصرين، صراحة أنا متعب جدا من الناحية النفسية وأسأل أين دور رجال الأمن؟ لقد كانوا يتفرجون على ما حصل، أقسم أن البلد فيها حاجة غلط نحن نعيش كابوسا".
مانويل جوزي (مدرب الأهلي): "رأيت جمهورنا يموت أمامنا والآن علي أن أفكر في حياتي"
في تصريحات للإعلام البرتغالي قال مدرب الأهلي مانويل جوزي: "تعرضت للضرب باللكمات والركلات على الرقبة والرأس والقدم لكن لم يلحقني سوء، بعد صافرة النهاية حدثت فوضى عارمة غير مسبوقة وتم إحاطتي بعدد من رجال الأمن لتأمين حياتي لكنهم تعرضوا للضرب بدلا عني، لقد تم نقلي إلى داخل غرف الملعب لأنني لم أستطع الوصول إلى غرفة اللاعبين قبل أن يتم نقلي إليها، وهناك رأيت جمهورنا يموت أمامنا في الغرفة ونحن غير قادرين على فعل شيء". وأضاف جوزيه بغضب: "لم يحدث شيء لأي من اللاعبين لكننا نشعر بحزن عارم، رحلة عودتنا إلى القاهرة كانت عبارة عن سكوت تام احتراما لأرواح من ماتوا من جماهيرنا، لقد تابعت عددا كبير من الجماهير التي كانت في غرف الملابس وخضعت للعلاج على يد طبيب الفريق ولقد رأيت عددا كبير من القتلى والبعض توفي داخل غرفة الملابس الخاصة بالفريق". وفي سؤال عن مستقبله مع الأهلي قال جوزيه: "الآن علي أن أفكر بحياتي".
شريف إكرامي (لاعب الأهلي): "أطالب بالقصاص والتراب الذي يسير عليه الأهلاوية أفضل من رقاب الكلاب"
تحدث لاعب الأهلي شريف إكرامى عند نزوله من الطائرة العسكرية التي أقلت فريقه إلى القاهرة عقب مباراة المصري، وتعجب اللاعب من كيفية استكمال مباراة يدخل فيها الجماهير إلى أرض الملعب للاحتفال بكل هدف يتم تسجيله، واصفا ما حدث بالنتيجة "المتوقعة" في ظل غياب الأمن في مباراة كان يجب أن تلغى من البداية حسبه. وأضاف اللاعب: "أطالب بالقصاص من أجل من فقدناهم فالتراب الذي يسيرون عليه (جمهور الأهلي) أفضل من رقاب الكلاب".
حسن شحاتة (مدرب الزمالك): "لن أدرب مجددا في مصر"
قال حسن شحاتة مدرب الزمالك فقال لموقع "كووورة": "لم أر كرة قدم هكذا من قبل، وما حدث في مصر يدل على الانهيار الكبير الذي تعيش فيه البلاد، وحالة الفوضى التي أصبحت تعمّ مصر وغياب الأخلاق، لقد غاب عنا الوعي الوطني وأصبحنا نبحث عن افتعال الأزمات، وهناك من لا يريد أن يحدث الاستقرار في مصر ويريد الفوضى، والرياضة أكبر مستهدف لأنها تمثل قطاعا عريضا من الشعب المصري". وأضاف المدرب السابق لمنتخب مصر: "لم أعلم بأحداث بورسعيد قبل بداية مباراة الزمالك والإسماعيلي، وفي الشوط الثاني علمت بالموقف، واتخذت قرارا وقتها بعدم استكمال المباراة، والتضامن مع النادي الأهلي، بل والتضامن مع الشعب المصري الذي يهدر دمه، فلا يمكن أن نلعب كرة قدم وهناك من يتعرض للقتل والإصابات، هذا القرار كان من أجل إثبات أننا جميعا يدا واحدة، وأن الرياضة والحياة بصفة عامة لن تستمر في ظل هذه الأحداث". قبل أن يختم قائلا: "لن أدرب أي فريق في مصر في حال عدم التحقيق الجدي فيما وقع في ستاد بورسعيد، وهذا القرار لن أتراجع عنه، لأن ما يحدث ليس له أي علاقة بكرة القدم، وهذا أحد أنواع البلطجة التي يجب أن نتصدى لها".
