قادير "أرغب في التتويج بكأس إفريقيا، وهذا ما قلته لـ غلام حتى يختار الجزائر"

كالعادة، يفتح فؤاد قادير صدره لـ "الهدّاف"
ويجيب عن كل الأسئلة بسعة خاطر ويتحدّث براحة تامة عن كل الأمور التي تخصّه
في ناديه وتلك التي تهم المنتخب الوطني.





قادير



في
البداية، بودنا أن نعود لتألقك مع فالنسيان هذا الموسم، الظاهر أن الأمور
تسير معك بشكل جيّد منذ أكثر من شهر، فهل من تعليق حول هذا التألق؟
نعم،
الحمد لله.. كل شيء على ما يرام، لقد وجدت ضالتي في الفترة الأخيرة وصرت
أسجل بشكل منتظم، كما أني صرت حاسما، وهذا جيد بالنسبة لي، وأتمنى أن يمتد
ذلك لأطول فترة ممكنة.
بعد بداية موسم
صعبة للغاية لم توظّف فيها كثيرا من طرف المدرب "دانيال سانشيز"، وبعدما
فشلت صفقة اللحاق بمرسيليا، ألم يساورك الشكّ للحظة؟
أبدا، لم
يحدث معي أيّ شيء من هذا القبيل، أنا لاعب أثق كثيرا في نفسي، فلعلمك أني
وطيلة مسيرتي الكروية، كنت مجبرا في كل مرّة على الكفاح والمثابرة، ولا أحد
منهم قدّم لي الهدايا، لذلك تعوّدت على اجتياز فترات ومراحل أصعب من التي
اجتزتها مع بداية الموسم. أعترف أني تأثرت كثيرا لفشل صفقة التحاقي
بمرسيليا، لكن ليس لدرجة أن يؤثر ذلك سلبا على مسيرتي، وبفضل الله وقفت من
جديد على قدماي، ووجدت السبل التي تعيدني للتألق من جديد، والعمل غالبا ما
يكلّل بالنجاح وجني الثمار.
6 أهداف، و4 تمريرات حاسمة، ومكانة أساسية لا نقاش فيها، هل يمكننا القول إنك في كامل لياقتك وأوجّ عطائك مع فالنسيان؟
هدفي
يوم عدت إلى التدريبات بعد الراحة التي ركنت إليها، هو تدارك الوقت الذي
ضاع مني، وبعد فترة عصيبة مررت بها، عادت المياه إلى مجاريها، وصار كلّ شيء
في صالحي. الآن الأصعب في انتظاري، لأني مطالب بالحفاظ على لياقتي،
ومواصلة تألقي، أعلم أن عملا كبيرا ينتظرني، وطريقا طويلا وشاقا لا بدّ أن
أسلكه لأواصل مسيرتي الناجحة أنا وزملائي في فالنسيان. وكما قلت، فعندما
تكون الفعالية إلى جانبنا أمام المرمى، وعندما نجد سبيلا للمرمى ونجد
معالمنا فوق الميدان، فإننا نكتسب ثقة أكبر في النفس.
أنت الآن على رأس هدافي فالنسيان، فهل راهنت على ذلك في بداية الموسم، لاسيما أنك كنت بمثابة لاعب احتياطي؟
صراحة
لا، لكني ركزت على العمل ولم أضع أيّ حسابات في ذهني، وقمت بواجبي في
التدريبات، ونجحت في كل مرّة في التألق خلال المباريات التي ألعبها، وكما
كنت أقول لك منذ قليل، فعندما لم تكن الأمور تسير معي بشكل جيّد مع بداية
الموسم، كنت أعمل بجدّ، كما أني استغللت الفرص لأستعيد مكانتي الأساسية،
وأعترف أن ذلك ساهم في تحقيق أهداف فريقي هذا الموسم، والأمور تسير معي ومع
فريقي بشكل جيّد، وأتمنى فقط أن يدوم ذلك لأطول فترة ممكنة.
عقدك ينتهي في جوان المقبل، ألا ترى أنه الوقت المناسب للرّحيل؟
في
رأيي ليس الوقت المناسب للحديث عن الرحيل، ولكن للرد على سؤالك فإنه رابع
موسم لي هنا في فالونسيان، أنا سعيد ومرتاح للغاية هنا. لدي مكانة جيدة في
فريقي، سواء في المجموعة أو في وسط النادي، أعطي دائما أفضل ما عندي والناس
هنا في فالونسيان يعترفون بالجميل، أمر رائع ما يحصل، أتمنى فقط أن يستمر
معي الأمر لأطول وقت ممكن.
بالضبط، كثر الحديث عن رحيلك هذا الشتاء، هل من تعليق على هذا الموضوع؟
بصراحة لا يوجد شيء ملموس، الناس تقوم بتوقعات ولكن إلى غاية اليوم ليس لدي أي اتصال.
الصحافة الفرنسية تكلمت عنك في أولمبيك مارسيليا، ما تعليقك؟
مثلما
قلت في السابق، أنا في فالونسيان، أنا مركز كثيرا على ما تبقى من مشوار مع
فريقي، مارسيليا فريق القلب ولكن هذا ليس سبباً لتوقٌّع مغادرتي نحوه في
وقت أنه واقعياً لا يوجد أي شيء. أنا مرتاح في فالونسيان، استمتع باللعب
والمشاركة في النتائج الإيجابية التي يحققها فريقي.
اهتمام الفرق الفرنسية وبعض النوادي الأخرى، هل يؤثر فيك بشكل ما؟
لا،
أنا لا أملء رأسي، أحاول أن أبقى أنا وخاصة أن أكمل العمل، لأٌبقي لياقتي
