علمت "الهداف" من مصادر لا يرقى إليها الشك أنّ المنتخب الوطني سيعرف زوبعة لم يسبق له أن عرفها منذ فترة طويلة لأنّ حملة اعتزال اللاعبين الدوليين لن تتوقّف عند عنتر يحيى،
بلحاج ومطمور بل ستطال لاعبين آخرين قرروا وضع حد لمشوارهم الكروي مع المنتخب الوطني نهائيا، وحسب ما كشفته لنا مصادرنا الخاصة فإنّ ثلاثة لاعبين آخرين قرروا وضع حد لمسيرتهم مع "الخضر" نهائيا دون أن تكشف لنا الأسماء، وأضافت مصادرنا أن الأمر يتعلق بلاعبين قدامى كانوا مع المنتخب الوطني في مختلف التحديات الماضية التي خاضها.
ثلاثة من بين غزال، زياني، يبدة وجبور سيعتزلون
أن تتحدّث عن العناصر القديمة فإنّ الأنظار ستتوجه مباشرة إلى غزال مثلا لاسيما بعدما أُقصي من قائمة 32 التي سيوجّه لها حليلوزيتش الدعوة في لقاءات رواندا، مالي وغامبيا، إذ من المتوقع أن يكون مهاجم ليفانتي واحدا من الثلاثي الذي سيعلن عن اعتزاله لاسيما بعد الحملة الشرسة التي تشن ضدّه بسبب صيامه عن التهديف منذ سنتين ونصف، ونتوقع أن يكون زياني واحدا من الذين سيضعون حدا لمشوارهم الكروي في ظل التهميش الذي تعرض له من الناخب الجديد، ويبقى اللاعب الثالث الذي أكدت لنا مصادرنا أنه قرر الاعتزال إما يبدة أو جبور فهذا الأخير مثلا ظل مؤخرا يشتكي إلى أحد مقربيه من الانتقادات التي تطاله بسبب عدم التسجيل مع المنتخب ولم يستبعد أن يضع حدا لمسيرته الكروية مع المنتخب.
الأمر فيه إنّ وهي حملة من اللاعبين القدامى
ومن المؤكد أنّ اختيار الدوليين الجزائريين هذا الوقت بالذات لكي يقرروا الاعتزال دوليا يثير أكثر من علامة استفهام، فلاعب مثل مطمور مثلا اختار الانسحاب وهو في ريعان الشباب (لم يتعد 26 سنة) وبلحاج وعنتر يحيى لم يتجاوزا الثلاثين، وآخرون ممن سيلتحقون بهم أيضا لا زالوا قادرين على العطاء، وهو ما يجعلنا نجيب على هذا التساؤل بأنّ هناك حملة من اللاعبين القدامى وتضامنا فيما بينهم ضد ما يسمّونه حملة شرسة تشنّ ضدهم ونكرانا للجميل من الناس رغم كل ما قدّموه للمنتخب في وقت سابق.
روراوة مطالب بالتدخل للتحرّي في الأمر
وإزاء هذا الوضع لن يكون أمام رئيس "الفاف" محمد روراوة سوى التدخل للتحري في الأمر لمعرفة ما إذا كان مدبّرا من طرف اللاعبين القدامى أم أنّ قراراتهم جاءت عفوية وكلّ واحد له أسبابه الخاصة به، لأن النزيف إذا تواصل فإن المنتخب والناخب الجديد وحيد حليلوزيتش هما من سيدفعان الفاتورة في نهاية المطاف رغم أن التشبيب هو الهدف الرئيس لـ البوسني، لأنّ التشبيب لابد أن يكون تدريجيا وعلى مراحل وليس دفعة واحدة بمغادرة القدامى والمجازفة بجيل جديد.
-----------------
يعتزلون، الواحد تلو الآخر
دوليونا متخوفون من ضغط المشوار الماراطوني الذي ينتظرهم وحليلوزيتش في ورطة
لا تبعث أحوال المنتخب الوطني على الارتياح أياما قليلة قبيل انطلاق أوّل تربص تحضيري بـ باريس تحسبا للتحديات التي تنتظره بداية من شهر جوان المقبل، فأخبار اعتزال اللاعبين الدوليين تتهاطل علينا من يوم لآخر، والبداية كانت بصخرة الدفاع عنتر يحي والظهير الأيسر نذير بلحاج، وها هي أخبار جديدة تروج حول اعتزال كريم مطمور أيضا، واتخاذ كريم زياني أيضا قرار الاعتزال بعد التهميش الذي طاله من طرف الناخب الوطني الحالي وحيد حليلوزيتش، وهي تعتبر ضربة موجعة لمنتخبنا الذي كان يراهن على خبرة الثلاثي الأول على الأقل لقيادة الجيل الجديد من الشبان في التصفيات المقبلة، ولم لا تكرار إنجاز 2010 بعد وصوله إلى نهائيات كأسي إفريقيا والعالم معا.