سمير زاهر (رئيس الاتحاد المصري المقال): "أتقبل قرار إقالتي لكنني لست السبب فيما وقع"
أبدى سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة، تقبله قرار إقالته وكل أعضاء مجلس إتحاد الكرة وقال أمس لـ "اليوم السابع"، إنه ليس أمامه سوى تقبل القرار بعد الأحداث المأساوية التي شهدتها مباراة الأهلي والمصري. وأضاف رئيس الاتحادية أن مجلس إدارة الاتحاد لا يتحمل هذه الأحداث، مشيرا إلى أن الانفلات الأمني وأحداث الشغب التي عمت الملاعب المصرية مؤخرا، هما سبب كارثة أمس
وقال إنه كثيرا ما حذر من تفاقم الأمور ووقوع ما لا يحمد عقباه لكن دون جدوى، مشيرا إلى أنه يتقدم بخالص التعازي لجماهير الكرة المصرية بشكل عام وجماهير الأهلي خصوصا.
"الفيفا" تعتبر ما حدث في مصر يوماً أسود في كرة القدم
وصف الاتحاد الدولي لكرة القدم أعمال الشغب التي خلفت عشرات القتلى في مباراة بالدوري المصري الممتاز بأنها "يوم أسود للعبة" وقتل أكثر من 70 شخصا حين اندفعت أعداد كبيرة من المشجعين لأرض ملعب بورسعيد بعد فوز المصري 3-1 على ضيفه الأهلي حامل اللقب. وقال سيب بلاتر رئيس "الفيفا" في بيان نشره موقع الاتحاد على الانترنت: "شعرت بالصدمة والحزن حين علمت بوفاة عدد كبير من المشجعين في مباراة ببورسعيد. أتضامن مع عائلات الضحايا. هذا يوم أسود لكرة القدم لا يمكن تخيل مثل هذا الموقف الكارثي ويجب أن لا يحدث مرة أخرى".
الفيفا: "نطلب من المسؤولين المصريين تقريرا كاملا عما حصل"
وطلب أمس الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" الحصول على تقرير كامل عما حدث، من أعمال شغب في بورسعيد بمصر، ما تسبب في سقوط أكثر من 70 قتيلا أول أمس الأربعاء. وقال "الفيفا" في بيان بموقعه على الانترنت: "الفيفا تطلب من المسؤولين المصريين تقريرا كاملا عن الوقائع من أجل تقييم ما حدث". وعرض الإتحاد الدولي دعمه الكامل للاتحاد المصري لكرة القدم، في أي مساندة يحتاجها بعد هذه المأساة، وأشار موقع "الفيفا" إلى وجود قواعد أمنية محددة وصارمة ينبغي تطبيقها في كل مسابقات اللعبة الشعبية.
عادل إمام: "حزين لما حدث في بور سعيد"
ومن جهتهم، أعرب فنانون مصريون عن صدمتهم بوقوع مجزرة كروية مروعة نتيجة أحداث مباراة النادي الأهلي والمصري بمدينة بورسعيد، وعبر الفنان المصري عادل إمام في تصريح لشبكة MBC عن حزنه الشديد بما حدث في مباراة كرة قدم بين ناديين مصريين. وقال: "أنا حزين بما حدث في بورسعيد عقب مباراة الأهلي والمصري. وأدان الفنان هشام سليم أحداث الشغب التي وقعت، ووصفها "بالمهزلة الكروية" التي تسيء لمصر، والمسؤولون عنها هم أنفسهم المسؤولون عن خرابها". وتساءل هشام: "أين هو محافظ بورسعيد؟! وأين سيادة مدير الأمن الذي اكتفى بمشاهدة المباراة؟! وأين اتحاد الكرة الذي يتقاضى أموالا من الأندية والمفترض أن يجبرهم على تعلية أسوار أنديتهم بأسلاك شائكة"؟! أين المسؤولون عن تأمين أرواح البشر؟!". وأنهى سليم تصريحه قائلا: "للأسف الشديد نحن في عصر بلا مسؤولين منذ 60 عاما". ومن جانبه قال الفنان الكوميدي أحمد آدم: "نحن المصريون لا يعجبنا شيء فإذا تدخل الجيش لم يكن الأمر سيصل إلى سقوط قتلى بهذا العدد، لكن في الوقت نفسه كان الكثيرون سيطالبونه بعدم التدخل، وإذا لم يتدخل سيقال: أين الجيش؟!"، وأوضح آدم أنه لا بد من تأمين الجيش للأندية أثناء المباريات حتى لا تحدث كوارث أكثر من ذلك.
