من جديد كان لـ "الهداف" موعد مع الدولي الجزائري
سفيان فغولي، الذي يبقى يوافق على طلباتنا بصدر رحب عندما يتعلق الأمر
بمخاطبة الجمهور الجزائري. إذ استضافنا من جديد قبيل المباراة التي خسرها
فريقه "فالانسيا" سهرة أمس أمام نادي "ريال سوسييداد"، وأجاب على أسئلتنا
المتعلقة بناديه الإسباني وقضية تجديده، وكذلك ما ينتظر المنتخب الوطني من
تحديات مستقبلا في حوار شيق.
سفيان فغول
شكرا لك سفيان من جديد على استقبالنا من جديد هنا في "فالنسيا" بابتسامتك التي عودتنا عليها.
مثلما جرت العادة، أتشرف بتواجدكم في ضيافتي من جديد كي أجيب عن أسئلتكم.
أتذكر
أنك مرة قلت لي في الجزائر، أنك لا تضع حدودا لنفسك في عالم كرة القدم،
بدليل أنك تواصل التألق والتسجيل، فما الذي يحفّزك على ذلك؟
قلت
لك من قبل إني لاعب طموح، ودوما أتطلع إلى الأفضل، وأسطر أيضا أهدافا
كثيرة وأرغب في تحقيقها. وحتى الآن أنا راض عن العمل الذي أنا بصدد القيام
به. ومع أني أشعر بأني قادر على القيام بما هو أفضل من ذلك، إلا أني وحتى
الساعة راض عن ما أقدّمه على الميدان.
ما قمت به حتى الآن ليس بقليل، لأنك ثاني أفضل هداف في الفريق، وأفضل هداف جزائري في "الليغا"، وهذا مشجّع أيضا؟
(يضحك) أتشرّف بذلك، وأتمنى أن يأتي لاعبون آخرون من المنتخب إلى "الليغا" لأنها بطولة رائعة، ذات مستوى عال جدّا.
من
بين الأهداف التي سجلتها حتى الآن، هناك هدف واحد أعجب الجزائريين كثيرا،
على غرار أنصار "فالنسيا"، وهو الهدف الذي سجلته في مرمى "بايرن ميونيخ"
لحساب رابطة الأبطال الأوروبية، هل لك أن تحدثنا عن ذلك الهدف؟
المباراة
كانت تتعلق بورقة التأهل إلى الدور ثمن النهائي من رابطة الأبطال
الأوروبية. ويومها تحلّيت بالإرادة والشجاعة، كما أني كنت في لياقة جيدة،
وأعطيت كل ما عندي كي أكون حاسما بالنسبة لفريقي وحتى أساعده على تخطي دور
المجموعات وبلوغ الدور المقبل. لقد حاولت وجربت حظي طوال المباراة وتمكنت
من التسجيل.
ألا
يزعجك أن تقارن بالأسطورة الجزائري رابح ماجر، لأن الجميع في اليوم
الموالي لهدفك تحدث عنك وعن ماجر، لأن رابح سجل هو أيضا في مرمى البايرن
وبالعقب ( يقاطعنا)
في نهائي رابطة الأبطال الأوروبية.
نعم..
لا...
لا يزعجني. بالعكس، أنا أتشرف كثيرا أن أقارن بأسطورة من طينة رابح ماجر.
أن تسجل دوما أهدافا جميلة وحاسمة لفريقك وتقارن بلاعب مثالي كماجر، فهذا
يسعدني ويشرفني ويزيدني إصرارا على العمل حتى أحقق ما حققه ماجر. لا زلت في
بدايتي وألعب في المستوى العالي منذ سنتين تقريبا، وما زال المشوار طويلا
أمامي، ولم لا أحقق ما حققه ماجر يوما ما أو أن أتخطاه.
