مسابقة في السباحة أو مباراة في كرة
القدم، تلك التي شاهدناها سهرة أول أمس في مسبح 5 جويلية أو بالأحرى ملعب 5
جويلية إن صح التعبير، ما حدث عار وعيب على الكرة الجزائرية وحتى بلد
الجزائر ككل، لأننا وبعد 50 سنة من الاستقلال لم نتمكن من تشييد ملعب أو
أرضية ميدان معشوشبة طبيعيا قادرة على احتضان مباراة للمنتخب الوطني، في
الذكرى الخمسين من استقلال الجزائر وتأسيس الاتحادية، فما حدث أول أمس دليل
على سوء التسيير من طرف المسؤولين على شؤون الرياضة وكرة القدم الجزائرية،
ولأن الله عز وجل يمهل ولا يهمل، يمكن القول أن الخالق عز وجل فضح كل
المسؤولين في عيد كان من المفترض أن يكون احتفالا كبيرا ليصبح مهزلة،
سيتقاسمها كل من له يد في تشييد هذه الأرضية التي صرفت عليها الملايير من
أجل أن يضحك علينا كل العالم وعلى المباشر أمام البوسنة.
من نوفمبر 2011 إلى نوفمبر 2012 لا شيء تغيّر في 5 جويلية الأمر الذي لم يتقبله لا حاليلوزيتش ولا لاعبو المنتخب الوطني، هو مرور سنة
كاملة عن لقاء “الجزائر البيضاء ضد الجزائر الخضراء ” بعد غياب المنتخب
الكاميروني بسبب قضية المستحقات، فسنة كاملة حسب اللاعبين وحتى حاليلوزيتش
لم تكن كافية لتحضير الأرضية لموعد هام جدا بالنسبة للجزائر ككل وليس للفاف
فقط ، ما ساهم في إحداث كارثة حقيقية على المباشر، تفرج عليها العالم
بأسره.
البوسنيون لم يفهموا شيئا واللاعبون غادروا غاضبين لم يفهم لاعبو المنتخب البوسني أي شيء فيما حدث بالمباراة، فلم يكونوا
يتصورون أنهم سيجدون أنفسهم يسبحون بدل أن يلعبوا مباراة كانت من المفترض
أن تكون جميلة واحتفالية في ملعب 5 جويلية، وغادر كل من بيانيتش ودزيكو
وسباهيتش وكل نجوم منتخب البوسنة غاضبين مما حصل، خاصة أن أرضيات مماثلة
كانت ربما قد تعرضهم إلى إصابات أو بالأحرى عرضتهم إلى إصابات ستكون
عواقبها وخيمة في الساعات القليلة القادمة.
كوليبالي كومان “حشم يوقف المباراة” والقانون يسمح له بذلك بعد مرور 20 دقيقة من الشوط الأول، وزيادة حجم الأمطار والماء فوق أرضية
الميدان، كاد الحكم كوليبالي كومان أن يوقف المباراة حسبما أسره لأحد
مقربيه، لكن باعتبار المواجهة ودية واحتفالية فإن الحكم استحيى من توقيف
مواجهة برمجت كحفلة كبيرة للفاف، رغم أن القانون يمكنه ويخول له إيقاف
المقابلة من دون أي مشكل، حفاظا على سلامة اللاعبين وعدم تعرضهم إلى إصابات
بليغة فوق أرضية الميدان.
لحسن الحظ أننا لم نلعب أمام البرازيل وإلا لحدثت الكارثة السؤال الذي يطرح نفسه كيف كان الحال لو قدم المنتخب البرازيلي بنجومه إلى
الجزائر؟ فماذا لو قدم كاكا وداني ألفيس واللاعب نايمار وتياغو سيلفا وكل
النجوم العالميين، ليلعبوا فوق أرضية ميدان كارثية مثل التي شاهدناها أول
أمس في 5 جويلية، فكيف كانت ستحصل الأمور مع الاتحادية البرازيلية التي
برمجت بيع المباراة بملايين الدولارات وتسويقها لقنوات أجنبية؟.
من الذي نصح حاليلوزيتش بالتحول من تشاكر إلى 5 جويلية؟ سؤال آخر يطرح نفسه بقوة، هو من الذي نصح حاليلوزيتش بالتنقل من ملعب تشاكر
إلى 5 جويلية؟ فمن دون شك أن التنظيم ربما في تشاكر ليس بمستوى 5 جويلية
بسبب ضيق الملعب، لكن الشيء المؤكد أن أرضية تشاكر لم ولن تتأثر بحجم
المياه الصغير الذي تساقط على أرضية الميدان أول أمس، ولشاهدنا مباراة في
المستوى بين الفريقين، وحتى الجمهور الذي لم يحضر بقوة إلى العاصمة فإنه
كان سيفجر ملعب تشاكر بالبليدة، ولتفادينا الكارثة التي شاهدناها على
المباشر وتحت أنظار كل العالم.