عنتر تعب في ذهنه وماذا عن بلحاج ومطمور؟
وإن كنا نعذر لاعبا كـ عنتر يحيى الذي قالها بصوت عال: "تعبت من الضغط والانتقادات التي تصدر في حقي في كل مرة من طرف الإعلاميين وغيرهم"، فإن تصرف الآخرين بدا لنا غير مفهوم، كتصرف بلحاج الذي تغيرت طباعه ما إن احترف في البطولة القطرية وصار يتحجج في كل مرة بقضية زوجته الأولى، إلى أن أطل علينا بها صراحة بطلبه من مدربه قبيل لقاء غامبيا بأن لا يعتمد عليه مستقبلا، ليلتحق به مطمور لكي يتقدم بذات الطلب وهو في ريعان الشباب ( يبلغ من العمر 26 سنة فقط)، ويطلب حسب ما تم تداوله أمس إعفاءه من اللقاءات المقبلة للمنتخب.
يدركون أن الضغط سيكون شديدا بداية من الآن
وحسب المعلومات التي بحوزتنا فإن تصرف هؤلاء اللاعبين ومن سيحذون حذوهم مستقبلا لا تفسير له سوى أنهم متخوفون من الضغط الشديد الذي سيكون مفروضا عليهم بداية من السادس من ماي المقبل، وهو ضغط سيمتد إلى غاية 2014، ويتخلّل هذه الفترة مشوار ماراطوني شاق سيكونون مطالبين فيه بتأهيل الجزائر إلى نهائيات كأس إفريقيا 2013 وبعدها إلى نهائيات كأس العالم 2014 أيضا، وهو الأمر الذي أشعر العديد منهم بالضغط وعدم القدرة على التحمل مثلما كان عليه الحال في وقت سابق، فراح البعض منهم يطلب الإعفاء والبعض الآخر يعلن الاعتزال وغير ذلك.
حتى تربص الأربعين يوما تخوف منه اللاعبون
وساهمت عوامل أخرى في القرار الذي اتخذه بعض اللاعبين مؤخرا، من بينها التربص المطول الذي برمجه وحيد حليلوزيتش على ثلاث مراحل بداية من السادس من ماي المقبل، وهو تربص سيدوم إلى غاية 16 جوان المقبل، بمعنى 40 يوما للتحضير ومواجهة كل من رواندا، مالي وغامبيا، وهي فترة يراها البعض طويلة بعد موسم شاق وطويل خاضه اللاعبون مع فرقهم هناك في أوروبا، وساهمت حسب مصادرنا في رمي البعض للمنشفة مسبقا.
هناك تفكير في العطل أيضا من طرف بعض اللاعبين
ولا حرج إن كشفنا عن أمر آخر لا يخفى على أحد ويفكر فيه العديد من دوليينا اليوم قبيل التفكير في أي شيء آخر، ألا وهو التفكير في العطل الصيفية، فالجميع كان يترقب نهاية الموسم كي يدخل في عطلة صيفية، غير أن برمجة التربصات المبكرة من طرف الناخب الوطني بداية من السادس من الشهر الحالي أخلط أوراق البعض ممن يدركون أن تأجيل العطل إلى ما بعد 16 جوان، سيتزامن وانطلاق التحضيرات مع فرقهم، وهو عامل آخر يؤرق الدوليين اليوم، ولا غرابة إن سمعنا باعتزال لاعب جديد أو بتحجج البعض بالإصابة.
لاعبون آخرون يفكرون في مستقبلهم الكروي
مشكل آخر يطرح نفسه بإلحاح أيضا وهو تفكير لاعبين آخرين في مستقبلهم الكروي، فالبعض ينتظر نهاية الموسم الجاري كي يفصل في مستقبله مع فريقه، فهناك من يرغب في التفاوض للتجديد وهناك من يرغب في البحث عن فريق ينضم له الموسم المقبل، وهناك من هو مطلوب من العديد من الفرق وتشتت تفكيره بخصوص الفريق الذي يختاره، وكل هذا تزامن وانطلاق التربصات الخاصة بالمنتخب الوطني مبكرا.
