بعد الصمت الطويل الذي التزمه بسبب وجوده في عطلة للراحة بعد موسم طويل وشاق، ها هو وسط الميدان الدّولي خالد لموشية يفتح قلبه لـ"الهداف" بعدما أنهى عطلته الصيفية، حيث أجاب على أسئلتنا بصدر رحب، وعاد لكي يكشف الأسباب الحقيقية التي جعلته يغادر اتحاد الجزائر، كما كشف لنا عن العروض التي وصلته وعن أمور عدّة تتعلق بمستقبله الكروي، بالإضافة إلى تعريجنا معه للحديث عن المنتخب الوطني ونتائجه الجيدة الأخيرة، والقرعة التي أوقعته أمام منتخب ليبيا في الدور الأخير من تصفيات كأس إفريقيا 2013.
كيف هي أحوالك خالد، هل أنت في عطلة أم أنك أنهيتها؟
أنا بخير والحمد لله، نعم كنت في عطلة وانتهت مؤخرا، وأتأهب الآن لكي أكون بالجزائر غدا أو بعد غد (الحوار أجري أمس)، للحسم في أمر مستقبلي الكروي ووجهتي الجديدة.
أكيد أنّك ارتحت بعد موسم شاق وطويل، عرف مشاركتك في عدد كبير من المباريات مع اتحاد الجزائر، وعدد كبير من التربصات والمباريات أيضا مع "الخضر"
صراحة ارتحت كثيرا، كان لا بدّ لي من هذه العطلة حتى أسترجع طاقاتي بعد موسم شاق وطويل مع اتحاد الجزائر، حيث خضت رهانا كبيرا ورائعا غير أننا عانينا كثيرا، لأننا كنا نمثّل النادي الذي سعى الجميع لهزمه، ثكما أني منذ ستّ سنوات لم أستفد من راحة كهذه، إذ أني في السابق كنت دوما مرتبطا بمواعيد مع المنتخب الوطني خلال الصائفة، وحتى إن كنت أقضي عطلتي إلا أني لم أكن مرتاحا، لكني هذه المرة استغللتها أفضل استغلال وقضيت عطلة مريحة، كما قضيت أيضا أطول وقت رفقة أفراد عائلتي، وأنا الآن جاهز للموسم الجديد.
الكل هنا في الجزائر يتساءل أين سيلعب لموشية الموسم المقبل، هل سيبقى في الجزائر أم سوف يخوض تجربة خارج الوطن، وأنت الوحيد الذي بإمكانك الإجابة على هذه التساؤلات
حتى أكون صريحا معك، لم أقرّر بشأن مستقبلي الكروي، لدي عروض هنا وهناك، لكني لم أفصل فيها، لديّ الوقت الكافي حتى أختار وجهتي المستقبلية، لا أريد التسرع حتى لا أخطئ، وعلى كلّ حال سأحسم وجهتي فور دخولي أرض الوطن غدا أو بعد غد.
قبل الحديث عن العروض الرسمية التي تلقيها، نريد أن نعود بك للحديث عن اتحاد الجزائر، فهل لنا أن نعرف الأسباب الحقيقية التي جعلتك تغادر الاتحاد بعد موسم واحد لعبته بألوانه؟
كما قلت قضيت موسما كبيرا، أدّيت فيه ما عليّ، لعبت جل المباريات سواء في البطولة أو في الكأس، ورغبتي منذ البداية كانت البقاء ضمن صفوف الاتحاد حتى نحصد الموسم المقبل ثمار العمل الذي قمنا به الموسم الفارط، للأسف الشديد أني والمسؤولين لم نتوصّل إلى أرضية اتفاق لما تفاوضنا، لكن ذلك لا يمنعني من الثناء على الرجال الذين عرفتهم في الاتحاد، وعلى رأسهم الرئيس علي حداد الذي وفّر كل شيء للنادي حتى ينال الألقاب، ووفّر لنا كل ظروف العمل والتألق، عرفت رجالا آخرين في الاتحاد، قضيت أوقاتا لا تنسى مع زملائي اللاعبين، عرفت أنصارا من ذهب كانوا خلفنا طيلة الموسم، بالنسبة لي كانت تجربة رائعة للغاية، للأسف الشديد كان ينقصنا لقب فقط وهذا ما لم يحدث.