عالية وحتى أكون في قمة مستواي في كأس إفريقيا المقبلة التي تبقى هدفي
الأكبر، وحتى الآن الأمور تتم بشكل ممتاز.
نتكلم الآن عن نهائيات كأس إفريقيا، هل يمكن أن تحدثنا عن المجموعة الرابعة التي وقع فيها المنتخب الوطني؟
أقول
إننا وقعنا في مجموعة صعبة، على كل حال في هذا المستوى من المنافسة لا
يوجد منافس سهل ولا مباريات تربح مسبقاً قبل أن تٌلعب، لا معنى أن نتكلم
كثيراً، يجب أن نحضر فرديا وجماعيا حتى نأمل أن نكون في أعلى مستوى قبل
نهائيات كأس إفريقيا.
هل يمكن أن تعيطنا رأيك في كل منافس من منافسي "الخضر" في كأس إفريقيا؟
كوت
ديفوار بإمكاناته البشرية والتقنية الكبيرة يبقى المرشح الأول عن هذه
المجموعة، والأهم هو أن لا نتهاون أيضاً أمام تونس والطوغو لأنهما أيضا
بلدان كبيران في كرة القدم، يجب أن نحترم الجميع حتى نتفادى المفاجآت.
وبالنسبة إلينا نحن سنكون على أهبة الاستعداد، لأننا نعلم أنه علينا فقط أن
نظهر طريقة لعبنا الجيدة للفوز على هذه المنتخبات وضمان تأهلنا إلى الدور
المقبل، تونس منتخب يشبه كثيراً الجزائر مع أسلوب لعب متقارب، الطوغو منتخب
قوي جدا بدنياً، إنه منتخب يندفع بسرعة إلى الهجوم.
فزنا من قبل على تونس، هل يمكن الحديث عن تفوق نفسي ولو طفيف على حساب المنتخب الشقيق؟
سيكون
من الخطأ أن نتحدث عن تفوق نفسي على المنتخب التونسي، لأنهم تطوروا منذ
ذلك الوقت، لقاء ودي لا يشبه أبداً لقاء في المنافسة الرسمية، سيكون أيضاً
لقاءنا الأول، لهذا عوامل كثيرة ستتدخل لتؤكد أن هذا "الداربي" سيكون مهما
لما هو قادم.
هذه أوّل "كان" ستشارك فيها، كيف كان شعورك بعد ضمان التّأهّل إليها؟
إنه
من داعي الفخر والسرور أن تتأهل إلى دورة مهمة مثل كأس إفريقيا مع منتخب
بلدك، أن تجعل الجمهور الرائع الذي نملكه سعيدا وفخورا مثلنا نحن اللاعبين
يعطينا دفعا إضافيا لتأدية دورة نهائية في المستوى شهر جانفي القادم.
هل تملك الجزائر المؤهّلات للذّهاب بعيدا في هذه الدّورة؟
أعتقد
نعم، حتى إن كنت سأقول أنه من الأفضل تجنب الحديث أكثر خول الموضوع لأنه
مازال يفصلنا وقت طويل عن بداية الدورة، نحن نملك لاعبين ذوي مستوى جيد
ومدرب من طينة الكبار، لهذا من الناحية الشخصية أود النجاح في هذه “الكان”
لأن لا أحد منّا ضمن أن يلعب دورة أخرى في المستقبل.
بن
عربيّة الذي لعب مثلك في “مارتيغ” وبلماضي الذي حمل مثلك ألوان “فالنسيان”
سبق لهما وأن توّجا بـ “الكرة الذّهبية” الجزائريّة، هل لديك رغبة في أن
تحصل عليها مثلهما؟
هذا أكيد، فمع المشوار الذي حققه بن عربية في
مسيرته فهو يبقى اسما بارزا في كرة القدم، لقد تلقى تكوينه في “مارتيغ”
وسجل اسمه في سجل النادي بأحرف من ذهب وهو يبقى مثلي الأعلى مثل زيدان.
غولام
قرّر تدعيم صفوف المنتخب الوطني وقد صرّح أنّك حمّسته للدّفاع عن ألوان
الجزائر والحسم في قراره، فهل من كلمة تقولها لنا في الموضوع؟
صحيح
أنه في المرتين الأخيرتين اللتين لعبنا فيهما وجها لوجه كنّا قد تحدثنا عن
إمكانية قدومه إلى المنتخب الوطني، وقد أظهر لي رغبة كبيرة للعب مع
الجزائر، وفي اللقاء الأخير الذي جرى بين “سانت إيتيان” و”فالنسيان” منذ
أيام قليلة أكدت له بصراحة ما كان يدور في خاطري بشأن اختياره اللعب مع
المنتخب الوطني.
نريد أن نعرف منك ماذا قلت له بصريح العبارة؟
قبل
كل شيء مادام أعلن رسميا قراره باللعب للجزائر، أستغل الفرصة التي تمنحوني
إياها الآن لأهنئه وأرحب به في المنتخب، لقد شرحت له في ذلك اللقاء أن
“الخضر” بحاجة للاعبين شبان يملكون مستوى تقنيا جيدا مثله، وأنه وجب أن
يواصل العمل مع ناديه حتى يتحسن أكثر.
هل من كلمة تضيفها حول ما هو قادر على تقديمه للمنتخب؟
الأكيد
أن قدومه مكسب حقيقي للمنتخب لأن غولام لاعب رائع تمكن من فرض مكانة لنفسه
سريعا مع سانت إيتيان، بصراحة فعلت كل شيء حتى أقنعه بالقدوم إلى الجزائر
واللعب مع المنتخب، والظاهر أن الأمور سارت بطريقة إيجابية وأنا سعيد جدا
بذلك.