باقتراب موعد مواجهة "الخضر" أمام المنتخب
اللّيبي سهرة الأحد المقبل، بدأت حمى المباراة ترتفع وسط الجماهير، بالنظر
إلى أهمية المقابلة لأنها مؤهلة مباشرة إلى كأس إفريقيا 2013
جمهور
وحسّاسة في الوقت نفسه، ولو أن
الجماهير تبقى مطالبة بأن تنسى ما حصل في مباراة الذّهاب، وتتفادى أي
تصرفات يمكنها أن تخلط الأمور، بل ويمكنها حتى أن تحرم "الخضر" من التأهل
مهما كانت نتيجة المباراة. وهناك 5 تصرفات لا تقصي كلها المنتخب الجزائري،
لكنها يمكن أن تؤدي إلى صبّ الزّيت على النار، وأرادت "الهدّاف" أن تذكّر
بها وتنبه إلى خطورتها، حتى يتفاداها جمهور تشاكر ليكون في النهاية تأهل
"الخضر" مستحقا.
1 – "الكاف" لن تتسامح وستعاقب الجزائر في حال استعمال الألعاب النّارية
أول
شيء هو أن على الجمهور أن لا يستعمل الألعاب النارية بأي شكل من الأشكال،
لأنها ستكلف خزينة "الفاف" ماليا، و هي عقوبة يمكن أن تصل إلى 20 ألف دولار
(200 مليون سنتيم)، كما سبق أن حصل في التصفيات المزدوجة لكأس العالم و
إفريقيا 2010، وعلى الجمهور أن يصنع أجواء حماسية من دون اللّجوء إلى
"الفميجان"، على الأقل حتى تذهب هذه الدولارات كمنحة للتأهل إن حدث عوضا عن
ذهابها إلى خزينة "الكاف".
2 - رشق أي مقذوفات سيكلّف الجزائر، ولاعبو ليبيا يجيدون التمّثيل
التصرف
الثاني الذي يجب الحذر منه هو إلقاء أي شيء على أرضية الميدان، لأن هذه
المقذوفات يمكن أن تتسبّب في إصابة لاعبين من المنافس، خاصة بالنظر إلى قرب
أرضية الميدان من المدرجات، وحتى إن لم تصبهم فإن مباراة الذّهاب أكّدت أن
رفقاء أحمد سعد يجيدون التمثيل وإدعاء إصابات لم يتعرّضوا لها، ومن ثم
محاولتهم التأثير في الحكم، أو إيقاف المباراة وتركها بيد لجنة الانضباط
على مستوى "الكاف". وبالحديث عن التحكيم فإن كلّنا يعرف أن الحكم الرئيسي
أبو بكر ماريو بانغورا كان الحكم الرابع في المباراة الشهيرة بين الجزائر
ورواندا في تشاكر، أين تعرض "الخضر" يومها إلى سرقة حقّهم، ما يعني أن
الفرصة يجب أن لا تعطى لا للاعبي ليبيا ولا للحكّام لوضع الجزائر في موقع
ضعف.
3 - اجتياح أرضية الميدان في أي وقت من الأوقات سيكون خطأ كبيرا
وإضافة
إلى هذا فإنه من بين التصرفات التي لا يجب فعلها تماما، هو اجتياح أرضية
الميدان لأن هذا يعتبر خطأ كبيرا وفي أي توقيت من المباراة، حيث يبقى ذلك
مرفوضا قبلها، أثناءها وبعدها (منتخب إفريقيا الوسطى عوقب ماديا رغم أن
جماهيره اقتحمت أرضية الميدان في نهاية لقائها أمام المغرب)، لأن هذا يمكن
أن يؤدي إلى احتكاك مع الطرف اللّيبي وهو أمر ممنوع (احتكاك بين مناصر
ولاعب من المنافس على أرضية الميدان) ويمكن أن يجعله اللّيبيون قبة. ما
يعني أن عدم منحهم الفرصة يبقى أفضل من خلال تفادي ما يؤدي إلى ذلك، ولو أن
الأكيد أن التعزيزات الأمنية ستكون مكثفة لمنع أي تسرّب إلى أرضية
الميدان.
4 - التصفير أثناء النشيد اللّيبي ممنوع وعلى الجماهير الاكتفاء بترديد "قسّما"
ومن
جهة أخرى فإنه ما من داع للجمهور الجزائري أن يصفّر أثناء النّشيد
اللّيبي، بل عليه احترامه كرمز من رموز الدولة، وكان النشيدان قد تم
احترامهما بشكل كبير خلال مباراة الذّهاب في المغرب ولم يصفر الجمهور
اللّيبي على النشيد الوطني، ولم يتصرف بأي شكل الجمهور الجزائري مع النشيد
اللّيبي. ومثلما قال وحيد حليلوزيتش يبقى التصرّف المثالي قبل المباراة هو
تريد نشيد "قسّما" بأعلى صوت، لمدّ اللّاعبين بالقوة وجعلهم يدخلون اللقاء
بعزيمة كبيرة.
5 - تفادي الشعارات السياسية وصور القذافي لأن اللّقاء كروي
وفي
سياق مختلف ولكنه يتعلق باحترام سيادة البلد المنافس، فإن مباراة في كرة
القدم لا يجب تحويلها إلى منبر سياسي، لأن "الفيفا" وكذلك "الكاف" تعاقبان
على هذه الأمور، كما أن تعليق صور القذّافي وإن كان الهدف منها اللّعب على
أعصاب المنافس بإمكانها أن تؤدي إلى ما يحمد عقباه، من خلال إشعال الأجواء
وزيادة الاحتقان وكذا توفير فرصة انزلاق الأمور إلى الأسوأ. وإذا كانت
الجهة المنضمة وكذا السلطات الأمنية لن تسمح بإدخال أي شعارات سياسية في
هذه المباراة، بما في ذلك الراية الخضراء (علم 42 سنة من حكم القذّافي)،
فإن على الجمهور تسهيل مهمتها بتفادي إدخالها، وترك المباراة في الإطار
الكروي دون الخروج عن النص، وكل ما من شأنه تأجيج الحقد والكراهية وهو ما
لن يكون في صالح أحد.