هذه قصيدة كنت أنوي أن أشارك بها في نهائي بطولة آدم إلا أني فوجئت بإقصائي من الوصول للمرحلة النهائية
هذا من باب الإعلام وليس من باب العتب على أحد
وقد ذيلتها بتحليل وأرفقتها بتبيين منتظرا تقييمكم ودمتم للفصيح رجالا
ارتقاء المعالي
سأصعد سُلَّم المجــــــدِ و أغزُو الكون يا سعــــدي
بشعر شامخٍ حُـــــــــرِّ ليعجز عنه من بعـــــــدي
جليل ظل منتظمــــــــا وأَبْحُرُهُ بلا حَـــــــــــــــدِّ
يُسَامِرُنِي إذا ليلــــــــي تَطَاوَلَ في سَما الفَقْـــــــدِ
و جَدَّ السَّيْرُ دون عنــاً إليها ذلكم جَهْــــــــــــــدي
إلى أن ينتهي أملــــــي و أُفْنِي النفس في العَـــــدِّ
إذن سأقول ساعتهــــا: " اتركوني فل أكن وحدي"
و أُخرج ريشتي و أنـا قَرِيرٌ بالذي عنــــــــــدي
أُسَطِّرُ أحرفًا تَبكـــــــي على ليلى على هنـــــــــد
عَلَيَّ لأنني أشـــــــــدو كشدْوِ الطير في القيــــــد
و سِحْرُ بيان أَنَّاتِــــــي يُبَلِّغُنِي إلى قَصْـــــــــــدِي
و جَدِّي شاهِدٌ أنِّـــــــي بليغ مثلما جـــــــــــــــدي
ينام الناس حين أنـــــا أصافح أيدي السُّهــــــــــد
أرافقه يرافقنـــــــــــي يسافر بي إلى الهنــــــــد
يُقَبِّلُ أعينِي ويقول يا عين الهوى اسْــــــــــــــــــــوَدِّي
فأَنسج فيه أشعــــــارا تُذَوِّبُنِي مع الوَجْــــــــــدِ
تُوَاسِي من به ما بـــي وتُرْدِينِي إذا تــــــــــردي
فأُصبح شِبْهَ إنســـــانٍ مُعَنًّى صاغرَ القــــــــــَدِّ
أُرَدِّدُ بعض ألحــــــانٍ: " أنا المَكْوِيُّ بِالبُعْـــــــــدِ
أنا المصلوب في زمن قليل الحظ لا يُجــــــــدي
بلا زاد ولا ولــــــــــد بلا زوج و لا نَقْــــــــــدِ
فمال الشعب يسرقــــه الذي يبدو و لا يُبْــــــــدِي
و حق الشعب يغصبـه فؤاد بيِّن الحقــــــــــــــــد
أنا التاريخ مجتمــــــع هنا من أسرة الصيـــــــــد
هنا دونت خاتمتــــــي هنا زهري هنــــــــا وردي
هنا أقصوصتي ابتدأت هنا شعري هنا شهـــــــدي"
إليكم التذييل
أعرف أنني لم ألتزم بموضوع محدد بعينه، موحد بذاته، فجاءت هاته القصيدة عبارة عن خليط مخلوط من الشذرات الذهنية، و الخلجات النفسية، و الخطرات الصدرية، بدءًا بالمجد الذي أردت ارتقاء سلمه بالشعر،مرورا بالحبيب الذي تناثرت أحاسيس الفقد و الاكتواء بالبعد و تحمل السهد و غير ذلك في أرجاء القصيدة، و رُبِطَ كل ذلك بموضوعة" الشعر "، فالسهد فضاء واسع للإلهام و الفقد فضاء أوسع.
معرجا على الحالة التي يعيشها المواطن المغربي كأنا من قلة ذات اليد بفعل فاعل و مكر ماكر.
مختتما القصيدة بالفخر حيث جَعَلْتُنِي التاريخ و مفتخرا أيضا بانتمائي لأسرة "الصيد".
فهل كنت مصيبا في نظم القصيدة على أكمل وجه؟ هل اكتملت رؤيتي لبناء القصيدة و للقصيدة نفسها؟ أم أنني خلطت الحابل بالنابل لكثرة تنقلي بين المواضيع؟
هذا استقراء متواضع للقصيدة و تحليل بسيط لها يحاول إلقاء الضوء على مكامن القوة و الضعف حتى أتبصرهاـ أي مكامن القوة و الضعف ـ و حتى أرى نفسي من خارج العملية الإبداعية و هذا هو الأهم ـ فالرؤية من فوق ليست هي الرؤية من تحت و الرؤية من الخارج تختلف تماما عن الرؤية من الداخل ـ و أستطيع بذلك تطوير ذاتي و الرفع من مستوى كتابتي الشعرية التي أُحِسُّ أنها قطعت أشواطا كبيرة في مسار التطور والارتقاء.