عبّر العديد من نجوم الفن الجزائريين عن غضبهم الشديد فور انتشار صور جثمان الفنانة الراحلة ورده الجزائرية بقرية البضائع بمطار القاهرة الدولي، والذين أكدوا أن ما حدث كان بمثابة صدمة للفنانين والمثقفين الجزائريين، وطالب بعضهم بضرورة تقديم اعتذار رسمي من السلطات المصرية.
وأشاروا إلى أن الطريقة إلى تعامل بها المسئولون مع جثمان وردة داخل مطار القاهرة الدولي لا ترقى ولا تليق أبدًا بنجمة بوزن الفنانة وردة الجزائرية. وقالت الفنانة الجزائرية زكية محمد إنها باسم الفنانين الجزائريين تعبّر عن غضبها الشديد وغضب كل زملائها في الوسط الفني من الطريقة التي تم بها التعامل مع جثمان الفنانة الكبيرة صاحبة القيمة العالية في الوطن العربي، وليس في مصر أو الجزائر فقط.
وأشارت إلى أن التعامل مع جثمان الفنانة الكبيرة كأنه طرد مثل حقائب سفر أو أجهزة كهربائية يتم شحنها من بلد لآخر، يعتبر إهانة للجزائريين بوجه عام، وأضافت أن الحيوانات الميتة في أمريكا يتعامل معها الناس بطريقه مكرمة، وليس كالطريقة التي تم التعامل بها مع وردة العرب من إدارة مطار القاهرة الدولي، بعدما وضعوها على شوكه حديدية تحركها آلة رافعة كأي جماد ليس له قيمة، وكأنه ليس جثمانا وأمانة يجب تكريمها إلى أن تصل لمثواها ولبارئها.
وأضافت مشددة على أن السلطات المصرية كان يجب عليها توفير قوات خاصة تقوم بحمل الجثمان على الأكتاف حتى باب الطائرة الرئاسية، مؤكدة أن هذا أبسط شيء يجب تقديمه لفنانة وهبت عمرها وموهبتها للفن المصري، وقالت إن ما حدث سلوك غير حضاري يخرج عن الشريعة الإسلامية والسنة النبوية التي أقرت أن الميت يجب حمله على الأكتاف، وطالبت الفنانة زكية محمد باسم أهل الفن الجزائري بتقديم اعتذار رسمي من السلطات المصرية على ما حدث في حق الفنانة وردة الجزائرية.
خطأ إداري غير مقصود
ونفى هاني صالح نائب رئيس البعثة الدبلوماسية المصرية بالجزائر أن يكون هناك أي قصد للإساءة إلى شخص الفنانة الراحلة وردة الجزائرية، أو لأسرتها أو للشعب الجزائري الشقيق، وأكد أن وردة مواطنة مصرية جزائرية، ولها قيمة كبيرة لدى الشعب المصري كله.
وقال: "لن يسمح الشعب المصري أو الفنانون المصريون أن تهان الفنانة العظيمة وردة سواء عن قصد أو بدون قصد".
وأشار إلى أن ما حدث هو عبارة عن سوء تصرف من الجهات الإدارية بإدارة مطار القاهرة الدولي، لكنه كان غير مقصود على الإطلاق.
في الوقت الذي رفض فيه أن يوصف المصريون أن أسلوبهم غير حضاري، وطالب الجميع أن يتفهموا الأمر حتى لا تحدث أزمة جديدة بعدما تم تجاوز أزمة "ماتش" كرة القدم بين مصر والجزائر.
فنانو مصر يستنكرون
وفي سياق متصل، عمّت حالة من الاستنكار والغضب أعرب عنها نجوم الفن بمصر الذين رافقوا جثمان الفنان الكبيرة وردة داخل قرية البضائع بمطار القاهرة الدولي، بعدما شاهدوا الطريقة التي نقل بها الجثمان إلى الطائرة الرئاسية التي أرسلها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، لنقل جثمان الفنانة الجزائرية لتدفن على أرض وطنها.
ولقد أكد نجوم الفن والمثقفون المصريين بأن الطريقة التي نقل بها جثمان المطربة الكبيرة طريقة مخزية ولا تعبّر عن قامة فنية عربية يجب تكريمها، فلقد كان الجثمان يتأرجح ويميل يمينا ويسارا.
كما أعرب الفنانون الذين أصرّوا على مرافقة جثمان وردة حتى وصوله داخل الطائرة الرئاسية أن ما شاهدوه من تخبط للجثمان أميرة الطرب العربي أثناء رفعه وطرحه داخل الطائرة شيء مؤسف أحزن الجميع.