حكم الكثيرون على تجربة الدولي جمال الدين مصباح التي دامت حوالي 4 أشهر مع ميلان بالفشل، وذلك كونه محل سخط شديد من طرف الصحافة الإيطالية
التي بدأت بالمطالبة بالاستغناء عنه هذا الصيف وتعويضه بظهير أيسر ذو مستوى عالمي، لكن هذا الرأي قد لا يتوافق مع طموحات المنتخب الوطني والكرة الجزائرية لأننا كسبنا لاعبا في ناد كبير مثل ميلان ولو بفشل تجربته القصيرة حتى الآن في عاصمة الموضة العالمية
وهو ما قد يعود بالإيجاب على الكرة الجزائرية التي تحتاج إلى مثل هذه الدفعات عقب الركود الذي عرفته منذ التأهل إلى نهائيات كأس العالم الأخيرة.
12 مباراة بقميص “الروسونيري” أمر يدعو للفخر
وكما يعرف الجميع فإن مصباح يعتبر اللاعب العربي الثاني الذي يحمل ألوان “الروسونيري” بعد مواطنه سمير بلوفة الذي لعب له في نهاية التسعينيات، لكن مدافع المنتخب الوطني السابق لم يشارك سوى في 3 مباريات طيلة فترة تواجده هناك، عكس ابن زيغود يوسف الذي تمكن من الظهور في 12 مباراة خلال 4 أشهر فقط وواجه الكثير من الأندية الكبيرة، وهو أمر يدعو للفخر بالنسبة للظهير الأيسر الجزائري وللكرة الجزائرية، خصوصا أن مصباح انتقل إلى ميلان من ناد غير معروف ولعب قبلها في أندية متواضعة في إيطاليا وحتى سويسرا.
مواجهة البارصا وأرسنال أفضل من السقوط مع ليتشي
كما أتاح الانتقال إلى صاحب اللونين الأحمر والأسود الفرصة للدولي الجزائري من أجل مواجهة عمالقة الكرة الأوروبية في أغلى المنافسات على الصعيد الإقليمي وهي رابطة الأبطال، إذ لعب مصباح مباراة كاملة أمام أرسنال الإنجليزي في لندن وشارك بديلا لدى استضافة برشلونة في “سان سيرو” وسنحت له فرصة ملاقاة الكبار حتى في إيطاليا عند مواجهة جوفنتوس، روما ولازيو بألوان “الروسونيري”، أين يختلف الحال على ما كان عليه في ليتشي، وبالتأكيد فإن اللعب أمام “اليوفي”، البارصا وأرسنال أفضل من التفكير في البقاء في الكالتشيو.
هيبة الجزائر ستزيد بفضل لاعبين أمثاله
بالتأكيد فإن امتلاك الجزائر للاعبين ينشطون في ناد مثل ميلان هو إنجاز كبير للكرة الجزائرية، خاصة أن مصباح لاعب دولي في صفوف “الخضر” منذ سنة 2010، إذ يزيد تواجد لاعبين في الأندية الكبرى من هيبة المنتخب لدى مواجهته المنتخبات الأخرى، وهذا قبل فترة قصيرة عن موعد انطلاق التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم بالبرازيل 2014 إلى جانب تصفيات كأس الأمم الإفريقية 2013، حيث سيولى ابن زيغود يوسف أهمية كبيرة من طرف مدربي المنتخبات الأخرى بحكم لعبه مع فريق “الروسونيري” عكس ما كان عليه الحال في الأشهر السابقة عندما حمل ألوان ليتشي.
الأفارقة أضافوا الكثير لمنتخباتهم ولو بالاسم فقط
عند العودة إلى سر تطور المنتخبات الإفريقية بشكل واضح جدا خلال السنوات الماضية يتبادر للأذهان امتلاك هذه الدول الصغيرة لنجوم عالميين مع أندية كبرى في أوروبا، على غرار الكاميرون التي أنجبت مؤخرا صامويل إيتو، ألكسندر سونغ وجيريمي الذين حملوا ألوان فرق معروفة مثل برشلونة، أرسنال وريال مدريد، أو حتى كوت ديفوار التي تملك أرمادة من النجوم يقودهم ديديي دروغبا، سالومون كالو، يحيى توري وآخرون، وأضافت هذه الأسماء الكثير لمنتخباتها الإفريقية التي أصبح يخشاها الجميع بفضل هؤلاء النجوم المتواجدون في أكبر الأندية الأوروبية.
وجود مصباح، فغولي وجبور مكسب كبير
بعد سنوات طويلة اعتمدت فيها الجزائر على لاعبي القسم الثاني بدرجة أخص ها هي الكرة الجزائرية تمتلك حاليا لاعبين من طينة جمال الدين مصباح مدافع ميلان أو سفيان فغولي الذي يصنع الحدث في فالنسيا، وحتى أسماء أخرى تنشط مع أندية معروفة مثل رفيق جبور وجمال عبدون في أولمبياكوس صاحب الثنائية في اليونان، كما تنقل لاعبون كثيرون إلى بطولات أقوى مثل الإيطالية، الإنجليزية والإسبانية، وذلك يمنح إضافة جديدة للمنتخب الوطني ويعد مكسبا للكرة الوطنية قبل تحدي المنتخبات الكبرى في القارة السمراء والتي تضم في تعدادها الأسماء الكبيرة أيضا.
عقدة الجزائريين والأندية الكبيرة قد تزول نهائيا
صحيح أن الجميع حكم على تجربة مصباح في ميلان بالفشل في ظل إمكانية الاستغناء عليه بعد أقل من 6 أشهر عن انضمامه إلا أن الفترة التي قضاها الدولي الجزائري مع عملاق الكرة الإيطالية قد تعود بالإيجاب على المنتخب الوطني والكرة الجزائرية عموما، لأن انتقال لاعب ليتشي السابق إلى “الروسونيري” وتألق سفيان فغولي في فالنسيا قد يكون أول بوادر زوال عقدة اللاعبين الجزائريين مع الأندية الأوروبية الكبيرة، لأن الجمهور الكروي ينتظر بشغف كبير انتقال عدد كبير من لاعبينا إلى الأندية الكبرى ومشاهدتهم في المستوى العالي على غرار مسابقة رابطة الأبطال.