أكد إلياس بلعربي، مدير الإنتاج بمؤسسة التلفزيون الوطني، أن التلفزيون سيعرض مسلسل الخليفة عمر بن الخطاب، رغم معارضة الأزهر الشريف عرض العمل التاريخي الذي يعد الأضخم في تاريخ الدراما العربية، بدعوى تجسيده لشخصيات الصحابة رضوان الله عليهم، متحديا بذلك بيان جامع الأزهر الذي يعد المرجعية الدينية لكل السنيين في العالم الإسلامي.
أثار إعلان شروع بعض الفضائيات في عرض ومضات إشهارية من مسلسل عمر بن الخطاب على بعض الفضائيات ومن بينها التلفزيون الجزائري، ضجة كبيرة لدى رجال الدين وحتى لدى الرأي العام، حيث أنشأ شباب صفحات على موقع التواصل الاجتماعي "الفايس بوك" يهاجمون من خلالها العمل والفنانين المشاركين فيه لاعتراضهم على الأمر لما فيه من مس وإساءة لشخصية الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب، ولتحريم العلماء تجسيد هذه الشخصيات الجليلة في أعمال فنية، غير أن القائمين على التلفزيون الجزائري، برّروا شراءهم للعمل باستشارة وزارة الشؤون الدينية، وصرح مدير الإنتاج الياس بلعربي في هذا السياق، ردا على سؤال "الشروق" حول فتوى الأزهر ومفتي السعودية بتحريم بث المسلسل قائلا: "نحن نملك المرجعية الدينية الخاصة بنا ولا ننتمي لا إلى جامع الأزهر ولا إلى السعودية".
وتابع الياس بلعريبي في رد على سؤالنا إذا ما كان القائمون على التلفزيون قد استشاروا الجهة المخولة بالفتوى في بلادنا رد قائلا: "نعم لقد استشرنا وزارة الشؤون الدينية ووافقت على شراء العمل وهذا ما جعلنا لا نتردد على اقتنائه ليعرض في رمضان".
ومن جهته أكد المستشار الإعلامي بوزارة الشؤون الدينية، عدة فلاحي، أن الموافقة التي حصل عليها التلفزيون كانت من أساتذة جامعيين ومن المفتين التابعين للوزارة لدى تواجدهم بمقر التلفزيون، مستبعدا وجود أي مراسلة رسمية بين الجهتين، وذكر عدة فلاحي، أن وزارة الشؤون الدينية لا تعارض عرض المسلسل لأنه سبق وأن جسدت شخصية مؤذن الرسول -ص- في فيلم الرسالة بلال بن رباح، وهو من العشرة المبشرين بالجنة، طالما أن العمل سيعرض من أجل الصالح العام، وناشد المتحدث في سياق متصل القنوات الجديدة من أجل استشارة الوزارة بخصوص الحصص الدينية التي تعرضها حتى تتعرف على رأيها لتفادي أي انزلاقات أو تأويلات لدى المواطنين -حسبه -.
وكان التلفزيون الجزائري، قد شرع قبل أيام في بث الومضات الإشهارية الخاصة بالمسلسل الذي ينتظر أن يعرض على قنواته ضمن الشبكة البرامجية التي أعدتها إدارة البرمجة للشهر للعرض خلال هذا الشهر الفضيل، كما سيعرض العمل في عدد من القنوات العربية التي اشترت العمل الذي ينظر أن يحدث ضجة لدى عرضه، على غرار قناة "أم بي سي"، خاصة وأن انتقادات رجال الدين بدأت منذ بداية تصويره.