الدور
الذي تقوم به على الميدان مع "فالنسيا" وتألقك المستمر، يرشحك أكثر من أي
لاعب آخر للظفر بـ "الكرة الذهبية" الجزائرية، فهل تطمح لذلك، وهل تضع
التتويج بها هدفا لا بدّ من إدراكه؟
بطبيعة
الحال أهدف إلى ذلك. وكما قلت لك لدي العديد من الأهداف الشخصية التي أريد
بلوغها، أسعى دوما لتقديم أفضل ما لدي كي يحقق فريقي أفضل النتائج، وأسعى
أيضا لتسجيل الأهداف لإثراء رصيدي الشخصي. سأكون سعيدا لو أني أنال لقب
أفضل لاعب جزائري، وأضيف لك شيئا، وهو أني لا أهدف إلى الفوز بالكرة
الذهبية فقط هذا الموسم، بل حتى ينتهي مشواري الكروي.
بودنا
أن نعرج للحديث عن المنتخب الوطني، وبالضبط عن اللقاء الودي الذي لعبتموه
أمام منتخب البوسنة، على أرضية ملعب 5 جويلية، وبما أنك لعبت شوطا من تلك
المباراة، هل لك أن تعود بنا إلى ما حدث يومها وكيف عشت اللقاء؟
كانت
لي تجربة مشابهة على الملعب نفسه، لأننا لعبنا من قبل مباراة فيما بيننا
على الملعب نفسه يوم غاب المنتخب الكامروني. فقد كانت حالة أرضية ملعب 5
جويلية شبيهة بحالتها يوم واجهنا المنتخب البوسني. وقبل المباراة قلت إننا
سنواجه المشكل نفسه، وهو ما يجعني أؤكد لك أني انتظرت أن نلعب على أرضية
ميدان سيئة. الأمر مؤسف صراحة، لقد شاهدنا أن اللاعبين وجدوا صعوبات في
تمرير الكرة فيما بينهم، والأمور لم تسر مثلما كنا نرغب. ومن المحزن
والمؤسف أن نعطي تلك الصورة عن بلدنا.
ما بين الشوطين، هل أنت من طلب التغيير أم أن المدرب أراد إراحتك ومنح الفرصة للاعب آخر في مكانك؟
لا، المدرب هو من أراد إقحام لاعب آخر في مكاني، وهو خيار المدرب لا أكثر ولا أقل.
عندما
يكون اللاعب المحترف متعودا على اللعب في الميادين الجيدة في المستوى
العالي، ويجد نفسه يلعب على أرضية كأرضية ملعب 5 جويلية، هل يخاف اللاعب من
الإصابات، أم أنك شخصيا لا تعطي اهتماما لذلك وتلعب من دون حسابات؟
بالنسبة
لي أقول إنه من الممكن أن أتعرض إلى إصابة خطيرة، غير أني أنسى كل شيء،
وأركز على المباراة التي ألعبها، وأعطي كل ما عندي على الميدان، وأشكر الله
أني لم أصب.
لم
يتبق الكثير عن نهائيات كأس إفريقيا، وأنت من القلائل الذين لم يعلقوا عن
قرعة نهائيات كأس إفريقيا. فهل يمكننا أن نعرف رأيك حول منافسي "الخضر"،
ونود أن نبدأ بالحديث مثلا عن منتخب كوت ديفوار، ما رأيك فيه؟
رأيي
في المجموعة التي وقعنا فيها، أنها مجموعة صعبة، ومستوى المنتخبات التي
تضمها عال، في صورة المنتخب الإيفواري الذي يضم لاعبين كبارا، وأعتقد أن
مباراتنا الثالثة في المجموعة ستكون ضده، وستكون مباراة كبيرة وتستحق
المتابعة أيضا، لكن قبل هذه المباراة هناك، مبارتان مهمتان، وعلينا أن
نتفاوض فيهما جيدا.
وما رأيك في منتخب تونس؟
منتخب
قوي للغاية، وعلينا الحيطة منه، لديه لاعبون كبار، يعتمد على محلييه الذين
وصلوا إلى نهائي رابطة الأبطال الإفريقية، ناهيك عن الخبرة التي يمتلكها
لاعبوه، وأعتقد أن المباراة أمامه ستلعب على جزئيات.