هل تؤكّد أنك لم تقبل بأن يخفّض الراتب الشهري إلى نصف ما كنت تتقاضاه الموسم الفارط؟
كثيرون تحدّثوا وقالوا كلاما لا أساس له من الصحة، وأوّلوا مغادرتي بطريقتهم الخاصة، أنا لم يكن يهمّني ذلك، لأني كما قلت لك وبصفتي لاعبا محترفا تفاوضت مع إدارة محترفة بدورها كانت صريحة معي مثلما كنت صريحا معها، كنت في نهاية عقدي لأني أمضيت موسما واحدا، ومع نهايته تفاوضت مع الإدارة، ولعلمكم أني لم أكن ضدّ تخفيض الراتب الشهري، قبلت بالفكرة مسبقا وجلست إلى طاولة المفاوضات مع المسؤولين، ووافقت على تخفيض راتبي لكن بشروط، لو كنت أبلغ من العمر 24 سنة لقبلت بالأمر، لكني أبلغ من العمر 31 سنة وكان من حقي البحث أيضا عن مصلحتي.
قلت إن بعض الأطراف تحدثت وقالت كلاما لا أساس له من الصحة، مثل ماذا؟
نعم هناك من قال إن تجربة لموشية لم تكن ناجحة في الاتحاد، بالنسبة لي فليقولوا ما يريدون، أنا أعتبرها ناجحة ولم يكن ينقصها سوى الحصول على الألقاب، كنا نشكل مجموعة واحدة ولموشية لم يكن يلعب لوحده، سطرنا أهدافا بالحصول على الألقاب لم يكتب لنا ذلك بعدما استهدفنا الجميع، فالاتّحاد كان بمثابة الفريق الذي لا بد من الإطاحة به من طرف كلّ الأندية، كما أن من قالوا إن تجربتي كانت فاشلة، عليهم أن يعودوا لعدد المباريات التي لعبتها من جهة، وإلى الأسباب التي جعلت الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش يستدعيني في كل التربصات وكل المباريات التي لعبها المنتخب الموسم الفارط، أعتقد أن حليلوزيتش يدرك ما الذي يقوم به، الخلاصة أني أعطيت كل ما عندي للاتحاد، ولعبت جل المواجهات ولا زلت أحتفظ بصفتي لاعبا دوليا، وكان من الممكن أن أبقى موسما آخر، لكننا للأسف لم نتوصل إلى اتفاق على الجانب المالي خلال المفاوضات التي جمعتنا فقررت المغادرة.
حتى نغلق ملف اتحاد الجزائر، هل بإمكاننا أن نقول انتهت القصة بينك وبين هذا النادي؟
نعم، "المكتوب" أراد ألا أكمل المشوار مع الاتحاد، طويت الصفحة نهائيا وفتحت صفحة جديدة، وأتمنى كل التوفيق لاتحاد الجزائر في مستقبلا، لأنه الفريق الذي عشت معه أوقاتا رائعة، واكتسبت معه تجربة جديدة، وبالمشروع الذي سطره الرئيس علي حداد أعتقد أنه سيقول كلمته مستقبلا.
نفتح الآن صفحة فريقك السابق الذي قضيت معه خمس سنوات، نلت فيها العديد من الألقاب، ووصلت عبر بوابته إلى "الخضر"، ألا وهو وفاق سطيف الذي يريدك بأي ثمن الموسم المقبل، فما الذي دار بينك وبين "حكوم"؟
بالنسبة لوفاق سطيف أؤكد أني تلقيت اتصالات مع سرار الذي لا أتعامل معه بحكم أنه رئيس بل صديق، لأن السنوات الطويلة التي قضيتها في الوفاق جعلت علاقتنا تتطور، ولا تقتصر على علاقة عمل وفقط بين لاعب ورئيسه بل صديقين، اتصل بي مؤخرا مثلما تعود واعتدت أيضا على الاتصال به، كان صريحا معي وأبدى رغبة قوية في عودتي إلى الوفاق، بعدما علم بأني قررت عدم البقاء في اتحاد الجزائر.
وما كان ردّك؟
قلت لـ سرار سأرى لاحقا، حيث سأدخل الجزائر وأرى ما ستسفر عنه المفاوضات.
أكيد أنك سوف تلتقيه لحسم الأمور
نعم من المفترض أن نلتقي لحسم الأمور وتوضيح الرؤية أكثر.
