حليلوزيتش يبعد زياني، جبور وغزال ويفاجئ بقائمة عرجاء ومهاجمين “بلا خبرة”

حليلوزيتش يبعد زياني، جبور وغزال ويفاجئ بقائمة عرجاء ومهاجمين “بلا خبرة”

أعلن صباح أمس النّاخب الوطني وحيد حليلوزيتش عن قائمة تضم 24 لاعبا استدعاهم لمباراة غامبيا في إطار الدور الثاني من تصفيات كأس إفريقيا 2013 أمام غامبيا،



في مباراة تلعب في العاصمة بانجول يوم 29 فيفري، ولم تخل القائمة من مفاجآت مدوية وحتى تناقضات محيرة فاجأت الرأي العام، لاسيما إبعاد زياني، جبور وبدرجة أقل غزال، مع الاعتماد على لاعبين ذوي نزعة هجومية من دون خبرة ولا يعرفون ظروف إفريقيا المناخية والأخرى الخارجة عن النطاق، مع تسجيل عودة شاوشي بعد غياب طويل واستدعاء كادامورو وشعلالي للمرة الأولى إلى المنتخب الأول.
أنباء عن تردده في بعض الأسماء إلى غاية مساء أمس
وكشفت أنباء موثوقة أن الناخب الوطني حليلوزيتش كان في ورطة من أمره قبل أن يعد هذه القائمة، وتأخر إلى غاية مساء أمس في تحديد قائمة بـ 24 لاعبا بينهم 3 حراس و4 لاعبين في القائمة الاحتياطية، وهذا ربما يفسر الوقت الذي أخذه التقني البوسني قبل الكشف عن الأسماء التي استدعيت، إذ خرج على الجمهور الجزائري ببعض الخيارات الغير مفهومة وحتى المتناقضة، نظرا لطبيعة المباراة أمام منافس قوي على ميدانه ويعتمد على القوة، فقد كان البعض يعتقد أن حليلوزيتش سيعتمد على تشكيلة من لاعبي الخبرة والعناصر الأكثر جاهزية، لكن ذلك لم يحصل في الأخير.
إبعاد زياني أكبر مفاجأة رغم أنها المرة الثانية التي تحصل مع حليلوزيتش
أكبر مفاجأة فجرها النّاخب الوطني هو إبعاده زياني الذي لم توجه له الدعوة حتى في القائمة الاحتياطية، وسط أنباء تفيد أن عمر خدمة لاعب الجيش القطري للمنتخب الوطني قد اقترب من النهاية- إن لم يكن قد انتهى-، وقد سبق لـ حليلوزيتش وأن أبعد زياني شهر سبتمبر الماضي من قائمة مباراة إفريقيا الوسطى، ثم تحجج في الندوة الصحفية التي عقدها بعد ذلك بإصابة اللاعب على مستوى الفخذ، مؤكدا أن الأمر يتعلق بإجراء وقائي لا غير، وقبل ذلك في مباراة تنزانيا كان قد أقدم على تبديله وهو الذي لم يتعود على الخروج، وها هو هذه المرة يبعده نهائيا رغم أن زياني يتواجد في أفضل مستوياته ويقدم مباريات كبيرة مع ناديه.
الناخب الوطني فضّل عليه فغولي، جابو، قادير وبودبوز
وإذا كان غياب زياني عن مباراة إفريقيا الوسطى مفهوما إلى حد ما ويرجع للإصابة التي كان يشكو منها، فإن غيابه هذه المرة في وقت يتواجد فيه في لياقة ممتازة لابد من أن يطرح التساؤلات، خاصة أن اللاعب السابق لأولمبيم مارسيليا يملك خبرة كافية ويمكنه أن يلعب دور قيادة المجموعة رفقة الكوادر، فضلا عن أنه لعب مباراتي غامبيا سنتي 2007 و2008 ويملك أكثر من 60 مشاركة دولية ولم يغب إلا للإصابة، ولو أن الظاهر أن تألق لاعبي التنشيط الهجومي وصنع اللّعب أغلق الطريق أمامه، فقد فضل حليلوزيتش عليه فغولي الذي يتألق من يوم إلى آخر في فالنسيا الإسباني، إضافة إلى جابو الذي أبهره في المباريات التي تابعها، وقادير المستقر فنيا بالإضافة إلى بودبوز الذي عاقبه من قبل بلقاءين، وأعاده في المباراة الأخيرة أمام تونس التي سجل فيها هدفا جميلا.
