يعيش الحجاج النظاميون حالة من القلق والاستياء بسبب تأخر
تسليمهم جوازات الحج الخاصة بهم على مستوى المصالح التابعة للدوائر
والبلديات بالولايات المقيمين بها، وذلك بسبب الإجراءات البيروقراطية التي
عطلت إنهاء إعداد الجوازات وكذا التأشيرات، في وقت دعت الوكالات السياحية
وزارة الداخلية لتوجيه تعليمة تلزم المصالح التابعة لها بالإسراع في
العملية.
وأكد إلياس سنوسي الناطق باسم النقابة الوطنية للوكالات السياحية
لمنطقة الوسط للشروق بأن تعطل تسليم جوازات السفر مس معظم الحجاج النظاميين
الذين يقصدون يوميا الوكالات التي تعاقدوا معها للاستفسار عن الإجراءات
التي ينبغي اتباعها لتأجيل موعد السفر باتجاه البقاع المقدسة، موضحا بأن
القنصلية السعودية بالجزائر قامت بواجبها وأن الخلل يكمن في المصالح
الإدارية التي اتسم عملها بالبطء منذ البداية، وهو ما زاد في قلق الحجاج
خصوصا المعنيين بالرحلات الأولى التي ستنطلق بداية من يوم الثلاثاء، كما
جعلت هذه الوضعية المضطربة الوكالات المعنية بموسم الحج تعلن حالة استنفار قصوى خشية تعطل برنامج الرحلات الذي تم ضبطه مع شركة الخطوط الجوية الجزائرية.
ويؤكد المصدر ذاته بأن الحجاج يقصدون يوميا مقار الوكالات
السياحية للاستفسار عن سبب الخلل، في وقت لم يظهر لديوان الحج والعمرة
المسؤول عن الحجاج النظاميين أي أثر، وقد كان آخر ظهور لمسؤوله الأول
بربارة الحاج يوم اجتماعه بأعضاء البعثة بدار الإمام بالعاصمة، إذ لا تملك
الوكالات صلاحية الاتصال بالمصالح الإدارية لحثها على الإسراع في إعداد
الجوازات، علما أن الحجاج الذين فازوا في قرعة الحج التي تمت على مستوى
البلديات سلموا جوازاتهم للمصالح المعنية منذ حوالي ستة أشهر دون أن يتمكن
معظمهم من استلامها إلى حد كتابة هذه الأسطر.
وانتقدت الوكالات تجاهل انشغالات الحجاج النظاميين على خلاف الذين
حصلوا على الجوازات خارج عملية القرعة، حيث قاموا باقتناء تذاكر السفر
وإتمام كل التحضيرات للإقلاع باتجاه المملكة العربية السعودية، على خلاف
الحجاج النظاميين الذين دفعوا بدورهم التكاليف وكل الوثائق اللازمة في الآجال المحددة دون أن يتمكنوا من استلام الجوازات الخاصة بهم، علما أن أول رحلة باتجاه البقاع تنطلق اليوم من وهران ويستمر برنامج الرحلات إلى غاية بداية أكتوبر القادم.
وأعاب الوكلاء السياحيين عمل اللجنة الطبية التي عاينت الحجاج ومنحتهم شهادة الأهلية التي تمكنهم من أداء هذه الفريضة، بسبب الترخيص لأشخاص طاعنين في السن ومصابين بأمراض مزمنة للقيام بالحج.