من يوم لآخر تتضح معالم مؤامرة محكمة ٌتحاك في الخفاء ضد مدحي لحسن في فريقه الإسباني خيتافي، إذ يمتلك الدولي الجزائري
لحسن
مثلما يعرف الجميع كل الإمكانيات
التي تسمح له بأن يكون أساسياً سواء في ناديه أو في أي فريق آخر، غير أن
أمورا أخرى ُتنسج في الظل جعلت منه لاعباً بديلاً لا يشارك مع ناديه بدليل
أنه غائب عن الظهور كلية في البطولة منذ أكثر من شهر ويومين دون أن يٌشرك
ولو لدقيقة واحدة، ومن الواضح أن كـأس إفريقيا التي سيشارك فيها رفقة
"الخضر" هي الدافع الذي جعل مدربه لويس غارسيا يتخلى عنه و يبحث عن لاعبين
يمكنه استعمالهم حالياً وحتى خلال فترة غيابه، التي قد تطول إلى أكثر من
شهر و 20 يوماً في حال وصول الجزائر إلى الدور نصف النهائي على الأقل.
حليلوزيتش:
"لحسن حدّثني عن أمور تحدث معه في فريقه وهذا ما قلته له"لحسن
المعروف بهدوئه يرى أن ما يحصل معه "غير بريء" و كان قد تحدّث مع النّاخب
الوطني وحيد حليلوزيتش عن ذلك قبل مباراة البوسنة، إذ اشتكى له مما يحصل
معه في خيتافي، وهو الأمر الذي لم يستطع حليلوزيتش أن يخفيه في الندوة
الصحفية التي عقدها قبل هذه المباراة لإعلان قائمته تحسبا للقاء الودي، إذ
قال بالحرف الواحد :"لحسن حدّثني عن أمور تحدث معه في فريقه، و لكنني قلت
له يجب أن تجد مكانك الأساسي"، ما يعني أن هذا الأمر لم يعد سرّا بعد أن
حدّث به حليلوزيتش الصحفيين.
مادام اشتكى إلى حليلوزيتش فهو يعتبر تهميشه "غير رياضي"ومادام
أن الأمر وصل بلحسن أن يشتكي إلى حليلوزيتش فيبقى الأكيد هو أن اللاعب
السابق لنادي سانتندار الإسباني يدرك أن أسباب تهميشه ليست رياضية، لأنه
يدرك أن له مكانة أساسية في فريقه، و أنه لا شيء ينقصه من حيث الإمكانيات
مقارنة بمن يشارك أساسياً حاليا، هذا الشعور جعله يخبر حليلوزيتش بما يحس
به، لكن المدرب الفرانكو - بوسني وحتى لا يؤثر عليه طالبه بأن يعمل بكل ما
يستطيع لأجل أن يفتك من جديد مكانته الأساسية و ينسى الحديث عما أخبره به
(يكون قد أكد له أنه مستبعد من المشاركة أساسيا لأسباب غير رياضية)، خاصة
أن كأس إفريقيا على الأبواب و لحسن مطالب بأن يكافح قبلها من خلال لعب بضع
مباريات حتى يكون جاهزاً لها.
كأس إفريقيا هي السبب الأول وفي 6 سنوات ماضية لم ينزل من حاجز 31 مباراة كل موسم وإذا
كان لحسن لا يعرف أسباب تهميشه في فريقه فإن المؤكد أن الأمر يتعلق بكأس
إفريقيا التي سيغيب فيها فترة طويلة عن خيتافي، ما أجبر مدربه على تحضير
خليفته مسبقاً، حتى لا يتأثر الفريق بغيابه، و لهذا السبب هو الآن يجلس على
كرسي الإحتياط، و لحسن ليس مجرد أي لاعب و إنما هو قائد حقيقي في وسط
الميدان، وعنصر مهم يضع فيه كل المدربين ثقتهم لأنه لم ينزل تحت حاجز 31
مباراة في آخر 6 مواسم على الأقل، ما يؤكد انضباطه من جهة ومستواه لكنه
حاليا من الصعب جدا عليه بلوغ هذا الرقم خلال هذا الموسم بأرقامه المتواضعة
فهو لم يلعب سوى 4 مباريات كأساسي منذ انطلاق الموسم و 3 مباريات كبديل، و
لم يتجاوز حاجز 300 دقيقة، بينما لعب الموسم الماضي أكثر من 2400 دقيقة.
المؤامرة تتضح: شارك مرة
واحدة في البطولة أمام ليفانتي منذ تأهل الجزائر إلى كأس إفريقيا وقد
عدنا بالتفصيل إلى المباريات التي لعبها لحسن في البطولة، و دون الحديث عن
مباراة الكأس يوم الفاتح نوفمبر أين لعب 90 دقيقة أمام فريق بونافيرادينا
المتواضع، لنتوصل إلى حقيقة واضحة تؤكد ما ذهبنا إليه وهي أنه منذ تأهل
الجزائر إلى كـأس إفريقيا أمام ليبيا في البليدة شارك مباراة واحدة في
"الليغا" كأساسي يوم 21 أكتوبر أمام ليفانتي ومن يومها لم يظهر له أثر في
البطولة، كما أن آخر مرة دخل فيها بديلا تعود إلى مباراة سيلتا فيغو يوم 22
سبتمبر، مكتفيا بالظهور 7 مرات ككل فقط هذا الموسم وهي أرقام تؤكد بصدق أن
لحسن يتعرض إلى مؤامرة بسبب كأس إفريقيا بدليل أن مدربه و بعد 3 مباريات
أساسيا في شهر أكتوبر (مايوركا، سرقسطة و ليفانتي) أبعده كلية من حساباته
عقب تأهل الجزائر وهو أمر لا يمكن الجزم أنه صدفة، ويبقى الخوف كبيراً من
أن تتواصل هذه الوضعية على ما هي عليه إلى غاية تنقله إلى جنوب إفريقيا