أكيد أنك خرجت بانطباع عن مستوى المنتخب التونسي خلال المباراة الودية التي جمعته بالجزائر؟
نعم،
يومها كنت مصابا، وتابعت اللقاء الذي لعبوه منقوصين من عدد كبير من
لاعبيهم ممن كانوا مع فرقهم. كما أني تابعت مشوار الترجي التونسي في رابطة
الأبطال الإفريقية، وشاهدت النهائي الذي خسره أمام الأهلي المصري، وتأكدت
من أن المنتخب التونسي الذي يضم عددا كبيرا من العناصر المحلية ممن تمتلك
الخبرة، منتخب قوي يتطلب أن نحذر منه، ويتطلب منا الحضور، لا سيما من
الجانب البدني، وأن نلعب كرتنا المعتادة كي نتفوق عليه.
وماذا عن منتخب الطوغو؟
بين
قوسين منتخب الطوغو أقلة شهرة من كوت ديفوار وتونس، وأعتقد أن هذا المنتخب
الذي مر بفترات عصيبة بعد الذي حدث له في "كابيندا" سيتنقل إلى جنوب
إفريقيا بهدف العودة إلى الساحة الإفريقية من جديد، وتدارك ما فاته، وأداء
دورة في المستوى، وهو أيضا علينا أن نحتاط منه.
أديبايور أعلن من جديد اعتزاله اللعب دوليا، هل تصدق ذلك، وكيف ترى منتخب الطوغو من دونه؟
سمعت
حديثا عن وجود مشاكل في الإتحادية الطوغولية لكرة القدم، ولست متأكدا من
أن قرار اعتزاله اللعب دوليا مع منتخب بلاده، قرار رسمي أم لا، لكني أعتقد
أن منتخب الطوغو بأديبايور أم بدونه، يبقى منتخبا قويا، يضم لاعبين جيدين
مروا على "الليغ1". رغم أنّ أديبايور يبقى من بين أفضل اللاعبين في العالم،
وبتواجده منتخب الطوغو سيكون أقوى، لكن حتى من دونه سيبقى منتخب الطوغو في
نظري منتخبا قويا لا بد من توخي الحيطة والحذر منه. ولقد أثبت على ذلك في
أكثر من مناسبة من قبل، وأكد أنه منتخب صلب بتضامن لاعبيه.
هناك لاعب جديد انضم للمنتخب الوطني، والأمر يتعلق بغلام فهل تعرفه؟
بطبيعة
الحال أعرفه، لأني أهتم بكل الشبان الجزائريين، للأسف لم تتح لي الفرصة كي
أتابعه كثيرا، لكن ما أعرفه أنه لاعب شاب يتمتع بإمكانات كبيرة، وأتمنى
له حظا موفقا، وأقول له إنه قام بالخيار الجيد لما قرر اللعب للجزائر،
وسيكون مرحبا به وسطنا مثل أخ أو أكثر.
يعاني
منتخبنا الوطني من شبح الإصابات، بدليل أن عددا من لاعبيه مصابون، كما أن
عددا منهم لا يلعب، في صورة لحسن الذي فقد مكانه في خيتافي، ألا يقلقك هذا
المشكل الذي يقلق الناخب الوطني؟
بطبيعة
الحال يقلقني، لأنه من الصعب التحضير لنهائيات كأس إفريقيا في ظل تواجد
عدد معتبر من اللاعبين المصابين. ورغم أني لست المدرب كي أتحدث عن هذه
النقطة، إلا أني قلق لإصابات زملائي وهذا أمر منطقي، وآمل أن يتماثلوا
جميعا للشفاء قبيل الآجال المحددة، حتى نستفيد من حضورهم معنا في جنوب
إفريقيا. وإن شاء الله الأمور سوف تتحسن أكثر قبيل انطلاق الدورة، نحن نرى
أن مدربنا يمنح الفرصة دوما لعدد كبير من اللاعبين، وهذا أمر سيعود
بالفائدة على منتخبنا، لأن التنافس على المناصب غالبا ما يكون مثمرا.