غياب جبور بخبرته محيّر رغم أنه كان أساسيا في آخر لقاء في غامبيا
المفاجأة الثانية دون شك تبقى غياب جبور الذي لعب 24 ساعة قبل ذلك مع فريقه أولمبياكوس اليوناني في روسيا أمام روبين كازان وأدى 81 دقيقة مقبولة، كما كان وراء هدف فريقه بشكل واضح، وحتى الحديث عن غيابه في المباريات الماضية غير مبرر لأنه عاد إلى المشاركة ولعب قبل ذلك مباراة في البطولة اليونانية أمام أيك أثينا وكان فيها أداؤه متميزا. ومهما بحثنا عن أعذار لغياب جبور، إلا أنه من الصعب إيجاد تبريرات للاعب يملك خبرة كبيرة و24 مشاركة دولية مع 4 أهداف، والأهم من هذا وذاك أنه لعب اللقاء الأخير لـ “الخضر” في غامبيا عام 2008 ويعرف أجواء بانجول وضغطها.
تفضيل بوعزة الناقص منافسةعلى جبور الجاهز تناقض غريب
أما أكبر تناقض حملته القائمة فهو تواجد بوعزة عامر فيها، وإن سبق لـ حليلوزيتش أن اعترف بأنه يحب هذا اللّاعب، إلا أن المشاعر الشخصية تسقط أمام وضعية لاعب ميلوال الحالية، باعتباره مصابا ولم يستدع في المباريات الخمس الأخيرة لفريقه، إذ يعود آخر ظهور له إلى مباراة “ساوثامبتون“ يوم 21 جانفي، ومع هذا لم يجد حليلوزيتش أي حرج في استدعائه وهو الذي قد لا يشارك في أي مباراة في البطولة حتى لقاء غامبيا. وبمقابل ضمه يحرم جبور من الإستدعاء بالرغم من جاهزيته، وهو تناقض غريب لما يتم إبعاد مهاجم صريح على جناح لا يلعب ومصاب فقط لأنه لاعب يساري.
رأسا الحربة الوحيدان عودية وشعلالي دون خبرة في أدغال إفريقيا
أما الملاحظة الأخرى التي يمكن أن نسجلها على القائمة فهي استدعاء رأسي حربة حقيقيين فقط مع ترك غزال، سليماني وغزال في القائمة الإحتياطية، ويتعلق الأمر بكل من عودية وشعلالي، إذ يملك الأول مشاركتين دوليتين في مباراتي لكسمبورغ وتونس في البليدة، والثاني لم يسبق له أن لعب للمنتخب الأول، وحتى وإن سبق أن شارك في ظروف مشابهة مع المنتخب الأولمبي، لكن ذلك يبقى أمرا مختلفا عن مباريات منتخبات الكبار وضغوطها، وشفعت الأهداف 11 التي سجلها عودية في استدعائه، فيما أعجب شعلالي حليلوزيتش في الدورة المؤهلة للأولمبياد في المغرب، ما جعله يكتفي برأسي حربة المذكورين رغم قلة خبرتهما.
غزال يُبعد بسبب ربع ساعة مع ليفانتي وحليلوزيتش يؤكد عدم اقتناعه الكبير بـ غيلاس
من جهته يوجد غزال في القائمة الاحتياطية، ويُعتقد أن السبب هو قلة مشاركاته إذ كان حليلوزيتش قد انتظر ليقرر بشأنه بعد تغييره الفريق والتحاقه بنادي ليفانتي- رابع ترتيب “الليغا” الإسبانية-، إلا أنه لم يلعب سوى ربع ساعة تركته يبقى في القائمة الاحتياطية ويغيب عن موعد غامبيا، ما من شأنه أن يرفع مدة غيابه عن التهديف المتواصل دوليا منذ عامين و4 أشهر في انتظار قادم المواعيد. من جهة أخرى، حملت القائمة الاحتياطية تواجد غيلاس الذي سجّل 9 أهداف هذا الموسم مع نادي رامس، وجسد الناخب الوطني عدم اقتناعه الكبير بهذا اللاعب الذي شارك في 20 مباراة، كما تواجد مع الاحتياطيين سليماني لاعب شباب بلوزداد.
8 لاعبين بنزعة هجومية، خبرتهم قليلة و68 مباراة دولية !
وضمت قائمة 24 ثمانية عناصر لها نزعة هجومية (وسط ميدان هجومي أو مهاجم)، ويتعلق الأمر بكل من جابو، فغولي، مطمور، بودبوز، بوعزة، قادير، عودية وشعلالي، وأغلبهم لا يملكون خبرة كبيرة في إفريقيا، إذ يبلغ مجموع مشاركات كل هؤلاء دوليا 68 لقاء (غير بعيد عن رقم زياني وحده)، ولم يسبق لجابو، عودية، فغولي وشعلالي (مع المنتخب الأول)أن لعبوا مع المنتخب في إفريقيا، وحتى بودبوز لم يسبق له أن خاض مباريات في إفريقيا سوى في كأس العالم أمام إنجلترا، وكذلك قادير الذي اكتفى في إفريقيا بلعب مباريات كأسي إفريقيا والعالم (غاب عن مباراة إفريقيا الوسطى)، ومن هؤلاء يستثنى مطمور (29 مشاركة دولية) وبوعزة (17 مشاركة).
