سيدى محرر باب «مستشارك العاطفى» بعد التحية.. أنا عبرت فترة المراهقة من زمان وداخل على «طنطا» وشاهدت فيلم «الخطايا» وغنيت «ليه يا بنفسج» وكتبت على أوراق الشجر سافر حبيبى وهجر ومشكلتى أننى كلما انتقدت النظام السابق يطاردنى أتباع «آسفين يا ريس» وكلما انتقدت «النظام الحالى» يلاحقنى أتباع «معلش يا زهر».
ولأن انتقال اللاعبين بين الأندية فى نهاية الموسم فقط بينما انتقال السياسيين بين الأحزاب كل (6) ساعات لذلك تركنى معظم المثقفين وحملوا أكفانهم للإخوان وارتدوا النقاب أمام السلفيين وأصبحت وحدى فى البيت وفكرت مع عفاف راضى فى حالى وبكيت، وقد نصحنى صديق مقرب لا أثق فيه أن أكبر دماغى عند طبيب مخ معروف وأشترى «طبلة» وأنضم إلى «الجوقة» فقد مضى زمن تسلق الجبال وجاء زمن الرقص على الحبال ونصحنى ألا أتعرض لكبير هؤلاء الذى علمهم السرقة ولا لكبير هؤلاء الذى علمهم الاغتيالات.
وقال إننا فى مجتمع يختلط فيه الجهل بالتعصب وسهم كيوبيد الذى يصيب القلوب بسهم البورصة الذى يدخل الجيوب، فلا تكن شعبياً أكثر من الشعب ولا ملكياً أكثر من الملك وحاول أن تنزل «طنطا» فهذا هو المجتمع الذى غنى للص اسمه أدهم الشرقاوى عندما هرب من السجن وبصق فى وجه ثائر إسمه أحمد عرابى عندما عاد من المنفى، وأضاف أننا نمر الآن بأسوأ فترات الانحطاط ثورة بلا رأس ودولة بلا رئيس ومجتمع بلا نخبة.. مجتمع يسد الشوارع بسبب الصلاة ويملأ السجون بسبب السرقة ويهجر الطب إلى التعشيب والكيمياء إلى السحر والفلك إلى التنجيم.
مجتمع مزق صور إبن مبارك الفاسد ليرفع صور ابن لادن القاتل.. مجتمع لا يهمه الجائع إلا إذا كان ناخباً ولا يهمه العارى إلا إذا كانت امرأة.. فقل ما تريد لمن تريد متى تريد ولكن فى سرك واتصل لتحصل على «طبلة» هدية.. كان الاختيار فى النظام السابق أن تأكل عيش أو تأكل عيش وحلاوة وأصبح الأختيار فى النظام الحالى أن تنفجر من الغيظ أو تنفجر من قنبلة، ولأن ابتسامة شمسنا أجمل تحية للضيوف فخبرنى بالله عليك ماذا تفعل لو كنت مكانى. شوفوا انتوا واترك عليكم المقارنة