بالنسبة لك أن يصاب اللاعب الآن ويكون له الوقت الكافي كي يشفى، أفضل من أن يصاب في شهر جانفي؟
بالتأكيد، ولو أني أكره شبح الإصابات كليا.
هل لنا أن نعرف أهداف المنتخب في نهائيات كأس إفريقيا؟
بالنسبة
لي، أريد أن نصل للنهائي، لدينا الإمكانات لذلك، لكن المهمة ستكون صعبة
ومعقدة، لأننا سنواجه منتخبات قوية لديها خبرة في مثل هذه المواعيد، وهو ما
يجعلني أؤكد لك أن الدورة ستلعب على جزئيات، ولا بد لنا من تحضير نفسي جيد
لكي نحقق أهدافنا.
متفائل؟
نعم متفائل، لأني أملك ثقة كبيرة في زملائي اللاعبين، ومتأكد من أننا سنثبت حضورنا في الموعد لدى انطلاقته.
أمام البايرن، لعبت في بعض الأحيان، ظهيرا أيمنا، فهل بدا لك الأمر عاديا؟
نعم،
أكملت المباراة مدافعا أيمنا، بسبب طرد أحد زملائي، فقد طلب مني المدرب
اللعب في هذا المنصب، وهو منصب حساس يتطلب الحذر لتغطية تلك الجهة، وأنا
راض عن ما قدمته، وما جعلني أكون راضيا أننا ظفرنا في نهاية اللقاء بورقة
التأهل إلى الدور المقبل.
لو يطلب منك المدرب في المنتخب الوطني أن تلعب في منصب آخر غير الهجوم، هل ستوافق؟
نعم،
لمصلحة المنتخب الوطني أنا مستعد للعب في أي منصب يريدني فيه المدرب. أنا
أغلّب مصلحة منتخب بلادي على مصلحتي الشخصية، ولذلك أنا مستعد للتضحية
باللعب في أي منصب يحتاجني فيه، المهم أن نفوز ونحقق نتائج جيدة.
الجميع يثني على الأجواء المميزة في المنتخب الوطني، هل كنت تتصوّر هذه الأجواء والصورة التي وجدتها بإلتحاقك بـ "الخضر"؟
عندما
تكون خارج المنتخب لا يُمكنك الحكم على أجواء "الخضر"، وشخصيا أنا أرفض
الحكم على شيء أوعلى شخص لا أعرفه، لكن عندما كنت أشاهد مباريات المنتخب
كنت ألاحظ روح المجموعة في كل مرة، ما جعلني أتصوّر الأجواء الطيّبة في
المنتخب الجزائري، وبتواجدي داخل المجموعة إكتشفت أن الأجواء كانت أكثر
جمالا، وشيء جميل أن تكون عنصرا ضمن المنتخب وهو ما أصبح يُترجم داخل
الميدان من خلال النتائج الطيبة، فعندما تُشاهد ترتيبنا الشهري في "الفيفا"
باحتلال مرتبة متقدمةلم يسبق لنا أن وصلنا إليها، نتأكد أن المنتخب كبر
وأصبحنا أقوى.
عندما تشاهد مباراة "أم درمان" تتأكد أن روح المجموعة الموجودة كانت ثمرة الأجواء المميّزة داخل بيت "الخضر"، أليس كذلك؟
إذا
كانت المجموعة لا تعيش جيّدا فلا يُمكنها الفوز بمباريات مهمّة وصعبة، وهي
قوة أكبر الفرق المشكلّة من أفراد أقوياء وأفراد سعداء بالتواجد سويا في
المجموعة.
عندما
نكون في سن 20 ويُؤدي منتخب بلادنا مباراة أسطورية مثل ما حدث في "أم
درمان"، هل تتمنّى أن تكون ضمن هذه المجموعة أو تقول بأنني أفضّل كتابة
تاريخي الخاص فيما بعد؟
كنت
مُجرد مناصر أتمنّى فقط فوز منتخب بلادي والتأهل إلى مونديال جنوب
إفريقيا، لكني كنت جاهزا للعب تلك المباراة لو تم الإستنجاد بي، واليوم بما
أنني لاعب وعضو فاعل في المنتخب الأمر مـختلف تماما لأنها مسؤولية كبيرة
ومفخرة وإمتياز في نفس الوقت بالنسبة لي، وعليه أريد أن أكتب صفحة جديدة في
تاريخ الكرة الجزائرية بالفوز بالألقاب وأساهم في تحقيق أحلام الشعب
الجزائري لأنني في السابق كنت مجرد مناصر، لكن اليوم أنا مناصر وعنصر فاعل،
ما يجعل الأمر أكثر روعة.
