ما عدا قلة منهم، الأغلبية أداروا ظهرهم للإعلام قبل وبعد اللقاء
نجوم حليلوزيتش
يواصل عدد من لاعبي المنتخب الوطني
خرجاتهم الغريبة اتجاه الإعلاميين في كلّ مرة، فهذا الإعلام الذي شهّر بهم
وجعل صيتهم يذيع في الجزائر بعدما كانوا نكرة في أوروبا، صار يزعج هؤلاء
الذين ينشطون في أندية مغمورة لم نكن نجهد أنفسنا لمشاهدة مبارياتها ولا
متابعة أخبارها لو أنهم لاعبون دوليون يلعبون في منتخبنا الوطني، ورغم أن
همّنا الوحيد هو القارئ الكريم الذي نسعى في رسالتنا النبيلة هذه أن نوصل
له المعلومة وصوت هؤلاء اللاعبين قبل وبعد المباريات، إلا أننا صرنا نجد
صعوبات في ذلك مع من صاروا يعتبرون أنفسهم نجوما وصاروا يديرون ظهرهم
للإعلاميين، ضاربين الجمهور الجزائري الذي يهتم بأخبارهم وتصريحاتهم عرض
الحائط.
في المطار عدا بودبوز ولحسن...كلهم رفضوا الحديثوسبق
أن تغاضينا عن كل التصرفات التي صدرت من الحارس مبولحي وعدد من زملائه،
لكننا هذه المرة قررنا أن نتطرق للأمر بتوجيه إنذار لمن يعتبرون أنفسهم
نجوما، حتى لا نتمادى في تصرفاتنا معهم مستقبلا، قررنا ذلك بعد تصرفهم غير
اللائق اتجاه جمع كبير من الإعلاميين كان في انتظارهم في مطار هواري بومدين
صبيحة يوم الإثنين الماضي بداية من الساعة الثامنة، فذلك الكم الهائل من
الإعلاميين لم يأتي للمطار باكرا من أجل جمال عيون أي لاعب من هؤلاء
اللاعبين، بل من أجل القيام بواجبه الإعلامي الذي يفرض عليه إيصال المعلومة
وصوت "النجوم" للقارئ، لكن وما عدا بودبوز ولحسن، فإن البقية ممن وصلت يوم
الإثنين أعطت الإعلاميين بظهرها ورفضت مخاطبة الجزائريين.
بعد اللقاء دوخة، بودبوز ولموشية فقط من تحدّثواتغاضينا
عن كشف ذلك، واعتقدنا أن "النجوم" فضلوا التزام الصمت لأنهم مركزون في
المباراة ولأنهم عازمون على الإطاحة بـ"دزيكو" ورفاقه، فقلنا لا حرج في ذلك
ولننتظرهم عقب نهاية اللقاء كي نحتفل معهم بالفوز على البوسنة، وننقل
تصريحاتهم إلى الجماهير الجزائرية الواسعة، لكننا صدمنا من جديد، لأن
أغلبية "النجوم" فضلت مغادرة ملعب 5 جويلية دون الحديث للإعلاميين، ما عدا
قلة مشكورة على ذلك، في صورة بودبوز، لموشية ودوخة الذين تحدثوا إلينا بصدر
رحب، عكس الأغلبية من زملائهم.
لا ندوة صحفية قبل اللقاء ولا بعده... يحدث هذا في الجزائر فقطوالغريب
في الأمر أن مباراة البوسنة التي كان من المفروض أن تكون احتفالية لم تعرف
سوى الأمور الكارثية، ففضلا عن حالة الملعب المزرية التي صارت حديث العام
والخاص في الجزائر، فإن مباراة البوسنة يمكن أن نصف ما حدث فيها بالسابقة
لأن منتخبنا الوطني يبقى البلد الوحيد الذي لم يعقد فيه لاعبوه ندوة صحفية
لا قبل المباراة ولا بعدها، فالمعمول به من طرف كل المنتخبات وحتى الأندية
أن يَعقد المدرب مع لاعب واحد أو لاعبين ندوة صحفية قبل اللقاء، لكن هذا ما
لم يحدث، لماذا؟ ربما هو طلب "النجوم".
أكثر من 40 مباراة ودية لعبت حول العالم و"ميسي" وكل النجوم تحدثواوتزامنت
مباراة الجزائر والبوسنة مع أكثر من 40 مباراة ودية لُعبت سهرة الأربعاء
الماضي، مباريات كلها عرفت برمجة ندوات صحفية للاعبين، بما فيهم "ميسي"
الذي يعد أفضل لاعب في المعمورة والذي خاطب الجماهير العربية من السعودية،
مثلما خاطب "كاسياس" جماهير بلاده من بنما، وكذلك فعل "إبراهيموفيتش" من
السويد، وغيرها من النجوم الحقيقية التي تحدثت قبل وبعد المباريات التي
خاضتها منتخبات بلادها ما عدا "نجوم" منتخبنا.
"دزيكو"، "بيانيتش" و"داني ألفيس" نجوم تعرف معنى التواضعومن
الصّدف أن تَكَبُّر "نجوم" منتخبنا على الإعلاميين وعلى الجماهير
الجزائرية هذه المرة، قابله تواضع لا نظير له من نجوم عالمية بأتم معنى
الكلمة، نجوم تنشط في "البارصا" و"مانشيستر سيتي" و"روما" وغيرها، لأن
اليوم الذي وصلت فيه هذه "النجوم" إلى أرض الوطن يوم الإثنين الفارط عرف
حدثين بارزين، الحدث الأول كان وصول المنتخب البوسني الذي تحدّث جميع
لاعبيه للإعلام الجزائري دون تردّد، فتوقف "بيانيتش" لدقائق معدودة وهو
يخاطب الجمهور الجزائري لتهنئته بمناسبة بذكرى استقلاله الخمسين، والذكرى
الخمسون لتأسيس "الفاف"، وتوقف "دزيكو" في الأمسية لدى وصوله أيضا ليتبادل
أطراف الحديث مطولا مع الإعلاميين، ولكي يلبي طلبات المعجبين في المطار ممن
تعرفوا عليه، أما الحدث الثاني فتزامن مع صدور حوار "داني ألفيس" في ذات
اليوم، والصور تظهر حفاوة استقبال "ألفيس" الإعلاميين الجزائريين في بيته،
والطريقة التي تحدث بها عن الجزائر تبرز لنا معدن هذا اللاعب وتجعلنا
مباشرة نعرف الفرق بين نجوم من طينته وطينة "دزيكو" و"بيانيتش"
و"ميسيموفيتش"، ونجوم من طينة "نجومنا" التي عليها أن تعرف ما معنى
التواضع، وعليها أن تدرك أيضا أن الجزائر وإعلامها وجماهيرها هي من صنعت
لهم اسما وليس العكس، وصدق الراحل معمر القذافي يوم قال:"من أنتم؟"