amine 2011 مدير منتدى برمجيات امين نات
الفعلية : الوفة : الابراج : عدد المساهمات : 3295 تاريخ التسجيل : 13/12/2011 العمر : 34
| موضوع: فضائل القرآن وتلاوته وخصائص تلاته وحملته. السبت مارس 03, 2012 12:42 am | |
|
[size=16][size=16]قال الشيخ الإمام أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي المقرىء رحمة الله عليه: وبعد فإن هذا كتاب ألفته في فضائل القرآن وتلاوته وخصائص تلاته وحملته. وقد سماه الله بالقرآن والفرقان والعظيم والعزيز والحكيم والروح والكريم والنور والهدى والتذكرة والذكرى والرحمة والشفاء والكتاب المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم والحق اليقين والقصص الحق والموعظة الحسنة والآيات البينات والمتبينات والبيان والتبيان والبينة وحبل الله وصراط الله في غيرها من الأسماء العلية والصفات الجلية. ونوه بذكر حملته من حفظته ورفع من شأنهم فقال عز من قائل: {كُونوا رَبانيينَ بِما كُنتُم تُعلِمونَ الكِتابَ وَبِما كُنتم تَدرُسون} فالرباني أخص نسبة ينسب به العبد إلى مولاه من بعد النبوة ومعناه: كونوا علماء حكماء بتعليمكم الكتاب ودرسكم إياه. وجعلكم مغبوطين في الأنبياء والسالفة من الأمم قبل أن اظهروا ومحسودين في أهل الكتاب والمشركين ثم في الأمة بعد أن ظهروا واستظهروا. وفوض إليهم الإمامة والإمارة وولاّ من عملوا علّموه في الدنيا والشفاعة في الآخرة. وجعلهم خير الأمة وأفضلهم وخيارهم وأشرافهم. واتخذهم أهلين من بين خلقه وخواص من بين عباده. واستدرج النبوةن من بين جنوبهم من غير وحي إليهم. وأخير بأنه عزوجل يأخذهم بما يأخذ به الأنبياء إلا الوحي. وجعل حرمتهم على المؤمنين كحرمة أمهاتهم عليهم إحتراما ومبرة. وآمنهم من أن تحرقهم النار أو يلجهوها إلا تحلة القسم كل ذلك بينه عز وجل في نص تنزيله وعلى لسان نبيه عليه الصلاة والسلام. ومن وراء جميع ما ذكرته خص علماءهم بخلة مستخلصة لهم دون غيرهم من علماء الشريعة وهي ائتمام الأمة بهم في كتابه عن آخرها على اختلاف نحلها ومذاهبها من غير نزاع ولا مخالفة فاعظم بهن من فضائل وخصائص وأكرم وإن لم يحصل المرء المسلم إلا على مجرد حفظه دون تبطن في معناه أو منازلة لجميع موجبه ومقتضاه فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال: (لو جُعل القرآن في إهاب ثم ألقي في النار ما احترق) أي من علمه الله القرآن من المسلمين وحفظه إياه - لم تحرقه النار يوم القيامة إن أُلقي فيها بالذنوب كذلك قيل في معنى الخبر. وقد قال أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه: اقروا القرآن ولا تغرنكم هذه المصاحف فإن الله لا يعذب بالنار قلبا وعى القرآن وأحرى لمن تنبه على تعظيم حرمات الله في نص التنزيل من الشعائر والمشاعر والمناسك والمسعى والمواقف - أن يتنبه لحرمة ما هو أعظم حرمة عند الله سبحانه منهن وهو المؤمن ثم لحرمة من اتخذه الله من بين المؤمنين أهلين من جملتهم وهم حملة كتابه ولولا ورود الشرع بها من لفظه لاستعظم إضمارها فكيف بإظهارها وإنما تنبيهي على ما جعل الله لأهليه من الحق والحرمة من بين خلقه لأنا قد بلينا في الموقف بقوم من نشئة لا يعبئون بكتاب الله ولا بحفظه فلا يعبأ الله بهم قاصرين عنه حاجزين مفترين غيرهم مزهدين فيه ملقبين حملته بالقراء على النبز والازدراء دون المدح والإطراء ما بين المترسمين بالعلم والمتوسمين بالنسك جل كلامهم: أن حفظ القرآن يصلح للمعلمين والصبيان ولم يُقرأ عند المرضى وفي المقابر وأكثر فتياهم أنه يكفي من القرآن ما يسقط به الفرض بعدما علموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن الله عزوجل: (من شغله القرآن عن ذكري ومسئلتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين). وقال عليه الصلاة والسلام: (أفضل العبادة القرآن). ولما سئل عليه السلام عن أفضل الأعمال قال: (عليك بالحال المرتحل) قيل: وما الحال المرتحل قال: (صاحب القرآن يضرب في أوله حتى يبلغ آخره ثم يضرب في آخره حتى يبلغ في أوله) ونحوها من الأخبار التي وردت وسأسوق قليلا منها مسندا ومبوبا يدل على كثير جاء في هذا المعنى وقد قال الله تعالى: {ما يَوَد الَّذَينَ كَفَروا مِن أَهلِ الكِتابِ وَلا المُشرِكينَ أَن يُنَزَلَ عَلَيكُم مِن خَيرٍ مِن رَبِكُم وَاللَهُ يَختَصُ بِرَحَمَتِهِ مَن يَشاءُ} قيل: معناه: بحفظ القرآن أي ما حسدتكم اليهود والنصارى على شيء كحفظ القرآن وبحفاظ الأمة أنجز الله حسن موعوده من قوله تعالى: {إِنَّا نَحنُ نَزَلنا الذِكرَ وَإِنَّا لَحافِظون}. وبحفظ وبحفظ القرآن وصفهم الله عز وجل بالعلم فقال: {بَل هُوَ ءاياتٌ بَيناتٌ في صُدُورِ الَّذينَ أَوتُوا العِلمَ}. وقرر لهم حقيقة العلم وكذلك وجدهم موسى عليه السلام فقال: يا رب إني أجد في التوارة أمة أناجيلهم في صدورهم يقرؤونه ظاهرا. وكذلك أشعيا بن راموص فقال: قربانهم دماؤهم وأناجيلهم في صدورهم. وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: {لا حسد إلا في اثنين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار}. وعن عيسى بن مريم عليه السلام أنه قال: طوبى لمن قرأ القرآن ثم عمل به. وعلى