."صولد 50 في المائة"، "عرض خاص بعيد الفطر المبارك"، "تخفيضات
80 في المائة لملابس الأطفال".. كلها عبارات زينت محلات بيع الملابس بشتى
أنواعها، عشية عيد الفطر المبارك، إقبال منقطع النظير، تزاحم كبير، واكتظاظ
بالمحلات التي خصص أصغر واحد منها 4 باعة على الأقل مهمتهم الاستجابة
لطلبات الزبائن والمراقبة طبعا، خصوصا مع انتشار عمليات السرقة التي تكثر
خلال هذه المناسبة.
.. "الشروق" ارتأت دخول عدد منها
بالعاصمة، ونقلت جزء من حقائقها.. محل بشارع ديدوش مراد للأحذية أقر
تخفيضات تصل 50 في المائة، الدخول كان صعبا والولوج بين الزبائن كان شبه
مستحيل، ورغم ذلك تمكنا من بلوغ أحد الرفوف أين وضعت الأحذية الرجالية على
اليمين والنسائية على اليسار، حذاء نسائي صيفي كتب عليه "السعر
الحقيقي 9000 دينار ومع التخفيض وصل 5000 دينار"، رغم أنه تم إقرار تخفيض
بـ 50 في المائة، تتمتم عجوز في الستينات من العمر كانت رفقة ابنتيها
اختارت إحداهما الحذاء نفسه، "يتمسخرو بينا قالك الصولد 500 ألف نشري بيها
خمس صبابط"، ثم تنصرف بحسرتها وقلب ابنتها في الحذاء، أما أخرى وهي شابة في
الثلاثينات فطلبت زوجا من الأحذية لبسته ثم أعادته وخرجت ضاحكة دون أن
تعلق بعد أن اخبرها البائع أن السعر هو 3 آلاف دينار .
ورغم هذه الأسعار كان يقف أمام مكان الدفع طابور من
المواطنين الذين اقتنوا حاجياتهم من الأحذية، فالجزائري ورغم أن قدرته
الشرائية في الحضيض غير أنه مستعد للاقتراض من أجل الخروج بملابس "طاشة"، -
يقول أحد الباعة -، الأمر نفسه بالنسبة لمحل لبيع الملابس تخفيضات بـ80 في
المائة على ملابس الأطفال، أقل سعر للباس طفل ذي سنتين 4000 دينار،
مع التخفيض، السيدة "نورة.م" من غرب العاصمة رفقة طفلين الكبير ذي 12 سنة
والصغيرة ذات الثلاث سنوات، اقتربت من لباس لطفلة كان أجمل ما عرض بالمحل
بعد أن اختارته ابنتها، "النار تشعل" تقول السيدة "لقد اخترت المحل بعد أن
لاحظت لافتة التخفيضات ولكن لباسا لطفلة في الثانية من العمر 4800 دينار
أمر غير معقول، لم يبق لنا إلا الألبسة المستعملة"، وهي الملاحظات ذاتها
التي قدمها عدد من الزبائن الذين طافوا مختلف المحلات وانسحبوا دون أن
يقتنوا شيئا، في وقت أجل آخرون اقتناء الملابس إلى ما بعد العيد أين تنخفض الأسعار، إذا انخفضت إذا علمنا أن ذلك يتزامن ذلك مع الدخول المدرسي.
ارتفاع بنسبة 30 في المائة في سعر ملابس العيد وفي هذا الخصوص، اتصلت "الشروق" بالاتحاد العام للتجار والحرفيين
الجزائريين، للحصول على معطيات أوفر حول أسعار ملابس العيد للعام الجاري،
حيث أكد الناطق الرسمي باسم الاتحاد، الحاج الطاهر بولنوار، أنها ارتفعت
بنسبة 30 في المائة
مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية، بسبب غياب الإنتاج المحلي، وتقليص
استيراد الملابس المستعملة، فضلا على اضطراب سوق الملابس العالمية، حيث
تمثل نسبة 70 في المائة من هذه الأخيرة المنتوجات التركية والصينية، مع
اندثار شبه كلي للألبسة السورية التي يكثر عليها الطلب، بسبب الأزمة
القائمة في البلد الأم، وبنسبة أقل المنتجات الأوروبية، وأشار بولنوار إلى أن المعطيات الأولية حول ما اقتناه الجزائريون هذه السنة بمناسبة عيد الفطر، تقول أنه تم صرف 20 مليار دينار، أغلبها وجهت لملابس الأطفال.
وعن
ثقافة "الصولد" أوضح المتحدث أن الأمر معمول بها في مختلف دول العالم في
مناسبات محددة ومواسم معروفة، غير أنه وفي الجزائر تقر التخفيضات على مدار
السنة، وهو ما وصفه بالتحايل، إذ رصدت التحقيقات أن بعض الباعة يعلنون سعر
السلعة على أنه مخفض رغم أن قيمته المالية المعروضة أكبر بكثير من قيمته
الحقيقية، كما أن آخرين يعلنون عن تخفيضات رغم أن المعلن هو السعر الحقيقي
لما هو معروض، وربط بولنوار ذلك بوجود فوضى في التموين، إذ تتمون بعض
المحلات وبشكل قانوني من مصادر رسمية معتمدة، في وقت يقوم آخرون باقتناء
مستلزماتهم من السوق السوداء بأسعار منخفضة جدا، ثم يرفعون السعر إلى الضعف.