"جسدي لم يعد يتحمّل، أتعرّض باستمرار للإصابات وتعبت نفسيا"
"لعبت في "ڤوزان فيل"، سدّدت ثمن تذاكر السفر بالطائرة من جيبي من أجل عظمة هذا المنتخب"
مطمور
قرّر
المهاجم الدولي السابق كريم مطمور الخروج عن صمته لكي يضع النقاط على
الحروف، بعدما قيل كلام كثير عن قرار توقفه اللعب دوليا مع المنتخب الوطني
الذي اتخذه في شهر ماي المنصرم، حيث أحال نفسه على التقاعد الإرادي دوليا
ما فتح الباب للكثير من التأويلات، كما اختار "الهدّاف" و"لوبيتور" لكي
يوضّح الكثير من الأمور التي كانت مبهمة بالنسبة للكثيرين. بعد
بداية موسم صعبة جدا لم تلعب فيها كثيرا، سجلت عودة قوية في الآونة
الأخيرة، ففي الأسبوع الماضي دخلت للمرة الثانية على التوالي أساسيا مع
فريقك "انتراخت فرانكفورت" والثالثة في ظرف شهر واحد، فهل يمكن القول إنك
أصبحت تحظى بثقة مدربك "آرمين"؟ الحمد لله، فأنا أعمل بحدية
شديدة منذ عدة أسابيع، من أجل أن أسترجع لياقتي الحقيقية وأصل إلى مستوى
أحسن، كما كنت أتحصل من حين لآخر على بعض فرص اللعب، ومع مرور الوقت أصبحت
أكثر تنافسا ولا أعاني من أي نقص من هذه الناحية الآن، صحيح أني في الفترة
الأخيرة ألعب بانتظام مع فريقي لكنني مقتنع بأن عملا كبيرا لازال ينتظرني.
بعد
انسحابك المؤقت من اللعب دوليا مع "الخضر" كان طموحك الأول أن تسترجع
إمكاناتك الحقيقية وتعود إلى مستواك، فهل يمكن التأكيد أنك حققت هدفك بما
أنك استعدت مكانتك الأساسية مع "إنتراخت فرانكفورت"؟أريد
استغلال هذه الفرصة التي منحتموني إياها لكي أوضّح نقطة هامة، مرتبطة
بقراري الانسحاب مؤقتا عن اللعب في المنتخب الوطني، حيث يجب أن يعرف الجميع
أنني اتخذت هذا القرار لأن جسدي لم يعد يتحمل، فقد كنت أعاني كل أسبوع من
إصابات مختلفة وباستمرار، إصابات وتشنجات عضلية وكذلك تعب نفسي، لذا كان من
المستحيل أن أواصل اللعب بالكيفية نفسها، وأرفض أن أكون ثقيلا على المنتخب
الوطني، هذه هي وضعيتي الحالية وأظن أن الجميع تفهم قراري الذي كنت مرغما
على اتخاذه.
نفهم أنك توقفت مؤقتا فقط
عن اللعب دوليا، إلى غاية أن يكون جسدك قادرا على استيعاب كثافة
المنافسات، وتكون حاضرا في المواعيد الكبرى... نعم هذا ما
أقصده، فكل ما أريده هو الحصول على راحة مؤقتة مع المنتخب لأنني لم أصرح
أبدا أني اعتزلت نهائيا اللعب للمنتخب الوطني، فهل يريد البعض أن ألتحق
بـ"الخضر" دون أن أقدّم أي إضافة ويشاهدوني بمستوى سيء؟ حيث سأعطي بذلك
الفرصة للجميع لكي ينتقدوني، لكنني لم رفضت أن أفعل ذلك وفضّلت أن أكون
صادقا تجاه بلدي، كما أني تفاجأت واستغربت كثيرا مما تم نشره على لساني في
الصحافة الجزائرية اليوم (الحوار أجري أمس)، بأني صرحت أني لن أعود أبدا
إلى المنتخب الوطني.
حسب أحد الزملاء فإن التصريحات نقلت من حوار أجريته لصحيفة ألمانية، أليس كذلك؟ البعض
أرادوا أن يترجموا تصريحات وحوار من جريدة ألمانية، لكنني أنصحهم بأن
يجلبوا مترحمين مؤهلين حتى لا يحرّفوا تصريحاتي، فكل ما كتب عني خطأ وغير
صحيح، وأنا لم أفهم لماذا نشروا على لساني تصريحات لم أدل بها، وما هو
الغرض من وراء ذلك؟ فالجميع يعرف مدى حبي وتعلقي ببلدي واعتزازي بحمل قميص
منتخب بلدي، وكنت أبذل كل ما في وسعي لكي أقدّم على الميدان كل ما أستطيع.
