مصباح: “ أمس فقط إستفقت من الحلم وتأكدت أني أمضيت في فريق باريزي ومالديني”إلتقينا جمال مصباح في “الميلانيلو” مركز تدريبات ناديه الجديد، ظهر أمس، بعد أول حصة تدريبية يخوضها ابن زيغود يوسف مع فريق آسي ميلان، وقد استقبلنا ببساطته وتواضعه المعهودين..
مصباح
وبصراحته وهدوئه الذي عرفه الجزائريون به المرّة الأولى أجابنا على جميع أسئلتنا، وبكلّ بساطة مثلما يعرفه الجميع بقي هو نفسه، وفضّل أن يكشف للجمهور الجزائري أهمّ ما حدث في الأسبوع الماضي، وكل ما يتعلق بصفقة انتقاله إلى النادي العملاق “آسي ميلان”...
عندما استيقظت اليوم، هل أدركت أنك ستتدرب في النادي المتوج بسبعة ألقاب رابطة أبطال أوروبا ولعب في صفوفه أكبر المدافعين في العالم على غرار باريزي ومالديني؟
(يبتسم)..لقد أدركت ذلك أمس عند توقيعي للعقد. أدرك أنني في فريق كبير ويجب أن أستغل الفرصة لتحسين مستواي، هناك عدة أمور سأتعلمها في المستوى العالي مع ميلان الذي سيمنحني الفرصة لإكتشاف هذا العالم الجديد. وقد لمست ذلك في الحصة التدريبية أين وجدت روحا قوية ورغبة في الفوز بين اللاعبين. هنا اللاعبون يلعبون من أجل الفوز وفقط وهو بالنسبة لي رهان جديد لن أضيّعه وسأستغله من أجل تحسين مستواي.
إذن نمت جيدا بعد توقيع العقد؟
من هذا الجانب لم أجد مشكلا لقد نمت جيدا. وعندما استيقظت كانت هناك فتحة جديدة فتحت بالنسبة لي في مشواري بصفتي لاعب كرة القدم. وكما سبق أن قلت لك أنا لم أصل بعد وينتظرني عمل كبير من أجل فرض نفسي في فريقي الجديد وعلي أن أبرهن من أجل كسب مكانتي والثقة التي وُضعت في. لدي الطموح لكي أبلغ هذا الهدف والنجاح في تجربتي الجديدة وتحقيق هذا المسعى.
و هل استشرت الناخب الوطني قبل إمضائك في ميلان؟
لم أفعل بعد، سأتصل به هذه السهرة وأستغل الفرصة لأشكره عن كل الكلام الجميل الذي قاله بشأن تحويلي إلى ميلان، بالإضافة إلى الشيخ سعدان ورابح ماجر وكل من تحدثوا عني في الجرائد، لأنني لم أستطع قراءة كل ما كتب عني. أنا أتوق للتواجد مع المنتخب الوطني لتحضير المباراة القادمة المهمة أمام غامبيا والتي يجب أن نركز فيها من أجل تحقيق نتيجة هناك.
بالمناسبة ستكون نجم التربص المقبل بين زملائك..
(يبتسم).. ولماذا أكون نجما بين رفقائي؟! سأبقى دائما كما كنت ولن أتغير.
لأنك ستلعب في ناد عريق مقارنة بالفرق التي ينشط فيها بقية زملائك في المنتخب؟
هذا ليس له معنى، لأن المنتخب الوطني ليس ناديا أين نغضب عندما لا تلعب.عندما انضممت إلى “الخضر” كنت بديلا ولم ألعب ولكني تقبلت الأمر لأن مصلحة المنتخب تمر قبل كل شيء.وتأكد أنني في التربص القادم سأحل بالعزيمة نفسها حتى أضمن مكانتي و تقديم أفضل ماعندي دون المطالبة بأي شيء من الناخب الذي سيكون حرا في خياره. وعلى الجزائريين أن يفهموا أن مصباح لن يتغيّر، فليس لأنني أمضيت في فريق كبير مثل ميلان سأغتر، بل بالعكس أنا في هذا النادي من أجل التعلم وتحسين مستواي، وذلك من أجل تقديم أفضل ما عندي سواء تعلق الأمر بالمنتخب أو النادي.
أظن أن زملاءك في المنتخب اتصلوا بك من أجل تهنئتك؟
نعم، بوڤرة، غزال ومجاني اتصلوا بي من أجل تهنئتي وهناك من أرسل رسائل من أجل تشجيعي وهو ما أثر في ويشجعني لأكون في مستوى الثقة التي وضعت في، وما علي إلا أن أبرهن أنني استحقها..
