القرضاوي والعودة يجيزان عرض المسلسل.. وكبار كتاب الدراما: يعتبرون المصادرة تشويها للإسلام.. والمخرج السورى يعلق: لن أتحدث إلا بعد عرض الحلقة الأولى
تجسيد شخصية الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه فى مسلسل تلفزيونى يحمل اسمه أثار جدلا كبيرا وغضبا عارما داخل المؤسسات الدينية، حيث عارض الأزهر فكرة العمل، وحذر مفتى السعودية القنوات الفضائية من بثه على شاشتها، مستدلا على رفضه بأن عرض العمل سيؤدى إلى تقليل هيبة ومكانة الصحابة لدى المشاهدين.
وتأتى ردود الأفعال من قبل المؤسسات الدينية بعدما عرضت قنوات mbc برومو المسلسل استعدادا لعرضه خلال شهر رمضان المقبل، ورصدت «اليوم السابع» آراء كبار المبدعين المصريين حول هذا الشأن، حيث انتقد الكاتب الكبير يسرى الجندى ما أسماه بـ«زيادة التعسف» ضد نوعية الأعمال الدينية، لافتا إلى أننا نواجه بحرب شرسة لمحاولة تشويه صورة الإسلام بشكل عام، وهناك تيارات متطرفة متشددة تساعد على ذلك.
وأضاف الكاتب أن المصادرة والمنع الصريح أمر مرفوض نهائيا من حيث المبدأ، مطالبا جميع الجهات والمؤسسات الدينية والرقابية بمشاهدة تلك الأعمال قبل البت فيها والحكم عليها، موضحا أننا فى حاجة لصناعة أعمال تظهر صورة الإسلام المستنير وحضارته العريقة.
وشدد يسرى الجندى على ضرورة تغيير هذا الفكر وتلك النظرة الرجعية التى ينظر بها هؤلاء لهذه المسلسلات، قائلاً: «قبل نصف قرن كنا نصنع أعمالا دينية رائعة مثل فجر الإسلام، وبلال بن رباح وغيرهما، واستطاعت أن تظهر الوجه الحقيقى للإسلام الوسطى المستنير الذى أسس حضارات الأندلس وغيرها من الحضارات، ولم يكن هناك من يزايد على هذه المواد السينمائية باسم الدين».
وأكد الكاتب الكبير بشير الديك رفضه القاطع لمنع عرض عمل يتناول سيرة الصحابة، معتبرا أنه تراث حضارى إسلامى لابد من تناوله، ودلل الكاتب على كلامه بأن سيدنا عمر بن الخطاب ليس نبيا أو رسولا يحمل رسالة إلى قوم، لكنه رجل من رجال الإسلام الذين تحلوا بالعدل والحق والشجاعة، وأرسى تلك القيم داخل المجتمع، وإظهار عظائم هؤلاء الشخصيات شىء طيب.
وأوضح بشير الديك أن التناول الدرامى لسيرة عمر بن الخطاب شىء إيجابى، لإظهار الحكمة والعدل التى انتشرت فى عهده، رافضا الفتوى التى أفتى بها مفتى السعودية بتحريم عرض المسلسل على الشاشات الفضائية.
وطالب الديك جميع المبدعين الوقوف أمام هذا الطغيان الذى أصبح يهدد حرية الإبداع، مؤكدا أنه من المحتمل أن تقوم ثورة لو استمر هذا الفكر.
بينما يرى الكاتب الكبير وحيد حامد أن المشكلة الأساسية تكمن فى مسألة «تجسيد» الأنبياء والصحابة، لكوننا لم نشاهد تلك الشخصيات على حقيقتها، حيث يتخيلهم كل إنسان بشكل معين فى ذهنه، لافتا إلى أن الأداء التمثيلى للصحابة والأنبياء يخلق نوعا من البلبلة.
وأشار وحيد حامد إلى أنه فى مثل تلك الحالات نلتزم بقرار مؤسسة الأزهر الشريف، وما يصدره فى هذا الشأن، لمكانة تلك الشخصيات وهيبتها.
ورفض مخرج العمل السورى حاتم على التعليق على كل ما يثار ضد مسلسل «الفاروق عمر»، مؤكداً أنه لن يتحدث عن أى تفاصيل إلا مع بداية عرض الحلقة الأولى من المسلسل، رافضا الإفصاح عن إمكانية ظهور شخصية الفاروق فى المسلسل، مضيفا أن عقده مع القناة يمنعه من الحديث عن تفاصيل العمل إلا بعد عرض الحلقة الأولى منه.
وأوضح المخرج أن هناك لجنة دينية من كبار العلماء وافقت على عرض المسلسل برئاسة الشيخ يوسف القرضاوى والشيخ سلمان العودة.
ووصف يسرى حماد المتحدث الرسمى باسم حزب «النور» تجسيد شخصية الأنبياء والصحابة بالمحرمة، مؤكدا أن مؤسسة الأزهر استقرت على تحريم تجسيد الأنبياء والصحابة فى أعمال فنية.
وعلل المتحدث باسم حزب النور رفضه بأن الأعمال التى تتعرض لسيرة الصحابة ستقلل من شأنهم فى نفوس المشاهدين.
وأشار يسرى حماد إلى أن سبب المشكلة يعود إلى الدول الأخرى مثل إيران، بعدما قامت بإنتاج مسلسلات تتعلق بهذا الشأن مثل «يوسف الصديق» وغيرها.
وصرح سيد درويش مسؤول اللجنة الفنية لجماعة الإخوان المسلمين بأنهم متضامنون مع رأى الأزهر فى رفض عرض المسلسل تماما، موضحا أن تجسيد شخصية عمر بن الخطاب بمسلسل تليفزيونى أمر غير لائق تماما.