يُمكن القول إن الأمور تسير بشكل جيّد في المنتخب؟
كما تعلم، لا أريد الحديث كثيرا عن شخصي، لكن إذا كنت تتحدث عن المنتخب فهو يتقدم يوما بعد يوم.
سبق أن أكدت أنك لا تضع حدودا، هل تعتقد أن الجزائر قادرة على التأهل إلى المونديال المقبل؟
بالطبع،
كل الأوراق بين أيدينا من أجل تحقيق هذا الهدف ولابد من الإيمان بهذا
الهدف وتوفير الإمكانات اللازمة حتى لا نندم في النهاية، وأنا شخصيا أؤمن
بقدرتنا على تحقيق التأهل لأنني لو أضع حدودا في سن 22 لن أذهب بعيدا وأنا
واثق أننا نملك إمكانات ونتحسّن تدريجيا ونكسب الخبرة اللازمة بالنسبة إلى
العناصر الجديدة، ومُتأكد أن المجموعة الشابة قادرة على تحقيق هذا الهدف.
ماذا ينقص هذا المنتخب حتى يكتب صفحة جميلة وجديدة في تاريخ الكرة الجزائرية؟
بكل
بساطة نحن بجاجة إلى الوقت، لأنه لا يُمكننا القيام بكل شيء في 24 ساعة
ولابد من ترك الوقت أمام هذا الجيل الجديد والطاقم من أجل العمل، نحن نرى
كيف أن الجزائر تفوز خارج الديار وتسجل الأهداف وهي أمور لم نتعوّد عليها
من قبل وهناك إنتظام في النتائج، ما يجعل الأمر جيّدا للغاية بالنسبة لنا.
بالمناسبة بدايتك تزامنت مع فوز "الخضر" أمام غامبيا وكنت مُسجل هدف الإنتصار، هل كنت تنتظر ذلك؟
مباراة
غامبيا فكّرت فيها وأعدت التفكير فيها عدة مرات، لكني لم أتصوّر ذلك
السيناريو، لقد كانت البداية المثالية لأي لاعب جديد وهو ما أتمنّاه لأي
لاعب جديد في المنتخب الوطني لأنه ليس سهلا أن تُحقق مثل هذا الإنجاز، خاصة
عندما يتعلق الأمر بمباراة في أفريقيا.
ما هو الأمر الذي شد إنتباهك منذ إلتحاقك بـ "الخضر"؟
الأخوة
والتضامن الموجودان بين اللاعبين، لكن بشكل خاص إقبال وإهتمام الجماهير
بالمنتخب الوطني وهو أمر لم أشاهده في حياتي. في عقر ديارنا نحسّ بأننا لا
نهزم، وكنت أعلم أننا نملك جمهورا من ذهب، لكن بدخولي الميدان أدركت أننا
نملك أفضل جمهور في العالم، وحتى في الدار البيضاء كان هناك 2000 مناصر
خلقوا أجواء مميّزة وهو ما شد إنتباهي بشكل خاص منذ إلتحاقي بـ "الخضر".
من هو اللاعب الذي ساعدك في الإندماج وتحدث معك بمجرد إلتحاقك بالمجموعة ؟
صراحة،
ليس هناك لاعب مُعيّن ساعدني، إذ أستقبلت بحفاوة من طرف كل اللاعبين، وحتى
الطاقم الفني، الإداري والطبي سهّلوا من عملية إندماجي واستقبلت كأخ لهم،
ما جعلني أشعر براحة منذ أول يوم مع "الخضر"، ومثل هذه التفاصيل هي التي
تجعلنا نتقدم وجعلتني أصرح أنني مشتاق إلى اللحاق بالمنتخب الوطني في كل
مرة لأنني أحسّ بأنني بين عائلتي.