الحفظ والتحفظ كان الصدر الأول ومن بعدهم فربما قرأ الأكبر منهم على الأصغر منه سنا وسابقة فلم يكن الفقهاء منهم ولا المحدثون والوعاظ يتخلفون عن حفظ القرآن والاجتهاد على استظهاره ولا المقربون منهم عن العلم بما لم يسعهم جهله منه غير أنهم نسبوا إلى ما غلب عليهم من المعرفة بحروفه أو العلم بغيرها إلى أن خلفهم الخلف الذين مضى ذكرهم فاتهم في طراتهم وحداثتهم طلب حفظ القرآن وفي أوانه ولحقهم العجز والبلادة على سنهم من غير أن كان لهم أنس بتلاوة كتاب من ربهم ولا بلطيف خطابه وشريف عتابه فعوقبوا لحرمانه وإيثار الجدل والنطاح اللذين يؤديان إلى تفريق الأمة وتمقيت بعضهم إلى بعض وصار ذلك أروج لهم في مجالس الظلمة والمسلطين الفجرة فمضوا بذلك وأسند بجوابه والله زين لهم ذلك فقال عز وجل {كَذَلِكَ زَيَّنّا لِكُلِ أُمَّةٍ عَمَلَهُم} ومع ذلك فإنهم لا يدخلون حفرهم غلا تحسرا وتكمدا وتأسفا على ما فاتهم من بركة حفظ كتاب الله الكريم ولا يظهر ذلك عليهم إلا عند الطعن في السن أو الإشراف على الفوت أو التغرغر بالموت لكنهم في الحال يستنزرون حفظ القرآن ويزرون بأهله ويلقبونهم بما تقدم من النبز. فأما من لم يتحل بالعلم بل ترسم بالنسك ثم أزرى بأهل القرآن ونبزهم بالقراء فإنه بربخ لا قيمة له فربما كان ذلك منه بلادة وعجزا أو تعديا وجهلا فليتق الله امرؤ بعد عجزه عمن حفظ كتاب الله ولا يفترن غيره فإنه لا يأمن أن يصير كمن كفر به وصد عنه وقد قال الله عزوجل في ذم قوم صدوا عنه وهجروه فقال عز من قائل إخبارا عنهم: {لَقَد أَضَلَّني عِنِ الذِكرِ بَعدَ إِذ جاءَني} وقال تعالى: {وَقالَ الرَّسولُ يارَبِّ إِنَّ قَومي اتَخَذوا هَذا ..} ولا ينسين بعدما تعلمه أو شيئا منه فإن الله تعالى يقول: {قالَ كَذَلِكَ أَتَتكَ ءَاياتُنا فَنَسَيتَها وَكَذَلِكَ اليَومَ تُنسى} فهذه الآي وإن كن على الخصوص للكفار فإن ظاهر تلاوتهن على العموم فمن رغب عن حفظ القرآن وزهد غيره فيه أو نسي بعدما تعلمه فكأنه أريد بما مضى وخوطب به على أنه قد وردت أخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم في الوعيد والتوبيخ فيمن نسيه من المسلمين بعدما تعلمه فمن ذلك: ما حدثني به والدي أبو العباس أحمد بن الحسن الرازي الحافظ نزيل مكة - رحمه الله بمكة حرسها الله - حدثنا أبو علي محمد بن أحمد الصواف نا يوسف بن يعقوب نا عمرو بن مرزوق نا شعبة عن يزيد بن أبي زياد عن عيسى بن لقيط عن رجل من أهل الشام: عن سعد بن عبادة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من رجل تعلم القرآن ثم نسيه إلا لقي الله أجذم). وأخبرنا أبو القاسم جعفر بن عبد الله بن يعقوب بن فناكي العدل الروياني نزيل الري حدثنا أبو بكر محمد بن هارون الروياني الحافظ نا أبو الربعي السمتي ثنا أبو عوانة وضاح بن عبد الله ثنا عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل: عن عبد الله قال: ما للمرء أو لأحدكم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت بل هو نسي وذكر الحديث. وحدثنا أبو طاهر محمد بن محمد الزيادي الفقيه بنيسابور نا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري الزاهد نا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب أنا أحمد بن أبي طيبة عن إبراهيم بن طهمان عن منصور عن أبي وائل: عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بئسما لأحدكم يقول: نسيت آية كيت وكيت بل هو نُسي استذكروا القرأن فإنه أشد تفصيا من صدور الرجال من الناقة من عقلها). وأخبرنا ابن فناكي نا الروياني نا محمد بن إسحاق نا عبد الله بن صالح قال: حدثني موسى بن علي بن رباح عن أبيه: عن عقبة بن عامر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (تعلموا كتاب الله وتعاهدوه وأفشوه وتغنوا به فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتا من المخاض في العقل). وأخبرني أبو الحسن محمد بن القاسم الأبرقوهي ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن إبراهيم معبد البخاري ثنا مزيد بن عبد الله المصري ثنا حاجب بن سليمان المنبجي نا وكيع بن الجراح نا سفيان عن محمد بن المنكدر. عن جابر بن عبد الله: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة تخرجها من المسجد وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من آية أو سورة أوتيها ثم نسيها). فصل: فإن قال قائل: هل تعين فرض حفظ جميع القرأن على أعيان جماعة المكلفين أم لا. والجواب: إنه لم يتوجه ذلك على كل واحد منهم فرضا وذلك لأن الله عز وجل أرءف بعباده من أن يكلفهم ما لا طاقة لعامتهم به وقدن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بعثت بالحنيفية السهلة السمحة) فلو كلفوا على العموم لعجز الأكثر عنه لأن القرأن أعظم شانا وأمنع جانبا من أن يتأتى حفظه لكل إنسان أو يتسر بكل لسان أو ينطلق به أو يطيقه كل أحد أو يحيط به كل حفظ أو يحتمله كل سن ألا ترى أن الجزء الذي منه توجه فرضه على كل مكلف وهو الفاتحة في الأكثرةب وآيها أعتقد هو جزء من ثلاثة آلاف وثمانمائة وسبعين جزءا وكثير على عدد الكلم قد أعيا عامة الأمة تأدية على حد الواجب قديما