في خطوة لعلّها ستسبّب المغص والإحراج لكثير من الدّول
الإسلامية التي استنكفت حكوماتها عن تقديم ولو التماس إلى شركة "جوجل"،
لحذف المقاطع المسيئة للنبيّ -صلى الله عليه وآله وسلّم- والمأخوذة من
الفلم السّافل الذي استنفر المسلمين في الشّرق والغرب، أمهلت محكمة
برازيلية، موقع "يوتيوب" 10 أيام لإزالة المقاطع المسيئة لنبيّ المسلمين في
البرازيل، على إثر الدّعوى القضائية التي أقامها الاتحاد الإسلامي الوطني
هناك ضدّ شركة "جوجل" المالكة لموقع "يوتيوب".
وتأتي هذه الخطوة على إثر حملة تداعى إليها كثير من النّاشطين على
الأنترنت لمقاطعة المحرّك الشّهير (جوجل) بسبب رفضه حذف المقاطع المسيئة
للنبيّ -عليه الصّلاة والسّلام-، وقد أدّت المقاطعة إلى تقهقر المحرّك
العملاق إلى المرتبة الثانية بعد أن كان متربّعا على عرش ترتيب المواقع لـ08 سنوات متتالية حسب إحصاءات موقع "أليكسا".
أمّا منتجو الفيلم المسيء فقد دبّت بينهم الخلافات، وفضح بعضهم
بعضا وتبادلوا الاتّهامات بالفبركة والتّزوير، وتبرّأ بعضهم من تحريف وجهة
الفلم، وذرف بعض ممثّليه الدّمعات، لأنّهم وقعوا ضحية احتيال من طرف المنتج
اليهوديّ.
الصّحيفة الفرنسية السّاخرة شارلي إبدو من جهتها تعاني هذه الأيام اضطرابات تهدّد بإفلاسها، ما جعلها تلجأ إلى حيل مضحكة لتفادي المصير المحتوم.
ولعلّ ما لحق هؤلاء الشّانئين ما هو إلا مقدّمات لما سيحيق بالمستهزئين من نكسات، تقضي على أحلامهم في الشّهرة على حساب نبيّ الرّحمات.
إنّها سنّة الله في بتر شانئ المستهزئين، ومعاقبتهم بضدّ ما
يريدون؛ فيَوم تقاعس حكّام المسلمين عن نصرة خاتم النبيين، جاءت نصرة ربّ
العالمين لنبيّه الأمين، فانتشر عبق سيرته في بلاد الشّانئين، واستنشقته
أرواح المنصفين، فدخلوا في دين الله بالآلاف ومئات المئين، وانطلق الحاقدون إلى مزبلة التاريخ متدافعين، وعلى مقصلته منتحرين.
لقد تكفّل الله جلّ وعلا أن ينصر نبيّه ويعلي قدره ويقصم ظهور
شانئيه؛ وقد حفل التاريخ بقصص كثيرة جعلها الله عبرة لكلّ من تجرّأ على
الإساءة إلى خير خلق الله؛ نورد بعضًا منها لنعلم قدر هذا النّبيّ عند
الربّ العليّ:
أسد ينتصر للنبيّ من عتبة بن أبي لهب الوبيّها هو الكافر بن الكافر عتبة بن أبي لهب، ابن عمّ النبيّ. لمّا
بُعث عليه الصّلاة والسّلام برسالة الحقّ تجرّأ هذا الشقيّ وتفل في وجهه
الشّريف -صلوات ربّي وسلامه عليه- وطلّق ابنته وآذاه أشدّ الإيذاء، فما كان
من النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إلا
أن دعا عليه قائلا: (اللهمّ سلّط عليه كلباً من كلابك)، وترتفع دعوة
الحبيب المصطفى إلى السّماء، ويخرج عتبة بن أبي لهب في تجارة إلى الشّام،
خاف أبو لهب على ابنه من دعوة النبيّ، فأنزله في صومعة راهب وجعل فراشه
الذي ينام عليه خلف المتاع ليكون بمثابة ستار له، لكن أين الفرار من جنود
الله التي لا يعلمها إلا هو سبحانه؟ نام عتبة بن أبي لهب ونام من كان معه
في سفره، وجاء أسد بالليل يسعى، فطاف على كلّ النائمين يشمّهم، ثمّ يُعرض
عنهم، لأنّه قد جاء لمهمّة محددة، حتى وثب فوق المتاع وشمّ وجه عتبة بن أبي
لهب فضربه على وجهه ضربة قاتلة، ثمّ أخذه يجرّه من رأسه وذهب به بعيداً ليأكله. لقد أخذه الأسد من وجهه، لم يأخذه من يده ولا من رجله وإنّما أخذه من وجهه لأنّه تجرّأ على أشرف وجه، وجه المصطفى عليه الصّلاة والسّلام.
ابن قمئة ضرب وجه النبيّ فأقمأه اللهويوم غزوة أحد، تجرّأ المشرك العنيد عبد الله بن قمئة على خير خلق
الله فضرب وجهه الشّريف -صلوات ربّي وسلامه عليه- فجرحه وهو يقول "خذها
منّي وأنا ابن قمئة"، فقال له الحبيب المصطفى عليه الصّلاة والسّلام:
]أقمأك الله