هل ينظرون إليك كلاعب في نادي "فالنسيا" أم مجرد لاعب كبقية اللاعبين في المنتخب الجزائري؟
في
الحقيقة هناك في بعض الأحيان من يسألني عن شعوري بمواجهة "البارصا"، لكنه
مجرد فضول من بعض زملائي، لكن في المنتخب أنا سفيان ولست فغولي أو "سوسو"
لاعب "فالنسيا"، أنا لاعب في المنتخب الوطني لا أكثر ولا أقل وفي نفس مقام
بقية اللاعبين وهو ما يُسعدني أكثر.
حملت رقم 10 في المواجهات الأخيرة، هل تحسّ بثقل مسؤولية حمل هذا القميص؟
أعلم
أن حمل رقم 10 بالنسبة إلى الجزائريين هو حمل ثقيل لأن لاعبين كبار حملوا
هذا القميص قبلي، وقد حملته كما حملت من قبل رقم 8 في "فالنسيا"، رغم أن
هذا الرقم له تاريخ في النادي، لكن أعتبر اللعب لـ "الخضر" مسؤولية كبيرة
بحمل رقم 10 أو دونه وهو ليس بالأمر الذي يشغل تفكيري.
عندما يكون لاعب شاب مثلك إسمه مُتداول في الكثير من الأندية الكبيرة طيلة فترة التحويلات، هل هذا الأمر يُؤثّر؟
صراحة
لست ذلك النوع من اللاعبين الذين يُولون إهتماما بالغا إلى كل ما يقال عنه
حتى وإن كنت في بعض المرات أهتم بهذه الأمور. أعرف أني لو أعمل جيّدا، فإن
كلاما جميلا سيُقال عني، وعندما أعمل بطريقة سيّئة فإنه سيُقال عني كلام
ليس جميلا. الإشاعات تدخل في اللعبة بالنسبة لنا نحن اللاعبين وصراحة هي لا
تُؤثر في شخصيا.
وحسب رأيك، هل كل ما قيل بشأنك إشاعات، ألم يكن هناك إهتمام من أي ناد بخدماتك؟
لدي
الكثير من المشاكل التي أنا مُطالب بحلها فوق الميدان، كما أني مُطالب
بإيجاد الكثير من الحلول، بالتالي أنا أعمل وأجتهد وهذا الأمر يكفيني.
الأمور الخارجة عن كرة القدم لا يُمكنني التحكم فيها وأترك المجال إلى
مستشاري الخاص وهو الذي يتكفّل بهذه الأمور ولا أخفي عنكم أنه يقوم بهذا
الأمر بطريقة جيّدة لأن تلك هي مهمّته وأنا مهمّتي هي الميدان وفقط.
وهل يُقلقك تأخر الإتفاق مع إدارة "فالانسيا" بشأن موضوع تمديد عقدك؟
في
"فالانسيا" أشعر براحة كبيرة، إذ لديّ كل الظروف من أجل أن أتحسّن وأنجح
بما أني أنشط في ناد كبير وألعب كأس رابطة أبطال كل سنة، ولهذا فإن الأمر
واضح وهو أني أريد البقاء هنا. المفاوضات بين النادي ومستشاري إنطلقت
والأمور تسير بطبيعتها الآن وأنا لست مهتما جدا بما يحدث، بل أركّز أكثر
على العمل وأداء واجبي فوق الميدان وفقط.
نفهم من كلامك أن الأمر لا يُقلقك تماما؟
أعرف
أني لو أكون جيّدا، فإن النادي سيفعل كل شيء لأجل تمديد عقدي، وعندما لا
أكون كذلك، فإن الأمور ستكون صعبة وهذا أمر واضح جدا. بالتالي أريد الحفاظ
على كل طاقتي من أجل أن أقوم بعملي بطريقة جيّدة وبعدها كل شيء سيأتي
بطريقة طبيعية. المصالح، المال، مستقبلي، كل هذا مرتبط بمردودي فوق الميدان
ولا شيء آخر.
