تقفين في حوض الاستحمام لغسل شعرك، فتلاحظين إن خصلا كاملة من الشعر تنزل مع الماء وتختفي في البالوعة. في باديء الأمر، تصابين بالخوف، والَقلق، لكن بعد زيارة إلى اخصائي الجلد تكتشفين بأن سبب ما تعانين منه قد لا يكون مرض في فروة الرأس بل التوتر.
نعم هذا صحيح، يمكن للتوتر والقلق أن يجعلانك تريدين أن تشدي شعرك، لكن التوتر المزمن قد يسبب الوفاة. في أغلب الاحيان، لا يسبب التوتر أو الجهد البسيط فقدان الشعر، ولكن التوتر المزمن يسبب توقف، أو سقوط الشعر. ويمكن أن ينشأ هذا النوع من التوتر من تناول بعض الأدوية، مثل أدوية مرض السكري، وأدوية اضطرابات الغدة الدرقية، والإجهاد العاطفي المزمن، لكن أيضاً يمكن أن يكون سببه أحداث الحياة العادية من ولادة، أو اجهاض، أو جراحة.
تقول الدكتورة ميشيل بيلي، أستاذة مساعدة في قسم طب الأمراض الجلدية في جامعة كاليفورنيا، سان دياغو، "السبب الأكبر لتساقط الشعر هو الحمل. " وفي الحقيقة، يقدر عدد الامهات الجديدات اللواتي يواجهن مشاكل في الشعر بحوالي 45 بالمائة بعد وضع الطفل. ويعود سبب هذا النوع من تساقط الشعر لمسببات شائعة، قد تعاني منها الكثير من الامهات بدون إدراك سببها، وفي الأغلب، يعود الشعر للنمو من جديد خلال ستة شهور، لكن أحياناً هذا النوع من فقدان الشعر يمكن أن يكون بداية لمشكلة طويلة الأمد.
كيف يعمل التوتر على فقدان الشعر:
ينمو الشعر في دورات متكررة. وتَدوم مرحلة النمو النشيطة حوالي سنتان ثم تتبعها فترة راحة لمدة ثلاثة شهور، يسقط بعدها الشعر من فروة الرأس. وعادة، تملك كل خصلة شعر نقطة مختلفة في هذه الدورة، لذا بالكاد يمكن ملاحظة تساقط الشعر الطبيعي، بضع خصل في حوض الاستحمام ، وبضع خصل على الفرشاة، وبضع شعرات على الوسادة. وتسقط حوالي 100 شعرة يوميا من فروة الرأس لأي شخص عادي.
على أية حال، عندما يمر الجسم بحالة توتر مزمنة ، تدخل حوالي 70 بالمائة من بصيلات الشعر في حالة الراحة قبل الأوان، وتبدأ هذه الخصل بالتساقط خلال ثلاثة أشهر، مما يسبب فقدان الشعر المزمن. لا تخافي لن تصبحي صلعاء، ولكن الشعر سيبدو خفيفاً وقد يكون حتى غير ملحوظا جداً. على أية حال، ما يقلق النساء عادة هي فترة الثلاثة شهور التي يبدو الشعر فيها ساكنا وغير طبيعي ويتساقط بأعداد ملوحظة.
لحسن الحظ، في أكثر الحالات يبدأ الشعر بالنمو من جديد خلال ستة شهور. بنسب مئوية صغيرة جداً، على أية حال، قد تكون حالة السكون مؤشرا لتساقط المزيد من الشعر.
ضمان الحصول على فروة رأس سليمة:
بعد ملاحظة مشكلة تساقط الشعر، يجب على السيدة أو حتى الرجل التوجه إلى اخصائي جلدي لتقييم الحالة، وحتى لو لم يتمكن الطبيب من تحديد مسبب واضح مثل الولادة، أو الاجهاض، أو التوقف عن تناول حبوب منع الحمل، أو اي أمراض أخرى. فقد يطلب أجراء فحوصات مخبرية لمعرفة السبب الخفي.
تنصح الطبيبة ميشيل، القيام بفحوصات مخبرية للتأكد من مستوى الحديد، والهرمونات وعمل الغدة الدرقية. واي تغيرات قد تسبب تراجعا وتباطأ في نمو الشعر. على سبيل المثال، يعتبر نقص الحديد مرضاً شاعاً جداً بين الفتيات، وهو مسبب لضعف وتساقط الشعر، لذا إذا تناولت الفتاة التي تعاني من مشاكل تساقط الشعر المكملات الغذائية من الحديد فقد تهتم بالمشكلة.
ولكن لسوء الحظ , قد يكون السبب وراثيا. مثل العامل الوراثي النمطي للصلع عند الذكور. بعض النساء قد يتبعن نمطاً وراثياً ايضاً في فقدان الشعر، مثلاً تساقط الشعر من مقدمة الشعر أو ضعف نمو الشعر على الرغم من تلقي العلاجات المختلفة. ولكن حتى لو لاحظت تساقط الشعر الكثيف، يجب أن لا تستلمي للتوتر، والقلق، والخوف، لأن هذه المشاعر تسبب تفاقم المشكلة، وتضع المزيد من الضغوط النفسية عليك، وتسبب تساقط الشعر.
تقول الدكتورة ميشيل، أسوء ما تقوم به المصابة بفقدان الشعر، هو القلق من هذه المشكلة، لأن ذلك يعني تفاقم المشكلة، والحل هو بالاستشارة الطبية، وعمل الفحوصات اللازمة، والاهتمام بالشعر، وعدم شده أو ربطه بشكل قوي، بحيث يضعف البصيلات، والاستغناء عن المواد الكيماوية، والبخاخات التي تسبب اغلاق المسامات ومنع الغذاء، والتهوية الجيدة للشعر. كذلك يكون بتناول الغذاء الصحي، وشرب الكثير من الماء.