أكد أمس وزير الداخلية دحو ولد قابلية لدى تواجده بتلمسان على
أن الزيارة تندرج في إطار تقديم تعازي رئيس الجمهورية لعائلات الضحايا
وتفقد الوضع الصحي للمصابين من الطلبة وعمال الإقامة الجامعية المتضررة من
حادثة الانفجار، قبل أن يشير إلى أنه مبعوث من قبل رئيس الجمهورية لمواساة
الأسرة الجامعية والطلابية وأهالي سكان تلمسان الذين تضرروا من هذا الحدث
المأساوي الذي ألم بالجزائر، مؤكدا أن الأوضاع الصحية للمصابين تتحسن
تدريجيا وأنه سيتم التكفل بحالتين تستدعي جلب خبراء من كبريات المستشفيات
الجزائرية من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة وإن استدعى الآمر نقلهما إلى
الخارج من أجل العلاج.ورد
دحو ولد قابلية عن سؤال "الشروق"على تفاصيل الاجتماع المغلق الذي جمع
الوفد المرافق له يتقدمهم اللواء هامل عبد الغني، المدير العام للأمن
الوطني، والعقيد مصطفى لهبيري، المدير العام للحماية المدنية بالسلطات
الولائية، كاشفا في هذا الشأن أن الاجتماع تطرق إلى ما قبل حادثة 25 ماي
وما بعدها، وأن التحقيق العام التفصيلي سيكشف عن ملابسات الحادثة، مؤكدا
على أن التحقيقات الأولية كشفت عن تراكم كميات معتبرة من الغاز في الأرضية
السفلى منذ فترة زمنية ليست بالقصيرة، وما مدى تقصير المسؤولين المباشرين
في عمليات الصيانة، مضيفا في الشأن ذاته أن 3 مسؤولين وضعوا رهن الحبس
الاحتياطي، وأن التحقيقات لاتزال متواصلة فيما يخص الأسباب الحقيقية التي
أدت إلى نشوب الشرارة وحدوث الانفجار، وهو ما تحقق فيه مصالح الشرطة
العملية الجهوية والمخبر العلمي بالعاصمة في عين المكان.
وزير
الداخلية كشف أيضا على انه تلقى من قبل طلبة المدرسة ظرفا خاصا مغلقا
موجها إلى رئيس الجمهورية، وسيتم تسليمه بشكل رسمي، متحدثا عن الإجراءات
المتخذة من قبل إدارة الجامعة مع طلبة المدرسة، حيث أوضح في هذا الشأن أنه
سيتم منح "الدية" لعائلات الضحايا ودراسة مقترحات تقدم بها الطلبة فيما يخص
تخصيص منح للمصابين في حالة وجود إعاقات، كما أن إدارة الجامعة اتخذت
إجراءات بترحيل جميع الطلبة إلى إقامة جديدة، وعن الامتحانات، كشف دحو ولد
قابلية أنه سيعقد صبيحة هذا اليوم اجتماع المجلس العلمي للأستاذة مع إشراك
الطلبة وتحديد موعد إجراء الامتحانات وتوفير المحيط النفسي للطلبة أثناء
إجراءات الامتحانات، معتبرا في السياق ذاته أن الدولة تتفهم احتجاج الطلبة،
وأن رد فعلهم يأتي تحت الضغط النفسي الذي خلفه الحادث المأساوي، وأنه سيتم
اتخاذ جميع الإجراءات من خلال التكفل بجميع الطلبة المصابين وتوفير مناخ ملائم للطلبة من رفاق الضحايا .
من
جهته، كشف المدير العام للأمن الوطني اللواء هامل عبد الغني، في تصريح
لـ"الشروق" أنه تم اتخاذ جميع الإجراءات الأمنية في حينها، سواء تعلق الأمر
بالجانب الجزائي من خلال فتح تحقيق أمني معمق بإشراك المخابر العملية
الأمنية بالإضافة إلى العمل الوقائي التي تكفلت به عناصر الأمن، وتوفير تعداد أمني تم تجنيده في إنقاذ وتقديم المساعدة للطلبة وعائلاتهم.