وفي مستوى قيمة نادي ميلان..
حتى أكون في مستوى ميلان، علي أن أبرهن و لا أغتر بإمكاناتي لأنني أعي بأنني مجبر على تأكيد مكانتي في ميلان. صحيح أنني أمضيت في فريق كبير ولكن علي أن أضمن مكانة في هذا النادي وهو رهان جديد بالنسبة لي..
لكن يمكن أيضا أن نقول إنك كنت مضطربا نوعا ما هذا الأسبوع بعد استقبالك لمولود جديد ودخولك في مفاوضات حول صفقة تحويلك؟
لا بتاتا، ولادة ابني لا يمكن اعتبارها أمرا يصيبني بالاضطراب، بل على العكس شكّل بالنسبة لي سعادة كبيرة للغاية، وهذا أمر واضح. أما فيما يخصّ المفاوضات المتعلقة بمستقبلي، فلم تؤثر في بتاتا، لأني كنت متيقنا أنه مادام ميلان يريدني فإنه سيصل إلى أرضية اتفاق مع ليتشي لا محالة، ولكن بالمقابل كنت فعلا مضطربا منذ أيام عديدة، وهذا عندما سمعت بخبر رغبة الميلان في ضمّي إلى صفوفه، الأمر الذي أدهشني كثيرا وأثر في.
صراحة، هل كنت تنتظر مثل هذا العرض؟
لا، بل تفاجأت بهذا العرض ولكنها كانت فرصة مهمّة لا يجب تضييعها، لذا قرّرت أن استغلّها أحسن استغلال، فقد كان العرض الأكثر جدية وواقعية من بين العروض التي وصلتني، وبعدها كل شيء اتبع مساره الطبيعي، وأنا حاليا لاعب في فريق كبير مثل ميلان.
إذا العرض هذا ليس موجودا منذ الصائفة الماضية؟
لا بتاتا، وحسب علمي لم يكن لي أيّ عرض من فريق ميلان الصيف الماضي، ولكن كانت لديّ عروض أخرى من أندية أخرى.
هذا يجعلنا نرى أن قراركـ الذي اتخذته في التريث في الصيف الماضي وعدم تغيير الأجواء كان مثمرا وذكيا بما أنك حصلت على هذه الفرصة الرائعة الآن؟
هذا صحيح، ولكن يجب القول إنه لم يكن يدخل في حساباتي ذلك الوقت أن أحصل على عرض من ميلان، فحينها لم تتفق الأندية التي طلبتني مع إدارة نادي ليتشي، لا أعرف ما الذي دار بينهم ولكن الأمور لم تتمّ. وبالمقابل أنا أيضا كنت أريد أن أبقى لموسم آخر مع ليتشي، أولا من التأقلم أكثر والبرهنة بعد موسم واحد في القسم الأول الإيطالي، لذا لم يزعجني بتاتا أن الأندية التي طلبتني لم تتفق مع ليتشي، لأني كنت أرغب في البقاء موسم آخر، خاصة أني كنت أعرف أيضا أني سأكون حرّا في نهاية الموسم، وهو ما يعطيني حرية أكثر.
في اليوم الأول لك مع “ميلان”، هل فكرت في ناديك السابق مع “ليتشي”؟
هذا أكيد، حيث أنه النادي الذي عرّفني للجميع في إيطاليا وكان لي الشرف أن لعبت فيه واكتشفت فيه “السيري أ«. الناس كانوا معي طيبين هناك، سواء المسيّرين أو اللاعبين أو الأنصار. لن أنسى أبدا أني أدين لهذا النادي الذي غادرته، وأنا متأسف كثيرا. أتمنى فقط أن يضمن “ليتشي” البقاء في الدوري نهاية الموسم.
حدّثنا قليلا عن الحصة التدريبية الأولى لك مع “ميلان”، هل كنت متخوّفا قليلا؟
لقد دخلت التدريبات بطريقة عادية جدا حيث أني اكتشفت فريقا محترفا جدا بلاعبين يملكون أسماء كبيرة، لكن هم يعرفون أن العمل فقط هو الذي يجنون به ثمار النجاح. لقد قمت بما طلب مني، على أمل أن أكون في المستوى. المهم أن كلّ شيء مر بطريقة إيجابية.
