يحملون الخناجر والسيوف بدل الكراسات والأقلام
تلاميذ يزرعون الرعب في مدارسهم
17 ألف تلميذ تشاجروا فيما بينهم وإحالة 2899 على مجالس التأديب
دخل نحو 17 ألف تلميذ و645 في شجارات فيما بينهم داخل محيط المؤسسات التربوية أكثرها في الثانويات، استعمل فيها التلاميذ أسلحة بيضاء، على غرار الخناجر، كما تم ضبط تلاميذ في حالة إدمان على المخدرات داخل محيط المؤسسات التربوية ما جعل الأخصائيين يدقون ناقوس خطر تفاقم استعمال الأسلحة البيضاء في الشجارات.
أحالت مؤخرا ثانوية جمال الدين الأفغاني بالحراش، عددا من التلاميذ استعملوا أسلحة بيضاء متمثلة في خناجر تستعمل في عملية الذبح على مرآى أنظار الأساتذة والمراقبين. وطالب الأساتذة بضرورة تشديد الرقابة على دخول مثل هذا النوع من الأسلحة الخطيرة إلى الثانويات.
وليست هذه المرة الأولى التي يتشاجر فيها التلاميذ داخل محيط المؤسسات التربوية، إذ تكشف أرقام وزارة التربية الوطنية في آخر إحصائياتها عن دخول 17 ألف تلميذ و645 في عراكات وشجارات فيما بينهم لعام 2011، من بينهم تلاميذ أقل من 16 عاما، وُجهت لأوليائهم، إستدعاءات للحضور.
فيما وجهت قرارات طرد وتحويل من المؤسسة التربوية في حق 2899 تلميذ تطاولوا على أساتذتهم بالضرب والإعتداء، حيث أحالت المجالس التأديبية التلاميذ فوق سن 16 على الطرد من المؤسسة، فيما تم تحويل آخرين إلى مؤسسات تربوية أخرى كإجراءات عقابية.
وكان من بين هؤلاء التلاميذ 201 تلميذ يدرسون في الطور الإبتدائي، تطاولوا على معلميهم، فيما سجلت أكبر حصيلة على مستوى تلاميذ الثانويات، حيث تطاول بالضرب والسب والشتم 1455 تلميذ على أساتذتهم.
ولم تظهر أرقام وزارة التربية الوطنية، أسباب النزوع وراء العنف في الثانويات والمدارس، غير أن إتحادية جمعيات أولياء التلاميذ تدق ناقوس خطر الإدمان على المخدرات واستغلال فئات من الشباب تلاميذ الثانويات لترويج المخدرات، مقابل إغراءت مادية أو مقابل أجهزة هواتف نقالة على غرار إغرائهم بجهاز (الأيفون) ذو التقنيات والبرمجيات العالية.
في الموضوع، يؤكد رئيس الإتحادية في تصريح للشروق، أحمد خالد، قائلا: "إن استغلال تلاميذ المؤسسات التربوية في الترويج للمخدرات، أخذ منحنيات خطيرة، وصلت حد دس المخدرات في محافظ تلاميذ الطور الإبتدائي، لأجل تضليل أعوان الأمن عن مكان إخفائها، وذلك مقابل شراء بعض الحلويات لهؤلاء التلاميذ الذي لا يعلمون خطورة ما يحملونه.
وتحذر الإتحادية من ظاهرة تفشي حمل الأسلحة البيضاء داخل المحافظ المدرسية، حتى منها تلك المتعلقة بالأسلحة الخطيرة على غرار "خناجر الذبح". وحذرت الإتحادية -ونحن على مشارف ذكرى المولد النبوي الشريف- من تكرار سيناريوهات استعمال المفرقعات النارية وترويع التلاميذ فيما بينهم، وحتى رميها على الأساتذة.
كما حملت نقابات التربية مسؤولية تفشي ظاهرة العنف واستعمال الأسلحة البيضاء، الأولياء باعتبارهم المسؤولين عن أبنائهم بعد خروجهم من المنازل، إذ يؤكد الأستاذ، فرحات مناوي، عضو في نقابة مجلس أساتذة التعليم الثانوي والتقني، في تصريح للشروق قائلا: "إن على الأولياء مراقبة أبنائهم والبحث في محافظهم عن أي شيء خطير، فليس بالأمر السهل أن يحمل تلميذ في الثانوية سلاحا أبيض يُستعمل من قبل المافيا وهو ذاهب لتلقي الدروس".