هذه مطالب الطلبة لرئيس الجمهورية
تعويض عائلات المتوفين وتقديم منحة في حالة وجود إعاقات وعاهات وسط المصابين ومحاسبة المسؤولين
تمكنت
"الشروق" من الحصول على نسخة من مطالب طلبة المدرسة التحضيرية علوم
وتقنيات والتي وزعت إلى 3 محاور مطالب متعلقة بالمصابين والمتوفين ومطالب
متعلقة بدراسة المصابين وأخرى متعلقة بدراسة بقية الطلبة وهي كما يلي:
- العناية التامة والخاصة بالطلاب والعمال المصابين وتعويض عائلاتهم وعائلات المتوفين (الدية).
- توقيف ومحاسبة المسؤولين عن هذا الحادث الأليم حالا.
- تقديم منح خاصة في حالة وجود إعاقات أو عاهات دائمة وسط المصابين.
- المعالجة النفسية لجميع العمال.
- نقل الطلبة حالا إلى إقامة أخرى ملائمة حسب الوعود المقدمة من طرف الوزير والوالي.
- إدماج الطلبة كشهود عيان في التحقيق المتعلق بالحادث.
- الانتقال التلقائي لطلبة السنة الأولى المصابين مع حرية اختيار المدرسة العليا لطلبة السنة الثانية منهم.
- إلغاء امتحان السداسي الثاني لطلبة السنة الثانية مع السماح لجميعهم بالمشاركة في المسابقة الوطنية للالتحاق بالمدارس العليا.
- تأجيل مسابقة الالتحاق بالمدارس العليا لشهر سبتمبر 2012.
- فيما يخص طلبة السنة الأولى، الانتقال إلى السنة الثانية يكون بحساب معدل السداسي الأول مع فروض السداسي الثاني دون إجراء امتحان هذا الأخير، حيث يكون معدل الانتقال الأدنى هو 8.
-
فيما يخص تسيير المدرسة التحضيرية علوم وتقنيات تلمسان، نطالب بتغيير مدير
المدرس "س.خ" نظرا لعدم اهتمامه ولامبالاته ومعاملاته الاستفزازية للطلبة،
بالإضافة لعدم وقوفه بجانبهم خلال هذه المحنة (حيث لم يكلف نفسه حتى عناء
القدوم إلى الإقامة).
الطلبة ينتفضون ويطالبون بمحاسبة المسؤولين "لا نريد أن تتفحم جثثنا داخل الأحياء الجامعية" دعا
عدد من التنظيمات الطلابية إلى شن حركات احتجاجية بدءا من ليلة اليوم عبر
الأحياء الجامعية إثر "المحرقة" المهولة التي راح ضحيتها سبعة طلبة في
إقامة جامعية، ودعا الطلبة إلى محاسبة المتورطين، مؤكدين أن ما حدث في
تلمسان مُرشح لأن يحدث في أي إقامة جامعية أخرى.
وقاطع
أمس عدد من طلبة الجامعية امتحانات السداسي الثاني، مُفضلين الترحم على
روح الضحايا السبع ممن قتلوا بسبب انفجار للغاز، حيث أقام طلبة الجامعات
دقيقة صمت وترحم، ورفع عدد منهم عبر بعض الإقامات الجامعية شعارات منددة
بالمحرقة بعد أسبوع واحد من الإحتفال بذكرى عيد الطالب.
ودعت
من جهرة أخرى التنظيمات الطلابية الناشئة وفي مقدمتها الإتحاد الطلابي
الحر ومنظمة الطلبة الجزائريين وكذا التضامن الطلابي الحر إلى تشكيل لجنة
وزارية لمحاسبة مسؤولي المحرقة، وقال عدد من فروع التنظيمات الطلابية أن ما
حدث أمس قد يتكرر في أي إقامة جامعية بالنظر إلى تعفن الوضع.
من جهة أخرى، رفع طلبة آخرون شعارات منددة بعمل التنظيمات الطلابية باعتبارها شريكا في الجريمة، كون أنها لم تعد تهمها انشغالات الطلبة بقدر ما أصبح يهمها العمل لحسابها الخاص.
وقالت
بيانات التنظيمات الطلابية أنهم لا يريدون أن تطوى قضية تفحم الطلبة ويطول
أمدها في التحقيق على غرار ما تشهده قضية تفحم الطالب الجامعي داخل مخبر
للفيزياء بجامعة العلوم والتكنولوجيا بباب الزوار، حيث لم يُكشف بعد عن
نتائج التحقيق النهائي.