وحديثا وتفاةتت بقراءته درجاتهم واختلفت على إقامته ألسنتهم وطباعهم وكثرت لتجويده على النحو المرضي رياضاتهم حتى أنه قد يتخلف كثير من الفضل عن إمامة الصلاة لقصورهم عنه إقامة على سواء الصواب بتقدم المفضولين عليهم فيها لإقامتهم إياه على حد الواجب أو أجود ممن أُخر عنها فإذا كان هذا دأبهم على حد الواجب أو أجود ممن أخر عنها فإذا كان هذا دأبهم مع الجزء اللطيف الذي كلفوا منه فكيف تراهم كانوا أن لو كلفوا جميعه على الأعيان مع عزته وصعوبته وكثرة متشابهه ومشكله واختلاف حركاته وسكونه ونقطه وإعجامه وقد قال الله عز وجل: {وَلقَد يَسَرنا القُرءانَ لِلِذِكرِ فَهَل مِن مُدَّكِر} {فَإِنَّما يَسَّرناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ المُتَّقينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوماً لُّدّاً}. وكان مقاتل بن سليمبان يقول: لولا أن الله تعالى يسره ما استطاع أحد أن يتكلم بكلام الرحمن. لكن الله عز وجل وإن لم يكلفهم جميعه على الأعيان لما فيه من المشقة والإمتناع عن الأكثر فإنه عز وجل لم يحب من جميعهم إلا حفظه طواعية منهم أو الجد والاجتهاد فيه إلى تصرم الأجال وإبلاء العذر عند الله عز وجل للعجز بدليل ما تقدمنا به من الوعيد لمن نسي شيئا منه بعدما تعلمه إذ الوعيد من الله لم يرد إلا في ترك الفرائض أوف يما يجري مجريها ومن وجوه آُخر وسأذكر طرفا من ذلك على الوجز ما ينبه على ما وراءه فلعله قد يحث بعض المتوانين على إتقانه حفظا أو يحض المستهترين به على إحسانه لفظا أو يحمل المستظهرين إياه على الاستكثار منه تدبرا ودرسا أو يقصر من يزهد في حفظه غيرهس أو يفتر إما قصورا وإما جهلا. فمنها: ما لزم الأمة من الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في جلي أمر الشرع وخفيه قولا وفعلا على الوجوبد أو الندب إلى أن يقوم دليل على أنه كان - عليه السلام - مخصوصا به من قوله أو فعله فلما وجدنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان حافظا بجميع ما نزل عليه من القرآن ومأمورا بقراءته حتى أنه - عليه السلام - من شدة تمسكه بحفظه كان يعرض على جبريل - عليهما السلام - في كل سنة مرة واحدة وفي السنة التي قبض فيها عرض عليه - عليهما السلام - مرتين وكان يعرض على أصحابه ويعرضون عليه ويعجل به ليستكثر منه لئلا ينسى ولحرصه عليه فنهي عنه بقوله تعالى: {وَلا تَعجَل بِالقرءَانِ مِن قَبلِ أَن يُقضى إِليكَ وَحيُهُ} وبقوله عز وجل: {لا تُحَرِك بِهٍِ لِسانَكَ لِتَعجَلَ بِهِ} وأمر بالترتيل وأمن مما كان يصده عن ذلك وهو خشية النسيان والتفلت منه بقوله تعالى: {سُنُقرِئُكَ فَلا تَنسى} علمنا أن الأمة لزم حفظه مع الإمكان وجوبا إلا عن عذر بين وغلا فقد كان لهم في رسول الله أسوة حسنة استحبابا وندبا. ومنها: أن الله عز وجل دعا الخلق على العموم إلى الإعتصام بالقرآن والاتباع له وتدبره والتذكر به في نص التنزيل فقال عز من قائل: {وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللَهِ جَميعاً وَلا تَفَرَقوا} ومعناه: التمسك بالقرآن والعمل بما فيه وبيان ذلك في قوله عليه السلام: (إن هذا القرآن سببه طرفه بيد الله عز وجل وطرفه بأيديكم فتمسكوا به ما استطعتم). فقال سبحانه عز وجل: {وَهَذا كِِتابٌ أَنزَلناهُ مُبارَكٌ فاتَّبِِعُوهُ لَعَلَكُم تُرحَمون} وقال تعالى: {اِتَّبِعوا ما أُنزِلَ إِلَيكُم مِن رَّبِّكُم} وقال عز وجل: {فَمَن اتَّبَعَ هُداىَ فَلاَ يَضِلُّ وَلا يَشقَى} أي: فلا يضل في الدنيا عن طريق الحق ولا يشقى في الآخرة في النار وقال سبحانه: {أََفَلا يَتَدَبَّرونَ القُراءَنَ وَلو كانَ مِن عِندِ غَيرِ اللَهِ لَوَجَدوا فيهِ اختِلافاً كَثَيراً} وقال جل جلاله: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرونَ القُرءانَ أَم عَلى قُلوبٍ أَقفالُها} فالاعتصام به ما مضى من التمسك بالقرآن واتباعه: العمل بما فيه وتدبره: التفكر فيما أريد به والتذكر: الاتعاظ بما فيه فلما طولبو بما ذكرنا لزم حفظه على الأعيان إما وجوبا وإما ندبا إلا عن عجر ظاهر وذلك لأنّ المخاطبين به هم العرب الأمة الأمية والمنزل عليه هو النبي الأمي صلى الله عليه وسلم فدل على ان المراد به الحفظ لئلا ينسى ولحرصه عليه فنهي عنه بقوله تعالى: {وَلا تَعجَل بِالقُرءانِ مِن قَبلِ أَن يُقضى إِليكَ وَحيُهُ} وبقوله عز وجل: {لا تُحَرِّك بِهِ لِسانَكَ لِتَعجَلَ بِهِ} وأمر بالترتيل وأمن مما كان يصده عن ذلك وهو خشية النسيان والتفلت منه بقوله تعالى: {سُنُقرئُكَ فَلا تَنسى} علمنا أن الأمة لزم حفظه مع الإمكان وجوبا إلا عن عذر بين وإلا فقد كان لهم في رسول الله أسوة حسنة استحبابا وندبا. ومنها: أن الله عز وجل دعا الخلق على العموم إلى الإعتصام بالقرآن والاتباع له وتدبره والتذكر به في نصل التنزيل فقال عز من قائل: {وَاعتَصِموا بِحَبِلِ اللَهِ جَميعاً وَلبا تَفَرَّقوا} ومعناه: التمسك بالقرآن والعمل بما فيه وبيان ذلك في قوله عليه السلام: (إن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله عز وجل وطرفه بأيديكم فتمسكوا به ما استطعتم). فقال سبحانه عز وجل: {وَهَذا كِتابٌ أَنزَلنَاهُ مُبارَكٌ فاتَبِعُوهُ واتَّقوا لَعَلَّكُم تُرحَمَونَ} وقال تعالى: {اِتَبِعوا ما أَُنزِلَ إِلَيكُم مِن رَّبِكُم} وقال عز وجل: {فَمَنِ اِتَّبَعَ هُداىَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشقَى} أي: فلا يضل في الدنيا عن طريق الحق ولا يشقى في الآخرة في النار وقال سبحانه: {أَفَلا يَتَدَبَّرونَ القُرءانَ وَلَو كانَ مِن عِندِ غَيرِ الله لَوَجَدوا فيهِ اِختِلافاً كَثَيراً} وقال جل جلاله: {أَفَلا يَتَدَبَّرونَ القُرءانَ أَم عَلى قُلوبٍ أَقفالُها}. فالاعتصام به ما مضى من التمسك بالقرآن واتباعه: العمل بما فيه وتدبره: التفكر فيما أُريد به والتذكر: الاتعاظ بما فيه فلما طولبو بما ذكرنا لزم حفظه على الأعيان إما وجوبا وإما ندبا إلا عن عجز ظاهر وذلك لأن المخاطبين به هم العرب الأمة الأمية والمنزل عليه هو النبي الأمي صلى الله عليه وسلم فدل على أن المراد به الحفظ إذ الأمي إذا طولب باتباع ما لا يحفظه والاعتصام به وتدبره وتذكره وسيما ما طال من الكلام واختلف من الأحكام - فقد كلف ما لم يطقه فالله عز وجل أرأف بعباده من ذلك فليت من استظهر القرآن بنفسه ولم يكن أميا بل كتبه بخطه وتدبره مدة حياته وسمعه مدى عمره على الترداد من غيره وقف على ما كلف منه لأن جميعه لايحيط به أحد علما غير الله سبحانه ثم إن الأمي إذا خوطب بما لا طائل من الكلام واشتبه كثيره لفظا وحكما ولا هو ممن يكتب فيقيده بخطه ولا هو يحفظه - فالخطاب معه أضيع وما كان الله أنزله ليضع بل دعاهم ليعلم ما فيه ويعمل به وإن لم يكلف حفظ جميعه على الأعيان فشتان بين من حفظ بنفسه وجمعه في صدره وتدبره من قلبه وتلاه في كل أوان أزاده وعلى أي حال أحبه في النور والظلمة والهواء والماء وبين من عيمت بصيرته كما لا يتمكن من قراءته ولا التفكر فيه ولا التدبر المأمور به إلا في الرجوع إلى غيره فيه وانقطعت عليه سبل الاتباع والاتعاظ والتفكر والتدبر عند عدمه فإن قيل: إن القرآن وإن خوطب به العرب ونزل بلسانهم - فقد لزم حكمه الثقلين كافة عربا وعجما فهل لزم العجم من حفظه على أي وجه كان من الوجوب أو الندب أو الاستحباب على الأعيان أو الكفاية كما لزم العرب. فالجواب: نعم وذلك لأنهم محمولون على حكمهم لقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَنزَلناهُ حُكماً عَرَبياً}. الآية وكذلك من فارق من العرب حكم الأميين لتعلمه الكتابة والاستنباط ومن سكن منهم الأمصار والأرياف - فإنهم في حكم العرب العاربة الأمية في حفظ القرآن وتحفظه لأن الحكم في ظهوره لعلة لا يزول بزوالها إلا على صفة ولم يسقط الوعيد جملة عمن تعلم شيئا منه ثم نسيه إلا عمن رحمه الله. ومنها: أن الله عز وجل لم ينزله جملة كغيره من الكتب بل نجوما متفرقة مترتلة ما بين الآية والآيتين والآيات والسورة والقصة في مدة زادت على عشرين سنة إلا ليتلقفوه حفظا ويستوي في تلقفه بهذه الصورة في هذه المدة الكليل والفطن والبليد والذكي والفارغ والمشغول والأمي وغير الأمي فيكون لمن بعدهم فيهم أسوة في نقل كتاب الله حفظا ولفظا قرنا بعد قرن وخلفا بعد سلف لئلا يجد التحريف أو التصحيف أو النقص أو اللحن أو اللحن أو سوء الآداء إليه أو إلى شيء من كلمه أو حروفه أو صفاتها سبيلا كما وجد إلى غيره من الكتب من حيث لم يحفظوه لما كان كل كتاب نزل جملة واحدة مكتوبا تنزيلا قال الله عز وجل: {وَقالَ الَّذَينَ كَفَروا لَولا نُزلَ عَليهِ القُرءانُ جُملَةً واحِدَةً كَذَلِكَ}. الآية - أي: كذلك أنزلناه على التفريق والترتيل: {لِنُثَبِتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلناهُ}. قيل: معناه لنثبته في فؤادك والله أعلم. ومنها: ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في التنبيه على عظمة القرآن وفضله على غيره من الكلام وعلى شرف حملته وحفظته وقراءته والترغب في تلاوته وهذا موضع سياقته غير أني أتقدم عليه بسند ما تقدم من قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وعرضه على غيره وعرض الصحابة - رضي الله عنهم - بعضهم على بعض وعطف على العمل بما فيه وأن لا يسع أحدا أن يتخلف عن حفظه أو تحفظه وتلاوته على الدوام إلا عن عذر ظاهر فطوبى لمن حفظه واستحكمه وأحسن تلاوته واتبعه وتدبره وعمل بما فيه وأخلص النية في ذلك والويل لمن هجره أو أعرض عنه أو تركه أو نسيته بعدما تعلمه أو فتر غيره عنه أوزهد في حفظه واستبدل به مزامير الشيطان وآثرها عليه وأكاذيب الشعراء وهجر السفهاء وتبين الحرم ومن كان بها صفة - نعوذ بالله منه ومنها - فقد حرم حظا عظيما وعرض للفتن نسأل الله العصمة والتوفيق وصلواته على نبيه محمد وآله. وهذا باب في عرض رسول الله القرآن مشافهة نا عبد الله بن يوسف بن بامويه الأصفهاني بنيسابور نا إبراهيم بن عبدان الهمذاني بمكة نا مسبح بن حاتم العكلي نا هدبة بن خالد عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس عن عائشة رضي الله عنها: عن فاطمة رضوان الله عليها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا فاطمة كان جبريل يأتيني في كل سنة مرة يعارضني بالقرآن وقد أتاني العام مرتين ولا أراني إلا أفارق الدنيا). باب