اختلفت
أجواء ترقب العملية الانتخابية بمقرات الأحزاب السياسية المشاركة فيها،
فبينما سادت أجواء احتفالية بالمقر المركزي للأفلان في حيدرة، طغى الهدوء
والاطمئنان على مقر الأرندي ببن عكنون، وعلى النقيض تماما سيطر الشعور
بالخيبة والإحباط على مقر حمس، والغليان والقلق بمقر جبهة القوى
الاشتراكية.
وسارع قياديون في جبهة القوى الاشتراكية، منذ الساعات
الأولى لصبيحة أمس، إلى فضح تجاوزات شهدتها مكاتب تصويت في كثير من
المناطق، متهمين الحزب العتيد بالوقوف وراءها، وعاش المقر المركزي لهذه
التشكيلة السياسية حالة استنفار قصوى، كما انتشر قياديوها ونوابها في
البرلمان في كل الولايات التي تتواجد بها قوائم الأفافاس، في حين لم تنقطع
الاتصالات عن المقر المركزي للإبلاغ عن التجاوزات، من بينها قيام مناضلين
في الأفلان بالحملة داخل مكتب التصويت، وتوزيع أظرفة بها أوراق تصويت خاصة
بهذا الحزب عشية الانتخابات، وكان ذلك ببلدية العاشور، كما كست
الخروقات مكاتب تصويت تابعة لبلديات بن عكنون وبوزريعة والرغاية وولايات
أخرى، ويتخوف كثيرا الافافاس من مكاتب التصويت المتنقلة باعتبارها من وسائل
التزوير.
وكان مقر الأرندي المحاذي لجامعة الحقوق في ابن عكنون أكثر هدوء،
فقد كانت الخلايا التي نصبت لأجل هذا الموعد تتابع بكل دقة سير عملية
التصويت دون تسجيل أي تجاوزات تذكر تعكر صفو الانتخابات المحلية، وكانت
الحركة خلال الصبيحة هادئة والجميع كان ينتظر قدوم الأمين العام أحمد أويحيى، وكلهم تفاؤلا بأن النتائج التي سيحققها الأرندي تكون إيجابية وأحسن مما تم تحقيقه في المواعيد السابقة.
في حين طغت الحركية على مقر حزب جبهة التحرير الوطني، رغم برودة
الطقس والأمطار الغزيرة، فقد كانت الأخبار تصل تباعا إلى خلية الإعلام التي
نصبت بقاعة الاجتماعات، وكان مناضلون يحتفلون مسبقا بالنجاح في هذه
الانتخابات، حيث بدا عضو المكتب الوطني العياشي دعدوعة، أكثر تفاؤلا خلال
لقاء جمعه ببعض ممثلي الإعلام، وقال بأن اتهام تشكيلات أخرى للأفلان
بارتكاب تجاوزات هو تبرير مسبق للفشل، وكان كله يقينا بأن يفوز الحزب
العتيد في أزيد من 1000 بلدية، أي أكثر من توقعات عبد العزيز بلخادم، دليله
في ذلك بأن الكثير من الأحزاب أوقفت حملتها الانتخابية في أسبوعها الأول، فضلا عن تراجع عدد القوائم الحرة التي كانت تزعج الأفلان.
وكانت الخيبة والإحباط السمة التي طغت على كل من تواجدوا أمس، في
المقر المركزي لحركة مجتمع السلم، بسبب التقارير التي كانت تصل من الولايات
والتي تضمنت تجاوزات بالجملة، بينت -حسب قياديين في الحزب- بأن النتائج
حسمت لصالح حزبين معروفين في إشارة إلى الأفلان والأرندي، وقد ظهر ذلك جليا
على رئيس الحركة أبو جرة سلطاني، الذي انتقد العملية وقال بأن مخاوف
المواطنين من تكرار سيناريو 10 ماي قد تحققت بالفعل، وقلّت الحركة بمقر حمس
أمس، مقارنة بالانتخابات التشريعية، خصوصا بعد أن توالت التقارير من
المكاتب الولائية، والتي كانت تجمع وتحلل من قبل خلية الإعلام.
.أبوجرة سلطاني: إنزال الأسلاك النظامية حسم الأمر لحزبين في منتصف النهار قال رئيس حركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني أمس،
بأن عزوف الناخبين عن الانتخابات المحلية يدل على فشل الإصلاحات السياسية،
منتصف نهار أمس، تبين بأن الأمر حسم لصالح تشكيلتين رفض أبو جرة تسميتهما،
بعد الإنزال غير المسبوق للأسلاك النظامية على مراكز الاقتراع.
وأفاد سلطاني في ندوة صحفية مقتضبة نشّطها بمقر الحركة، بأن
الحصيلة إلى غاية منتصف النهار بيّنت برودة الانتخابات والعزوف عن مراكز
الاقتراع، لأن الإقبال تحول من المئات إلى الأعشار والأحاد، حيث كانت
النسبة لا تتجاوز 7 في المئة وهي دليل على فشل الإصلاحات الموعود بها،
قائلا بأن هذه النسبة التي قفزت إلى 15 في المئة -حسب تصريح وزير الداخلية-
يوحي بتضخيمها وهذا أمر مريب، موضحا بأن العزوف على التصويت تحول إلى عزوف
عن الترشح بسبب تداعيات انتخابات 10 ماي، معتبرا بأن مكاتب التصويت هي
العلبة السوداء بسبب عدم تغير مؤطريها لسنوات.
ورفض
المتحدث ربط العزوف عن الانتخابات ببرودة الطقس، بدعوى أن المشاركة لن
تتحسن حتى ولو كان الجو ربيعيا، موضحا بأن داء العاصمة انتقل إلى باقي
الولايات بسبب تدني المشاركة، منتقدا اتساع رقعة التجاوزات التي كانت
بالجملة، معبرا عن دهشته لما وصفه بإنزال الأسلاك النظامية الذين نقلوا في
حافلات إلى مكاتب التصويت، بغرض رفع نسبة المشاركة، قائلا بأنه كان الأجدر
بالأحزاب إذا أن تجري حملتها في الثكنات، فضلا عن التسجيلات المتكررة نظرا
لعدم تطهير القوائم الانتخابية، مما جعل الكتلة الناخبة غير معروفة،
وبالتالي ضرورة اللجوء إلى الخبرة الأجنبية للتدقيق فيها، ورفض سلطاني، تمديد فترة الانتخاب بساعة إضافية، كاشفا بأن خمسة أحزاب سياسية هدّدت بالانسحاب من العملية بسبب تصويت الأسلاك النظامية خارج مقرات إقامتهم.