حذّر الأستاذ خالد بن اسماعيل، رئيس التنسيقية الجزائرية المناهضة للمد الصهيوني و التطبيع مع إسرائيل، من المحاولات الرامية للتطبيع الرياضي مع إسرائيل، مؤكدا بأن الموافقة على مواجهة الرياضيين الإسرائيليين خلال الألعاب الأولمبية المقبلة التي ستقام بلندن، تعد تراجعا خطيرا على المبادئ الأساسية للدولة الجزائرية، خاصة وأن هذه الألعاب تتزامن مع الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر واسترجاع السيادة الوطنية.
ما تعليقك على التصريحات الأخيرة لرئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية، رشيد حنيفي الخاصة بعدم مقاطعة الجزائر للرياضيين الإسرائيليين خلال الألعاب الأولمبية بلندن؟
لقد سبق لي الإطلاع على تصريحات رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية، الدكتور رشيد حنيفي، لإحدى الجرائد الوطنية بتاريخ 10 جوان الفارط، والتي أوضح من خلالها بأن مسألة مقاطعة إسرائيل في الألعاب الأولمبية موقف سياسي تتخذه الجهات الرسمية، وأنا أعتبر بأن موقف الجزائر من هذه القضية كان دائما واضحا، ولا يمكنني تصور بأن موقف الحكومة سيكون ضد موقف رئيس الجمهورية، الذي كان أكد في تصريح صريح للتلفزيون بأن الجزائر لن تعترف بدولة إسرائيل.
لكن رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية قال خلال الندوة الصحفية التي عقدها الخميس الماضي، أنه سأل الجهات المعنية ولم يتحصل على إجابة واضحة، أو يطلب منه أحد مقاطعة إسرائيل؟
بالرغم من أن موقف الجزائر واضح في هذه المسألة، إلا أن الأمر يتطلب تدخلا سريعا من طرف وزير الشباب والرياضة، الذي من المفروض أن يتدخل لتحديد الموقف الرسمي للجزائر، وهذا على غرار الموقف الذي كانت اتخذته وزيرة الثقافة خليدة تومي، عندما قاطعت معرض الكتاب بباريس منذ سنتين على ما أذكر، وهذا بسبب اختيار المنظمين إسرائيل ضيف شرف للمعرض، وفي حالة لم يحدث ذلك فإن الموقف سيحسب ضد رشيد حنيفي، بصفته رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية، والمسؤول على كل ما سيحدث خلال هذه الألعاب، ولذلك أظن أن بعض الأطراف تسعى لتوريط حنيفي في هذه القضية.
كيف ذلك؟
أعتقد أن وراء كل هذه القضية يقف رؤساء بعض الاتحاديات الذين يحاولون الضغط على رئيس اللجنة الأولمبية، ويعملون على تشجيع التطبيع الرياضي مع إسرائيل وهذا لأغراض شخصية، بعض رؤساء الاتحاديات يطمحون لتولي مناصب في الهيئات الدولية، وتلقوا وعودا من طرف جهات أجنبية للحصول على هذه المناصب، والجميع يعلم بأن إسرائيل أصبحت بمثابة التأشيرة الأولى لتحقيق هذه الأهداف والطموحات.
ما هو رأيك في الأصوات التي تقول بأن هناك فرقا ما بين مقاطعة الرياضيين الإسرائيليين والاعتراف بإسرائيل كدولة؟
هذه مغالطة كبيرة، بالنسبة لي لا يوجد أي فرق ما بين الإعتراف بكيان إسرائيل ومقاطعة الرياضيين الإسرائيليين، لأن الأمور أكثر تعقيدا مما تبدو، فمثلا ماذا سنفعل في حالة انتهت المواجهة إذا تمت بفوز الرياضي الإسرائيلي، سيكون الرياضي والوفد الجزائري كله في حرج لأنه مجبر على الوقوف لتحية العلم الإسرائيلي خلال حفل تسليم الميداليات، وهذا يعتبر في حد ذاته اعتراف ضمني بدولة إسرائيل. من جهة أخرى يجب التأكيد أولا، بأن الأمر يتعلق بقضية مبدأ اتجاه إخواننا في فلسطين، أعطيك مثالا فقط بما فعله رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية السابق، الذي كان صرح بأنه يفرق بين الرياضة والسياسة، وسمح لرياضي جزائري من مواجهة رياضي إسرائيلي خلال الألعاب الأولمبية 2004 في اليونان، وفاز الجزائري بالمواجهة لكنه خسر وخرج من المنافسة في الدور الثاني والجميع نسي ذلك، لكن في المقابل الجميع يبقى يتذكر في نفس الألعاب البطل الإيراني الذي كان رفض مواجهة رياضي إسرائيلي، ورغم إقصائه وعودته إلى إيران لكنه استقبل كبطل قومي، وأريد أن أضيف شيئا أخر، الألعاب الأولمبية تحمل في كل مرة رسائل سياسية، ألم يسبق وقاطعت الولايات المتحدة الأمريكية، الألعاب الأولمبية بموسكو لأسباب سياسية، وقاطع الاتحاد السوفياتي سابقا ألعاب أطلنطا لنفس الأسباب؟.. وإضافة إلى ما سبق ذكره فإن ميثاق الألعاب الأولمبية يمنع أصلا السماح بمشاركة الدول العنصرية والمستبدة والظالمة وهي كلها صفات تنطبق على إسرائيل.
هل من نداء أو رسالة تريد توجيهها؟
أظن أن الدعوة إلى عدم مقاطعة الرياضيين الإسرائيليين خلال الألعاب الأولمبية، تعتبر خيانة في حق الشعب الجزائري الذي يبقى يرفض التطبيع مع إسرائيل، سيما وأنها تتزامن مع الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين للاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية.