3 أسابيع فقط تفصلنا عن مباراة “الخضر” وليبيا في
الدار البيضاء المغربية، مباراة كانت تبدو في المتناول على أرض محايدة
ولكن التغيّر المتواصل للمعطيات سيجعل منها مباراة صعبة تماما، مثلما توقع
النّاخب الوطني وحيد حليلوزيتش الذي قال في تصريحاته مباشرة بعد القرعة،
إنه متخوف من المنتخب الليبي وما يزيد من تخوفه ليس المنافس بدرجة أولى
وإنما منتخبه، بسبب الظروف التي يشكوها أغلب اللاعبين، ونقص المنافسة
بالنسبة للبعض منهم..
فضلا عن غياب الوتيرة اللازمة حيث
هناك عناصر لا تتدرب، وأخرى مصابة على غرار بوڤرة، وكلها معطيات تؤكد أن
المباراة وإن كانت ستجرى في المغرب، فإنها ستكون صعبة بسبب المنتخب
الجزائري في حد ذاته.
مبولحي يبحث عن فريق وبقية الحراس بلا منافسةومن
الظاهر أن الخطوط الثلاثة تقلق حليلوزيتش قبل هذه المباراة بداية بخط
المرمى وهو المنصب الأكثر حساسية، حيث أن الحارس الذي اعتاد اللّعب أساسيا
منذ المباراة الثانية من مونديال 2010، ويتعلق الأمر بمبولحي يوجد دون فريق
وتنقل إلى إيطاليا بحثا عن فرصة مع نادي باري، وهو لا يزال على ذمة كريليا
سوفيتوف. في حين أن بقية الحرّاس (دوخة، زماموش وسيدريك) لن يشرعوا في
المنافسة إلا بعد مباراة يوم 9 سبتمبر، وفي كل الحالات الحارس الذي سيشارك
سيفتقد إلى المنافسة وسيلعب المباراة بـ 0 لقاء، اللهم إلا إذا نجح مبولحي
في فرض نفسه في فريق جديد ولعب مباريات، وهو أمر من شأنه أن يؤثر في حين لا
يملك “الكوتش وحيد” خيارات أخرى أو حراسا آخرين محترفين حتى يتم الاستعانة
بهم.
عدا مجاني ومهدي مصطفى في الدفاع البقية بين قلة المنافسة والإصاباتوعلى
صعيد الخط الدفاعي يعرف الجميع أن المنتخب يعاني من مشكل على مستوى الجهة
اليمنى، حيث أن حليلوزيتش ليس مقتنعا كثيرا بمهدي مصطفى الذي يلعب بشكل
منتظم في أجاكسيو الفرنسي، وعدا مجاني الأمور لا تبشر في الخط الخلفي، حيث
أن مصباح ينتظر تحويله للشروع في المنافسة. وفي المحور الأمور أسوأ لأن
بوڤرة مصاب، كادامورو احتياطي في الجولة الأولى لسوسيداد، بوزيد دون فريق
حتى الساعة في انتظار جديد التحاقه بفريق القادسية الكويتي، وحتى التفكير
في لاعبي البطولة الوطنية أمر مستبعد نوعا ما بالنظر إلى افتقادهم الخبرة
وكذلك اللياقة الضرورية، وهي ملاحظة تنطبق على بلكالام وكذلك الوجه الجديد
شافعي.
تقلّص الخيارات في الوسط الهجومي جعل حليلوزيتش يفكر في إعادة زيانيوعلى
مستوى الوسط الأمور لا تفرح كثيرا خاصة في الشق الهجومي، عكس الدفاعي أين
يتألق ڤديورة ولحسن في فريقهما، فبودبوز وقادير في انتظار تحويلهما ولا
يتواجدان في وضع معنوي ملائم، وجابو اختار البطولة التونسية ولم يبدأ
المنافسة سوى يوم أمس (سيلعب جولات متخلفة من العام الماضي) وبوعزة لم يجد
فريقا، ومطمور قرر الاعتزال، الأمر الذي دفع بالناخب الوطني إلى أن يفكر في
إعادة كريم زياني خاصة أن الاستثناء الوحيد الذي يتألق في بداية هذا
الموسم هو فغولي، والمنافسة لم تعد موجودة حتى يبقى القائد السابق لـ
“الخضر” مبعدا. ويوضح التفكير في إعادة لاعب بحجم زياني الذي قال حليلوزيتش
في وقت سابق إنه لا يريد أن يستدعيه ليضعه على دكة البدلاء، أن الأمور
صعبة في الشق الهجومي وتقلقه إلى الحد الذي قد يجعله يفتح الباب على
مصراعيه، أمام عودة كريم زياني.
الحلول الهجومية أفضل رغم أن سليماني بلا منافسةومن
جهة أخرى فإن الخط الهجومي يبدو أقل الأمور سوءا، ولو أن سليماني الذي خطف
الأضواء في آخر 4 مباريات للمنتخب لن يلعب أي مباراة إلى غاية موعد مباراة
الدار البيضاء، وهو نفس ما يقال عن عودية الذي استدعي في آخر لحظة لتربص
المحليين، في حين سوداني بدأ المنافسة في انتظار جبور، أما غيلاس فهو
احتياطي في فريقه. وقد تعود حليلوزيتش على “اختراع حلول أخرى” كما فعل في
مباراة غامبيا بإقحام عودية واكتشاف سليماني في المباراة الأخيرة، ولو أن
مباريات شهر سبتمبر يبقى لها مشاكلها الخاصة والمتعلقة بنقص المنافسة، التي
تجعل من الصعب استثمار لياقة أي لاعب، مادام أفضل اللاعبين لن يكون لديه
إلى غاية يوم 9 سبتمبر أكثر من 3 لقاءات رسمية.
ليبيا لن تكون سهلة وحليلوزيتش يعرف ذلك جيدا ومن
جهة أخرى فإن المنتخب الليبي يستحق الاحترام، حيث حقق الكثير من النتائج
الإيجابية في المباريات الأخيرة، بل ولم يخسر مع المدرب الجديد عبد الحفيظ
أربيش في 10 مباريات متتالية (8 مباريات ودية ومبارتين رسميتين)، فضلا عن
لعب المباراة على ملعب محايد الذي اعتاد الليبيون على تحقيق نتائج طيبة في
هذه الظروف (9 من آخر 10 مباريات كانت خارج الديار). ويعرف حليلوزيتش جيدا
أن وضع منتخبه وكذلك صعوبة المنتخب الليبي الذي ليس بالمنتخب السهل (و إن
كنا لا نعتبره أيضا منتخبا مستحيلا) فضلا عن تجربة مالي في بوركينافاسو،
كلها عوامل ستجعل من مباراة سبتمبر صعبة، خاصة أن هذا الشهر عودنا أن لا
تكون مبارياته سهلة لـ “الخضر”.