الوالد حرم من الإنجاب سبع سنوات قبل أن يرزق بالضحيةاهتزت
بلدية حمادي في بومرداس أول أمس، على وقع حادثة أليمة أدمت قلوب سكان
المنطقة وكل من سمع عنها، ذهب ضحيتها طفل لا يتجاوز ربيعه الرابع، اختناقا
بصندوق سيارة والده. الحادثة وقعت بعد إصرار الطفل الضحية على مرافقة والده
للتسوّق بسيارته، ما لم يرق الوالد بسبب حرارة الجو، واكتظاظ
السوق.
رفض الوالد اصطحاب طفله، دفعه إلى التفكير في حيلة
لمرافقته، ليهديه تفكيره الطفولي إلى الاختباء داخل صندوق السيارة، والذي
أقفل عليه آليا. ليستقل الوالد السيارة إلى وجهته، أين ركنها وذهب لقضاء
مصلحته التي استغرقت خمس ساعات كاملة، من دون أن يدري أن ابنه داخل الصندوق
قد مات اختناقا، لانعدام الأوكسجين. والذي دام فيه أكثر من خمسة ساعات،
قبل أن يعود إلى المنزل مساء، أين تفاجأ بأفراد عائلته وقد شنوا حملة بحث
عن الإبن، الذي لم يعرفوا أين اختفى، والذي رزق به بعد سبع سنوات من
الانتظار. وبعد طول بحث دون جدوى، عبر الشوارع والأزقة، وكذا في منازل
أصدقائه وأقاربه، تذكّرت جدّة الضحية، إصرار هذا الأخير على مرافقة والده
بالسيارة، طالبة منهم التفتيش عنه بالسيارة، ليعثر عليه جثّة هامدة داخل
الصندوق. وما زاد المشهد مأساوية، هو كون الطفل ثمرة صبر والديه سبع سنوات
كاملة حرما خلالها من الإنجاب.
الحادثة التي ألمّت بالعائلة، أفادت بشأنها التحقيقات الأمنية أن سببها
الحرارة المرتفعة داخل السيارة، خاصة وأن الجو، كان شديد الحرارة يومها،
فضلا عن غياب التهوية بالصندوق، حيث يرجّح أن الطفل حاول الخروج منه، لكن
دون جدوى، قبل استعمال السيارة من طرف الوالد، ما أدى إلى إغمائه، حيث لم
تصدر منه أصوات أو حركات، وهو ما يفسر عدم إنتباه الوالد إلى إبنه، ليلفظ
أنفاسه بعد ذلك. وقد ووري جثمان الضحية في جوّ مهيب، خاصة وأن هذا الأخير
هو وحيد العائلة التي لم ترزق بغيره، لكن شاءت الأقدار أن تكون نهايته بهذا
الشكل المأساوي.