بغض النظر عن المفاوضات التي ستجمعكما على الجانب المالي، هل أنت مقتنع في قرارة نفسك بالعودة إلى سطيف حيث تألقت ونلت ألقابا كثيرة محليا وخارجيا؟
من يرفض اللعب في فريق كبير بحجم وفاق سطيف، الذي سيكون مقبلا الموسم المقبل على الدفاع عن ألقابه من جهة، والمشاركة في رابطة أبطال إفريقيا أيضا، الرهان يهم أي لاعب، لكن لا بد من اجتماع العديد من الظروف والعوامل، كي أقول إني مستعد للعودة أو لا، ثم أني لم أتفاوض مع سرار ولم نتحدث عن الموضوع، وكل شيء مرهون بما سيحدث لدى دخولي أرض الوطن.
سرار يستهدف إعادة اللاعبين القدامى في صورة زياية وحاج عيسى وأنت أيضا، أكيد أن ذلك محفز للعودة
سمعت بذلك، وأكيد أنه محفّز للغاية، لأن الوجود رفقة لاعبين يملكون الخبرة والتجربة مهم جدّا، لاسيما إذا تعلق الأمر بلاعبين مثل زياية أو حاج عيسى اللذن أعطيا الكثير للفريق في وقت سابق، وعلى كل وكما قلت لك كل شيء سيتضح لدى ملاقاتي الرئيس سرار.
لنطو ملف سطيف، ولنعرج للحديث عن عرض النادي الإفريقي التونسي، فإلى أين وصلت الحكاية؟ وهل انقطعت الاتصالات؟
لا لم تنقطع، فأوّل أمس فقط تحدث معي مسؤولو الإفريقي من جديد، هم متمسكون بي لكني منحتهم مهلة، وطلبت منهم بالرد عليّ خلالها وإلا سأطوي ملف الإفريقي. النادي الإفريقي كان يريدني منذ نهاية الموسم، اتصل بي وزميلي جابو أصرّ على إقناعي بضرورة قبول العرض، لكنهم في الفترة الأخيرة طلبوا مني الانتظار، لأنهم مقدمون على تسريح أحد الأجانب حتى يتسنى لهم ضمي إلى صفوف الفريق، لكني كنت صريحا معهم، وقلت لهم لا يمكنني الانتظار أكثر من اللازم، لأني مجبر على حسم وجهتي حتى أشرع في التحضير للموسم الجديد.
إذن ملف الإفريقي لم يطو
لا لم يطو، أنا أنتظر رد المسؤولين كي أرى ما سأفعله.
وهل لديك عروض أخرى من خارج الوطن؟
لدي عرض من فرنسا لا يمكنني الكشف عنه، لكني لم أتحمس للفكرة كثيرا، لأني في حال عدم حصولي على ردّ صريح من إدارة الإفريقي سأبقى في الجزائر، حيث أملك العروض.
الظاهر أنك بعد ست سنوات في الجزائر تأقلمت مع الأجواء، وصرت تفضل اللعب في البطولة الجزائرية أفضل من أي بطولة أخرى، رغم العروض التي تصلك مع نهاية كل موسم
هذا صحيح، بعد ست سنوات قضيتها هنا ألفت أجواء الجزائر، وأجواء البطولة وملاعبها، ثم لا تنسى أني بفضل اللعب في البطولة الجزائرية صرت لاعبا دوليا، ناهيك عن أني حصلت على ألقاب عدة مع فريقي الأول وفاق سطيف، وإن كنت تريد مني الصراحة، أنا أفضل الاستقرار في الجزائر لو تناسبني العروض التي وصلتني، لم يتبق لي الكثير، وعلي أن أفكر في مستقبلي أيضا.
31 سنة أنت قادر على اللعب لسنوات أكثر، لاسيما أنك تقدم دوما مستوى كبيرا خلال المباريات التي تلعبها
قد أواصل ثلاث أو أربع سنوات أخرى لأني أشعر بأني قادر على العطاء من جديد، وآمل أن أختار الوجهة التي تناسبني لأني أرغب في المقابل في الحفاظ على مكانتي مع المنتخب الوطني.
على ذكر المنتخب الوطني، قرعة الدور الأخير من تصفيات كأس إفريقيا 2013، أوقعتكم أمام منتخب ليبيا الشّقيق، فما رأيك في ذلك؟ وكيف تتوقّع أن تكون المهمّة؟
القرعة لم تعجبني لأني تمنيت أن أواجه منتخبا إفريقيا آخر على مواجهة منتخب مغاربي، اللقاء سيكون صعبا للغاية، وهو بمثابة "داربي" حقيقي سيجمع جارين شقيقين، منتخب ليبيا يسعى لفرض ذاته وإثبات وجوده، وسيثير لنا العديد من المشاكل والمتاعب، وعلينا إن أردنا الفوز عليه أن نحضر أنفسنا جيدا لموعدي سبتمبر وأكتوبر القادمين.
