قدم وزملاؤه مباراة كبيرة أسقطت رائد البطولة لأول مرة قادير يهين مرسيليا برباعية، كان وراء أول هدفين، سجل الثالث ومرّر الرّابع

أقل ما يمكن قوله عن المباراة التي أداها قادير ورفقاؤه أمام "أولمبيك مرسيليا"، أنها كانت كبيرة بكل ما تحمله الكلمة من مقاييس، اللاعب الدولي بدوره قدم كل شيء في هذا اللّقاء وكانت له مساهمة فعالة..

في الانتصار العريض الذي حققه زملاؤه بنتيجة (4-1)، والذي لم يتوقعه 23 ألف مناصر الذين حضروا إلى ملعب "فالونسيان" لتشجيع أصحاب الزي الأحمر والأبيض، واستمتعوا بمباراة سيطر فيها فريقهم على أغلب مراحلها، واستحق الانتصار أمام "مارسيليا" رائد البطولة الفرنسية، الذي أدى مواجهة سيئة وتلقى أول خسارة في الموسم و4 أهداف رغم أن شباكه لم تستقبل سوى هدف واحد في الجولات 6 السابقة.
منح كل شيء في 90 دقيقة، أقنع مدربه وطمأن حليلوزيتش
ويمكن القول إن أداء قادير في هذه المباراة كان أفضل، لأنه أدى دوره التكتيكي بانضباط في الرواقين الأيسر والأيمن في آخر دقائق المباراة، كما سجل ومرر وكان وراء أهداف فريقه، مقدما مردودا مميزا أكد به أنه يستحق المكانة الأساسية التي حرم منها في المباريات الماضية، بدليل أنه قبل هذا اللقاء لم يلعب سوى مرة واحدة أساسيا وخمس مرات بديلا (169 دقيقة ككل قبل لقاء أمس)، وبكل تأكيد فإن مردود قادير في لقاء أمس سيجعل مدربه "سانشيز"، يجدد الثقة فيه أساسيا في المباراة المقبلة أمام "تولوز" قبل التحاقه بـ "الخضر" استعدادا لمباراة ليبيا، كما أن مردود قادير الذي لعب أساسيا أمام ليبيا كان مطمئنا جدا لـ حليلوزيتش، الذي ارتاح وهو يشاهد ما قدّمه اللاعب في مباراة خاصة.
كان وراء كل أهداف فريقه، وتمريرة الرابع أروع ما في المباراة
وقبل الحديث عن الهدف الذي سجله، لا بد من القول إن قادير في مباراة ظهيرة أمس كان وراء الأهداف الأربعة التي سجلها فريقه، حيث كان وراء مخالفة (د16) التي نفذها وسجلها زميله "دانيتش"، كما أن رأسيته في (د34) التي جاءته من كرة طويلة من الدفاع أخذها زميله "دانيتش" في وضعية مناسبة ليمرر إلى "لوتاليك"، الذي كان وجها لوجه مع الحارس وأمام شباك شاغرة سجل هدفا، وفي (د60) منح قادير أفضل كرة في المباراة حيث جرى وحده على الجناح الأيسر أكثر من 50 مترا دون أي مضايقة، وفتح رغم وجود 5 مدافعين من "لوام" مباشرة إلى رأسية زميله "لوتاليك"، الذي سجل برأسية بعد أن وجد الكرة دقيقة كما أرادها.
سجل الثالث من هدية "مانداندا" والخامس ضاع من زميله "مبانڤ"
ولم يكتف بمساهمته في 3 أهداف سجلها زميلاه "دانيتش" و"لوتاليك" (هدفان)، بل سجّل الهدف الثالث في المباراة والأول له في الموسم الجاري في (د39)، بعد هفوة فادحة من الحارس الفرنسي الدولي "مانداندا"، الذي حاول التمرير باليد لكن الكرة انفلتت منه واتجهت مباشرة إلى قادير الذي وضعها في الشباك دون مراقبة، كما كان يمكن أن يكون وراء الهدف الخامس لفريقه بطريقة الهدف الرابع أي بفتحة عرضية جميلة، حيث انطلق هذه المرة على الجهة اليمنى وقدم كرة دقيقة لزميله "بونڤ"، الذي لم يحسن التعامل مع الكرة وخرجت رأسيته جانبية.
بن شيخة: "حليلوزيتش سيكون بحاجة إلى قادير أمام ليبيا"
وأكد ابن مدينة "مارتينغ" مستواه أمام فريق طلب خدماته الصيف الماضي، لكن انتقاله إليه فشل في اللحظات الأخيرة قبل إغلاق سوق التحويلات، لكنه يكون قد برهن على قيمته لمدرب "مرسيليا" "إيلي بوب" والمناجير العام "أنيڤو" الذي تابع اللّقاء من المنصة الشرفية، و أشاد محلّلو "الجزيرة الرياضية" بالأداء الذي قدمه قادير في هذه المواجهة، حيث تكلم المدرب التونسي قيس اليعقوبي عن الهدف الثالث والفتحة الرائعة التي أهدى من خلالها قادير هدفا لزميله "لوديك"، رغم وجود مضايقة مؤكدا أنه التمريرة كانت سحرية، وقال بن شيخة النّاخب الوطني السابق إنه يثني عليه لأنه لاعب جزائري ولأنه يعرفه جيدا، قبل أن يضيف قائلا: "أتكلم بهذه الطريقة عنه لأن المنتخب الوطني سيكون بحاجة ماسة إليه في المباراة القادمة (لقاء ليبيا)، ومدرب المنتخب الجزائري في اعتقادي سيجده في هذه المواجهة".