خاصة أنك كنت في المنتخب لما كان هو غائبا تقريبا عن الساحة الدولية...بالضّبط،
أتذكر أني لعبت مع المنتخب عندما كنا نلعب في المدن الصغيرة بفرنسا، مثل
"ڤوسنفيل" أمام 50 متفرّجا فقط، وأتذكّر أيضا أني كنت حينها آتي من
ألمانيا، وأدفع ثمن تذكرة الطائرة من مالي الخاص، وكلامي هذا دليل على مدى
تعلقي ببلدي وتأهّبي لفعل أي شيء من أجله، لقد كنت دوما أحاول أن أعطي أقصى
ما أملك من إمكانات من أجل الجزائر، كما ساهمت في تطور هذا المنتخب وتقدمه
وأن يصبح كبيرا بعدما كان يعاني، لذلك من غير المنطقي أن يفكّر البعض
اليوم بأني أدرت له ظهري، ولهذا تجدني أتألم لما أسمع البعض ينتقدني دون أن
يتفهم وضعيتي، إنها أنانية من بعض الأشخاص.
ربما
تصريحات الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش خلال ندوته الصحفية التي نشطها،
عندما صرح بأنه لن يستدعي اللاعبين الذين أعلنوا اعتزالهم اللعب للمنتخب
الوطني، جعلتك شخصا غير مرغوب فيه...الناخب حر في تصريحاته وفي
خياراته، وحر في استدعاء اللاعب الذي يريده والجميع مطالب باحترام خياراته،
لن أدخل في هذه المتاهات، أنا بصدد شرح وضعيتي للرأي العام حتى لا يغالطوه
وحتى لا يحدث سوء فهم.
الصحفيون الألمان، يقولون إنك ترفض الخلط بين حياتك الشخصية وحياتك الرياضية، هل هذا صحيح؟نعم،
هذا صحيح، هذا شيء لا أحبه لذلك أرفض الخوض فيه. الصحفيون الألمان يتحدثون
عن حياتي الشخصية، ولا يمكنني أن أفعل شيئا تجاه ذلك، لكن المهم أني لا
أتحدث عن حياتي، وهنا أكشف لكم أنني في حوار مع صحيفة جزائرية، طرح علي
سؤال عن حياتي الخاصة، فقمت بإيقافه على الفور، وطلبت منه المرور إلى
السؤال الذي يليه.
ترفض التطرق لحياتك الشخصيةلا
يمكنني أن أتطرق لحياتي عبر الصحف، الصحافة هي التي تقارنني أنا وزوجتي مع
زوجين مشهورين (بيكام وفيكتوريا)، لكني لم أتحدث يوما عن ذلك، وحتى فكرة
المقارنة مع زوجين آخرين لم تخطر ببالي يوما.
هل من كلمة توجهها للشعب الجزائري؟أعلم
أن من يعرفون شؤون وخبايا كرة القدم، يعرفون مطمور والسبب الذي جعله يقدم
على تلك الخطوة، أستغل الفرصة كي أشكر هؤلاء الذين أعتبرهم الأنصار
الحقيقيين للمنتخب الوطني على مساعدتهم ومساندتهم لي.
تلعب
في مدينة "فرانكفورت" التي توجد فيها الجالية الجزائرية بكثرة، وعندما
يلتقيك الجزائريون في المدينة أو في الملعب، هل يظهرون لك عداء ويشمئزون
منك أم يساندونك؟هناك في "فرانكفورت" مكان يوجد فيه قلة من
الجزائريين، التقيت بعضهم وشرحت لهم وضعيتي فتفهموها وتفهموني أيضا، كما
فضلت أن أشرح اليوم وضعيتي للناس عبر جريدتكم أيضا، لأني سمعت الكثير وقيل
الكثير من الكذب عن قضيتي، أردت أن أضع حدا لكل الشائعات التي راجت، وأؤكد
للجميع بأني لم أعتزل اللعب نهائيا لصالح الجزائر، وأني لم أدر ظهري
للجزائر، وأتمنى أن يكون ما قلته واضحا جدا.