غزال مثلا، سئل عن إقصائه فقال الفرصة مواتية للعطلة
وكان غزال واحدا من اللاعبين الذين قالوها صراحة لما سئل عن رأيه حول إقصائه من تعداد المنتخب الوطني من طرف الناخب حليلوزيتش، إذ ردّ :" لا حرج في ذلك، وأعتقد أن الفرصة مواتية كي أستفيد من عطلة أستريح فيها بعد موسم شاق"، وهو نفس التفكير بالنسبة لعدد من الدوليين الذين يضمهم منتخبنا، والذين قد يلتحقون بالتربصات المبكرة المبرمجة محبطين بسبب التعب والإرهاق وعدم استفادتهم من الراحة وعطلتهم الصيفية.
حليلوزيتش في ورطة حقيقية
ومن المؤكد أن كل الصعاب التي يواجهها المنتخب في الوقت الحالي ستضع الناخب الوطني في ورطة حقيقية لضبط التشكيلة المثلى التي سيكون بوسعها اجتياز المنعرج الحقيقي الذي ينتظر المنتخب في اللقاءات الثلاث لشهر جوان، وأوّل معضلة عليه حلها هي إيجاد خليفة عنتر يحي في محور الدفاع، والبحث عن بديل لـ مطمور إن تأكد حقا أن هذا الأخير طلب الإعفاء، أما عن بلحاج فلن نعتبر اعتزاله ورطة لأن مصباح أفضل منه ولأن بن موسى الذي سيكون حاضرا سيعطي الحلول الكثيرة على الجهة اليسرى، هذا بخصوص من اعتزلوا وقرروا التوقف، أما العراقيل الأخرى التي سيواجهها "البوسني" بخصوص تفكير اللاعبين في العطل والتفكير في مستقبلهم وإبرام العقود مع فرق جديدة الموسم المقبل، فتلك تتطلب تحضيرا نفسيا كبيرا على مدار أيام التربص الطويل الذي برمجه.
اختيار المغتربين مستقبلا لا بدّ أن يتوفر فيه معيار التضحية وحب الوطن
ويبقى بلحاج حرا في قراره وكذا مطمور إن تأكد حقا اعتزاله الدولي أو طلب الإعفاء من اللقاءات المقبلة مسؤولا عن قراره أيضا، غير أن المطلوب مستقبلا من المسؤولين على مستوى الكرة الجزائرية أن يركزوا على معيار مهم في اختيار المغتربين، إذ لا بد أن تتوفر فيهم صفة التضحية وحبّ الوطن مهما كانت الصعاب، لأن المسيرة التي تنتظر المنتخب بداية من 6 ماي، أهمّ من التفكير في العطلة أو الظفر بالعقود الاحترافية مع فرق أخرى، وأهم من قضايا المحاكم وغير ذلك من التفاهات.
------------------
يرون ان الأمر نكران لما قدموه خلال مسيرتهم
تكريم عنتر يحيى وحده بعد اعتزاله يزعج بعض قدماء اللاعبين الدوليين
يبدو أن تكريم قائد المنتخب الوطني عنتر يحيى بعد إعلانه مؤخرا الاعتزال دوليا لن يمر مرور الكرام بعدما أعرب بعض اللاعبين القدامى عن انزعاجهم إذ يرون أن الأمر فيه مفاضلة بين لاعبين مثلوا المنتخب الوطني الجزائري خير تمثيل، وأكثر من ذلك فهم يرون أن الاكتفاء بتكريم صانع ملحمة أم درمان ومؤهل "الخضر" إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010 اعتراف بمساهمته هو فقط وما قدّمه للكرة الجزائرية وجحود بالمقابل لما قدمه بقية زملائه على غرار صايفي وزاوي ورحو وغيرهم من الذين طالما أدخلوا الأفراح بيوت عشاق "الخضرة". وكانت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم قد كرمت قائد "الخضر" عشية تدشين المقر الجديد للاتحادية الجزائرية لكرة القدم والذي حضره رئيس الاتحادية الدولية لكرم القدم "فيفا" جوزيف بلاتير وكذا رئيس الكونفيدرالية الإفريقية للعبة عيسى حياتو.