في عرضه عليه السلام في شهر رمضان خاصة نا أبو طاهر الزيادي وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا: نا أبو علي محمد بن أحمد الميداني نا أبو عبد الله محمد بن يحيى الذهلي نا عثمان بن عمر نا يونس عن الزهري عن عبد الله بن عتبة. عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه كل ليلة في رمضان فيدارسه القرآن. الحديث. باب في عرض القرآن على النبي عليه الصلاة والسلام أخبرنا أبو القاسم ابن فناكي نا أبو بكر الروياني نا محمد بن بشار نا الحجاج بن المنهال نا حماد بن سلمة عن قتادة عن الحسن: عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عرض علي القرآن ثلاث عرضات). ح: وأخبرنا ابن فناكي نا الروياني نا عبيد الله بن الحجاج بن المنهال عن أبيه الحديث. قال حماد في هذا الحديث أو في غيره: فيرى أن قراءتنا هي الأخير. على أبي رحمة الله عليه كل سنة إن صح الحديث أخبرنا ابن فناكي نا الروياني نا عبد الله بن محمد نا حمدان بن المغيرة الهمذاني نا القاسم بن الحكم نا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة: عن أبي بن كعب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض عليه القرآن في السنة التي مات فيها مرتين وقال: (إن جبريل أمرني أن أقرأ عليك وهو يقرئك السلام وذكر الحديث بطوله). باب فيما صح من قراءته عليه السلام على أبي رضي الله عنه أخبرنا ابن فناكي نا الروياني نا محمد بن بشار نا محمد بن جعفر نا شعبة قال: سمعت قتادة يحدث: عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب: (إن الله أمرني أن أقرأ عليك) {لَم يَكُنِ الَّذَينَ كَفَروا مِن أَهلِ الكِتاب} قال: وسماني ربي قال: نعم فبكى). باب في قراءته عليه الصلاة والسلام على عمر بن الخطاب أخبرنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي العدل بجرجان نا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ نا أحمد بن علي بن الحسن نا إبراهيم بن أبي داود البرلسي نا مروان بن جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب قال: أخبرني محمد بن إبراهيم بن خبيب بن سليمان بن سمرة بن جندب عن جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب عن خبيب بن سليمان عن أبيه: عن جده سمرة بن جندب: بسم الله الرحمن الرحيم من سمرة بن جندب إلى نبيه سلام عليكم فذكر وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا يوما: إني قد قيل لي أن أقرأ على ابن الخطاب فدعاه وأمره أن يحضر القرآن إذا أُنزل ليقرأه عليه وذكر الحديث. باب في قراءته عليه الصلاة والسلام على ابن مسعود رضي الله عنه وأخبرني حمزة بن يوسف نا ابن عدي نا محمد بن أحمد بن حمدان نا سعيد بن محمد بن زريق نا إسماعيل بن يحيى التيمي نا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة قال: قال عبد الله بن مسعود: سالت النبي صلى الله عليه وسلم أن يقرأ علي سورة من القرآن فقال: (لا أدخل المسجد حتى أقرأ عليك إن شاء الله) قال: فجاء حتى أدخل قدمه اليمنى في باب في عرض معاذ القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم 4 - وأخبرني حمزة بن يوسف نا ابن عدي نا محمد بن خريم نا هشام بن عمار نا يزيد بن سمرة أبو هزان الرهاوي قال: سمعت عطاء بن ميسرة قال: قال معاذ بن جبل: عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن فقرأت قراءة سفرا وقال: (هكذا فاقرأ يا معاذ). وبإسناده: قال عطاء بن ميسرة: سفرتها هذذتها. باب في عرض الأكبر من الصحابة سنا وسابقة على الأصغر منهم أخبرنا ابو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس بمكة نا أبو جعفر محمد بن إبراهيم الديبلي نا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي نا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود: عن ابن عباس قال: كنت أقريء عبد الرحمن بن عوف ذات ليلة ونحن بمنى وذكر حديث باب في قراءة الصحابة بعضهم على بعض رضي الله عنهم وأخبرني حمزة بن يوسف نا أبو الحسن الرزاز نا الفريابي نا وهب بن بقية أنا خالد عن حميد عن محمد بن المنكدر: عن جابر بن عبد الله قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن وفينا العجمي والعربي قال: فوقف علينا يستمع فقال (اقرءوا فكل حسن) وذكر الحديث. وأخبرني حمزة نا أبو الحسن نا الفريابي نا قتيبة بن سعيد نا ابن لهيعة عن بكر بن سوادة عن أبي حمزة الخولاني: عن أنس بن مالك قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ونحن نقترىء فقال: (إن فيكم خيرا) وذكر الحديث. باب في صفة قراءة النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا ابن فناكي نا الروياني نا أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني نا يعقوب بن إسحاق قال: حدثني يحيى بن سعيد الأموي. ح: وأخبرنا أبو مسلم محمد بن علي الكاتب البغدادي بمصر وأبو الحسن محمد بن جعفر النحوي بالكوفة قالا: حدثنا محمد بن القاسم الأنباري نا سليمان بن يحيى الضبي نا محمد بن سعدان واللفظ له - نا الأموي عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة: عن أم