قادير: "لا زالت أحلم بارتداء قميص مرسيليا وأنا قوي معنويا لأثبت ما أنا قادر على فعله"
قبل مباراة "أولمبيك مرسيليا" أدلى قادير بحوار لموقع "لوفوسان"، تكلم فيه عن أمور عديدة لاسيما عدم نجاح صفقة انتقاله إلى نادي الجنوب، حيث سئل أولا إذا كان لا يزال يتذكر يوم 31 أوت الماضي، عندما فشل انتقاله إلى "لوام" فرد يقول: "لا، لا أفكر في ذلك، إنه من الماضي، إذا لم يتم هذا الأمر فإنه كان ينبغي أن لا يتم"، قبل أن يضيف أنه غير مكترث لأنه لم يلتحق بالنادي الأزرق السماوي، ما دامت إرادة الله شاءت ذلك وأضاف قائلا: "هذه هي تقلبات كرة القدم، الحياة تستمر في كل الحالات، أنا مررت إلى مرحلة أخرى".
"شعرت بخيبة عندما لم أوقع لمرسيليا ولكن.."
وعن ركوبه الطائرة في ذلك اليوم، وإذا آمن بأن فرصته باللّعب لنادي "مرسيليا" اقتربت قال: "نعم، أحسست بشيء ما، أنا من مارتينغ وأحلم دائما بتقمص ألوان مرسيليا، وبعد عدم تحقيق ذلك كانت خيبة شديدة في اللحظة نفسها، لكنني قوي من الناحية المعنوية حتى أواصل وأؤكد ما أنا قادر على فعله، على كل حال علينا أن ننتظر إلى نهاية الموسم". كما تكلم عن وضعيته احتياطيا (لقاء أمس الثاني فقط الذي لعبه أساسيا في الموسم)، قال: "كنت متفقا مع فريقي على إيجاد أرضية اتفاق لرحيلي، كنت مغادرا ومن المنطقي أن يحضر المدرب فريقه من دوني".
"مادام الأفضل يلعب في فالونسيان فلا مشكل عندي"
لكن مع هذا أبدى قادير تفاؤلا بعودته إلى مستواه قائلا: "حاليا أنا أكتسب دقائق إضافية كل مرة في المنافسة، أتمنى أن أعود أساسيا كل شيء على ما يرام كما هناك منافسة، ومادام الأفضل هو الذي يلعب فلا مشكل من هذه الناحية"، وعن الهزيمة في كأس الرابطة والإقصاء على يد "موناكو" (4-2)قال: "إقصاؤنا أمام فريق من الرابطة الثانية، لا يعني أن موناكو له مكان في الرابطة الأولى، لكن سيناريو اللّقاء هو الذي جعل الأمور تسير بتلك الطريقة، كنا فائزين من البداية بنتيجة 2-0 ثم تلقينا هدفين قبل نهاية الشوط، ثم لعبنا الوقت الإضافي حيث كانت لنا فرص أضعناها، كما أن تعب الرحلة و120 دقيقة من اللّعب أمور أثّرت فينا، لكننا استرجعنا الآن".
"لا يوجد مشكل مع رود فاني واعتذر لي بعد الحادثة"
وعن لقائه "رود فاني" الذي تسبب في تعرضه لإصابة خطيرة الموسم الماضي أدت إلى فقدانه الوعي،قال قادير: "إنه أمر يحصل في اللّعب، ويمكن أن يتعرض له أي كان، لا يوجد أي مشكل مع رود"، قبل أن يضيف قائلا: "إنه من الحي نفسه الذي أسكنه، كما أنه اعتذر مني مباشرة بعد الحادثة". كما تكلم عن الحارس "مانداندا" الذي أهدى له هدفا دون أن يقصد، بعد أن انفلتت من يده كرة اتجهت إلى اللاّعب الدولي قائلا عنه قبل المباراة: "نعرف مستواه، ليس من أفضل الحراس الفرنسيين عبثا، يمكنه أن يؤثر في نتيجة المباراة وحده، وهو الآن فوق السحاب مع زملائه، لم يحققوا 6 انتصارات متتالية عبثاً".