الطالب ماسينيسا يفارق الحياةأعلنت
أمس، إدارة المستشفى بتلمسان في حدود الساعة الواحدة والنصف زولا، عن وفاة
الطالب عموش ماسينيسا، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة بغرفة الإنعاش، وقد أكد
رفاق الطالب المتوفي لدى اتصالهم بالشروق خبر وفاة ماسينيسا، هذا وقد خلف
فقدان الطالب حالة حزن عميقة في أوساط طلبة المدرسة الذين كانوا متواجدين
بالقرب من مصلحة الإنعاش. علما أن خبر وفاة ذات الطالب تم تسريبه أمس، قبل
أن تؤكد إدارة المستشفى بعد إعلانها عن وفاته أنه لا يزال حيا، وكان هنالك
خلط مع شخص أخر انفجرت عليه قارورة غاز بمنطقة شتوان.
"الشروق" تعزّي عائلة العاملة الفقيدة في الحادث
خالتي زهية لن تطبخ بعد اليوم طبق "الرشتة" والكسكسي لطلبة الإقامة
انتلقت
الشروق إلى بيت عائلة العاملة المتوفية زهية سحنوني، في الانفجار الذي وقع
بالإقامة الجامعية بختي عبد المجيد والذي خلف مقتل 7 طلاب والسيدة سحنوني
التي تحول منزلها أمس، إلى قبلة للمعزين من الطلبة والطالبات وعمال الإقامة
من نساء ورجال، أجواء حزينة تلك التي توقفنا عندها أثناء تقديمنا للتعازي
مع باقي المعزين لأبناء وبنات الفقيدة وزوجها عمي مسعود، الذي كان في حالة
منهارة من شدة الصدمة النفسية الذي تعرض لها والتي عجز معها حتى على الحديث
إلينا مكتفيا بالقول "نريد فقط حقوقها المهضومة.. رحمها الله".
الوضع
لم يكن أحسن من ذلك الذي توقفنا عنده خارج المنزل العائلي للسيدة، لدى
دخولنا إلى الشقة، أين كانت بنات المرحومة يجهشن بالبكاء وهن يتحدثن وسط
المعزيات من النساء عن والدتهن، عن خصالها وأخلاقها وتفانيها في العمل.
الفقيدة سحنوني العاملة الوحيدة التي توفيت في الانفجار كانت العاملة
الوحيدة يومها وسط العمال، تعمل على طهي الكسكسى الذي كان يأكله الطلبة
المقيمون من يدها دون غيرها من العاملات كل يوم جمعة، شاءت مشيئة الله أن
تكون يومها برفقتهم دون علم مسبق بأنها ستفارق هذه الحياة وهي أم لثمانية
أبناء، قبل أن تقرر الرحيل إلى العالم الأخر برفقة أبنائها السبعة من
الطلبة الذين فارقوا الحياة، مفضلة أن تذهب برفقتهم. هكذا كتب الله عز وجل
أن ينتهي مصيرها برفقة كل من أمير، كمال، يوسف، نزيم، ماسينيسا، ميلود وعبد
الفتاح. السيدة زهية التي كانت بمثابة المنقذ كما جاء على لسان بناتها
والعاملات من رفيقاتها، كلما تعلق الأمر بمناسبة دينية أو مناسبة وطنية،
إلا وحضرت من أجل تحضير "الرشتة" لكونها ابنة منطقة خنشلة وتعرف جيدا أكلات
الطلبة المنحدرين من وسط وشرق الجزائر. فالسيدة سحنوني وكما تحدثت بناتها
لم تكن تعود إلى المنزل إلا في أوقات متأخرة من الليل.
محبوبة
المقيمين بالإقامة كما ذكر لنا عديد الطلبة لكثرة حديثها وسؤالها المستمر
عن أوضاعهم مع الطلبة المقيمين في الإقامة. لم يجد أبناء الفقيدة وبناتها
ونحن نغادر المكان إلا السماع والإصغاء إلى أخر كلمات أفراد عائلتها الذين
يطالبون ويناشدون السلطات بإعادة تشريح جثتها من جديد لمعرفة أسباب وفاتها،
وتعويضها عن حادثين مهنيين سبق وأن تعرضت لهما كحادث اختناق وسقوط حاملة
حديدية مخصصة لأواني الطبخ مما تسبب لها في عجز لمدة 3 أشهر، مؤكدين على أن
والدتهم لم تدمج نهائيا منذ 13 سنة إلا في شهر مارس الماضي .