برلماني مصري: "في عز أحداث الجزائر لم تحدث كارثة كهذه"
اعترف أحد أعضاء المجلس الشعبي المصري أن ما وقع لا يمكن إلا أن يوصف بـ "الكارثة"، حيث قال: "مباراة الجزائر ورغم الاحتقان الشديد الذي عرفته بسبب التأجيج الإعلامي لم يحصل فيها شيء مما وقع في بور سعيد، مع أن المباراة جرت في دولة تعزيزاتها الأمنية وإمكاناتها (يقصد السودان) أقل بكثير مما هو موجود في مصر".
-------------------------
الاتحاد الافريقي يقرر دقيقة صمت في كل لقاءات أمم إفريقيا تكريما لذكرى ضحايا بورسعيد
ابدى الاتحاد الافريقي لكرة القدم اسفه لمقتل أكثر من 70 شخصا في أسوأ اعمال شغب تشهدها ملاعب اللعبة في مصر. وقال الاتحاد الافريقي في بيان نشر بموقعه على الانترنت: "تلقى الاتحاد بصدمة بالغة انباء الكارثة التي وقعت في مدينة بورسعيد بمصر حيث قتل عشرات المشجعين واصيب المئات خلال مباراة في الدوري المصري بين أصحاب الارض النادي المصري والنادي الأهلي القاهري. يتابع رئيس الاتحاد الافريقي لكرة القدم السيد عيسى حياتو المتواجد حاليا بمدينة ملابو في غينيا الاستوائية ببالغ الاهتمام الوضع عن كثب لحظة بلحظة وقد ارسل رسالة تعزية للاتحاد المصري. سيتم وقوف دقيقة صمت تكريما لذكرى الضحايا قبل كل اللقاءات المقبلة في بطولة كأس أمم افريقيا 2012".
فابريغاس: "أحداث مصر مأساوية وارتكبها أشخاص فاقدو العقل"
علق "سيسك فابريغاس" صانع ألعاب برشلونة الأسباني، علي الأحداث المأساوية التي مرت بها مصر خلال مباراة الأهلي أمام المصري البورسعيدي. وقال اللاعب الدولي الأسباني عبر حسابه الشخصي علي "تويتر": "محزن جدا ومؤلم ما يحدث في مصر، فكرة القدم تهدف إلي نشر المتعة بالممارسة فقط، لكن المشاكل يحدثها فاقدو العقل فقط"، وعلق "شارلي أدم" لاعب "ليفروبل" أيضا على الأحداث قائلا: "لقد قرأت عم حدث في مصر، كرة القدم يجب أن لا تكون هكذا".
--------------------
ماجر: "لو تتوقف البطولة المصرية يعني أن المشاغبين انتصروا"
"هذه هي نصيحتي للاتحادية واللاعبين المصريين..."
كيف هي أحوالك؟ وما هو جديدك؟
كل شيء على ما يرام، لا أزال في قطر رفقة عائلتي الصغيرة، الأمور تسير معي على أحسن ما يكون الحمد لله.
نود معرفة رأيك بشأن ما حدث في مباراة الأهلي أمام المصري في البطولة المصرية؟
آه (تنهد طويلا)، لقد كنت أتحدث عن هذا الموضوع منذ دقائق فقط مع أحد أصدقائي أنا مصدوم مما حدث فعلا، لم أكن أتخيل أن تحدث مثل هذه الأمور في كرة القدم، وهي الرياضة التي جمعت دائما الناس وصنعت أفراح الكثيرين، صراحة لم أشاهد الصور، ولكن الأرقام الموجودة عن الوفيات أمر مروّع فعلا، ولا يمكن حتى أن أتصوّر أني أتحدث عن حالات وفاة في مباراة كرة قدم.
