الذئاب والخنازير تهاجم سكان القرى بسب الجوع
تواجه العشرات من العائلات الجزائرية القاطنة في المرتفعات والسفوح الجبلية، والتي عزلت الثلوج كل المسالك والطرق المؤدية إليها، خطر الخنازير والذئاب، التي حاصرتها بسبب هروبها من الصقيع والجوع.
بعدما كان الجزائريون في وقت ليس ببعيد يبحثون عنها في الحدائق العمومية والغابات، باتت الخنازير والذئاب هي التي تبحث عن سكان القرى والمداشر، التي عزلتها كميات الثلوج التي تساقطت مؤخرا، وتسببت في قطع الطرق والمسالك المؤدية إليها، ودفع صقيعها إلى خروج الخنازير والذئاب، بعد أن عانت من البرد والجوع، وهاجمت بذلك عدد من المنازل الواقعة في المرتفعات والسفوح الجبلية، وشكلت بذلك حاجزا حيوانيا لا يستطيع أحد اختراقه، محدثة هلعا كبيرا وسط سكان هذه القرى والمد اشر، خاصة النساء والأطفال الذين وجدوا أنفسهم ملزمين على الانصياع لحظر التجول، الذي تفرضه هذه الخنازير والكلاب والذئاب، منذ بزوغ أولى خيوط الفجر، إلى غاية غروب الشمس، وفي هذا السياق استنجدت عدد من العائلات التي عزلتها الثلوج ـ بسبب الطرق المقطوعة بقرية "صلعاء" التابعة لبلدية قرومة بولاية البويرة ـ بالسلطات المعنية، من أجل فك الحصار الذي فرضته عليهم الخنازير والكلاب الضالة والذئاب، وجعلتهم سجناء في بيوتهم، ومنعتهم من الخروج، فيما تواجه العديد من العائلات القاطنة بمنطقة الشريعة بولاية البليدة، خطر الخنازير والكلاب الضالة التي تترصدهم، حيث أنهم يخرجون جماعة من أجل قضاء حاجياتهم .
كما شهدت قرى القل بولاية سكيكدة وأعالي البرج وسطيف، خروج الخنازير والذئاب والثعالب من جحورها، هربا من الصقيع وأيضا من الجوع، حيث شوهدت ليلا قرب المساكن تعوي، وتشكل خطرا على سكان القرى والمداشر الجبلية، التي عزلتها الثلوج، فيما قامت عناصر الدرك الوطني عن طريق الرقم الأخضر 1055، بإجلاء العديد من العائلات في مختلف المناطق التي تسببت الإضطربات الجوية الأخيرة في قطع الطرق والمسالك المؤدية إليها، تعرضت لهجومات قوية من طرق قطيع من الخنازير، مثلما حدث في أعالي شريعة بالبليدة وتيكجدة وعين زبدة بولاية البويرة، إلماثن بولاية بجاية، وحمام قرقور بولاية سطيف.
ويظهر أن الخنازير التي هربت من الجوع وصقيع البرد، أضحت تبحث هي الأخرى عن مساكن آمنة تقيها برودة الطقس، بدليل استلائها على العديد من المنازل المهجورة، المنتشرة في سفوح القرى والمداشر، وعندما تجوع تنفذ هجومها على سكان المجاورين، وتفرض عليهم حظر التجول.