8 مدافعين يرجّحون فرضية الاعتماد على خطة دفاعية
كل هذا العدد من اللاعبين ذوي النزعة الدفاعية، مع تواجد رأسي حربة فقط وكلاهما لا يملك الخبرة الكافية، يطرح السؤال عما إذا كان حليلوزيتش يفكر في الإعتماد على خطة دفاعية، وهو الذي بقي يثني كثيرا على قدرات منتخب غامبيا ويحذر من قوته داخل الديار، في وقت لم يعتد على ذلك من قبل وكان يعبر دائما في القوائم التي يعدها عن نزعة هجومية، بدليل أنه أنهى مباراة تنزانيا بـ 4 مهاجمين، لكنه في هذه المباراة لم يستدع سوى 3 مهاجمين وهم مطمور، شعلالي وعودية، مع احتمال توظيف بوعزة وقادير في الهجوم، وما يعزز أكثر فرضية الرغبة في الاعتماد على خطة دفاعية استدعاؤه 8 مدافعين.
كادامورو للمرة الأولى وإقصاء مهدي مصطفى لم يحصل
ودعّم كادامورو الياسين بن طيبة المنتخب الوطني في هذه المباراة، وهو أول استدعاء للاعب ريال سوسيداد الذي من غير المستبعد أن يقحم في هذه المباراة أساسيا على مستوى الجهة اليمنى من الدفاع، حتى مع تواجد مهدي مصطفى الذي يتم توظيفه في أجاكسيو في الوسط الدفاعي، ورشح البعض أن يكون قد أبعد لكن ذلك لم يحصل. ويبقى مفتاح حلا آخرا وسيتنافس هؤلاء اللاعبون الثلاثة على مكانة أساسية في ظل غياب حشود، أحد أحسن لاعبي البطولة خلال مرحلة الذهاب.
شاوشي يعود بعد 11 شهرا من الغياب
وكما كان منتظرا، عاد الحارس فوزي شاوشي إلى المنتخب وسيكون إلى جانب كل من دوخة ومبولحي الذي لم يلعب منذ 28 نوفمبر، وتبدو حظوظ حارس مولودية العاصمة كبيرة في المشاركة أساسيا بعد 11 شهرا عن آخر استدعاء تلقاه في مباراة المغرب في عنابة، وأكثر من 20 شهرا عن آخر مباراة لعبها أمام المنتخب السلوفيني في كأس العالم. وعلى مستوى حراسة المرمى، أبعد حليلوزيتش حارس إتحاد العاصمة زماموش محمد الأمين الذي وضع في القائمة الاحتياطية.
7 لاعبين محليين في القائمة ولاعبو الخليج في مهب الرّياح
هذا وسجل 7 لاعبين محليين تواجدهم في قائمة حليلوزيتش وهم حارسين، إضافة إلى ربيع مفتاح من إتحاد العاصمة، لموشية (الذي لعب مباراة غامبيا الثانية أساسيا)، جابو ومترف، فضلا عن عودية، في حين لم ينج من لاعبي الخليج سوى بوڤرة وبوزيد، في حين أبعد- كما تمت الإشارة إليه- زياني وغاب بلحاج لأسباب شخصية، ولم يستدع بوشوك وكذلك حاج عيسى وحاج بوڤاش، وبالتالي صار لاعبو الخليج في مهب الرياح، وربما هي رسالة من حليلوزيتش أن هذه البطولات بوتيرتها لا تساعد المنتخب الوطني.
----------------------------
قائمة اللاعبين المستدعين لمباراة غامبيا:
^ حراسة المرمى: رايس مبولحي (سيسكا صوفيا)، فوزي شاوشي (مولودية الجزائر)، عز الدين دوخة (إتحاد الحراش).
^ الدفاع: مهدي مصطفى وكارل مجاني (أجاكسيو)، عنتر يحيى (كايزر سلاوترن)، مجيد بوڤرة (لخويا)، إسماعيل بوزيد (بني ياس)، ربيع مفتاح (إتحاد العاصمة)، الياسين كادامورو (ريال سوسيداد)، جمال مصباح (ميلان).
^ الوسط: خالد لموشية (إتحاد العاصمة)، عدلان ڤديورة (نوتنغهام فورست)، حسان يبدة (غرناطة)، مهدي لحسن (خيتافي)، رياض بودبوز (سوشو)، عامر بوعزة (ميلوال)، عبد المؤمن جابو (وفاق سطيف)، سفيان فغولي (فالنسيا)، حسين مترف (شبيبة القبائل).
^ الهجوم: فؤاد قادير (فالونسيان)، كريم مطمور (إنتراخت فرانكفورت)، محمد الأمين عودية (وفاق سطيف)، محمد شعلالي (أبردين).
^ القائمة الاحتياطية:
عبد القادر غزال (ليفانتي)، محمد الأمين زماموش (إتحاد العاصمة)، إسلام سليماني (شباب بلوزداد)، كمال غيلاس (رامس).