صايفي لعب 64 مباراة دولية وسجل 18 هدفا ولم يحظ بأي تكريم
ولعل أبرز اللاعبين الذين كان من المفترض أن يكرموا من الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وكذا المسؤولين عن الكرة هو رفيق صايفي الذي طالما صنع أفراح الجزائريين، إذ يكفيه أنه حمل القميص الوطني سنوات طويلة استطاع من خلالها تسجيل 18 هدفا في مختلف المنافسات القارية والدولية، وإن كان عنتر قد سجل هدف التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا أمام مصر في اللقاء الفاصل بأم درمان السودانية فإن صايفي ساهم كثيرا في هذا التأهل التاريخي بتسجيله عدة أهداف حاسمة في التصفيات أنقذت تشكيلة سعدان من ورطة الإقصاء على غرار ما فعله أمام المنتخب الزامبي، ويكفيه أنه عاش قضية الاعتداء على حافلة "الخضر" في القاهرة ولعب جل اللقاءات في تصفيات 2010 كما أن مدة تقمصه الألوان الوطنية فاقت 12 سنة، إذ يعود أول لقاء لمعشوق "الشناوة" السابق مع المنتخب الأول إلى جوان 1998 أمام المنتخب البلغاري، أما آخر لقاء له فكان في 2010.
رحو دافع عن الألوان الوطنية طيلة 12 عاما ولكن..
على غرار سابقه صال اللاعب الدولي الجزائري السابق سليمان رحو وجال في الميادين الكروية قاريا ودوليا حاملا على عاتقة مسؤولية اللاعب المحلي وسمعته مع المنتخب الأول، إذ بدأ مشواره مع المنتخب الوطني ابتداء من أوت 1998 أمام المنتخب الليبي حين قدم الكثير للمنتخب الوطني، وخاصة في الخط الخلفي خلال 48 مباراة لعبها طيلة 12 سنة قضاها في بيت "الخضر"، لكن ذلك لم يشفع له في أن يخرج من الباب الواسع ويكرّم كما يكرّم قدماء اللاعبين في بلدانهم إذ وجد نفسه مستبعدا دون أدنى عرفان أو تقدير بعد مساهمته رفقة اللاعبين الآخرين في التأهل إلى كأس العالم 2010 (أبعد من المشاركة في الدورة النهائية من كأس العالم).
زاوي " ما حز في نفسي خروجنا من الباب الضيق ويكفيني تكريم الشعب والرئيس بعد التأهل للمونديال"
من جهته أكد اللاعب الدولي السابق ومدافع أولمبي الشلف سمير زاوي في اتصال هاتفي مع "الهدّاف" أنه لا ينتظر تكريما آخر بعد تكريم الشعب الجزائري له إثر التأهل التاريخي لنهائيات كأس العالم 2010 وحفاوة الاستقبال التي حظي بها رفقة زملائه في المطار بالإضافة إلى التكريم الذي خصّه به رئيس الجمهورية بقصر المرادية، وقال زاوي في هذا الصدد: "يكفيني تكريم الشعب والرئيس بعد تأهلنا للمونديال ولن أنتظر شيئا آخر بعد ذلك".
"عنتر يستحق التكريم، لكن رحو وصايفي أيضا يستحقان"
وحول تفضيل عنتر على الآخرين أضاف زاوي : "حقيقة عنتر يحيى يستحق التكريم لما قدمه للمنتخب، لكن رحو وصايفي أيضا يستحقان العرفان"، وأعرب مدافع الشلف عن أسفه للطريقة التي تم إبعاده بها رفقة المحليين من التشكيلة المشاركة في مونديال جنوب إفريقيا ، بعد مساهمتهم في التأهل إلى كأس العالم، و قال في هذا الشأن : "لا يهمّني التكريم. وما يحزّ في نفسي أننا أرغمنا على الخروج من الباب الضيق بعد أن تمت التضحية باللاعبين المحليين الذين ساهموا في تأهل المنتخب الوطني لمونديال جنوب افريقيا".الجدير بالذكر أن زاوي التحق بالمنتخب الوطني منذ 2003 وحمل القميص الوطني إلى غاية 2010، حين لعب 24 مباراة كانت آخرها في كأس إفريقيا 2010 .