لم يأبه رشيد غزال وياسين بن زية بمشاعر الجزائريين، ولم يكتفيا بالسفر إلى الكيان الصهيوني ودخول التراب الإسرائيلي،
غزال رشيد
بل
شاركا في مباراة فريق "هابويل إيروني" و"كريات شمونة"، ضمن الجولة
الثانية لدور المجموعات في منافسة الدوري الأوروبي لكرة القدم، وفاز "ليون"
خارج الديار سهرة أول أمس بنتيجة (3-4)، في لقاء شارك فيه شقيق الدولي عبد
القادر غزّال أساسيا واستبدل في (د69) نتيجة معاناته من آلام في الكاحل،
في الوقت الذي كان فريقه فائزا (3-2)، كما لعب بن زية في الشوط الثاني.
من الفريق الرديف إلى اللّعب أساسيا في "أوربا ليغ" وبن زية أيضا لعب 35 دقيقة
وإذا
كان استدعاء غزال اعتبر مريباً بما أنها المرة الأولى التي يوجد مع الفريق
المحترف هذا الموسم، فإن تزامن ذلك بمواجهة فريق صهيوني يدعو للتساؤل،
وأكثر من ذلك أن إشراكه أساسيا أمر لم ينتظره أحد وكان مفاجأة لجماهير
"ليون"، التي اطلعنا على آرائها عبر منتديات النادي واستغربت قرار المدرب
بما أنه لاعب من الفريق الرديف، والأمر يتعلق بالمنافسة الأوربية وليس
بمباراة البطولة، الشيء الذي يدعونا إلى طرح العديد من علامات الاستفهام عن
السر وراء توظيفه الأول في الكيان الصهيوني، وكان بإمكان اللاعب أن يواصل
اللعب وقتا أطول لولا إصابته التي عجلت استبداله بزميله "ستيد مالبرونك"،
وبالمقابل فإن الشباب ياسين بن زية دخل في (د55) وشارك إلى نهاية المباراة.
نادر السيد، أحمد حسن والشمّاخ قاطعوا قبلهما وموقف جمهور "بيلباو" أفضل منهما
ونشر
الموقع الإلكتروني لقناة "العربية" تقريرا عن مشاركة اللاعبين صاحبا
الأصول الجزائرية في هذه المباراة، و اعتبر محرر المقال أنهما تحديا عرفا
متبعا لدى المحترفين العرب، وأنهما لم يتبعا طريق نادر السيد وأحمد حسن أول
الرافضين للسفر إلى هناك، فضلا عن مروان الشماخ مع "بوردو" الفرنسي، وقال
محرر المقال في الموقع: "دأب كثير من اللاعبين العرب المحترفن في الملاعب
الأوروبية على الاعتذار عن مرافقة فرقهم إلى إسرائيل، خشية تعرضهم
لانتقادات في بلدانهم الأصلية، أو تعبيراً عن مبدأ يرفض دخول الدولة
العبرية تأكيداً على عدم اعترافهم بوجودها أصلا"، ويبدو أن جمهور "أتلتيك
بيلباو" الإسباني يملك موقفا مشرفا أفضل من هذين الشابين، حيث قام في
استقباله ذات النادي (كريات شمونة) في الجولة الأولى من المنافسة الأوربية،
برفع عشرات الرايات المؤيدة للقضية الفلسطينية والمنددة بسياسة الاحتلال،
ما قوبل برد فعل ممتعض من وسائل الإعلام العبرية.
حليش ذكي ويكون قد ادعى أنه غير جاهز ليغيب أمام "هابويل"
وكما
أشرنا إليه مسبقاً فقد غاب رفيق حليش عن استقبال فريقه "أكاديميكا"
البرتغالي ضيفه نادي "هابويل تل أبيب"، حيث يكون اللاعب قد تحجج بعدم
جاهزيته حتى لا يشارك وكانت تقارير نقلت يومين قبل اللّقاء شفاءه، لكن
اللاعب الدولي يملك من الذكاء ما يمكنه من تفادي مشاركة مفخخة كهذه إن كان
فعلا قد استرد عافيته، وكان فريقه قد تعادل بنتيجة (1-1) سهرة أول أمس
مفوتا على نفسه فرصة ذهبية لتحقيق أول انتصار، ما يعني أن الأمور ستكون
صعبة جدا في هذه المجموعة للتأهل، وإذا كان حليش تجنب أول مباراة فإن
اللّقاء الثاني في الكيان الصهيوني سيبقى الإشكال الوحيد، ولو أن حليش يعرف
كيف يتصرف في هذه المواقف بحكم خبرته ويربح إلى صفه الجزائريين عكس ما
فعله الثنائي الشاب.