هل ترى أن مواجهة ليبيا في ملعب محايد في لقاء الذهاب في صالح "الخضر"، أم أن الخسارة أمام مالي في بوركينافاسو جعلتكم لا تعيرون اهتماما للعب في ملعب محايد؟
أجل، اللعب في ملعب محايد لم تعد له أيّ أهمية، لقد واجهنا مالي في ملعب محايد وخسرنا، لذلك فإن مواجهة ليبيا في ملعب محايد لا تعني أي شيء، علينا أن نجري تحضيرا جيدا لمبارتي الذهاب والإياب، لأن ليبيا سوف تسعى لضمان نتيجة مريحة في الذهاب حتى تلعب لقاء العودة في ظروف ملائمة تضمن لها التأهل إلى جنوب إفريقيا، ونحو بدورنا علينا تحضير أنفسنا لذلك، بالعودة بنتيجة جيدة من البلد الذي سنواجه فيه ليبيا، على أن نرسّم التأهل في عقر دارنا خلال لقاء العودة.
هل لديك فكرة عن منتخب ليبيا؟ وهل تابعت مشواره مؤخرا؟
ما أعرفه عنه أنه منتخب رفع التحدي رغم الظروف العصيبة التي مرّت بها بلاده، هو منتخب أثبت جدارته بالوصول إلى نهائيات كأس إفريقيا 2012، ناهيك عن وصوله مؤخرا إلى نهائي كأس العرب وخسارته في نهاية المطاف بركلات الترجيح على يد منتخب المغرب، خلاصة القول إنه منتخب قوي للغاية، سيواجهنا وهدفه الوجود في كأس إفريقيا مرة أخرى، وأتوقع أن يكون "الداربي" أمامه قويا وسيسوده اندفاع بدني من الجانبين، وسيكون صعبا لنا ولهم.
لكن النتائج الجيدة التي حققتموها حتى الآن تجعلكم في موقع المرشح رقم واحد لنهائيات جنوب إفريقيا 2013
في الحقيقة نحن بصدد القيام بمشوار رائع مع المدرب وحيد حليلوزيتش، أعتقد أننا على الطريق الصحيح بفضل النتائج الجيدة التي سجلناها حتى الآن، نحن نلعب بطريقة جيدة، نطبق خططا هجومية، نفوز من لقاء لآخر، وهذا مؤشر إيجابي قبيل التحديات المهمة التي سنخوضها مستقبلا، غير أن ترشيحنا للوصول إلى جنوب إفريقيا لا يعني شيئا، لأنه لا بد من التأكيد على ذلك على الميدان، والتأكيد يتطلب اللعب بكل جدية وقوة أمام اليبيا كي نزيحها من طريقنا ونضمن وصولنا فيما بعد لكأس إفريقيا.
أكيد أنّك تريد أن تلعب هذه الكأس بعدما غبت عن نهائيات أنغولا 2010 للأسباب التي نجرك للعودة إليها
نعم لا بدّ أن ألعب نهائيات كأس إفريقيا 2013، في 2010 كنت ضمن القائمة بعدها لم ألعب، وهذه المرة سأعمل كل ما في وسعي كي أكون هناك في جنوب إفريقيا، يهمني أن أمثل بلدي في نهائيات كأس إفريقيا، لذلك لن أدخر أي جهد لو يضع الناخب الوطني ثقته في كي أساعد منتخب بلادي على الوجود هناك، ولذلك أيضا علي ألا أخطئ في خيار الفريق الذي سألعب له مستقبلا، عليّ دراسة العروض بتأن وأن أختار الفريق المناسب الذي يسمح لي بالحفاظ على مكانتي لاعبا دوليا في صفوف "الخضر".
متفائل بتأهل "الخضر"..
نعم متفائل، المهمة ستكون صعبة لكني متفائل جدا لأننا نملك مجموعة قوية ومتماسكة يقودها ناخب يعرف ما الذي يقوم به، فقط علينا أن نحضر أنفسنا جيدا للقاءي ليبيا وأن نستبعد من أذهاننا فكرة أن المهمة ستكون سهلة، علينا الحذر من هذا المنافس الذي يريد تأكيد صحوته في السنة الأخيرة.
شكرا خالد نتمنى لك اختيار الوجهة المناسبة..
لا شكر على واجب، إن شاء الله سألعب للفريق الذي سأواصل تألقي معه وسأحافظ من خلاله على مكانتي ضمن المنتخب الوطني.