كيف استقبلت الأمر؟ وإلى من ترجع المسؤولية؟
لم أتقبل الأمر بتاتا، فالمصريون أشقاؤنا مهما كان الأمر، ولن نقبل أن تحصل معهم مثل هذه الأمور، هذا شيء مؤسف للغاية، وأنا متأثر جدا لما حدث، أما عن مسؤولية ما جرى، فهذا دون شك من فعل أشخاص لا يحبون الخير لمصر والكرة المصرية، هذا شيء غير معقول بتاتا، في وقت من الأوقات كان الناس يذهبون إلى الملاعب وفي أذهانهم أن الأمر يتعلق بشيء ترفيهي للمتعة، الآن أصبحنا نسمع عن الوفيات هذا غير مقبول.
لو كنت مكان اللاعبين المصريين كيف كنت ستتصرف؟
صراحة لا أتمنى أن أكون مكان اللاعبين المصريين، صراحة أنا متضامن معهم، متأكد أن هلعا شديدا تسرب إلى نفوسهم ولم يفهموا ما حدث، الآن سيخشى اللاعبون الدخول إلى أرضية الميدان، هذا شيء مؤسف وأعبر من هذا المنبر عن تضامني الشديد مع الإخوة المصريين ومع كل العائلة الرياضية المصرية سواء لاعبي كرة القدم أو الرياضات الأخرى، ومتأكد أيضا أن كل الجزائريين مثلي متضامنون مع إخوانهم المصريين.
هل تعتقد أنه يجب أن تتوقف البطولة المصرية في الوقت الحالي، تفاديا لحدوث انزلاقات أخرى؟
على العكس، يجب أن لا تتوقف البطولة المصرية حاليا، لأن هذا يعني أن المشاغبين والمتسببين في العنف تفوّقوا وحققوا مبتغاهم، هم يبحثون عن التأثير في الكرة المصرية والشعب المصري، لذا يجب أن لا تتوقف البطولة حسب رأيي ويجب أن لا نترك هؤلاء يعتقدون أنهم نجحوا فيما يصبون إليه، يجب على المصريين الآن أن يظهروا تضامنهم فيما بينهم، ويؤكدوا أنهم ضد العنف الذي حدث في هذه المباراة.
وما هو الحل حسبك؟
النصيحة التي يمكنني تقديمها للمصريين وللاتحادية المصرية، أن تتواصل البطولة بشكل عادي، ولكن المواجهة المقبلة بين الأندية المصرية لن تكون عادية بل ستكون درسا لكل من أراد أن يسيء لكرة القدم المصرية، يجب أن تجري اللقاءات في ظروف مميزة، وروح رياضية عالية بين اللاعبين والأنصار، يجب أن يتضامن المصريون فيما بينهم لكي يطفئوا هذه الفتنة، أتمنى أن تجري مباراة أخرى في البطولة وينهيها اللاعبون بالتصفيق والعناق فيما بينهم، وأن يتفاعل معهم أنصار الفريقين مهما كانت النتيجة، لأن الكرة ما هي إلا رياضة من أجل إمتاع الناس والتخلص من ضغط الأسبوع، لأن الناس يذهبون إلى الملعب قصد الاستمتاع والترفيه وليس من أجل الاقتتال.
هل تعتقد أن ما حدث يتعلق بلاعبي الأهلي فقط؟
هذا الغريب في الأمر وليس هو السبب، فالأمر يتعلق بلاعبين قدموا الكثير لمصر والكرة المصرية، سواء على مستوى النادي من حيث الألقاب العديدة التي جلبوها للكرة المصرية، أو على مستوى المنتخب المصري، حيث أن معظم لاعبي الأهلي ساهموا في انجازات منتخب الفراعنة، يجب أن يفهم المصريون أن ما حدث فتنة قد تضر بهم، ويجب أن يتفادوا مثل هذه الأمور، أدرك أن الكرة المصرية ستخرج منتصرة في الأخيرة، وستعرف كيف تتعامل مع هذا الوضع الصعب.