سعد كايشي شاب جزائري الأصل يبلغ طوله 2.30 مترا، ووزنه 127
كيلوغراما، يعيش حياة صعبة بمدينة برشلونة الإسبانية، حيث يواصل البحث منذ
عامين عن عمل يناسب مؤهلاته أو فريق يستثمر طوله في لعبة كرة السلة.وقال
سعد لوكالة الأنباء الإسبانية، إنه ولد بمدينة المسيلة، ويعيش بدون عمل
أو سكن دائم في برشلونة، متنقلا في استضافة بعض من أبناء بلدته، رغم براعته
في عدة مهن، حيث يؤكد أن بإمكانه العمل "في الكهرباء والحاسبات والديكور"،
وغيرها من المجالات .
ورغم أن الصعوبات التي تواجهه لا تقتصر على عدم العثور على عمل،
حيث يقول إن طوله يتسبب له أحيانا في بعض المشاكل، فهو دائم التعرض للصدمات
عند محاولة عبوره للأبواب، خاصة باب المترو، يشير إلى أن هذا الطول يعتبر
عامل شهرة بالنسبة له، حتى أن كثيرا من الناس يستوقفونه في الطريق لالتقاط
الصور .
ويذكر سعد، ولديه ثمانية أشقاء في الجزائر، أنه مارس لعبة كرة
السلة مع فريق بوفاريك، قبل أن يجرب حظه قبل نحو ستة أعوام مع بروجان دي
لوجو الإسباني، ولكن تلك التجربة باءت بالفشل في النهاية بعد إصابته في
الركبة، ولكنه يؤكد أنه شفي الآن تماما من إصابته.
ولفت إلى أنه لم يحاول العودة إلى الجزائر، رغم الظروف المعيشية
التي يعاني منها، مشيرا إلى أنه تقابل منذ عدة أيام مع لاعب السلة الإسباني
المخضرم بيبي سييرو (2.02 متر)، الذي عبر عن اهتمامه به، ووعد بتدريبه
وبحث حالته الصحية، حيث لم تسمح له ظروف الفقر المدقع الذي يعاني منه من
المداومة على التدريب أو التغذية السليمة.
وقال سعد إنه ليس فقط لا يجد المال لشراء ملابس، وإنما يعاني أيضا
من إيجاد مقاسات ملابسه في المحال الإسبانية، ويعتمد على ملابس يرسلها
قريب له يعيش في الولايات المتحدة، وعلى شخص آخر أمريكي يهديه ملابسه
المستعملة من آن لآخر.
كما لا يمكنه النوم على سرير، فلا يجد أمامه سوى الاستلقاء على بعض الفرش على الأرض، نظرا لطوله.
وتذكر أنه عندما كان يبلغ من العمر 12 عاما، كان طوله نحو مترين،
وكان يزيد بمقدار 1.5 سنتيمترا كل شهر، حتى أن عائلته اضطرت لإخضاعه لعملية
جراحية في الجزائر بهدف وقف طوله، "وإلا لكان طولي قد بلغ الآن 2.50 مترا"
على الأقل.
وأشار إلى أنه يضحك عندما يقال له إنه أطول رجل في إسبانيا، لافتا
إلى أنه قرأ أن أطول رجل في العالم يبلغ 2.42 مترا، ويعتبر أن هذا ليس
صحيحا، حيث أنه يعرف رجلا يعيش بقرية مجاورة لقريته في الجزائر يبلغ 2.50
مترا، ولكنه لا يمكنه الوقوف في الغالب مما يجعله يقضي حياته على الفراش.
وأكد سعد أن لديه أمنية تتمثل في استغلال تصريح الإقامة الذي حصل
عليه في إسبانيا لمدة خمسة أعوام لتحقيق أحلامه في التعلم والعمل، حيث
يتحدث العربية والفرنسية بطلاقة، إضافة إلى الإسبانية، وقليل من الإنجليزية.
وكان
أطول رجل في إسبانيا تاريخيا قد عاش بين 1818 و1861 ويدعى ميجيل خواكين،
وكان طوله يبلغ 2.42 مترا، وتجول في عدة دول أوروبية لعرض هذا الطول
الاستثنائي، ويقال إنه توفي عن عمر يناهز 42 عاما، ولكن هيكله العظمي سرق
بعد ذلك ويعتقد أنه موجود بأحد المتاحف الإنجليزية.