سلمة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ قطع آية آية. وأخبرنا أبو مسلم نا يحيى بن محمد بن صاعد نا الحسين بن الحسن المروزي نا ابن المبارك عن ليث بن سعد عن ابن أبي مليكة قال: أنا يعلى بن مملك: عن أم سلمة: أنها نعتت قراءة رسول الله صلى الله عليهوسلم فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفا حرفا. وأخبرنا ابن فناكي نا الروياني نا أحمد بن عبد الرحمن نا عمي نا جرير بن حازم. قال الروياني: ونا عمرو بن علي نا عبد الرحمن بن مهدي قال جرير بن حازم قال: حدثني قتادة قال: سألت أنس بن مالك عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كان يمد صوته بالقرآن مدا. باب في أمره عليه الصلاة والسلام بتزيين القرآن أخبرنا ابن فناكي نا الروياني نا محمد بن بشار نا ابن هشام نا سفيان عن منصور عن عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (زينوا القرآن بأصواتكم). باب في محبة الله حسن الصوت بالقرآن أنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسيني السلمي أنا جدي إسماعيل بن نجيد نا محمد بن أيوب الرازي أنا محمد بن عقبة السدوسي نا الوليد بن مسلم نا الأوزاعي عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر عن ميسرة مولى فضالة: عن فضالة بن عبيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لله أشد أذنا إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته). باب في أن من يخشى الله هو أحسن الناس صوتا بالقرآن أخبرني ابن فناكي نا الروياني نا محمد بن معمر نا حميد بن حماد عن مسعر عن عبد الله بن دينار: عن ابن عمر قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: من أحسن الناس صوتا بالقرآن قال: (من إذا سمعت قراءته أُريت أنه يخشى الله). باب في ذم من يريد بالقرآن ما عند الناس أخبرني حمزة بن يوسف نا الرزاز نا الفريابي نا عبد الأعلى بن حماد نا وهيب بن خالد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطب الناس فقال: أيها الناس إنما كنا نعرفكم إذ ينزل الوحي وإذ النبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا وإذ ينبئنا الله من أخباركم وقد قبض النبي صلى الله عليه وسلم وإنه قد كان يخيل إلي أن ناسا يقرءون القرآن وهم يريدون الناس وما عندهم ألا فأريدوا الله جل ثناؤه بقراءتكم وأعمالكم فمن أظهر منكم خيرا ظننا به خيرا واحببناه عليه ومن أظهر منكم شرا ظننا به شرا وأبغضناه عليه سرائركم بينك وبين ربكم عز وجل. وهذه أبواب فضائل القرآن وأهله وأحوالهم في قرآنهم. باب في فضل القرآن على غيره من الكلام أخبرني أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي وغيره قالوا: نا محمد بن عبد الله بن محمد بن قريش نا الحسن بن سفيان نا الحسن بن حماد الوراق نا محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني نا عمرو بن قيس الملائي عن عطية العوفي: عن ابي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فضل كلام الله عز وجل على سائر الكلام كفضل الله على غيره). وأخبرني السلمي ومحمد بن القاسم الفارسي قالا: نا ابن قريش نا الحسن بن سفيان نا محمد بن حميد نا يونس بن واقد نا سعيد عن قتادة عن شهر بن حوشب: عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الرحمن على غيره). باب في أن القرآن أحب إلى الله من السموات والأرض ومن فيهن أخبرني أبو الحسن أحمد بن فارس بن زكريا الأديب بالري أن أبا الحسين أحمد بن محمد العوفي قال: نا أبو العباس أحمد بن محمد الأصفهاني الحمال نا محمد بن عاصم نا أبو الهيثم خالد المدائني نا ليث بن سعد عن يحيى بن أيوب الغافقي عن واهب بن عبد الله المعافري: عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليهوسلم: (القرآن أحب إلى الله من السموات والأرض ومن فيهن). باب في أن القرآن حبل الله أخبرنا أبو الحسن بن فراس بمكة نا أبو جعفر الديبلي نا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي نا سفيان عن منصور وجامع عن أبي وائل: عن ابن مسعود: في قوله تعالى: {وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللَهِ} قال: حبل الله: القرآن. باب في أن القرآن مأدبة الله عز وجل حدثني أبي أحمد بن الحسن رحمه الله بأصفهان نا أبو على محمد بن أحمد بن الصواف نا يوسف بن يعقوب نا محمد بن أبي بكر نا ابن عثمان الحنفي نا إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص: عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن هذا القرآن مأدبة الله فتعلموا من مأدبته ما استطعتم إن هذا القرآن هو حبل الله هو النور الشافي وعصمة لمن تمسك به ونجاة لمن تبعه لا يعوج فيقوم ولا يزيغ فيُستعتب ولا تنقضي عجائبه ولا يخلق من كثرة الرد فاتلوه فإن الله تعالى يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات أما إني لا أقول " ألم " و " لام " و " ميم ". باب في أجر من علم ولده القرآن أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي نا ابن بسطام نا أحمد بن محمود البخاري نا محمد بن سلام عن مروان بن معاوية الفزاري عن الوزير بن عبد الرحمن الكوفي عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب. عن جابر بن عبد الله قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله ما أجر من علم ولده كتاب الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (القرآن كلام الله لا غاية له قال: فجاء جبريل عليه السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا جبريل ما أجر من علم ولده كتاب اللله قال: يا محمد القرآن كلام الله لا غاية له ثم صعد جبريل إلى السماء فسأل إسرافيل: ما أجر من علم ولده كتاب الله فقال إسرافيل: يا جبريل القرآن كلام الله لا غاية له ثم إن الله تعالى أنزل جبريل على رسوله عليهما السلام فقال: إن ربك يقرئك السلام ويقول: من علم ولده القرآن فكأنه حجد البيت عشرة آلاف حجة وكأنما اعتمر عشرة آلاف عمرة وكأنما غزا عشرة ألاف غزوة وكأنما أعتق عشرة آلاف رقبة من ولد غسماعيل وكأنما أطعم عشرة آلاف مسلما جائعا وكأنما كسا عشرة آلاف مسلما عاريا ويكتب له بكل حرف من القرآن عشر حسنات ويمحى عنه عشر سيئات يا محمد إني لا أقول ألم عشرة ولكن ألف عشر ولا عشر وميم عشر ويكون معه في قبره حتى يبعث ويثقله في الميزان وجاز على الصراط كالبرق الخاطف ولم يفارقه القرآن حتى تنزل به هذه الكرامة وأفضل ما يتمنى. باب في أجر من يتعلم ولده القرآن أنا ابن فناكي نا الروياني نا أبو كريب محمد بن العلاء نا رشد بن سعد عن زبان بن فائد عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني: عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال سبحانه الله وبحمده ينبت له غرس في الجنة ومن قرأ القرآن فأحكمه وعمل بما فيه أُلبس والده يوم القيامة تاجا ضوءه أحسن من ضوء الشمس). باب في فضل من حفظ القرآن في صباه أخبرني أبو علي الحسين بن محمد الصوفي بمروروذ نا أبو علي زاهد بن أحمد نا أبو عبد الله محمد بن سهل الكاتب نا حماد بن أسحاق نا مسلم بن إبراهيم نا الحسن بن أبي جعفر نا أبو الصهباء عن سعيد بن جبير: عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ القرآن قبل أن يحتلم فقد أوتي الحكم صباه). باب في أن حرمة حملة القرآن كحرمة الأمهات مبرة واحتراما أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن يوسف إمام الجامع بأسبيجهاب من ثغور الترك نا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن صالح بن عجيف الشوماني نا محمد بن حبال نا محمد بن المتوكل عن رشدين بن سعد نا أبو عبد الرحمن عبد الله بن الهيثم التيمي عن ابن الحنفية: عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (القرآن أعظم من كل شيء دون الله فمن وقر القرآن فقد وقر الله ومن استخف بحق القرآن فقد استخف بحق الله وحملة القرآن المخصوصون برحمة الله المعلمون كلام الله الملبسون نور الله من عاداهم فقد عاد الله ومن والاهم فقد والى الله وحرمتهم على المؤمنين يكحرمة أمهاتهم عليهم يقول الله: يا حملة القرآن استحبوا إلى الله بتوقير كتابه يزدكم حبا ويحببكم إلى عباده ويدفع عن مستمع القرآن بلوى الدنيا ويدفع عن قارىء القرآن بلوى الآخرة وللمستمع آية من كتاب أفضل من كنز ذهبا وللقارىء آية من كتاب الله أفضل مما تحت العرش إلى الثرى وإن في القرآن لسورة تدعة العزيز عند الله ويدعى قارئها الشريف ويشفع يوم القيامة في مثل ربيعة ومضر وهي يس. باب في أن الله عز وجل يحب من يتلو كتابه أنا ابن فناكي نا الروياني نا أبو كريب نا يحية بن آدم عن أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن منصور عن ربعي: عن عبد الله رفعه قال: ثلاثة يحبهم الله: رجل قام يتلو كتاب الله. الحديث. باب في أن لا يُتقرب إلى الله بشيء أحب إليه من كلامه ثني أبي ومحمد بن القاسم قالا: نا محمد بن يزيد العدل نا الحسن بن سفيان نا ابن أبي شيبة نا عبيدة بن حميد عن منصور عن هلال بن بساف عن فروة بن نوفل قال: قال خباب بن الأرت - وأقبلت معه من المسجد إلى منزله: - إن استطعت أن تتقرب إلى الله لا تتقرب إليه بشيء أحب إليه من كلامه. حدثني حمزة بن يوسف نا ابن عدي نا محمد بن الفضل أبو الحسن نا عمران بن سهل البلخي نا سلمة بن نضر نا بكر بن سالم نا عبد الرحمن بن زيد - يعني ابن أسلم - عن أبيه عن عطاء بن يسار: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أحب الحديث إلى الله تلاوة القرآن فمن قعد على تلاوته حفت به الملائكة بأجنحتها وغشيتهم الرحمة وكانوا أضياف الرحمن حتى يخوضوا في حديث غيره. باب في أن لا يتقرب إلى الله بشيء أحب إليه من كلامه ثني أبي ومحمد بن القاسم قالا: نا محمد بن يزيد العدل نا الحسن بن سفيان نا ابن أبي شيبة نا عبيد بن حميد عن منصور عن هلال بن يساف عن فروة بن نوفل قال: قال خباب بن الأرت - وأقبلت معه من المسجد إلى منزله: - إن استطعت أن تتقرب إلى الله فإنك لا تتقرب غليه بشيء أحب إليه من كلامه. باب في أن الملائكة تحف بهم عند تلاوته نا علي بن أحمد المقرىء نا أبو بكر الآجري نا الفرياني نا إسحاق بن راهويه أنا جرير بن عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه قال: (ما تجالس قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا حفت بهم