من المؤكد أن عام 2012 هو العام "الأفقر" على الدراما السورية حيث أرخت الأزمة التي تمر بها البلاد بظلالها على الواقع الإنتاجي فمجمل الأعمال الدرامية السورية هذا العام لن تتخطى كسقف أعلى, الخمسة وعشرون عمل فيما كانت في الأعوام السابقة تتراوح الأعمال المنتجة مابين 30 و45
وكانت كثيرة هي الأصوات المنادية في الاعوام الماضية بخفض الإنتاج الدرامي ويرجع السبب إلى أن كمية الأعمال المنتجة هي على حساب النوع. هذا العام نرى تنوع فني كان قد غاب في أعوام سابقة إذا ما نظرنا إلى الأعمال المطروحة للعرض هذا العام فلا يغيب أي نوع فني, الأعمال الإجتماعية والكوميدية و البيئية والتاريخية والبوليسية متواجدة جميعها
ونجد أن "بيت مونة" الدراما السورية قد بدء بتموين أعمال وأفكار فنية للموسم القادم بينمى تأتي مشاركات نجوم الدراما السورية لهذا العام بعملين ليس أكثر فنادراً ما تجد فنان سوري مشارك بأكثر من عملين لهذا العام وهذا مايتيح للفنان مساحة أكبر للإجتهاد على كل دور بإتقان
فيما كانت العشوائية سمة الأعوام السابقة فكثيراً من الأعمال كانت تسلم للقناة العارضة قبل أيام قليلة من الشهر الكريم, مما يؤدي لتغيرات مستمرة في جداول البث ومواعيد عرض الأعمال. بينما نجد أن الأعمال المقرر عرضها للموسم الحالي تم إنجاز أغلبها قبل شهر رمضان بمدة كبيرة ويتم الآن تصوير الأعمال المتبقية وستكون منتهية قبل الشهر الكريم وجاهزة للعرض
فيما تبقى مشكلة كل عام هي التسويق ولكن بأعتبار أن الشركات المنتجة للأعمال السورية لهذا العام هي شركات صاحبة قنوات فضائية فسنجد أن الأعمال السورية مسوقة بشكل تلقائي فمن المؤكد أن نشاهد كل عمل على "قناتين فضائيتين" كحد أدنى
شركة سورية الدولية التي تنتج "بقعة ضوء 9" و "سايت كاز" و "رفة عين" من المؤكد بأن قناة الدنيا السورية ستعرض هذه الأعمال لأنها تابعة لمالك الشركة المنتجة بينما ستعرض قناة روتانا خليجية وبأعتبارها شريكة لشركة بانة للإنتاج الفني المسلسلات التي تقوم الشركة بإنتاجها "صبايا 4" و "رومانتيكا" بينما تعرض بشكل حصري أيضاً "أبو جانتي 2" كونها الشركة المنتجة للعمل. ومن المؤكد أن قناة MBC ستعرض وبشكل حصري مسلسل "الفاروق" الذي قامت هي بإنتاجه بينما تتوزع الأعمال التي تنتجها الهيئة العامة للإذاعة التلفزيون "المفتاح" و "أرواح عارية" و "المصابيح الزرق" على القنوات الأرضية و الفضائية السورية وسورية دراما
كما أن خفض الإنتاج الإضطراري سيزيل عبئ عن الجمهور حيث سيتمكن المتابع من ملئ قائمته بأعماله المفضلة وبهذا تحظى الأعمال السورية بنسبة متابعة أفضل وبالتالي تقييم أفضل وأصح, ولهذا السبب يعتبر خفض الإنتاج الدرامي, إضطراري كان أو خياري هو ظاهرة إجابية وسترفع من سوية الأعمال الفنية