هل كان لك حديث مع بعض اللاعبين؟
لا، لم أتحدّث مع لاعب معين. أنا بحكم أني أتكلّم اللغة الإيطالية فإنه لم يكن لديّ مشكل للتواصل مع اللاعبين وأعضاء الطاقم الفني أو العاملين في النادي. ما هو مؤكد هو أني استقبلت بطريقة جيدة وأيضا باحترافية.
هل تحدّثت مع المدرب “ماسيميليانو آليغري” بخصوص انتظاره نحوك في المنصب الذي يودّ أن يستعملك فيه؟
لقد تبادلنا بعض الكلمات، لكن لم نتحدّث في هذا الموضوع لأن النادي ينتظره لقاء أمام “نوفارا” الأحد القادم، واليوم كان الحديث فقط عن التحضير لهذا اللقاء. ربما سيكلمني في وقت لاحق، وربما لن يكلمني إطلاقا. المهمّ هو أن أعمل جيّدا مع المجموعة.
بحكم أنك شاركت في الحصة التدريبية، هل هذا يعني أنك ستكون في قائمة المستدعين لمباراة “نوفارا”؟
ليس لي علم بشيء وعلى المدرب أن يقرّر. أنا أتدرّب وأعمل وعلى المدرّب أن يقوم بخياراته.
لمّا أمضيت أمس هل تذكرت ذلك اليوم لمّا كان سنك 16 سنة، حيث قمت يومها بتجارب مع برشلونة وكدت تُستقدم إلى صفوفه لولا الإصابة وأنت الذي عانيت كثيرا، خاصة أنك كنت تصاب في مرّات عديدة؟
لم أفكر في هذا الأمر بالذات. يجب أن أوضح أن وقتها كنت أبلغ 18 سنة وليس 16 سنة، وأيضا كانت تلك تجارب بسيطة واتصالات، لأنه بصراحة برشلونة لم يقترح عليّ أي شيء. أمر آخر هو أن ما قلتموه بشأن تعرّضي للإصابة في مرات كثيرة أعاقني وعطّل مسريتي في مرّات عديدة. ربما مشواري كان سيكون مخالفا لولا هذه الإصابات، ولو أن لا شيء مؤكد تماما.
من “سارفات” إلى “جوناف”، مرّرت بـ “أف سي بال” قبل تعرّضك لإصابة ومعاناتك مع فريق “لوريان” ومن ثم تحقيق انطلاقة جديدة في “أرو ولوسارن”، بعدها انتقلت إلى اللّعب في الكالتشيو مع نادي “ليتشي”، لقد عرف مشوارك تطوّرا تدريجيا ومتناسقا، صحيح؟
الانتقال مباشرة من ليتشي إلى ميلان تعتبرونه متناسقا؟ (يضحك)...
صحيح أنه ليس من السّهل الانتقال من فريق في مؤخرة الترتيب إلى بطل “الكالتشيو” الموسم الماضي ...
بغض النظر عن ترتيب نادي ليتشي في البطولة الذي لن أتكلم عنه، أريد فقط أن أقول إن الانتقال من فريق حديث العهد مع القسم الأول الإيطالي لفريق يلعب دائما على الأدوار الأولى في مختلف المنافسات سواء المحلية أو الأوروبية والقارية التي يشارك فيها ليس بالأمر الهيّن، ويعتبر انجازا كبيرا، ولهذا السبب يجب عليّ أن أعمل بجد حتى أكون في المستوى المطلوب.
هل تعلم أن الجميع في الجزائر يتحدّث عن انتقالك إلى ميلان وأنت الذي تبقي دائما رجليك في الأرض؟
نعم، لقد حدّثني أبي في الأمر وقال لي إن الجميع في الجزائر يتحدّث عن انتقالي إلى ميلان، أعرف جيّدا أن الجمهور الجزائري مهتم كثيرا ومولع بكرة القدم وبكل ما يتعلق باللاعبين الدوليين الجزائريين، لذلك تخيّلت الأجواء السائدة في الجزائر بعد انتقالي. وبالمناسبة أشكر جميع الجزائريين الذين فرحوا كثيرا ليّ، وليعلموا أنني لن أدّخر جهدا لأشرفهم ولأكون في المستوى كذلك، لأنني أشعر بالمسؤولية الملقاة على عاتقي.
