لـم يكن في بداية الأمر مقررا أن يشاركـ لاعب دولي ليبي سابق، في المباراة الخيرية التي أقامها رابح ماجر سفير النّيات الحسنة لمنظمة “اليونسكو” التي ترعاها على جانب يوميتي “الهدّاف” و«لوبيتور”، إلا أن تصادف وجود الحارس المغربي وقائد أسود الأطلس سابقا بادو زاكي في ليبيا بدعوة من المهاجم الدولي الليبي وأهلي طرابلس سابقا عادل بن عيسى، لتكريم أسر الشهداء الليبيين خلال ثورة 17 فيفري ومنح الفرصة لـ ماجر من أجل دعوته، والتقينا بن عيسى على هامش المباراة الخيرية التي لعبت أمس لنتعرف عليه، ويروي لنا قصة كرة القدم الليبية خلال 40 سنة التي حكم فيها العقيد الراحل معمر القذافي.
في البداية نرحّب بك، ونريد معرفة إن كانت هذه هي أول زيارة لك إلى الجزائر؟
بصراحة لا، هذه ليست أول زيارة لي للجزائر، حيث سبق لي أن زرتكم من قبل مرة واحدة بعدما تم تعييني رئيس لجنة المنتخبات الليبية، وحضرت رفقة المنتخب الأولمبي الليبي سنة 2004 بمناسبة إجراء مباراة بين المنتخبين الليبي والجزائري، وهذه زيارتي الثانية وأتمنى ألا تكون الأخيرة.
هل يمكن أن تعرف نفسك لمن لا يعرفك من الجمهور الجزائري.
كنت لاعبا دوليا ليبيا في سنوات التسعينيت، وألعب في منصب مهاجم حر، قضيت مشواري في نادي “أهلي طرابلس”، وبعد اعتزالي اللعب عيّنت رئيسا للجنة المنتخبات الليبية، كما سبق لي أيضا أن عملت في مجال التحليل مع قناة “الجزيرة الرياضية” خلال كأس إفريقيا الأخيرة.
كيف قبلت دعوة رابح ماجر للمشاركة في هذه المباراة الخيرية؟
عدما دعوت صديقي بادو زاكي إلى طرابلس، اتصل به رابح مجار هناك وكشف له زاكي بأنه موجود في ضيافة لاعب دولي ليبي سابق، ففرح ماجر كثيرا وطلب الحديث معي، حيث دعاني إلى هذه المباراة واعتذر مني لأنه لم يجد قنوات التواصل، للاتصال بأحد اللاعبين الليبيين سابقا بسبب الثورة وما حدث عندنا مؤخرا.
وكيف كان رد فعلك بعد دعوة ماجر؟
لم يكن مسموحا لي تماما أن أرفض هذه الدعوة، وقد جاءتني من لاعب كبير على المستوى الإفريقي وحتى العالمي بعدما وضع ماجر بصمته في تاريخ كرة القدم العالمية، ولا أخفي عنك أن هذه الدعوة فتحت الباب لنا لإعادة بعث الكرة الليبية عالميا، ولأني أملك هدفا آخر من ورائها، وهي برمجة مباراة بهذا النّوع ليلتقي الجيل الذهبي للجزائر سنوات الثمانينيات مع نظيره الليبي، حيث لم يسبق لهما أن تقابلا.
لكن سبق للجزائر أن واجهت ليبيا في العديد من المناسبات في تلك الحقبة، أليس كذلك؟
بالفعل لكن الجيل الذهبي الجزائري لم يتقابل مع الجيل الذّهبي الليبي بسبب معمر القذافي، وحتى أكشف لكم هو من كان وراء قرار إلغاء المباراة الرسمية التي كانت مبرمجة بين ليبيا والجزائر سنة 1989، وحرمنا بذلك من مشاهدة الجيل الذّهبي لـ ماجر.
بما أنك تتحدث عن الجيل الذّهبي لـ ماجر، الجزائريون لازالوا يتذكرون الإصابة التي تعرض لها بلومي في طرابلس، هل تتذكرها أنت أيضا؟
أجل حتى أنا أتذكر تلك الإصابة التي تعرض لها بلومي، بعد تدخل عليه باني لاعب أهلي طرابلس عليه سنة 1985، وكنت آنذاك موجودا في المدرجات، ومن “قسوة” الإصابة التي تعرض لها بلومي كدت أذرف الدّموع.
تحدثت منذ قليل عن الثورة الليبية التي جاء بعدها مباشرة تأهل تاريخي للمنتخب الليبي إلى كأس إفريقيا، كيف كانت الأجواء آنذاكـ؟
في الحقيقة ذكّرتني بأوقات رائعة، ولا يمكن نسيانها أعتقد أن الثورة جاءت بعد اضطهاد عشناه مدة 40 سنة، مارس فيه القذافي علينا كل مظاهر الإقصاء وهمّشت كرة القدم تماما، القذافي حرمنا من الرياضة، التعليم وكل شيء، ولا أخجل إن قلت لكم إني كنت ضمن صفوف الثوّار أثناء الثورة، وقمت بدوري من خلال تنظيم تجمع للرياضيين الليبيين طالبوا بإسقاط القذافي.
هل تعلم بأن الزيارة الأخيرة لرئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل عرفت ملاقاته مدربه السابق زوبا؟
نعم، نحن نعرف ذلك ونعرف أيضا بأن العلاقات الليبية الجزائرية التي تأثرت نوعا من الناحية السياسية، لن تمنعنا نحن الرّياضيين من إعادة بعث العلاقات الثنائية بين البلدين، من خلال إمكانية تنظيم مباراة بين قدامى اللاعبين الليبيين والجزائريين في القريب العاجل.