يبدو أن لعنة الإصابات التي يعاني منها الكثير من
لاعبينا الدوليين، والتي يضاف إليها نقص المنافسة للبعض الآخر مع نواديهم،
ليسا المشكلين الوحيدين اللذين يقلقان الناخب الوطني "حليلوزيتش"،
المنتخب الوطني
قبل أقل من شهرين عن أول لقاء في
نهائيات كأس أمم إفريقيا الذي ينتظر أشباله أمام المنتخب التونسي. ذلك أن
اللاعبين الذين يلعبون بانتظام مع نواديهم ليسوا جميعهم في أفضل مستواهم،
ومردودهم غير مستقر تماما ويختلف من لقاء إلى آخر. وهو أمر غير طبيعي قبل
خوض المنتخب الوطني دورة سيكون كل لقاء فيها بمثابة لقاء كأس وخسارته قد
تعني الإقصاء ومغادرة "الكان".
قادير وبودبوز يعجزان
على لعب لقاءات متتالية بالمستوى نفسهوإن
كنّا في عددنا الصادر أمس قد أشرنا إلى اللاعبين الجاهزين في الوقت الراهن
للمشاركة في "الكان"، من بين الذين استدعاهم "حليلوزيتش" في تربصات
"الخضر" الأخيرة، والذين قدّرنا عددهم بـ 11 لاعبا فقط وهم مهدي مصطفى،
مجاني، ڤديورة، قادير، فغولي، بودبوز، جبور، لموشية، بلكالام، بزاز والحارس
دوخة، وهم الذين لا يشكون من الإصابة ويلعبون باستمرار مع نواديهم، فإن
البعض من هؤلاء يبقى مشكلهم الوحيد هو عدم استقرار مستواه. ونخص بالذكر هنا
الثنائي قادير - بودبوز الذي يعجز في كل مرة عن تقديم لقاءين إلى 3 لقاءات
متتالية بقمة مستواه.
بودبوز نال 3/10 أمام "نيس" وقادير 4/10 أمام "سانت إيتيان"ولعل
ما يفسر أكثر ما ذكرناه أعلاه هما اللقاءان المخيبان للآمال اللذان قدمهما
الثنائي بودبوز - قادير نهاية هذا الأسبوع. ذلك أن لاعب وسط ميدان "سوشو"
كان ظلا لنفسه على أرضية الميدان سهرة أول أمس السبت أمام "نيس". وقد
اختير بودبوز أسوأ لاعب في اللقاء ولم يتحصل إلاّ على علامة 3/10 منحتها
إياه الصحيفة الفرنسية المتخصصة "ليكيب"، التي انتقدت كثيرا مستواه في
اللقاء وحمّلته مثلها مثل الكثير من وسائل الإعلام الأخرى خسارة ناديه على
ميدانه. ويأتي هذا 24 ساعة بعد خسارة زميله قادير مع "فالنسيان" في "سانت
إيتيان" أين كان بدوره خارج الإطار تماما ونال علامة 4/10 سهرة الجمعة
الماضي، وهو الذي اختير أسبوعين قبل ذلك لاعب الأسبوع في فرنسا وحصل يومها
على علامة 9/10.
الثنائي يخلق مشكلا كبيرا لـ "البوسني" مع لاعبين آخرين ويشكل
عدم استقرار أداء الثنائي قادير - بودبوز مشكلا حقيقيا للناخب
"حليلوزيتش"، خاصة وأنه يعتبر ركيزة في المنتخب. فـ قادير هو أساسي فوق
العادة منذ أن قرر مطمور اعتزال اللعب مع التشكيلة الوطنية مؤقتا .
وبودبوز، حتى إن كان قد ضيع مكانته الأساسية منذ لقاء الإياب أمام
"غامبيا"، فهو يبقى قيمة ثابتة في المنتخب، وقادر على أن يصبح أساسيا في أي
وقت لو يستعيد امكاناته التي عرف بها قبل موسمين من الآن. وتجدر الإشارة
إلى أن عدة لاعبين آخرين في المنتخب مردودهم أيضا غير مستقر مع نواديهم. إذ
يتأرجح بين المتوسط والجيد، من لقاء إلى آخر، في صورة مهدي مصطفى، ڤديورة،
لموشية، جبور وحتى سوداني.
فغولي ومجاني الأكثر استقرارا في المردود بين كل محترفيناولو
ننظر بتعمق إلى مشوار دوليينا المحترفين منذ بداية الموسم الحالي، فإننا
لن نجد إلاّ الثنائي فغولي - مجاني الأكثر استقرارا في مردوده. ذلك أن
مهاجم "فالنسيا" يقدم مستويات جيدة تقريبا في كل لقاءاته، وهو ما جعله
"نجم" نادي "الخفافيش" الأول، حتى الآن، بعد أن تمكن من تسجيل 6 أهداف. في
وقت أن مدافع "آجاكسيو" هو أفضل لاعب دون منازع في ناديه ومن أفضل مدافعي
"ليغ 1" الفرنسية، خاصة وأنه بصدد تقديم مباريات من مستوى عال منذ بداية
الموسم، وهو ما سيجعله مع فغولي من أكبر المعوّل عليهم في "جنوب إفريقيا"
لقيادة المنتخب الوطني لتأدية مشوار جيد في "الكان".