في
مجمل حوارات «سيدتي» معها، تثبت جومانا مراد أنها جريئة وكأنها كتاب مفتوح
لا تخشى من شيء على الإطلاق. لذلك، أردنا أن يكون هذا اللقاء معها أشبه
بمواجهة بمحاور عدّة حول صحة خضوعها لعمليات تجميل، عدم حماسها للتواجد
الفني، ارتدائها الحجاب قريباً واعتزال الفن، مدى استياء شقيقتها المنقّبة
من عملها بالتمثيل وهل مسلسل «روبي» أهم من مسلسلها «مطلوب رجال»؟ وأمور
أخرى تكشفها جومانا في هذا الحوار الذي تزامن مع توقيت عيد ميلادها، وكان
لافتاً أن الهدوء قد وصل بها إلى أقصاه. وهذا كان دافعاً للخوض في أسئلة
كثيرة متعلّقة بحياتها الشخصية. وعلى الفور قلت لجومانا: «كل سنة وأنت
طيبة»...
فأجابت: «وأنت طيّب، شكراً لك ولـ «سيدتي» وعقبال «سيدتي» ما تحتفل بعيد ميلادها المليون ودائماً معنا».
المحور الأول: بين العمر والزواج والأمومة
لماذا لم تحتفلي بعيد ميلادك هذا العام؟
لست
من نوعية الفنانين الذين يحرصون على الاحتفال بأعياد ميلادهم، ويقتصر
احتفالي على أن أتلقّى مجموعة من الاتصالات من أصدقائي من مصر والدول
العربية لمدّة أسبوعين، قبل عيد ميلادي بأسبوع وبعده بأسبوع. وحتى هذه
اللحظة أحتفل بعيد الميلاد عن طريق المكالمات فقط. والأمر ليس له علاقة بما
يحدث في سوريا على الإطلاق.
كيف كانت وقفتك مع نفسك هذا العام في يوم ميلادك؟
بكل صراحة، دعوت الله أن أصبح في العام الجديد أماً وأن ينتهي العنف في سوريا سريعاً وأن أرزق الستر دائماً.
لكن لماذا لم تتمني مزيداً من النجومية؟
النجومية وهم، ولا يوجد شيء يشغلني سوى الأمور الثلاثة التي تحدّثت عنها وأسعى لتنفيذها.
طالما تتحدّثين عن الأمومة، فإن مشروع زواجك قد اقترب من حيّز التنفيذ. من هو الشخص الذي خطف قلب جومانا؟
كل ما أرغب في الحديث عنه هو أن هناك مشروع ارتباط، وعندما يدخل حيز التنفيذ فسوف أخبرك به.
هل هو مصري؟
(ضاحكة)
لا تتحيّز. وأيضاً سأردّ عليك بمنطقك وأقول لك إنه عربي. بالفعل لديّ رغبة
شديدة في أن أصبح أماً لأن تكوين أسرة وأولاد أهم شيء بالنسبة للمرأة،
مهما زاد بريقها وشهرتها، فهي تشعر بسعادة خاصة عندما تسمع كلمة «ماما».
المحور الثاني: تقديم البرامج
قيل إنك ستقدّمين هذا العام مسلسل «عصا موسى»، إلى أين وصل هذا المشروع؟
عندما
خرجت هذه الأقاويل، كنت أتواجد في بيروت لتصوير برنامج Top Chef الذي يذاع
حالياً على قناة الـ LBC، ولكنني أوكّد أنني رفضت كل العروض التلفزيونية،
سواء أكانت دراما أو برامج إلى الآن. وقد تشهد الأيام المقبلة تغييراً في
الموقف، ولاسيما أنني كنت سأقدّم مسلسل «أولاد حارتنا»، إلا أن العمل تمّ
تأجيله لظروف لا أعلمها، لكنني كنت أسعى جاهدة للتواجد مع خالد يوسف بعد
تجربتنا الناجحة في فيلم «كفّ القمر».
ألاحظ أنه يسيطر عليك عدم الحماس للتواجد الفني، هل توافقين على هذا الرأي؟
بالفعل
هذا صحيح جداً، ولا يمكن أن أخفيه. فأنا لم أعد مثل الفترة الماضية بل
تغيّرت بي أمور كثيرة. كما أن هناك جزءاً مهماً، وهو أنني بعد أن قدّمت
برنامج Top Chef وما حدث معي من استضافة عالمية في بيروت، وبعد ذلك الدعاية
الضخمة التي شاهدتها في كل مكان في العالم العربي وأيضاً نجاح البرنامج،
أصبحت أحسب خطواتي محدّدة وأفضّل أن أركّز في تقديم عمل ما على التواجد في
10 أعمال لأنني أكون مسؤولة عن كل أعمالي أمام الجمهور ولا يمكن أن أخذله
بعد ذلك مهما حدث.
لكــن لمـاذا اختــــــرت برنـــامجاً عن الطهــي لتقديمه رغم أنك فنانة وكان من الأسهل أن تقدّمي برنامجك الأول عن الفن؟
لا
أحسب الأمور بهذا المنطق. فأنا وافقت على تقديم البرنامج لتوفّر ثلاثة
عناصر فيه: الفكرة الجيدة المتمثّلة في التحكيم بين مجموعة من الطهاة
المتميّزين والإنتاج الضخم والقناة المتميّزة التي أخرجت الإعلان بشكل
عالمي.