تبلغ
من العمر 22 سنة، لكن سجلك مازال شاغرا، هل حلمك هو البقاء هنا ونيل ألقاب
وتتويجات مع "فالانسيا"، أم التنقل إلى ناد آخر يسمح بإثراء سجلك؟
من
الواضح أني أريد نيل ألقاب مع "فالانسيا" وهذا بالمناسبة هدفنا في النادي
هذا الموسم. اليوم اللقب الذي يبدو الأكثر في متناولنا هو كأس ملك إسبانيا،
لكن سنفعل كل شيء حتى نكون في أفضل مرتبة مُمكنة في ترتيب الدوري المحلي.
الموسم الفارط لم نمر بعيدا عن التتويج بمنافسة "أوروبا ليغ" وأيضا كأس
الملك. هذا الموسم بإمكاننا الوصول إلى هدفنا المسطر، خاصة أن أنصارنا
ينتظرون منذ عدة سنوات تتويجنا بلقب ما. أعتقد أن الوقت حان بالنسبة إليّ
أيضا كي أشرع في إثراء سجلي وأنا أريد القيام بذلك في "فالانسيا".
هل هناك جوانب من طريقة لعبك تعمل على تحسينها؟ "حليلوزيتش" تكلّم على طريقة لعبك بالرأس، فما هو تعليقك؟
هذا أكيد، ولست فقط بحاجة إلى تحسين لعبي بالرأس، بل هناك جوانب كثيرة مطالب بتحسينها.
مثل ماذا؟
اللعب
بالرأس، يجب أن أتطوّر أكثر في هذا الجانب، إذ عندما ألعب لقاءات كأس
رابطة أبطال أوروبا أعترف بأن المستوى عال جدا، ولهذا وجب أن أحسّن أمورا
كثيرة في طريقة لعبي. أعتقد أن التحسّن يُمكن أن يحدث كل يوم وشخصيا أعمل
لأكون أفضل كل يوم.
نرى أنك تتكلم بطلاقة اللغة الإسبانية، ألم يكن الأمر صعبا بالنسبة إليك كي تتعلم هذه اللغة؟
لا،
الأمر لم يكن صعبا كثيرا. ولعلمكم أني لم أبحث لأكون جيّدا منذ البداية،
إذ أني درست اللغة مدة أسبوعين إلى 3 أسابيع فقط وبعدها توقفت. في بعض
المرات أمنّي النفس أن أتحدث بطريقة أفضل لأني مازلت ناقصا من حيث مفردات
هذه اللغة، لكن على العموم يُمكن لي الحديث بطريقة عادية مع أي شخص وأفهم
كل شيء وأتكلم عاديا وليس لي أي مشكل من هذه الناحية.
عندما لا يكون الأصدقاء والعائلة، فأين تقضي أوقات فراغك في "فالانسيا"؟
الكرة
تأخذ مني الكثير من الوقت والطاقة، وأفضّل البقاء في المنزل لأجل الراحة،
لهذا فإني في غالبية الوقت أبقى في المنزل أين أحبذ مشاهدة فيلما جيّدا،
وفي بعض المرات الإبحار في الشبكة العنكبوتية، كما أني أشاهد الحصص الهادفة
في التلفزيون إذا كانت الفرصة متاحة.
الآن
سنتكلم عن حياتك أكثر. حتى إن لم يسبق لي وأن شاهدتك ترتدي "الكوستيم"،
فإني سأطرح عليك السؤال؟ هل أنت تُفضّل إرتداء "الجينز" مع "الباسكيت" أم
اللباس الرياضي أو الكلاسيكي؟
كل شيء مُتوقف على مزاجي عندما أستيقظ من النوم. في العادة أفضّل اللباس الخفيف وبالتالي أقول "الجينز" – "باسكيت".
هل لديك لون مُفضّل تُحبذه؟
نعم أحب الأخضر الذي يُمثل الإسلام ديني وأيضا الجزائر بلدي.
