أي جريمة ارتكبها هؤلاء الشبب الذين أريقت دماؤهم علي ملعب استاد بورسعيد ؟ .. أي هوس هذا الذي يؤدي إلي سقوط هذا العدد الكبير جدا من القتلي والمصابين في أحداث مباراة المصري والأهلي التي انتهت بفوز المصري بثلاثة أهداف مقابل هدف .. وإذا كانت هذه المباراة قد انتهت بفوز المصري وشهد كل هذا الخراب .. فما بالنا لو أن الأهلي هو الذي حقق الفوز هل كانت الكارثة ستكون أضعاف هذا العدد من الضحايا .. وهل مجرد رفع متفرج للافتة مسيئة تستدعي كل هذه الدماء .. أي انفلات ذلك الذي نشاهده كل يوم في ملاعب الكرة .. لقد بلغ السيل الزبي في هذه المباراة .. وهذا يدعونا جميعا أن نقف وقفة متأنية لبحث الأمر برمته وتدين المقصرين أو المتسببين في هذه المصيبة التي أدمت قلوب كل المصريين سواء من يحبون الكرة ومن لا يحبونها .
هل ما حدث يمكن أن يندرج تحت اسم رياضة؟ .. أي رياضة تك التي يقتل فيها الأخ أخوه بدم بارد .. ملعونة هذه الرياضة .. تعالوا نوقف هذا الهرج .. لايمكن أن يتعامل جمهور أي فريق مع جمهور آخر بكل هذه العدوانية وعدم الرحمة .. لقد أوجع هؤلاء القتلة قلوب كل المصريين وأبكوهم .. إنها ليلة سوداء في التاريخ الرياضي المصري .
ما حدث في بورسعيد لايمت للحرية بشكل من الأشكال .. لايمكن أن يكون هناك شعب قام بثورة ناصعة رائعة تحدث عنها العالم كله باحترام وتقدير يرتكب مثل هذا الفعل الشائن .. وإذا ما افترضنا وجود مندسين كما يقول البعض يحملون أسلحة بيضاء وأنهم من أثار الجماهير وحرضهم علي ذلك.. فأين العقل والمنطق .. وأين الوطنية وكيف يترك الجمهور هذه النوعية المثيرة دون أن تضبطها وتسلمهم للشرطة أو القوات المسلحة .
في كل مرة تقع فيها أحداث منذ قيام ثورة 25 يناير الماضي نلقي باللائمة علي عناصر خفية أو مندسة ترتكب هذه الجرائم بحق الناس .. لو أن الحكومة طبقت القانون بكل حزم وضربت بيد من حديد علي أيدي الخارجين والعابثين بمقدرات الناس ما وقعت هذه الكارثة والكوارث التي سبقتها .. كرة القد تفقد كل يوم طعمها وإثارتها وصارت مصدرا للدم والدموع .. كفاكم