الملائكة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه). باب في أن لمن يجمع القرآن ظاهرا دعوة مستجابة حدثني أبي رحمه الله من حفظه في الروضة من مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم حرسها الله نا أبو القاسم اللخمي نا يحيى بن عثمان نا يحيى بن بكير نا يحية بن صالح عن إسماعيل بن أمية عن شرحبيل. عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من رجل مؤمن يجمع القرآن ظاهرا يقرأ إلا أعطاه الله دعوة إن شاء عجلها في الدنيا وإن شاء دخرها له في الآخرة). باب في فضل قراءة القرآن على غيره من الذكر وفضل كلام الله على غيره ثني محمد بن القاسم نا أبو الحسن عبد الرحمن بن غبراهيم العدل نا أحمد بن يعقوب الثقفي نا القاسم بن زكريا نا شهاب بن عباد نا محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني عن عمرو بن قيس عن عطية: عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يعني يقول الله عز وجل: من شغله قراءة القرآن عن ذكري ومسئلتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه). باب في أن كل آية من القرآن نورا يوم القيامة ثني أبي نا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل نا الحسن بن حبابة نا محمد بن إسماعيل المباركي نا علي بن عاصم عن عبيد الله بن أبي حميد الهذلي عن أبي مليح الهذلي. عن معقل بن يسار المزني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اعملوا بالقرآن أحلوا حلاله وحرموا حرامه واقتدوا به ولا تكفروا بشيء منه وآمنوا بالتورة والإنجيل والزبور وما أوتي النبيون من ربهم وما تشبه عليكم فردوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي تلأمر من بعدي كيما يخبروكم به ولسعكم القرآن ما فيه فإنه شافع مشفع وماحل مصدق والقرآن نور يوم القيامة ألا وإني أعطيت البقرة من الذكر الأول وأعطيت طه وطواسين من ألوا موسى وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة من تحت العرش لم يعطها أحد قبلي وأعطاني ربي المفصل نافلة). باب في السؤال عن الله بالقرآن ثني أبي رحمه اله نا سليمان بن أحمد الطبراني نا محمد بن عمرو الحراني نا أبي نا موسى بن أعين نا إدريس الكوفي عن منصور عن رجل: عن عمران بن حصين قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اقرؤا القرآن واسئلوا الله به قبل أن يأتي قوم يسئلون به الناس). باب في فضل من إذا ختم القرآن رجع إلى أوله أنا أبو أحمد عبد المؤمن بن عبد الرحمن بن إبراهيم الغزال الفارسي بسمرقند قال: قرأت على أبي عمر عبد الملك بن علي بكازرون قلت: حدثكم أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي ببغداد نا الحجاج بن المنهال نا صالح المري عن قتادة: عن زرارة بن أوفى: أن رجلا قام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي العلم أفضل قال: (الحال المرتحل) قال: بابي أنت وأمي يا رسول الله وما الحال المرتحل قال: وحدثنيه محمد بن القاسم نا ابن قريش نا ابن سفيان نا محمد بن يزيد الرفاعي نا يزيد بن الحباب نا صالح المري عن قتادة عن زرارة بن أوفى: عن ابن عباس: أن رجلا قال: يا رسول الله أي الأعمال أفضل: الحديث. واللفظ للحجاج بن المنهال. باب في أن قراءة القرآن أفضل العباد ثني محمد بن القاسم نا ابن قريش نا ابن سفيان نا أبو نعيم الحلبي نا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن عمر بن كثير عن أبي العلاء: عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضل العبادة قراءة القرآن). باب في أن تلاوة القرآن جلاء القلوب ثني أبي رحمه الله وحمزة بن يوسف قالا: نا ابن عدي نا عبد الرحمن بن محمد بن علي نا عبد الله بن أيوب نا عبد الرحيم بن هارون نا عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع: عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد) قيل: يا رسول الله وما جلاؤها قال: (تلاوة القرآن). ثني حمزة بن يوسف نا ابن عدي نا أبو العلاء الكوفي نا ابن الكوفي نا ابن أبي شيبة نا أبو معاوية عن حجاج عن عطية: عن أبي سعدي الخدري: في قوله تعالى: {قُل بِفَضلِ اللَهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَليَفرَحوا} قال: الفضل القرآن وبرحمته أن جعلكم من أهله. باب في أن القرآن لا يضل ولا يشقة من اتبعه وثني أبي رحمه الله وابن القاسم قالا: نا محمد بن يزيد العدل نا ابن سفيان نا بن أبي شيبة نا أبو خالد عن عمرو بن قيس عكرمة: عن ابن عباس قال: ضمن الله لمن قرأ القرآن لايضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة ثم قرأ {فَمَنِ اِتَّبَعَ هُدَاى فَلا يَضِلُّ وَلا يَشقى}. باب في نزول السكينة عند قراءة القرآن أنا ابن فناكي نا الروياني نا محمد بن بشار نا محمد بن جعفر نا شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء بن عازب يقول: قرأ رجل الكهف وفي الدار دابة فجعلت تنفر فسلم فإذا ضبابة أو سحابة قد غشيته فذكره للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ فلا فإنها السكنية تنزلت عند قراءة القرآو أو نزلت. باب في أن [url=http://www.bramjpedia.com/vb/download70 | |
|