بما أنك تحدّثت عن المنتخب الوطني، هل أنت واثق من تحقيق نتيجة إيجابية في غامبيا؟
نعم، أنا واثق من ذلك لأنني أعلم أن جميع اللاعبين على دراية بحجم المسؤولية وأهمية المباراة التي ستجمعنا مع المنتخب الغامبي، التي يجب أن نحضر لها جيدا، وأن نتعامل معها بكل جدية وبمثل العزيمة التي لعبنا بها خلال المباريات الأخيرة، يجب أن نواصل العمل وأن نركز جيّدا لأن المسار سيكون طويلا وشاقا.
في الختام، هل يمكن أن تطمئن الجزائريين وتقول لهم إن جمال مصباح لن يتغيّر وسيبقى دائما ذلك اللاعب الذي عرفوه سابقا؟
نعم بالتأكيد، سأعمل جاهدا لأطور إمكاناتي في مجال كرة القدم، لكن من الجانب الشخصي والإنساني سأبقى دائما ذلك الشخص الذي عرفه الناس سابقا.
------------------------------------------
في تصريح أول أدلى به إلى “قناة ميلان”...
مصبـــاح: “سعيــد جــدا وفخـــور بحمـــل قميـص نــاد مثــل ميـــلان”
كان لقناة “ميلان شانيل” التابعة للنادي “اللامباردي” السبق في الحديث مع الدولي الجزائري جمال مصباح بعد توقيعه عقدا مدته 4 سنوات ونصف مع “الروسونيري”. اللاعب لم يخف فرحته الكبيرة بالانضمام إلى “ميلان” واحد من أعرق النوادي الإيطالية ومن أفضل ما يوجد في أوروبا والعالم بالنظر إلى عدد التتويجات التي تحصل عليها، حيث اعتبر انضمامه إلى هذا النادي فخرا كبيرا حيث قال في هذا الشأن: “سعيد جدا لأني انضممت إلى هذا النادي وأنا فخور جدا في الإمضاء بميلان”.
“زملائي الجدد كانوا رائعين معي وأتمنّـــى أن أتأقلـــم بسرعــــة”
وتحدث مصباح عن أولى خطواته يوم أمس مع ناديه الجديد الذي باشر معه التدريبات في الصبيحة، حيث قال: “لقد قدمت إلى ميلان بهدف أن أتحسن وأزيد في مستواي وأعتقد أنه شعور لا يوصف أني أصبحت “ميلانيستا” وشاركت مع زملائي الجدد في أول حصة تدريبية. أؤكد لكم أنهم كانوا رائعين معي وأنا أتمنى فقط أن أتأقلم سريعا مع أجواء ناديّ الجديد حتى أكون تحت تصرف المدرب”.
“سجلت القليل من الأهداف لما كنت ألعب وسط ميدان خارج الديــار”
وبشأن المنصب الذي يفضل أن يلعب فيه والذي يجد فيه راحته أوضح مصباح أنه تحت تصرف المدرب والنادي، حيث لا يجد حرجا في اللعب كمدافع أو كوسط ميدان، وقال في هذا الشأن: “في غالب الأحيان ألعب كمدافع لكن خارج القواعد كنت مع ليتشي أتقدم إلى وسط الميدان حيث في مرات قليلة سجلت بعض الأهداف وعلى كل حال مدربي السابق كان يشركني في المنصب الذي يتماشى مع طبيعة المباراة التي كنا سنلعبها وكان يمكنني خلال ذلك أن أعطي الإضافة للنادي”.
“مباراة ليتشــي – ميلان هذا الموسم كانت مجنونة ولن تمحى من ذاكرتي”
وتحدث مصباح بعد ذلك في سؤال وجه له بخصوص مباراة هذا الموسم التي لعبت بين ناديه السابق “ليتشي” وناديه الجديد “ميلان” والتي عرفت سيناريو مثيرا، حيث تقدم “ليتشي” في النتيجة بثلاثية نظيفة في الشوط الأول (مصباح شارك في اللقاء كله يومها)، قبل أن يعود زملاء “إبراهيموفيتش” بقوة في الشوط الثاني ويسجلوا رباعية كاملة حولوا بها خسارتهم إلى فوز حيث قال بشأن تلك المباراة: “كان سيناريو مجنونا وللأسف لم نتمكن من الحفاظ على تقدمنا بثلاثية (يتكلم عن ليتشي التي كان يلعب في صفوفه وقتها). تلك المباراة لن أنساها أبدا ولن تمحى من ذاكرتي طيلة حياتي”.