حذّرت مصالح الديوان الوطني للأرصاد الجوية من موجة حر كبيرة
ستشهدها المناطق الساحلية الوسطى والغربية وبشكل مضاعف المناطق الداخلية،
بداية من اليوم والى غاية يوم الأحد (يوم عيد الفطر).
وأخطرت مصلحة الرصد الجوي، أمس، جميع المصالح عن طريق
نشرية جوية خاصة، تتضمن حالة طوارئ لمدة تفوق 48 ساعة، لاتخاذ التدابير
والاحتياط الخاصة، سواء ما تعلق بتجند مصالح الحماية المدنية لمختلف
التدخلات المتوقعة، أو تجند الأطقم الطبية لإجراء الإسعافات الطبية على
مستوى المصالح الاستشفائية خاصة وأن أيام الحر ستتزامن مع آخر أيام شهر
الصيام وما له من تأثير في أصحاب الأمراض المزمنة والمسنين والرضع، حيث
ستقفز درجات الحرارة من 32 درجة إلى أزيد من 40 على الشريط الساحلي ومن 36
إلى أزيد من 45 درجة بالمناطق الداخلية .
وفي ذات السياق، أكد، بوعلام خليف، مهندس خبير في التنبؤات الجوية
لدى مصالح الرصد الجوي، في تصريح لـ "الشروق"، أنه "كما كان متوقعا تنتظر
ولايات تيبازة، وهران، الشلف، مستغانم، العاصمة وبومرداس ارتفاع جد محسوس
في درجات الحرارة، أين تفوق 40 درجة، ابتداء من اليوم الجمعة وتدوم إلى
غاية يوم الأحد"، وأضاف "أما على الولايات الداخلية كجنوب تلمسان، سيدي
بلعباس، سعيدة، معسكر، غيلزان، جنوب الشلف، عين الدفلى، تيسمسيلت المدية،
البليدة، جنوب تيزي وزو والبويرة، تصل الحرارة 45 درجة وأحيانا تفوق 45
درجة ".
فيما تبقى درجات الحرارة موسمية على المناطق الشرقية، وتتراوح ما بين 32 إلى
غاية 36 درجة على الجهات الساحلية، وما بين 36 و40 درجة على الجهات
الداخلية، أما فيما يخص مناطق الصحراء الكبرى فإن درجة الحرارة لا تتجاوز
46 درجة باستثناء جنوب أدرار وجنوب تيندوف أين تبقى في معدلات 38 و42 درجة مع أمطار رعدية، ويضيف خليف، "ونسجل درجة حرارة منخفضة نوعا ما تصل 34 درجة بكل من تمنراست وإليزي و38 درجة جنوب أدرار".
خليف: على السائقين توخي الحذر لانتفاخ العجلات ومخاطر الطريق وأكد مهندس التنبؤات الجوية أن حالة طوارئ أعلنها
الديوان، في نشرية خاصة، عقب تحذيرات مسبقة، في الساعات الماضية، وقال أن
النشرية جاءت بعدما تأكدت المعطيات من موجة الحر الكبيرة المتوقعة، ونصح
خبير التنبؤات بعدم المشي في الطريق دون ضرورة، محذرا من التنقلات، في
الفترة الممتدة ما بين الساعة11 والثالثة زوالا، التي تمثل ذروة الأشعة
البنفسجية، التي تؤثر خاصة في أصحاب الأمراض المزمنة والرضع، داعيا المسنين
لعدم الخروج نهائيا والجلوس في الظل، كما قال أن استهلاك الطاقة
الكهربائية بتشغيل مضاعف للمكيفات سيرفع من طاقة الاستهلاك، وبالتالي يرفع درجة حرارة الكوابل الكهربائية التي تكون في الأصل تحت ضغط الحرارة الخارجية المرتفعة، وهو ما يجعل تكرار سيناريو الظلام الذي ضرب العاصمة وكبرى المدن، قبل أسبوع، قائما.
كم قال خليف أن درجات الحرارة المرتقبة ستتسبب كذلك في اشتعال
النيران خاصة وأن الأمطار لم تسقط، منذ أزيد من شهر ونصف، حيث أن الحشائش
تصبح هشيما- أكثر يبوس - وأفاد أن الرطوبة تكون ما بين 45 إلى 60 بالمائة
شمالا تؤثر بشكل واضح عند الصيام وبعد شرب الماء تزول آثارها.
وعلى مستوى الطرقات، دعا خليف لأخذ الحيطة والحذر
وتفادي السرعة عبر الطرقات، خاصة مع أيام العطلة، وكذا الحفاظ على سير
مستقر لمحرك السيارة لتفادي أعطاب في المحرك، وأفاد أن العجلات تنتفخ بسبب
الحرارة، حيث تزيد عن الحد المطلوب.
ونصح
المتحدث بتفادي شراء مواد غذائية والمؤكولات المعروضة على الشمس، مضيفا "
حتى الماء الذي يتعرض للشمس يفسد ويعود غير صالح للشرب والمشروبات
الغازية"، وعليه يتطلع المواطنون لعدم قطع الماء، في ذات الفترة التي تستمر
ثلاثة أيام، حتى لا تتضاعف المعاناة.