كانت سهرة أول أمس مميزة بالنسبة لياسين براهيمي،
لاعب غرناطة، ليس فقط لأنه يلعب للمرة الأولى أساسيا في "الليڤا" في
مشواره مع الذي استعاره من "ران" الفرنسي..
براهيمي
ولكن لأن ذلك صادف
مواجهته العملاق برشلونة وعلى أرضية ملعب كامب نو، الأمر الذي يجعل منها
بداية قوية للاعب الذي أدى عموما مباراة مقبولة جدا قياسا بسيطرة "البارصا"
على المباراة واحتفاظها بالكرة في ثلثي وقت المباراة (حوالي 66 من
المائة)، ومع هذا خلال الفترات التي ظهر فيها قدّم الفرانكو جزائري ما
عليه، ولعب بخفة وسرعة في بعض الأحيان وقدّم تمريرات في العمق، في انتظار
المواعيد القادمة في "الليڤا" التي كان ظهوره فيها أول أمس الثاني بعد
مشاركته في شوط واحد (بديلا) أمام ديبورتيفو لاكورون.
ظهر خفيفا أمام "البارصا" واستبدل في (د74) تاركا فريقه متعادلا وعموما كان أداء براهيمي طيبا، ولكنه ليس خارقا للعادة خلال
74 دقيقة التي لعبها قبل أن يقرر مدربه تغييره (التغيير الثالث والأخير)
وقتها كانت النتيجة تشير إلى (0-0) مع صمود كبير لدفاع غرناطة، لكن النتيجة
النهائية التي آلت إليها المباراة كانت (2-0) كما يعرف الجميع رغم أنها
كان يمكن أن تكون فوزا لغرناطة الذي وجد مساحات كبيرة في دفاع برشلونة بعد
خروج براهيمي وضيع لاعبوه فرصتين لا تعوضان... وعودة إلى مردود اللاعب
الفرانكو جزائري فإنه لعب دون مركب نقص أمام نجوم عالميين، كما دافع وانتزع
بعض الكرات مرتين من ميسي الذي واجهه عدة مرات على أرضية الميدان، كما
هاجم ومرر كرات مستفيدا من خفته ولمساته الذكية.
طبيعة المباراة جعلت دوره الدفاعي يغلب، ولكنه أعطى نسقا هجوميا إلى زملائهولأن مباريات برشلونة أصبحت تتشابه وهي عبارة عن هجوم ضد
دفاع، مع بعض الحملات المعاكسة للمنافسين، فإن دور براهيمي كان دفاعيا
أكثر، ولعب أغلب الوقت قبل منتصف خط وسط ميدان فريقه، ولوحظ عليه الذكاء
التكتيكي في غلق المساحات والتطبيق الجيد لتعليمات المدرب الذي حاول أن
يجعل منه ومن لاعبي الوسط أول جدار دفاعي لوقف مد برشلونة ونجح في ذلك على
الأقل إلى غاية آخر 4 دقائق من النهاية حين نجح تشافي في كسر شفرة دفاع
غرناطة، وبالمقابل خلال فترة تواجده على الميدان أعطى براهيمي النسق
الهجومي لفريقه حيث قاد عدة حملات بسرعة من محور وسط الميدان أربكت دفاع
المنافس.
كرتان من براهيمي في عمق الدفاع واحدة كادت تكون هدفا لولا تدخل فالديسومن بين الهجمات التي قادها براهيمي واحدة في الدقيقة
العشرين من وسط الميدان، انطلق بسرعة السهم ومرر بذكاء إلى أحد زملائه الذي
وعوض التوجه نحو المرمى للتسجيل فضل أن يوقف الكرة ويتماطل. أما الكرة
الثانية التي منحها فكانت أخطر وتحديدا في (د29) عندما مرر كرة في العمق
إلى زميله سيڤارا وجها لوجه، لكن سيڤارا سدد بقوة والحارس فالديس يبعد
الخطر إلى الركنية وكانت هذه أخطر فرصة في الشوط الأول، علما أن ناديه
استحق على الأقل تعادلا في المباراة بالنظر إلى الصمود الذي أبداه وكذا سوء
الحظ الذي لاحقه في نهاية المباراة عندما ضيع فرصة التقدم بطريقة غريبة،
ووقتها كان براهيمي يشاهد رفاقه من كرسي الاحتياط بعد تغييره.
بداية مقبولة في أقوى دوري في العالم وهدفه مكانة أساسية ليقترب من "الخضر"وتعتبر هذه البداية مقبولة جدا بالنسبة إلى براهيمي في أقوى
دوري في العالم، خاصة إذا وضعنا بعين الاعتبار أنه واجه "البارصا" أحد أقوى
أندية العالم، كما أنه التحق بـ "الليڤا" محطما معنويا نتيجة وضعيته
الغامضة في فريقه ران الفرنسي، ليحصل على الفرصة مباشرة حيث لعب في لقاءين
119 دقيقة في "الليڤا" الإسبانية ما يجعل منها بداية موفقة في انتظار
المواصلة والاستمرار في سبيل حجز مكانة أساسية، ويتواجد حاليا براهيمي تحت
أنظار المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش الذي سبق وأن صرّح أن استدعاءه مرتبط
بضمانه مكانة أساسية مع فريقه وهو ما قد يكون له خاصة في ظل الإصرار الذي
يلعب به والرغبة التي تحدوه في تقديم كل إمكاناته للنادي الأندلسي.
أنصار غرناطة يعتبرونه أفضل صفقة في الموسمعلى صعيد آخر وخلال سبر آراء يقوم به موقع نادي غرناطة
الإسباني على شبكة الأنترنت وردا عن سؤال يتعلق بهوية اللاعب الذي يرونه
أفضل استقدام للنادي في الموسم الرياضي 2012-2013 شارك فيه إلى غاية منتصف
نهار أمس 4664 شخصا احتل براهيمي المرتبة الأولى من الأصوات، بـ 36 من
المائة يرون أنه أفضل صفقة محققة، وبفارق معتبر عن ثاني صفقة بـ 21 من
المائة حيث جاء بعده المغربي يوسف العربي، علما أن 10 لاعبين كانوا محل
تصويت. وتأتي هذه المرتبة على الرغم من أن براهيمي لم يلعب سوى مرتين
بألوان غرناطة.