الضحية صلى الجمعة واسترخى بالحمّام قبيل انتحاره
انتحار مريع لشرطي برصاصة في الرأس بسطيفتشفير المكالمة السرية يحل اللغز الغريب
وضع الشرطي ط.ح البالغ من العمر 32 سنة حدا لحياته باستعمال مسدسه، مساء أول أمس، فكانت طلقة واحدة في الرأس، كافية لإنهاء حياته على الفور، قرب مسكنه العائلي الكائن بتعاونية الشرطة "أمن الحياة" بحي دالاس في سطيف، حيث رحل تاركا وراءه عدة علامات استفهام حول أسباب الانتحار.
الضحية شرطي، وهو كذلك ابن شرطي متقاعد، وهو متزوج وأب لطفلة في ربيعها الثاني، يعيش بمسكن مستقل عن عائلته المتكونة من 3 ذكور، وهو الثاني حسب الترتيب العمري، وله أيضا أربع شقيقات، كان يعيش حياة زوجية هادئة جدا، وعلاقاته ممتازة مع كل أفراد عائلته وأصهاره، وحظي دائما باحترام جميع أبناء حيه، ورفقاء العمل الذين لم يهضم الكثير منهم ما حدث. وحسب مصادر مطلعة، فإن الضحية طلب من زوجته، بعد صلاة الجمعة التي أداها، تحضير لوازم الحمام بعد أن تواعد مع زميل له، وهو شرطي من منطقة صالح باي جنوب سطيف، على أمل العودة معا إلى الجزائر العاصمة صباح يوم السبت، خاصة وأنه استنفد عطلته السنوية، وكان منتظرا أن يباشر عمله بأمن دالي إبراهيم بالعاصمة. وبعد قضاء فترة استرخاء بحمام الحي، عاد إلى المنزل على متن سيارة صديقه التي لاتزال حقيبة الحمام بها لحد الآن، ثم دخل البيت لأقل من 10 دقائق وخرج مسرعا، ولكنه تلقى مكالمة هاتفية مطولة لأزيد من ربع ساعة أجراها وهو يهرول على الرصيف ذهابا وإيابا أمام مرآى من زميله، ثم أذهل الجميع بفقدانه لتوازنه ولم يتمالك أعصابه أمام مرآى أبناء حيه فأشهر مسدسه وصوبه نحو رأسه ليسقط جثة هامدة وسط ذعر الحاضرين، ورجح عدد من معارفه أن يكون من بين أسباب الحادث، الضغط الكبير في العمل الذي كان يعيشه، وعدم تحمله بعده عن عائلته، وحسب التحقيق الأمني الأولي فإن الوصول إلى صاحب المكالمة الهاتفية ومعرفة ما جرى خلال دخوله البيت وعودته مسرعا هو عنصر مهم لتشفير كل الألغاز والوصول إلى الأسباب الحقيقية لانتحاره، وبعد استكمال الإجراءات القانونية من تشريح للجثة، شيعت مساء أمس السبت جنازة الشرطي بمقبرة سيدي مسعود بقجال.