هل تُفضّل البحر أم الجبل؟
بطبيعة الحال أحب البحر.
الأمر الذي لا يُمكنك التنازل عنه أبدا؟ لا أتصوّر أنه هاتفك الخلوي لأنك لا ترد أبدا على الإتصالات التي تأتيك؟
(يضحك...
بعدها ينظر نحو يديه) لا أعرف ذلك. أنا بطبعي إنسان بسيط، لا أحب الماديات
ولا أحب أيضا الأشياء الإصطناعية مثل الساعات، كما أني أنام كثيرا.
ما هي الهدية التي تحلم أن تمنح لك؟
صداقة حقيقية لأنه في أيامنا أصبحت عملة نادرة.
وما هي الهدية التي تتمنّى أن تمنحها لأي شخص؟
الهدية
التي أود منحها؟ لا أعرف بالضبط... ربما الصداقة الحقيقية أيضا. مثلما قلت
لك، أنا إنسان طبيعي ولا أحب الأشياء المصطنعة، وأتمنّى أن أهدي الشعب
الجزائري كأس إفريقيا. ـ
ما هي المدينة التي تتمنّى أن تعيش فيها بعد نهاية مسيرتك الكروية؟
لم
أسافر كثيرا في حياتي وأنا لاعب شاب، إذ أحب كثيرا دول الخليج ولم يسبق لي
أن تنقلت إلى هناك من قبل وأريد أن أعرف تلك المنطقة، حيث أنها تستهويني
كثيرا.
هل أنت بصدد التأكيد لنا من الآن أنك ستلعب في الخليج خلال نهاية مسيرتك؟
قلتم لي في نهاية مشواري الكروي أين أريد أن أعيش، أليس كذلك؟ أنتم لم تحدثوني عن المدينة التي أود العيش فيها خلال مسيرتي الآن.
ظهرت بلحية صغيرة في بداية الموسم، فما هو السر في ذلك؟
مثل اللباس، كل شيء مُتعلق بمزاج اليوم. مرات عندما أستيقظ لا تكون عندي الرغبة كي أحلق لحيتي، هذا ما في الأمر.
سفيان، هل يُمكن أن تقوم بمجهود وتُؤكد لنا الأمر الذي تُفكّر فيه حين سجودك بعد تسجيلك كل هدف؟
ببساطة أنا مسلم وأؤدي فريضة الصلاة وعندما أسجد فإني أشكر اللّه. أعرف أنه لا يُوجد الحظ في كرة القدم، لكن كل واحد يتبع "المكتوب".
بالمناسبة،
القدر لم يكن رحيما معك، خاصة إذا نظرنا إلى الإصابات المعقّدة التي تعرضت
إليها في وقت كنت صغير السن وفي بداية مشوارك الكروي.
أعتقد
أنه لأداء مشوار كبير يجب أن يمر اللاعب بعدة مـحطات. أنا عرفت الإصابات
وهناك من لم يتعرضوا للإصابة، لكنهم مروا بمشاكل عويصة جدا كعدم نيل
مستحقاتهم المالية أو اللعب في الأقسام الدنيا. مسيرة أي لاعب لا تُشيّد
بالقطن وهذا مثل الحياة في صورة عامة. شخصيا الإصابات جعلتني أكثر نضجا في
الحياة.
متى ستقوم بزيارة إلى الغزوات؟
أتمنّى
أن أقوم بها مستقبلا، كنت أمني النفس أن أتنقل إليها هذا الصيف، لكن الأمر
كان مستحيلا مع برنامج لقاءات المنتخب التي لعبناها في جوان وأيضا مع
نهاية موسمي مع "فالانسيا". الآن لو تتاح لي الفرصة كي أقوم بذلك قبل نهاية
السنة، فإني سأتنقل إلى الغزوات الصيف القادم إن شاء اللّه.
شكرا لك سفيان على استضافتك لنا من جديد، ونضرب لك موعدا عن قريب في حفل "الكرة الذهبية"...
(يضحك) لم لا، إن شاء الله، شكرا لكم أنتم أيضا.