واستمتعت
كثيراً بهذه التجربة لأنني تذوّقت كل أنواع الطعام على مستوى العالم. وكنت
حكماً عادلاً بين الطهاة. وأنا في الأساس أحب الطبخ، وهو ما جعلني أخوض
هذه التجربة في الموسم الثاني من البرنامج معهم.
وهل تابعته في الموسم الماضي؟ وهل وافقت عليه لأنه برنامج سهل؟
بصراحة،
لم يتّسنَ لي الوقت لمتابعته إلا أنّني شاهدت بعضاً من حلقاته على
«اليوتيوب». ووجدته برنامجاً شيّقاً ومختلفاً عن البرامج التي تقدّم على
الساحة، كما أن أي برنامج حتى لو كان بسيطاً، لا يكون سهلاً. وقد كان
يراودني قلق شديد من خوض تجربة التقديم، علماً أنّ هذا الشعور طبيعي ومشروع
لأي فنان يخاف على عمله ويحترم جمهوره. أنا سعيدة جداً بهذه التجربة
وراضية عنها، لا سيّما أنّني أحببتها كثيراً.
لكن هل أرضت ردود الأفعال على البرنامج حالياً طموحك؟
لم
أكن أتوقّع هذه الإشادة الكبيرة بالبرنامج من كل الناس، والحقيقة أن هذا
البرنامج يستحقّ التحية ليس لأنني البطلة الموجودة فيه بل لأن كل من عمل به
نجم بدون شك.
المحور الثالث: رأيي بأصالة ولطيفة
لكن هل يستهويك عالم البرامج وتسعين لخوضه ولاسيّما أن التجربة في مجملها جاءت جيدة وحقّقت لك تواجداً كبيراً؟
لا أعتقد أنني سأقدّم برنامجاً خلال الفترة الحالية رغم وجود عروض كثيرة، لأنني أركّز بشكل كبير في التواجد سينمائياً أو درامياً.
هناك توجّه كبير للفنانات والممثلات نحو التقديم، فمن تنافسين؟
كل
برنامج له طبيعته وكل فنان له جمهوره، وبالتالي لا أعتقد أن هناك أي تنافس
بيننا. فالجمهور هو الحكم، خاصة وأنه لا يمكن لكل القنوات أن تقدّم برامج
متشابهة، حتى يكون هناك تنافس بيننا كما يحدث في الدراما. وحتى في الدراما
كل فنان يقدّم خلطة خاصة به تكون مختلفة في الشكل والطعم.
هل تابعت برنامج «صولا» الذي تقدّمه أصالة نصري؟
بسبب انشغالي في الفترة الماضية، لم أتمكّن من متابعة كل الحلقات ولكني تابعت بعضاً منها وأعجبتني كثيراً.
وما رأيك ببرنامج لطيفة «يلا نغنّي»؟
شاهدت مجموعة كبيرة من حلقات برنامجها، وهي صديقتي وأنا أحبها وأرى أنها ناجحة ومتألّقة.
ظهرت بوسترات البرنامج وأنت تضعين السلاح بين أسنانك، ما سبب حملك السلاح. وهل هذه رسالة لأحد؟
(ضاحكة)
لا أحب حمل السلاح أصلاً، ولكن هذه فكرة البرنامج التسويقية للجمهور.
وبالفعل حقّقت مرادها والناس تحدّثني كثيراً عن الأفيشات وفكرتها.
المحور الرابع: بين «مطلوب رجال« و«روبي»
مسلسلك «مطلوب رجال» كان أول مسلسل عربي طويل، ولكن مسلسل «روبي» حقّق نسبة مشاهدة أعلى منه، فما رأيك في ذلك؟
بداية
أتمنى النجاح للجميع، ولكن مسلسل «مطلوب رجال» كان أول مسلسل عربي تصل
حلقاته إلى 90 حلقة. وكانت الفكرة الأولى في هذا المجال، ودائماً ما تحقّق
الفكرة الأولى أعلى نسب مشاهدة، وتفتح الطريق أمام غيرها من المسلسلات. كما
أن «مطلوب رجال» عرض قبل «روبي» بعامين تقريباً ولا يزال معروضاً حتى الآن
محقّقاً نسب مشاهدة جيدة في ظلّ عرض مسلسلي «روبي» و«فاطمة» مما يؤكّد أنه
حقّق نجاحاً كبيراً عند عرضه ولا يزال.
ما علاقتك مع ابنة بلدك الممثلة كند علوش منذ تصوير «مطلوب رجال»؟
كند
صديقتي وتربطني بها علاقة طيّبة ونلتقي كثيراً عندما نكون في مصر. وتكون
بيننا زيارات بشكل شبه مستمر عندما لا نكون منشغلتين في التصوير.
هل تتابعين «روبي» و«فاطمة»؟
أتمنى بالتأكيد أن أتابعهما، ولكني منشغلة حالياً في الكثير من الأشياء حيث أسافر لأكثر من دولة كما أتابع برنامجي «توب شيف».
موضوع: هل انتقدتها شقيقتها المنقّبة لعملها في الفن؟ لقاء المواجهة مع جومانا مراد في عيد ميلادها: «مطلوب رجال» فتح الطريق أمام «روبي» لن أعتزل وأفكّر في الحجاب 
